في نهاية الأسبوع الماضي، لبّيت دعوة إلى حفلة، فارتديت تنورة ضيّقة منقوشة بنقش جلد النمر من Alexander McQueen وفوقها كنزة سوداء، وتحزّمت بحزام محكم. اشتريت هذه التنورة في منتصف التسعينيات ووضعتها جانباً ردحاً من الزمان بعدما وسّعتها مراراً، إلى أن ضاقت عليّ تماماً فعجزت عن ارتدائها. في الآونة الأخيرة، أعدتها إلى مقاسها الأصلي، فناسبتني تماماً. وللمرة الأولى منذ سنوات، شعرت بالراحة في ملابسي.
أتعاطى عقار Ozempic، الدواء "المعجزة" المصمّم لعلاج مرض السكّري من النوع الثاني، والذي يتبنّاه بشكل مثير للجدل أولئك الساعون إلى النحافة الدراماتيكية والرشاقة الفورية. يعمل هذا العقار من طريق محاكاة عمل هرمون GLP-1 (الببتيد 1 الشبيه بالغلوكاجون) طبيعي لتأخير عملية الهضم، وبالتالي الحدّ من الإحساس بالجوع.
فقدت ما يكفي من الوزن بفضل هذا الدواء لكنني أخشى التوقّف عن تناوله
لست مريضة بداء السكري، لكنني أعاني ارتفاعاً في نسبة الكوليسترول والتهاباً في المفاصل. ربما يكون Ozempic مفيداً في علاج كل من هاتين الحالتين المرضيّتين، لكن بالنسبة إليّ، ليس دوره في التنحيف إلا قيمة مضافة، وكأنه الزينة فوق الكعكة، إن سمحتم لي طبعاً باستخدام هذه الاستعارة من عالم الغذاء. عانيت دائماً مع وزني (السمنة وراثية في عائلتي، ويزيد وزني بواقع خمسة إلى ستة كيلوغرامات عمّا يجب أن يكون عليه وفق سني وبنيتي). وتفاقم الأمر منذ انقطاع الطمث لديّ في أواخر أربعيناتي. أمضيت سنوات طويلة ومملة أفكّر في الطعام، أتحدّث عنه، وأحرم نفسي منه، أو أبالغ في تناوله وأشعر بالذنب. بالرغم من الحديث المسهب عن الإيجابية الجسمانية (يصعب أن يعتنقها شخص بلغ الستين مثلي)، ما كانت علاقتي بوزني وطعامي سهلة يوماً.
قلب Ozempic الأمور رأساً على عقب. سمعت عنه من خلال ما أثير حوله من صخب: أشخاص في لوس أنجليس، العديد من المشاهير الذين ربما يتناولونه، أصدقاء قالوا إن "جميع سكان" نيويورك على ما يبدو كانوا يأخذونه قبل عطلة الشتاء. إنه العقار الإلزامي في الطبقات الغنية المرفّهة.
بدأت أفكّر في استخدامه بنفسي بعدما صادفت طبيبتي لأمراض النساء كلير ميلون، التي فقدت كثيراً من وزنها وبدت رائعة. كانت من عشّاق Ozempic، واعتقدت أنه كان مفيداً جداً للواتي يعانين آثار زيادة الوزن بعد انقطاع الطمث ووصفت مدى إيجابية التجربة لتقديرهنّ ذواتهن.
هل ستصفه لي؟ لا، لكنها أحالتني إلى الدكتورة تامسين لويس، مؤسسة Wellgevity، والمتخصّصة في علم الأعصاب وبيولوجيا الشيخوخة، وكذلك في الطبّ التغذوي والوظيفي، لمعرفة المزيد. إنها أيضاً من مناصري Ozempic، ولكن تحت إشراف طبي ملائم، كما تؤكّد. تقول: "إنه فاعل جداً في تغيير علاقتك بالطعام (والكحول)، فهو مؤثر في هرمون الغريلين، أي هرمون الجوع، ليشعر الناس بالشبع بشكل أسرع، وهو لا يشجّع الأكل العاطفي الطائش الذي يمارسه كثيرون منا". تعتقد لويس أن هذا العقار قادر على تحسين جوانب متعدّدة من الصحة. "عندما يتخلّص الناس من الدهون المتكدّسة في بطونهم، يساعد ذلك على الحدّ من الكوليسترول والخلاص من التهاب المفاصل وآلامها". وافقت.
وصف لي طبيب جماليات متعاطف مع معاناتي مع الوزن بعد انقطاع الطمث دورة مدّتها ثلاثة أشهر. وكان الأصدقاء مشكّكين. قوبلت بعبارات مثل "لكنك لا تعانين مرض السكّري" أو "ماذا عن الإمدادات القصيرة [لمرضى السكّري] التي يجري الإبلاغ عنها في الصحف؟". وأطلق عليه المنتقدون أيضاً اسم "اضطراب الأكل في حقنة". لكنني كنت أكثر فضولاً من أن أرتدع. دفعت 450£ لإمدادي بهذا العقار ثلاثة أشهر.
بدأت الدورة في كانون الأول (ديسمبر)، وحقنت "القلم" في معدتي مرة واحدة في الأسبوع وفق التعليمات، وزدت الجرعة ببطء شديد، فأخذت في البداية ربع مليغرام وزدتها إلى مليغراماً واحداً على مدى أشهر عدة. كنت أعرف الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً – غثيان وقيء وإسهال وإمساك – والمخاطر الصحية المحتملة. في بعض الأحيان، شعرت بغثيان طفيف، في الأغلب في الصباح قبل أن آكل، لكنه لم يكن سيئاً جداً، أي أقرب إلى غثيان خفيف خلال ركوب السيارة، ثم يزول في دقائق. تراجعت شهيّتي، فأكلت الطعام نفسه لكن بكميات أقل، وتوقّفت عن التفكير في الطعام طوال الوقت.

