مجلة الرفاهية العصرية تصدرها إيلاف بالاتفاق مع فايننشال تايمز

تصميم

جمال الروح

تستلهم أليس تمبرلي، مصمّمة الأزياء البريطانية وسيّدة الأناقة البوهيمية، الفانتازيا لتنتج قماشاً لا سابق له. هل من مكان أفضل من منزلها لمشاهدة ابتكاراتها؟

أليس تمبرلي في منزلها Cricket Court، سومرست، مع حصانها تايني من فصيلة شاير © إملي بنديكسِن أليس تمبرلي في منزلها Cricket Court، سومرست، مع حصانها تايني من فصيلة شاير © إملي بنديكسِن

تُحرّك أليس الأثاث من جديد"، إنها دعابة عائلية قديمة تعود إلى زمن طفولة أليس تمبرلي. فإحدى الهوايات المفضّلة لمصمّمة الأزياء كانت أن تقلب غُرَف النوم رأساً على عقب. تروي: "كنت ألقي بشقيقاتي خارج غرفهنّ، وأُفرغها من كل ما فيها وأضعه عند أعلى السلالم، ثم أنتقل إليها حاملةً أغراضي كلها". أفادتها هذه العادة، بالرغم من أنها أزعجت شقيقاتها اللواتي عانين معها فترة طويلة؛ إذ خاضت أخيراً مجال تصميم الأدوات المنزلية.

لا مكان أفضل من منزلها Cricket Court، حيث تقيم منذ 12 عاماً، لعرض مجموعتها الجديدة التي صنعتها بالتعاون مع علامة Romo التجارية البريطانية المتخصّصة في الأقمشة وورق الجدران. يعود هذا المنزل إلى القرن الثامن عشر، وهو مدرَج على قائمة المباني ذات الأهمية التاريخية و/أو المعمارية الخاصة، وهو يربض على عقارٍ يعود إلى حقبة ويليام الفاتح، مطلاً على ريف سومرست. وقد استضافت مكتبته ذات يوم تشرشل وأيزنهاور. إلا أن الأجواء اليوم مختلفة قليلاً: فعلى السلالم الأمامية تمثالٌ كلاسيكي لرجلٍ عارٍ يلتفّ حوله عقد ضخم من اللؤلؤ، وتتدلّى كرتا ديسكو كبيرتان جداً من سقف الرواق الأمامي المزدان بالأعمدة. المزاج رائعٌ ومتحرّر من الهموم، وكان سيلائم مجموعة Bright Young Things الأرستقراطية البوهيمية.

تمبرلي مع حصانها تايني على السلالم الأمامية لمنزلها Cricket Court © إملي بنديكسِن
غرفة الجلوس في منزل تمبرلي، مزيّنة بستائر وكنبات وسياج مدفأة مصنوعة كلها بأقمشة من مجموعتها الجديدة © إملي بنديكسِن

"بدلاً من تعليق أعمال فنّية في المنزل، أحببت كثيراً تأطير الأقمشة"

نشأت تمبرلي في مزرعة لإنتاج عصير السيدر في سومرست، لكنها حلمت دائماً بهوليوود القديمة. تروي: "أتذكّر أنني كنت أجلس في حظيرة القش منتعلةً جزمة الشتاء المطاطية، أفكّر في ثوب مصمَّم بقَصّة التقطيع المنحرف وفي الراقصَين جينجر روجرز وفريد أستير"، مضيفةً: "أتذكّر أنني كنت أشغّل الراديو وأدّعي أنني في ذلك العالم". أسّست خطّ إنتاج Temperley London خاص بها في مجال الموضة في عام 2000، بعد عامٍ على تخرّجها من College Royal of Art (الكلية الملكية للفنون). منذ ذلك الوقت، عُرِفت عالمياً بتصاميمها البوهيمية الأنيقة: أثواب فضفاضة ناعمة بنقشات أثيرية، وتطريز حِرَفي وخياطة مستلهَمة من الأزياء العسكرية. أصبحت مجموعتها Somerset by Alice Temperley للأزياء اليومية الراقية، والتي صمّمتها لحساب متاجر John Lewis، العلامة التجارية الأسرع مبيعاً في تاريخ هذه المتاجر عند إطلاقها. ترتدي كاثرين، أميرة ويلز، ملابس من تصميمها، في حين أن شقيقتها بيبا ميدلتون ارتدت ثوباً مذهلاً بالأخضر الزمردي من توقيع تمبرلي في حفل استقبال مسائي أُقيم بعد الزفاف الملكي في عام 2011. كما ارتدى مشاهير كثيرون من تصاميمها، بينهم كيرا نايتلي، وبيونسيه، وسارة جيسيكا باركر في إحدى حلقات مسلسل Sex and the City (الجنس والمدينة). تقول: "ما يثيرني هو ملمس القماش وألوانه. بدلاً من تعليق أعمال فنّية في المنزل، أحببت دائماً تأطير الأقمشة أو تعليق الفساتين".

