في علم لغة الزهور، ترمز زهرة الثالوث إلى الحب. في A Midsummer Night’s Dream (حلم ليلة صيف)، يستخدم أوبيرون وباك زهرة ثالوث برية لجعل ديمتريوس يقع في الحب. في الأساطير الرومانية، ضرب كيوبيد الزهرة بسهم، وحوّلها إلى جرعة من الغرام والهوى. ترمز الزهرة إلى التذكّر أيضاً، إذ اشتقّ اسمها من كلمة pensée الفرنسية، وفي معناها التفكّر وإعمال العقل.

خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر، تمتّعت الزهرة، وهي جزء من جنس فيولا، بشعبية عارمة عندما أنتج المربي ويليام تومسون أصنافاً هجينة بتهجين ثلاث زهور، فأنشأ منها "وجوهاً" جميلة ثلاثية الألوان مع مئات من الأصناف الجديدة التي تزهر شتاءً وربيعاً بالرغم من جمالها الدقيق.
يقول جان - مارك مانسفيلت، الرئيس التنفيذي في Chaumet: "تبدو هذه زهرة هشّة جداً، لكنها تصمد في وجه الثلج والشمس. ليست هذه الهشاشة إلا مرسالاً قوياً. إنها عاطفية جداً". وتُعَدّ هذه الزهرة عنصراً أساسياً في مجموعة Le Jardin Chaumet للمجوهرات الراقية، والتي تأخذ النباتات من السياجات النباتية والغابات والحقول وتحوّلها إلى 68 جوهرة جريئة، بما في ذلك 12 قطعة فريدة مخصّصة لزهرة الثالوث حصراً.
في خواتم صنعت بالذهب الأبيض، توضع ألماسة فاخرة واحدة باللون الأصفر الزاهي أو أحجار من الياقوت الوردي المستدير وياقوت بادبارادشا والألماس. تستحضر كل قطعة كشاكش بتلات زهرة الثالوث أو ألوانها المتدرّجة المتميزة – التي يُعبَّر عنها في مجموعة Chaumet مع إعدادات قاعدية معقّدة وأحجار ملونة بدقة.

تصبح شبكة من الذهب الأبيض مع الألماس والياقوت قلادة مبهرة تتخلّلها مجموعة رائعة من زهرات الثالوث مع ألماسة مقطوعة بيضوياً تبلغ 2.5 قيراط. وبالمثل، تنساب شبكة دقيقة من خواتم وأقراط للأذنين، أو تُستخدَم مع الألماس والياقوت غطاءً لساعة "مجوهرات سرية" ينزلق للكشف عن وجه من عرق اللؤلؤ.
إنَّ الهيكل الافتراضي الذي يسمح بأن تطفو الحجارة على وجه الحلية هو من مميزات الدار، لكن مدير الإبداع إحسان مؤذن يوسع هذه الهياكل متجاوزاً الزهور الطبيعية لإعطاء شعور أشدّ وضوحاً وأكثر معاصرة. يقول: "يبدو الأمر كما لو أنها تتحرّك وتتطوّر وتنمو".

![]() | ![]() |
تعود علاقة Chaumet بعلم النبات إلى القرن الثامن عشر. كان المؤسِّس ماري-إتيان نيتو "صائغاً طبيعياً" معروفاً لاحت الزهور في عهده بتفاصيل وصلت إلى مستوى علمي. يعني هذا الاهتمام برصد الطبيعة كما كانت حقاً، بعيوبها وبكل شيء، أن النباتات كلها كانت هدفاً عادلاً. يضيف مانسفيلت، كان هناك دائماً اهتمام بالأنواع التي لم تكن جميلة فحسب بل رمزية أيضاً. "كان هذا متجذّراً بعمق في قصة Chaumet، ولا سيما منذ الإمبراطورية الأولى"، عندما كان نيتو صائغاً لكل من نابليون وجوزفين بونابرت.
"ليست هذه الهشاشة إلا مرسالاً قوياً. إنها عاطفية جداً"
يعكس صعود Chaumet حماسة للأزهار في القرن التاسع عشر، من أنواع محلية ومن تلك التي جُمِعت من أنحاء العالم كله. في باريس، وصل هذا الهوس إلى أبعاد ملحمية في مالميسون – الموطن الريفي لجوزفين – التي حوّلت الملكية إلى واحدة من أكثر المجموعات النباتية استثنائية في أوروبا، وامتدّت الملكية في نهاية المطاف إلى 1,794 أكراً (7.26 كيلومترات مربعة).
لا تزال تمثل القطع النباتية من الماضي، وبالتحديد من القرن التاسع عشر، مصدر إلهام؛ فمجموعة Pensée متجذّرة في تاج زهرة الثالوث غير العادي الذي صنعه جان-باتيست فوسين في خمسينيات القرن التاسع عشر، وهو الذي خلف نيتو وابنه بعد نفي نابليون في عام 1815. تبدو الأزهار الضخمة والكبيرة التي تحتوي على الألماس المدسوس في الفضة، وهي نموذجية في الحقبة الرومانسية، معلّقة في إطار أثيري جداً يسمح للضوء بعبور الأحجار. صُمِّمت كلّ من زهرات الثالوث الساحرة والمميزة لتُزَال فيمكن ارتداؤها دبوساً للزينة أو للشعر، وهذا عمل مميز آخر من Chaumet. في المجموعة الجديدة، يدور حول هذه الفكرة تاج قابل للتحويل موضوع في الذهب الأبيض ضمن زهرة ثالوث واحدة، فيتحوّل التاج شريطاً أبيض ذهبياً أشدّ ظهوراً مع القليل من ترصيع الألماس.
يقول مانسفيلت: "تشعرون حقاً أن زهرات الثالوث هذه خرجت للتوّ من الحديقة. تموت الزهرة، أما المجوهرات فأبدية. تبقى إلى الأبد".