الشعر رفيق العربي منذ زمن السجع والمعلّقات، وحتى الساعة. إنَّه سبيله متى أراد البلاغة في الكلام، تماماً كما كان النقش في الحجر سبيل الإنسان القديم متى أراد التأريخ. اليوم، يكتب الفنان التشكيلي العراقي ضياء العزاوي تاريخاً جديداً للتشكيل الشعري العربي، منتجاً قصائد مصوَّرة تبدو في الوهلة الأولى تجربة متفرّدة في تعبير يتميّز من أنواع التعبير الأخرى، تقليدية ومعاصرة، بمزجها الكلمة باللون والقصيدة بالشكل.

في كتابه A Picture of Poetry: The Artist’s Books of Dia al Azzawi (صورة الشعر: دفاتر ضياء العزاوي)، يروي سيرة علاقة الرسم بالشعر في وجدانه، ويلمّ 103 دفاتر من دفاتره، كتب أوّلها في عام 1968 وآخرها في عام 2022، نصّ فيها قصائد من ديوان العرب نظمها 42 شاعراً عربياً، أقدمهم عهداً أبو الطيب المتنبي وابن عربي، وأحدثهم عهداً عبد الوهاب البياتي ومحمد الفيتوري ومحمود درويش وخليل حاوي وناديا تويني وصلاح عبد الصبور وسعدي يوسف وبلند الحيدري وأدونيس وغيرهم، ثم أضاف عليها بريشته وألوانه تشكيلات تحوّلت إلى مساحات تعبيرية تحاكي المعاني المبثوثة وتتفاعل معها، حزناً حيناً وفرحاً حيناً آخر، وغضباً أحياناً. في الكتاب أيضاً مقالات بقلم ندى شبّوط ولويزا ماكميلان ومايسا كافل حسين وغيرهم عن العزّاوي، ومقالات أخرى للعزّاوي نفسه، في مادة استغرق جمعها ثمانية أعوام.