عاشت الفنانة إيزابيلا دوكرو في كنف جبل فيزوف، الذي اعتقد اللاتينيون أنه موطن آلهتهم، فكانت الميثولوجيا خبزها اليومي. ذات يوم، وصفت نابولي قائلة: "تمرّ بناصيةٍ أمام قصر قديم، فتصادف مخلوقاً أسطورياً نصفه بشري ونصفه ماعز ينفخ في الناي". بالرغم من أن دوكرو التي تبلغ الآن 91 عاماً قد اختارت روما موطناً لها ومستقرّاً، ترى التراث الأسطوري لمسقط رأسها مؤثّراً في فنونٍ أنتجتها خلال الأعوام السبعين الماضية، ويشمل تصميم النسيج وتأليف المقالات والرسم بقلم رصاص وبالألوان المائية. في معرضها الجديد، عرضت دوكرو أعمالاً فنية جديدة أنجزتها خلال الأعوام الخمسة المنصرمة في صالة Sadie Coles بلندن، وبينها لوحات كبيرة تصوّر هيئات مستوحاة من مُنمنمات فارسية، وأعمال تُبرز الطبيعة الصامتة لمناظر حافلة بالأزهار وأخرى يملأ فيها القمر والنجوم سماء منتصف النهار الزرقاء، تعكس كلها رغبة دوكرو المستمرّة في أسطرة حياتها اليومية. تقول: "هذا جانبٌ أفتقده فعلاً في مسقط رأسي".