ورق الجدران Bonita Rosa وDelilah وBonita Lilac Ash وLolana من Temperley x Romo، بسعر يبدأ من 150£ للفّة الواحدة

حين انتقلت إلى Cricket Court أرادت توسيع هذه الفكرة وتصميم المزيد من القطع لتزيين غرف المنزل. تقول تمبرلي: "أنكبّ منذ عشرة أعوام على صناعة اللُّحف وورق الجدران والرباطات اليدوية الصنع"، مضيفةً: "رائع العمل مع شركة قادرة على الارتقاء بمستوى المنتج".

الغرفة الصباحية بجدران يزيّنها ورق Temperley Roxanne وستائر مصنوعة بمخمل Frieda © إملي بنديكسِن
غرفة البيانو مزيّنة بستائر Lavinia وبورق جدران Kitty وفيها مقعد للبيانو منجّد بمخمل Lolana © إملي بنديكسِن

النتيجة أقلّ بساطة إلى حدّ كبير ممّا يوحي به ما تقدّم من وصف. فبالتعاون مع إميلي مولد، مديرة التصاميم لدى Romo، ابتكرت تمبرلي مجموعةً (بأسعار تبدأ من 27.50£) من ورق الجدران والأقمشة والستائر الجدارية المطرّزة والوسادات الساحرة ببريقها الغني، والتي تتدرّج كلها من نقش الزهور الفرنسية المستلهمة من أسلوب الأربعينيات إلى الزخرفة الهندسية التي يتّسم بها فنّ art deco. كلّ واحدة منها مستوحاة من نقوش أو تطريزات نجدها في مجموعات سابقة صمّمتها تمبرلي أو من نسيج عتيق لطالما استهواها.

ثمة شالٌ ورثته من والدة صديقة جدّها، "وبقي محفوظاً في علبة زهاء 70 عاماً" ثم عُرِض في منازل تمبرلي المتعدّدة، وهو يشكّل الأساس لتطريز كبير بنقشة زهور Lavinia صار نمطاً يزيّن ورقاً للجدران وقماشاً ومعلّقات جدارية. بأسلوب مبتكر، دُمجت الحياكة بالصنارة في قماش الجاكار المخملي، وتحوّل فستان بقماش التول المطرّز استوحته تمبرلي من التراث الفني الشعبي إلى العنصر الأبرز في مجموعة Bonita التي تتميّز بالساتان القطني والقماش المخملي. أما قماش Euphoria، بنقشة الفهود التي تحمل مظلات والقردة المتأرجحة، فقد استُلهِم من نقوشٍ في أحد أثواب الساتان، فيما يذكّر قماش Gracie، المصنوع بالكتّان الخالص العريض والمطرّز، بالرباطات اليدوية في أثواب زفاف صمّمتها تمبرلي.

