مجلة الرفاهية العصرية تصدرها إيلاف بالاتفاق مع فايننشال تايمز

أول الكلام

سمة الحياة

التحول الدائم سمة الحياة بحسب ما تؤكد رئيسة تحرير How To Spend It Arabic سمر عبد الملك في تقديم العدد الأحدث من مجلة الرفاهية العصرية

طاقم قارب Moonbeam من أسطول Team Fifeطاقم قارب Moonbeam من أسطول Team Fife

التجدُّدُ سمة الحياة. ربما هذه هي خلاصة القول في حكاية بييتر موليير ودار Alaïa المرموقة في عالم الأزياء. منذ عُيّن هذا المصمّم مديراً إبداعياً فيها في عام 2021، كان عليه أن يخطو خطوات تلائم الصيت الأسطوري الذي لازم هذه الدار؛ إذ كان عزّ الدين عليّة المولود في تونس "مصمّماً بالغ الأهمية"، كما تقول جو إليسون، كما كان عليه أن يسير متوازناً على حبل مشدود بين ضفتين متباعدتين: احترام إرث عليّة وإحياء الدار بأفكار مبتكرة. تضيف إليسون: "موهبة موليير في التواصل هي قوّته العظمى. في Alaïa، وجد فرصة سانحة ليوقد شمعة شغفه من جديد". وهو يخبرها: "ما رأيت فيها شركةً للأزياء، بل داراً للموضة". ضمّت مجموعاته الجينز، ومعطفاً بصفين من الأزرار. جدّد، وأعاد تأسيس الجسم بوصفه منتجاً أساسياً، وأطلق مجموعة ملابس للسباحة، لكنه ما تخلّى عن الأساسيات. وفي النهاية، يحبّ موليير أن يصنع ملابس داخلية، ويحلم بصنع ملابس رجالية، وبذلك تكتمل التحوّلات.

بييتر موليير في محترفه في Alaïa

في الخط البحري الممتد 245 ميلاً بحرياً، على طول الساحلين الفرنسي والإنكليزي، ابتداءً من شاطئ الكورنيش في فالماوث وانتهاءً بميناء Société des Régates du Havre، كان الموج يحكم المشاركين في سباق Richard Mille Cup، المحصور بمراكب شراعية مصنوعة قبل عام 1939. التحولات هنا دقيقة، مرهونة بكل دقيقة، وبخبرة ربان كل مركب وبحارته. يصف ريتشارد ميل، صانع الساعات السويسري الشهير، هذا السباق بأنه "مغامرة إنسانية تتميز بأنها رحلة جمالية وعاطفية في الوقت نفسه". ويؤكد وليم كولييه، منظم سباقات اليخوت العالمية: "يفرض البحر قواعده، وخائب من لا يُطيع"، أي من لا يتكيّف مع التحولات التي يعايشها، لحظة بلحظة.

سباق Richard Mille Cup مغامرة إنسانية ورحلة جمالية وعاطفية"

في عالم المطاعم، التحوّلات راديكالية قليلاً. تتحدّث غرايس كوك عن جلبة كبيرة تحدثها المطاعم الصغيرة. بحسبها، يُعَدّ The Small Canteen واحداً من عدد متزايد من المطاعم الصغيرة التي تضمّ 20 مقعداً أو أقلّ. وOtto في برلين مطعم فيه 16 مقعداً، يركّز على مشاركة الأطباق. وفي مانهاتن، Mimi حانة صغيرة لها جوّ خاص، فيها 18 كرسياً وقائمة طعام فرنسية خفيفة تتألف من 10 أصناف إلى 12 صنفاً. أما مطعم The Barbary Next Door بلندن فصغير جداً، إلى درجة أن عليه استعارة مطبخ مطعم مجاور. 