بفضل Ozempic فقدت الوزن بشكل مطّرد، نحو خمسة إلى ستة كيلوغرامات في أربعة أشهر. لا أبدو متهوّرة (ولا أريد التهوّر)؛ عدت إلى مقاس ما قبل انقطاع الطمث. الأفضل من ذلك، انخفض ضغط الدم وتراجعت نسبة السكر في الدم، وخفّ الالتهاب في وركيّ بفضل فقدان الوزن. والأكثر إسعاداً من هذا كله، علاقتي اليوم بالطعام صحية أكثر كثيراً من الماضي، وأنا أستمتع بذلك. آكل عندما أجوع وأتوقّف عندما أشبع، ولا أشعر بأي ذنب بعد تناول الطعام.
متى أتوقّف عن تناول Ozempic؟ هذا أكثر تعقيداً. أعرف أنني فقدت ما يكفي من الوزن، لكنني أخشى التوقف. وجدت دراسات أن الوزن يعود إلى سابق عهده عندما يتوقّف مستخدمو Ozempic عن تناوله. لويس تنصح قائلة: "مهم عدم التوقّف فجأة. يراكم الناس الوزن حقاً عندما يتوقّفون لأن الدواء ليس له أثر دائم. لذلك ستعود شهيّتك، بالرغم من أن علاقة الناس بالطعام تتغير، كما نأمل".
كنت متوترة في شأن الكتابة عن Ozempic. بالرغم من أن Semaglutide (الاسم الطبي للدواء نفسه) نال الموافقة للتو من هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS) بصفته عقاراً للتنحيف، فأنا قلقة من حكم الآخرين إذ يرغبون في أن يكونوا نحيفين في عصر الإيجابية الجسمانية، فهذا يُرَى نقصاً في الانضباط و"حلاً سريعاً" لن يعمل في الأجل البعيد. ثم هناك حقيقة أن عضوية صنّاع هذا الدواء في جمعية قطاعية عُلِّقت بسبب خرقهم قواعد الممارسة الخاصة بها. بالرغم من أن طبيبي يتابعني باختبارات الدم المنتظمة، أقلق أيضاً من المفاجآت السيئة المحتملة التي تخبّئها الآثار البعيدة الأجل. لكن الحقيقة هي أنني أشعر بأفضل شعور عرفته منذ سنوات وثقتي بنفسي أكبر اليوم. أخبرني طبيبي العام أن هذه رحلة شاملة، وأنني بحاجة إلى بذل جهد في ممارسة الرياضة واتّباع نظام غذائي صحي، وليس الاعتماد على الدواء فحسب. وهذا ما أفعله.
أملي هو أن أتمكن من اعتماد عادات أكل أكثر تطوّراً واسترخاء وأقلّ عقاباً حين أتوقّف عن تناول Ozempic، وأن أحافظ على هذه العلاقة الصحية مع الطعام ومع جسدي. قد لا يكون Ozempic الحل البعيد الأجل، لكنه جعلني أدرك أن انتهاج سياسة أكل صحية مسألة ممكنة. وهذا يستحقّ الجهد. أليس كذلك؟
هذا هو عقار Ozempic
في الولايات المتحدة، وافقت FDA (إدارة الأغذية والعقاقير) على Ozempic في عام 2017 بوصفه مساعداً على التحكم بنسبة السكر الدموي في مرض السكّري من النوع الثاني. وليس Ozempic معتمداً من هذه الإدارة بوصفه عقاراً للتنحيف.
في المملكة المتحدة، Ozempic متاح بناء على وصفة طبية حصراً، ويُوفَّر مرة واحدة في الأسبوع.
يعتبر Ozempic هو الاسم التجاري لعقار Semaglutide. يحفّز إطلاق هرمون الإنسولين ويخفّض نسبة السكر في الدم ويبطئ إفراغ المعدة. تحت الاسم التجاري Wegovy وبتصنيع من شركة Novo Nordisk الدنماركية للأدوية، نال Semaglutide موافقة إدارة الأغذية والعقاقير للاستخدام العام في حزيران (يونيو) 2021. في الدراسات السريرية، خسر المريض العادي 15 بالمئة من وزنه.
في آذار (مارس) 2023، وافقت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية على استخدام Wegovy للمرضى الذين يعانون ارتفاع مؤشر كتلة الجسم بشكل يقرّبهم من أعلى نطاق السمنة، والذين يعانون حالةً صحية واحدة على الأقل مرتبطة بزيادة الوزن. الحدّ الأقصى للوصفة الطبية عامان.
وفق دراسة أجريت في آب (أغسطس) 2022، بعد وقف Semaglutide، استعاد المرضى في المتوسط في غضون سنة ثلثي الوزن الذي فقدوه.
تُسرَد آثار جانبية خطيرة محتملة مثل التهاب البنكرياس، وتغيرات في الرؤية، وفشل كلوي، و"أورام محتملة في الغدة الدرقية، بما في ذلك السرطان".
في تشرين الأول (أكتوبر) 2022، سجّلت European Medicines Agency (وكالة الأدوية الأوروبية) "زيادة في الطلب على Ozempic، ما أدّى إلى نقص متقطع في العرض متوقع أن يستمرّ في عام 2023".