كيف تستمتعون بأوقاتكم في... كورنوال

لم أولد في كورنوال، لكنني أعيش فيها منذ 20 عاماً. نشأت في نورفولك، ومنذ صغري اعتادت عائلتنا قضاء العطلات في شمال كورنوال، وهذا أمر مثير جداً، حيث الصخور شاهقة، وحيث التهريب وركوب الأمواج عادتان تشكلان تراث هذه المنطقة الرومانسي. أتذكر مشاركتي في سباقات نحو البحر المتجمّد على متن ألواح ركمجة مصنوعة بالبوليسترين، ثم التجمّع في حمّام ساخن، وفرك البطون عارية، واصطكاك الأسنان.

"عند الباب، تجدون دائماً ألواحاً للركمجة، وبزّات للغوص، وكلاباً…"

اكتشفت رياضة ركوب الأمواج حين كان عمري 16 عاماً، فصارت هويتي. ربما يكون المناخ قاسياً، بارداً، عاصفاً، خشناً؛ لكن في اليوم الملائم، هذه الرياضة هي أفضل ما يمكن ممارسته في العالم. كان المحيط يقودني دائماً، لذلك قرّرت في عام 2002 الانتقال إلى كورنوال وإطلاق شركة Finisterre للملابس المستدامة. يقع مكتبنا في حظائر لإصلاح المحركات القديمة في ويل كيتي، وهذا منجم سابق للقصدير في سانت أغنيس، على بعد 400 متر من شمال المحيط الأطلسي المتلاطم الأمواج. عند الباب، تجدون دائماً ألواحاً للركمجة، وبزّات للغوص، وكلاباً.

سانت أغنيس صخرية، خلجانها كثيرة وأمواجها كبيرة. تشعرون هنا حقاً بدورات الطبيعة والمناخ والدراما. عندما تبدأ طيور السنونو في الوصول، تذكّرني بأن العالم ما زال يدور. في الشتاء، يسود هدوء أكبر هنا، فهذا موطن شخصيات مذهلة مرتبطة بحبها البحر، من نساء يسبحن يومياً بعد توصيل أولادهنّ إلى مدارسهم إلى ممارسي رياضة ركوب الموج المحترفين.

أنزل إلى الماء ثلاث مرات على الأقل في الأسبوع. أملك لوحاً جميلاً لركوب الموج من صنع Cord التي يديرها صانع من الجيل الثاني في عائلته اسمه ماركي. ثمة صانع محلي آخر يدعى جايمس أوتر، يحفر في الخشب ألواحاً بحسب الطلب، والرجلان فنانان في حرفتهما هذه. أمارس رياضة ركوب الموج عند شاطئ تشابل بورث، على الجانب الآخر من St Agnes Beacon، ثم أتدفأ بعد ذلك في مقهى الشاطئ الصغير هناك، أو أخرج إلى مقهى The Sorting Office الرائع في سانت أغنيس.

بعد الركمجة مساءً، ربما أقصد Taphouse لتناول مشروب واحد طيب المذاق، أو Driftwood Spars الذي يعود إلى القرن السابع عشر، القريب من الماء. إنه الحانة الكلاسيكية في كورنوال، وفيها مدفأة وسجادة، وعلّقت صور قوارب نجاة على الجدار. أحب أيضاً Night Hatch، الذي يديره طاهٍ متنقل، وينشر موقعه على وسائل التواصل الاجتماعي. يحضّر طعام الشارع الحارّ اللذيذ، مع إضافة المشروبات الباردة وأسطوانات الفينيل. ما عليكم إلا استلام الطبق والجلوس على الأرض.

توغّلاً نحو الجنوب، تجد في بورثليفين بعضاً من أفضل الأمواج في البلاد، من دون شعاب مرجانية كبيرة. ثمة حشد من راكبي الموج هنا، ومشهد غذائي متنامٍ. نحصل على بلح البحر والبطاطا المقلية ممتازة في The Mussel Shoal، ونجلس على عوّامة في الصيف. مقهى Origin Coffee رائع أيضاً، وهذه شركة معتمدة من B Corp مع محمصة خاصة بها.

نذهب مع أطفالي - أعمارهم أربعة وسبعة أعوام و14 عاماً - إلى وليمة ليلية في Nancarrow، وهي مزرعة تديرها عائلة. نأكل الطعام المطبوخ على نار مفتوحة، جالسين على طاولات طويلة في حظيرة كبيرة تمّ استصلاحها، أو قد نقود السيارة إلى The Pig at Harlyn Bay، ولا سيّما في غير الموسم. نحصل على كوخ ريفي فنشعل ناراً وننام ونستمع إلى عواصف المحيط الأطلسي المستعرة في الخارج.

يحبّ أطفالي أن يستقلّوا ما يسمّونه "قطار الشاطئ"، وهو هذا القطار الصغير الساحر المكوّن من عربتين والذي يهدر على طول الساحل إلى سانت آيفز. رأينا من نوافذه الدلافين والفقمات. من المحطة، يمكنكم السير إلى البلدة. نذهب دائماً إلى محطة قوارب النجاة لرؤية القارب الكبير. أحبّ رومانسية RNLI وأنا موظف متطوّع في محطتنا في سانت أغنيس منذ 20 عاماً. هذه محطة من الدرجة D، وليس فيها إلا زورق صغير فحسب. لكنها أيضاً محطة تواجه تحدّيات صعبة جداً، إذ كثيراً ما يتعيّن علينا إطلاق هذا الزورق الصغير نحو الأمواج العاتية.

للخروج إلى براري كورنوال، اذهبوا غرباً إلى بانزانس. إنها بعيدة جداً، وما زالت بكراً. بانزانس رائعة. يمكنكم أن تشعروا بوطأة التاريخ في الشوارع. أحبّ مقهى صغيراً يسمّى The Honey Pot، يقع في آخر طريق متعرّجة صغيرة، وJubilee Pool في الهواء الطلق، وفيه قسم يسخّن لتتمكنوا من السباحة على مدار السنة. لتناول العشاء، نتوجّه إلى 45 Queen Street، وهذا مطعم يسوده المرح في مستودع قديم. الشراب مهم هنا، إنهم يصنعونه بأنفسهم.

عند عودتي إلى المنزل مساءً، ربما أذهب إلى رأس سانت أغنيس، وهو بقعة جميلة عالية فوق المنحدرات ودار المحركات Wheal Coates القديمة. يمكنكم أن تروا الطريق كلها جنوباً إلى سانت آيفز، ويميناً حتى رأس تريفوس في كورنوال الشمالية. هذا أمر خاص جداً.