عيّنات من أقمشة Effie وLavinia وLolana وBonita وFantasia، بسعر يبدأ من 75£ للمتر الواحد 

تقول: "ما أردت أن تبدو التصاميم كأنها قماش قطنيّ إنكليزيّ مطبوع. أردتها محمَّلةً بالتأثيرات المكتسبة من أسفاري. وهكذا يمكن أن تُستلهَم من مخادع النساء أو من الأسلوب الذكوري الفرنسي، باستخدام الرقائق المعدنية، وورق الجدران الأغمق لوناً والمخمل الداكن الجميل، أو ربما تستخدم هذه الألوان الخضراء الجميلة، مع نقوش كبيرة لسُعَفِ النخيل التي يمكن تخيّلها في بالم سبرينغز".

"رائع العمل مع شركة قادرة على الارتقاء بمستوى المنتج"

لم تصنع علامة Romo التجارية تصاميم بنقشة الفهد من قبل، وهذا لا يروق تمبرلي التي تعتبر أنه نموذج "محايد" أساسي. فهي لم تكتفِ بصنع ورق جدران مخملي بنقشة الفهد للحمّام، ووضعه بجانب حوض الاستحمام المزدان كله بالكريات البرّاقة، بل غطّت سريرها الضخم بنقشة الفهد أيضاً، ما أخاف نجلها البالغ من العمر 14 عاماً. تقول مبتهجة: "أصابته الصدمة حين دخل إلى غرفة نومي. لكن غرفته سوداء ومليئة بأضواء LED. تبدو كأنها ملهى ليلي".

تمبرلي في غرفة نومها ويُرى غطاء السرير بنقش الفهد © إملي بنديكسِن
مكتبة تمبرلي وفيها كنبات منجّدة بمخمل Fantasia ووسادات من المجموعة © إملي بنديكسِن

إذاً لا تطريز في غرفة نجلها. لكن في الغرف الأخرى، تستطيع تمبرلي أن تمارس هوايتها بحرّية مطلقة. تقول إن "نقش الكريستال في المخمل على تلك الكنبات الكبيرة في المكتبة قلب جوّ الغرفة. مدهش كيف تستطيع ستارة بارزة للعيان أن ترتقي بالمزاج وتبدّله. حين كنت أعمل على هذه التصاميم في السنوات القليلة الماضية، شعرت كأنني أعيش في منزل جديد".

حمّام تمبرلي وفيه كراسٍ منجّدة بمخمل Bonita © إملي بنديكسِن

في السنوات القليلة الماضية، تغيّرت أمورٌ أخرى كثيرة في حياة تمبرلي. انفصلت عن زوجها وشريكها السابق في الأعمال، لارس فون بنيغسن، في عام 2012، وكلّفت جهة خارجية إدارة شركتها في عام 2021. بعد ذلك، أعادت هيكلة الشركة ونقلت مقرّها الرئيس إلى مبنى فيكتوري في إلمينستر يقصده العملاء لتسجيل المقاسات وتصفّح أرشيف راكمته خلال 22 عاماً. وقد توقّفت أيضاً عن تصميم الأزياء للمواسم التقليدية، وتكتفي بتسليم مجموعات من أثواب الزفاف والملابس التراثية إلى تجّار الجملة. تقول: "مصدر الإحباط الأكبر الذي عانيته في صناعة الموضة هو دورة الإنتاج. الآن نصنع ما نشاء، ساعة نشاء، ونقدّم المنتج الملائم في الشهر الملائم، ونعمل على توسيع مجموعة الأزياء التراثية"، مضيفةً: "ما يستهويني في الديكور الداخلي هو أننا لا نعمل على تصاميم تلائم نهود النساء ومؤخراتهنّ، وأن دورة المبيعات لا تقتصر على ثلاثة أشهر، وهذا ما أعتبره العائق الأكبر. في عالم الديكور الداخلي، الديمومة سمة في التصاميم. تضيف إليها، لكنك لا تغيّرها". 

هذا لا يعني أن ديكور Cricket Court ثابتٌ إلى الأبد. فالمجموعة تنمو بابتكارات جديدة هي قيد التطوير. وفي وقت ليس ببعيدٍ جداً، ستحرّك أليس الأثاث من جديد، لا شكّ في ذلك.

0 تعليقات

شارك برأيك