لحظة يختار المصوّر الفرنسي جان - لوك مايلاين طائراً لتصويره، يبدأ لعبة الانتظار. يثبت الكاميرا المتوسطة الحجم في المكان نفسه في كل يوم، وينتظر أن يعتاد الطائر وجوده، بل وصوت غالق الكاميرا أيضاً. يستغرق الأمر أشهراً في بعض الأحيان قبل أن ترتاح هذه المخلوقات الصغيرة بما يكفي ليستطيع التقاط الصورة التي يريدها. أما الحصيلة لصور طيور الصعو الأوراسي أو الحسّون أو أزيرق الجبل، وكلها التقطت أثناء طيرانها أو تجمّعها حول بركة لمياه الأمطار، فتصبح لمحات عن عالم قلّما تتاح لنا فرصة رؤيته. عرضت 17 من صور مايلاين، والتي تهدف إلى إشعارنا بهشاشة النظم البيئية، في دار العرض Sprüth Magers في لندن.



في إحدى هذه الصور، يحلّق طائر أحمر الصدر (يترك مايلاين أنواع الطيور لغزاً) فوق جذع شجرة، ويحدّق مباشرة في قلب العدسة. في صورة أخرى، يكشف مشهد الربيع، عند الفحص الدقيق، مخلوقاً صغيراً له ريش يتدلّى من فرع، وربما يوشك على الانطلاق في رحلة ما.