مجلة الرفاهية العصرية تصدرها إيلاف بالاتفاق مع فايننشال تايمز

أول الكلام

البقاء للأكثر تميزاً

الأصالة عنوان التميّز، في عالم الجياد وسباقاتها كما في عالم الفن السابع والرسم والأزياء، بحسب ما تؤكد رئيسة تحرير How To Spend It Arabic سمر عبد الملك في تقديم العدد الأحدث من مجلة الرفاهية العصرية

جواد وفارسه في مضمار Warren Hill Gallops © توم جايميسونجواد وفارسه في مضمار Warren Hill Gallops © توم جايميسون

الأصالة عنوان التميّز، خصوصاً في عالم الجياد وسباقاتها. هذا ما تؤكده قصة الجواد فرانكل، نجم إسطبلات Juddmonte المدلّل، الذي ما دخل سباقاً إلا فاز فيه. في عام 1980، أسّس الأمير الراحل خالد بن عبد الله هذه الإسطبلات، فصارت لاعباً بارزاً في سباقات الخيل. وفرانكل جواد بريطاني عريق، من سلالة Thoroughbred، فاز في 14 سباقاً شارك فيها، منها عشرة من سباقات الفئة الأولى، واعتزل سباق الخيل في عام 2012، من دون أي هزيمة. وهو محفوظ حالياً في مزرعة Banstead Manor Stud حيث يستخدم لإنتاج الخيول الأصيلة.

جواد يعبر مضمار Warren Hill Gallops في نيوماركت © توم جايميسون
لوحة تمثل وجه الجواد فرانكل من جهات ثلاث للفنانة سوزان كراوفورد © توم جايميسون

عندما توفي الأمير خالد بن عبد الله، شاعت تكهّنات في كواليس السباقات حول إرثه. هل سيلتزم أبناؤه وورثته، الأمير فهد والأمير سعود والأمير أحمد، مزرعة الخيول مثله؟ الجواب يأتي في كتاب يضمّ قائمة بخيول Juddmonte وسلالاتها كلها. فعندما جمع هذا الكتاب أول مرة في عام 1980، وقع في 55 صفحة، فيما تقع طبعة عام 2023 في 455 صفحة. التحدّي اليوم يكمن في العثور على خيول أكثر مثل فرانكل.

الجواد فرانكل نجم إسطبلات Juddmonte المدلّل، ما دخل سباقاً إلا فاز فيه

تكتب صوفيا كوبولا صفحة أصيلة بتميزها في عالم الفن السابع، وهي من تربّع والداها، فرانسيس فورد كوبولا والفنانة ومخرجة الأفلام الوثائقية إليانور جيسي كوبولا، على عرش سلالة سينمائية كبيرة، وقضيا العطل في مواقع تصوير مختلفة حول العالم. كوبولا تخبر جو إليسون أنها قاومت في البداية ميلها إلى ارتكاب أي فعل "سخيف"، كالدخول في أعمال العائلة، وتوقّعت أن تصبح محرّرةً في مجلة، أو تعمل في عالم الموضة، أو التصوير الفوتوغرافي، لكنها أدركت سريعاً أن صناعة الأفلام تجمع كل الأشياء التي تحبّها.

كيرستن دانست في موقع تصوير Marie Antoinette © تقدمة أندرو دورهام وMack
تايسا فارميغا (إلى اليسار) وإيما واتسون خلال تصوير The Bling Ring، من كتاب Archive بقلم صوفيا كوبولا © تقدمة صوفيا كوبولا وMack

أصدرت كوبولا في هذا الخريف فيلمها الثامن Priscilla (بريسيلا)، واقتبسته من كتاب بريسيلا بريسلي Elvis and Me (إلفيس وأنا). تقول إليسون: "بالرغم من أنه فيلم لصوفيا كوبولا، فإنه ليس سيرة ذاتية كما قد يظنّ الآخرون". إنه فيلم قد لا يعجب مريدي ألفيس الكثر في العالم.

على ضفة أخرى، يرفض نبيل كرم أن يكبر، بل يريد أن يبقى صغيراً "مهما تقدّم بي العمر"، على ما يقول بطل السباقات اللبناني فيما يجلس على مجسّم لسيارة Porsche، في متحف من طابقين جمع فيه أكثر من 42 ألف سيارة صغيرة.

يضمّ متحف نبيل كرم مجسّمات صغيرة لسيارات استخدمت في أفلام كلاسيكية قديمة © كارين كاليتا
أكبر مجموعة من السيارات الصغيرة في العالم خوّلت نبيل كرم دخول موسوعة Guinness World Records للأرقام القياسيَّة © كارين كاليتا

يعد هذا المتحف، ويقع على مسافة قصيرة من العاصمة اللبنانية بيروت، الأكثر تميزاً من نوعه في العالم، إذ يضمّ أكبر مجموعة من السيارات الصغيرة والمجسّمات، يقصّ كل ركن فيه قصة شغف كرم بالسيارات، حيث صنع مجسّمات Diorama تمثل لحظات حاسمة ومواقف حرجة في مسيرته على دروب السرعة. في منتصف الثمانينيات، حقّق كرم إنجازات كبيرة في سباقات السرعة في الولايات المتحدة وفي لبنان، لكن شغفه بتجميع السيارات الصغيرة ومتحفه هذا أدخلاه موسوعة Guinness World Records للأرقام القياسية ست مرات. 

يرفض نبيل كرم أن يكبر، بل يريد أن يبقى صغيراً مهما تقدّم به العمر

في عالم الأناقة، تميّزت صوفيا برانتيرا التي حوّلت علامتها Aries التجارية الخاصة بملابس الشارع إلى علامة فارقة، في غضون عقدٍ من الزمان. تقول كايت فينيغان إن برانتيرا واحدة من بين مصمّمات قلائل ينتهكن القواعد ويصمّمن للشارع موضة خاصة. نشأت برانتيرا في روما، لذلك اهتمّت دائماً بالملابس الرياضية والعلامات التجارية الخاصة بالأزياء والثقافات الفرعية. في متجرها الجديد، مزيج من منتجات Aries: ملابس وحقائب جلدية إيطالية الصنع، وسجّادات ودوّاسات أبواب تحمل شعار العلامة التجارية، إضافة إلى منتجات تعاونية وزوايا أقيمت مؤقتاً لعلامات تجارية مختلفة تبيع منتجات قديمة وموسيقى وكتباً.

ماندي الصايغ في محترفها وتحيط بها أعمال فنية قيد الإنجاز © أليكس لوكِت

في الفنّ، تتميز ماندي الصايغ بثلاثيّتها: الطباعة والرسم والسياسة. تقول لفيكتوريا وودكوك: "بغض النظر عن مقدار شفافيّتي، ثمة عنصر غامض في عملي". لكنها تبدو سعيدة حين تفشي أسرار الفكرة التي أنتجت زخارفها المتكرّرة، فالشبكة التي يتكرّر رسمها يدوياً في لوحاتها هي "طريقة لربط الكل في بوتقة واحدة، حتى لا يفيض. وهذه أيضاً فكرة قوية"، كما تقول. وفي الوقت نفسه، النص المتكرّر "نسيم البحر" واحدٌ ضمن سلسلة من الأسماء الرمزية لغارة إسرائيلية استهدفت أسطول الحرية الذي كان متوجّهاً لفكّ الحصار عن غزة في عام 2010. إنها تتعامل مع عناصر الجرح في التجربة الإنسانية.

3 تعليقات

شارك برأيك