طاقم قارب Moonbeam من أسطول Team Fife يصارع الموج منافساً القوارب الكلاسيكية الأخرى في سباق Richard Mille Cup

أصابت التحوّلات عالم الزهور، بعدما "استحوذ" عليه عالم المجوهرات الراقية. Chaumet رائدة في هذا الاستحواذ. ففي لغة الزهور، ترمز زهرة الثالوث إلى الحبّ. تبدو هذه الزهرة هشّة جداً، لكنها تصمد في وجه الثلج والشمس، ما هذه الهشاشة إلا مرسال قوي. إنها عاطفية جداً. هذا ما يقوله جان - مارك مانسفيلت، الرئيس التنفيذي في Chaumet، لكلير كولسون، خصوصاً أن هذه الزهرة عنصر أساسيّ في مجموعة Le Jardin للمجوهرات الراقية من Chaumet، والتي تقطف أزهاراً وتحوّلها إلى 68 جوهرة جريئة، بينها 12 حلية فريدة مخصّصة لزهرة الثالوث وحدها.

من Chaumet خاتم مصنوع بالذهب الأبيض والألماس والياقوت الوردي وياقوت بادبارادشا، السعر عند الاستفسار

حين يزور تشارلي توماس ورشة ماكس هازان، التي يبتكر فيها درّاجات نارية مختلفة، يرى تطوّراً تقنياً "يدوياً" ما توقّعه أبداً. كيف لا، ومعظم درّاجات هازان تحوّلت إلى قطع فنية تعرض في المتاحف. في عمله، يبدأ هازان بالمحرّك، الجزء الوحيد الذي لا يصنعه من الصفر، مفضّلاً قطعة كلاسيكية، لذا ربما يعتمد محرّك درّاجة Royal Enfield القديم بأسطوانة واحدة، أو محرّك درّاجة Vincent المزدوج الذي يعود إلى منتصف القرن الماضي. أحدث ابتكاراته يأتي تلبية لطلب الممثل جيسون موموا، الذي أراد درّاجةً كبيرة، فزوّدها هازان بمحرّك استخرجه من درّاجة Brough Superior، صُنعت في عام 1938. 

ألان (جالساً) وكريستيان أناندون في حديقة منزلهما بجزيرة إيبيزا

تتحدّث ميشلين مراد عن تحوّل مشهود في عالم الضيافة في إيبيزا، بوتيرة متسارعة فرضها الأخوان كريستيان وألان أناندون، أو الأخوان مامبو، اللذان يؤكدان أن الموسيقى ضيافة، والضيافة موسيقى، ومحور الاثنين واحد: "تجربة رائعة طرباً ومذاقاً وإقامة"، بحسب كريستيان. لا يقصران هذه التجربة على إيبيزا، "إنما نأتي بتفاصيلها من كل مكان، من أي مكان نزوره". وبحكم عملهما في تنسيق الأغنيات والموسيقى، يجوبان بلدان العالم، وما يروق لهما ينقلانه ليضيفاه إلى مزايا الضيافة في مطاعمهما ومقاهيهما. يقول ألان: "ندسّ ذكريات نحملها من أسفارنا في نهجنا بالضيافة، ونراعي في ذلك جانباً روحياً لا نتخلى عنه".

يستعيد لبنان حضوره بصفته قطباً إقليمياً جاذباً للسياح

في حديث حميم عن سلام وجدته في زوايا بلدة البترون الصاخبة في شمال لبنان، تتحدّث رشا كحيل، المديرة الإبداعية في HTSI، عن تحوّل في الضيافة اللبنانية بدأته والدتها. فكحيل تزور في كل صيف Beit al Batroun (بيت البترون) الذي أقامته والدتها في عام 2013، لتسبح بعدها في مياه شاطئ White Beach المجاور. تأكل سمكاً شهياً في مطعم Jammal فيما يغمرها زبد البحر حتى ركبتيها، وتتناول طعام الغداء في La Table de Sept الذي يعلو 950 متراً عن سطح البحر. تنهي روتينها اليومي الصيفي بجلسة عند المغيب في Bolero، وتبدو منه البترون القديمة ممتدة أمامها. تحصل كحيل على توابلها المفضلة من Batrounyat، أو من أحد الخبازين والبقالين المنتشرين في الطرق المتعرّجة هناك.

5 تعليقات

شارك برأيك