مجلة الرفاهية العصرية تصدرها إيلاف بالاتفاق مع فايننشال تايمز

أزياء

أنقذوا الكوكب بارتداء هذه الملابس

لمكافحة التغيّر المناخي، ينصح الخبراء بشراء ما لا يزيد على خمس قطع جديدة من الملابس في السنة. هذا تحدٍّ تواجهه لورين إندفيك، محرّرة الموضة والأزياء في المجلة

© ليلي برتراند - ويب © ليلي برتراند - ويب

كيف قد تبدو، بالضبط، خزانة الملابس التي تحترم البيئة وتلتزم معاييرها؟ لقد كانت محاولاتي الشخصية لتجميع خزانة كهذه غامضة في أحسن الأحوال. مثل كثيرين، تقبّلت دعوة حركة الموضة المستدامة إلى ترشيد عملية شراء الملابس على قاعدة "إشتروا أقل، واشتروا أفضل"، وخفض استهلاك الملابس بأكثر من 75 بالمئة، والتخلّص من الجلد (في سياق تحوّل متزامن إلى نظام غذائي نباتي). لكن، أيكفي هذا؟

يقول بحث أجري في مركز Hot Or Cool Institute للبحوث، ويتخذ من برلين مقراً ويدرس التقاطع بين الاستدامة والمجتمع، إن ذلك لا يقترب حتى من تحقيق الهدف المنشود. بغية الحدّ من ارتفاع درجات الحرارة العالمية بأكثر من 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل التصنيع – وبالتالي التخفيف من أسوأ أثر للتغير المناخي – نحتاج إلى خفض نسبة انبعاثات الكربون السنوية الناتجة من خزانات ملابسنا إلى 128.7 كيلوغراماً. في المملكة المتحدة، يعني هذا ألا نشتري أكثر من تسع قطع من الملابس الجديدة سنوياً. وفي أجزاء أخرى من مجموعة العشرين، حيث يكون متوسط الانبعاثات الناتجة من ثوب واحد أعلى، ينخفض عدد الملابس الجديدة إلى خمسة. وهذا يتطلّب تحولاً كبيراً في نمط الحياة، إذ يتّجه المتسوّق العادي في المملكة المتحدة إلى شراء 27 قطعة جديدة سنوياً بحلول عام 2030. في العام الماضي، اشتريت 20 قطعة جديدة، ولم أشعر بأن عددها كبير حتى أحصيتها كلها. على الأقلّ، يعدّ هذا تحسناً عن عام 2014، إذ اشتريت حينها 82 قطعة جديدة من الملابس والأحذية والأكسسوارات في عام واحد، في ذروة جنون تعاون المصممين وحماستي الخاصة لـJ Crew من Jenna Lyons، ومع ذلك ظللت أشعر بأنّ هندامي سيىء. (عندما يشتري المرء 82 قطعة في سنة واحدة، لا يقضي كثيراً من الوقت في التفكير في ما يحصل عليه).

ترتدي إندفيك (ومعها كلبها بايبر) معطفاً صوفياً واقياً من المطر من GABRIELA HEARST، ووشاحاً مستعملاً بالكشمير من HERMÈS (اشترته من خلال therealreal.com). وتنتعل حذاءً من LOEWE. ما لم يُشر إلى خلاف ذلك، الملابس كلها تخص الكاتبة © ليلي برتراند - ويب

تقترح دراسة Hot Or Cool Institute خزانة ملابس "كافية" تتألف من 74 قطعة، تشكل نحو 20 ملبساً: ستة للعمل، وثلاثة للمنزل، وخمسة للتمارين والرياضة، واثنان للمناسبات الاحتفالية، وأربعة للمناسبات الخارجية الرائعة. وبالنظر إلى أن 70 بالمئة من الملابس المعلّقة في خزائن ملابسنا "سلبية" – أي لا تُرتدَى أبداً أو تُرتدَى نادراً – يبدو هذا الرقم قابلاً للتطبيق تماماً. ضعوا في الحسبان أيضاً أن خزانة الملابس الفرنسية المتوسّطة في ستينيات القرن العشرين كانت تتألف من نحو 40 قطعة من الملابس، ولم تكن تتطلّب خزانة من الجدار إلى الجدار، أو خزانة يمكن أن يمشي المرء فيها لإيواء كل شيء (شيء أفكر فيه وأنا أستهزئ بأعمال النجارة الخاصة بمنزلي).

يقول لوكا كوسييم، أحد مؤلفي الدراسة: "نحن لا نطلب حقاً من الناس العودة إلى سبعينيات القرن السابق أو ستينياته. حتى لو عاد الناس [إلى الأحجام التي كانوا يشترونها] إلى عام 2010، فسيحدث ذلك فارقاً كبيراً... لقد ضاعفنا [عدد الملابس] التي نشتريها منذ ذلك الوقت".

قميص حريري من MARGARET HOWELL. سروال صوفي وحزام مستعمل من THE ROW. وشاح حريري عتيق الطراز من HERMÈS (اشترته من خلال vestiairecollective.com) © ليلي برتراند - ويب

بالنظر إلى ما هو مهمّ اليوم، ليس تقليل مشترياتنا من الملابس مطلباً كبيراً. إن فشل البشر في الحدّ من ارتفاع درجات الحرارة بأكثر من 1.5 درجة بحلول عام 2030، فسنُدفَع جميعاً إلى نقاط تحوّل بيئي لا عودة منها. ستغرق المدن، وسيموت الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا، ويمكن أن ينزلق نحو 100 مليون شخص إلى براثن الفقر.

ثمة طرق أخرى تمكّننا من تقليل بصمة خزانات ملابسنا أيضاً، مثل غسل الملابس بوتيرة أقلّ وبدرجات حرارة أقلّ، وشراء الملابس المستعملة (لا تضع الدراسة سقفاً مقترحاً لمشتريات الملابس المستعملة)، وتمديد عمر القطع التي بحوزتنا إلى ثماني سنوات وتسعة أشهر بدلاً من الحدّ الأدنى الوارد في الدراسة والمؤلف من ثماني سنوات، وهنا تطل علينا خدمات مثل Restory. لكن أياً من هذه الإجراءات لا ينافس الأثر الذي يتركه شراء عدد أقلّ من الملابس.

فستان Andy المصنوع بمزيج قطني من GABRIELA HEARST، بسعر 857£، matchesfashion.com. سوار سلسلي مصنوع بالنحاس والألومنيوم من PACO RABANNE، بسعر 310£، mytheresa.com © ليلي برتراند - ويب

متحلّيةً بهذه الروح، سأقصُر مشترياتي على خمس قطع جديدة وأربع قطع مستعملة. وتماشياً مع نظامي الغذائي، سيكون كل شيء تقريباً مستنداً إلى النباتات.

يتّجه المتسوّق العادي في المملكة المتحدة إلى شراء 27 قطعة سنوياً بحلول عام 2030

الجانب الإيجابي لكوني في منتصف ثلاثينياتي، وكوني أنفقت مبالغ غير ضئيلة على الملابس الأساسية في العقد الماضي - معطف شتاء ثقيل من Prada، وآخر واقٍ من المطر من Khaite واسع بما يكفي لاستيعاب كنزة ضخمة، وسروال جينز بساقين مستقيمين أخذته إلى الخياط كي لا أشتري غيره – فهذا يعني أن نواقصي قليلة. لكن نواقص معينة، مثل فستان ملائم للمكتب خفيف الوزن بما يكفي لأرتديه في الصيف الأشدّ حرارة في لندن، ستحظى بالأولوية إن لم أتمكن من العثور على قطعة مستعملة. أما النواقص الأخرى فعليها الانتظار إلى عام 2024.

ما قلّ ودلّ

قائمة تسوّق الأساسيّات

ترتدي لورين إندفيك كنزة من ANOTHER TOMORROW، بسعر 617£، وسروالاً وحزاماً مستعملاً من THE ROW © ليلي برتراند - ويب

كنزة شتوية
تعهّدت شراء الملابس المصنوعة من الألياف النباتية فحسب، باستثناء هذه الكنزة الفضفاضة القشدية اللون والمصنوعة بالصوف والمعروضة لدى Another Tomorrow ومقرها نيويورك. حصلت هذه العلامة التجارية على الصوف من نان براي من White Gum Wool، وهي مربية أغنام أسترالية تتيح لقطيعها أن يعيش مداد حياته فلا ترسله للذبح عندما ينخفض إنتاج الصوف (هذا يحدث عادةً في عمر خمس إلى ست سنوات، علماً أن الأغنام تعيش بخلاف ذلك نحو 12 سنة). كنزة بياقة عالية من ANOTHER TOMORROW، بسعر 617£

كنزة بياقة عالية سوداء رقيقة
في الأشهر الباردة، أرتدي في كل يوم تقريباً كنزة ياقتها عالية سوداء من الكشمير، والآن شاب الكنزتين اللتين امتلكتهما من Burberry في السنوات القليلة الماضية اهتراء خطير تحت الذراعين. أتوقّع أن أرتديهما سنوات قليلة بعد، لكنني سأبحث عن بديل مصنوع بالقطن الثقيل الوزن، وأعرف أن مارغريت هاول تصنع كنزات جيدة كهذه. قميص قطني بياقة عالية من MARGARET HOWELL، بسعر 145£

سترة كحلية
قبل أربع سنوات، فقدت سترة كحلية أحببتها، مصنوعة بالحرير والصوف، من تصميم بول سميث، كنت أرتديها أربعة أيام في الأسبوع أو أكثر. أفتقدها منذ ذلك الحين. حصل فريق التصميم المخصّص في الشركة على النموذج الأصلي من أجلي، لذلك سأحصل في هذا العام على نسخة مصنوعة بالكتان أو بألياف أخرى مستخلصة من النبات، وسأتمكن من تحمّل تكاليفها لأنني سأشتري ثياباً أقل. paulsmith.com/uk/info/bespoke-tailoring

فستان صيفي خفيف الوزن
وجدتني أمتلك ملابس قليلة يمكن ارتداؤها خلال موجة الحرّ القياسية في المملكة المتحدة، وقد ارتديتها في رحلة عمل إلى صقلية في الصيف الماضي. سيكون هذا الفستان الجيد التهوية للمكتب وعشاء العمل موضع ترحيب كبير. فستان Lasha الحريري من RACHEL COMEY، بسعر 969£، من smallable.com

صندل الصياد
بقدر ما أستمتع بحذائي من Tevas، اضطر في بعض الأيام إلى انتعال حذاء أكثر رسمية. أصدر جون لويس صندل صياد خضري حسن المظهر في العام الماضي؛ آمل في أن ينتج بائع التجزئة نسخة مشابهة قريباً. أترقّب أيضاً نسخة مستعملة من هذا الصندل من The Row (بسعر 515£، vestiairecollective.com) أو واحداً من Church (أعلاه، بسعر 290£، vestiairecollective.com).

3 تعليقات

شارك برأيك