مجلة الرفاهية العصرية تصدرها إيلاف بالاتفاق مع فايننشال تايمز

سيارات

عودة السيارة الفقّاعة

بفضل Micro Scooter المتناهية في الصغر، غيّر ويم أوبوتر شكل عملية التنقّل من المدرسة وإليها، وكسب من ذلك الملايين. ها هو اليوم يعيد إطلاق إحدى أيقونات الخمسينيات لتلائم العصر الراهن

سيارة Microlino الجديدة، ابتداءً من 13,200£ سيارة Microlino الجديدة، ابتداءً من 13,200£

بعد 60 عاماً على إنتاج آخر سيارة Isetta Bubble Car المميزة ببابها الذي يفتح من الأمام كما "باب الثلاجة"، تُكتب لهذه الأيقونة في تصميم السيارات الحياة من جديد بفضل رجل يقف وراء ظاهرة Micro Scooter، أعاد النظر في تفاصيلها.

أحدث المخترع السويسري ويم أوبوتر تغييراً جذرياً في مسألة التنقّل لمسافات قصيرة من طريق تحويل دراجة السكوتر اللعبة إلى دراجة صغيرة مصنوعة بالألومنيوم قابلة للطي مخصّصة للبالغين، وإطلاق جيل جديد من هذه الدراجات الصغيرة الثلاثية العجلات للأطفال لتحتلّ منذ ذلك الحين الأرصفة في أنحاء العالم كله. وهو الآن يأمل في إطلاق ثورة مماثلة في سوق السيارات الكهربائية بسيارته Microlino الخفيفة الوزن جداً والمخصّصة لشخصين فقط.

باب Microlino الذي يفتح من الأمام

يقول أوبوتر، 62 عاماً: "تتيح هذه الدراجات الصغيرة للناس أن يتنقّلوا بيسر، فتخلّوا بفضلها عن رحلات غير ضرورية بسيارات لا تُعَدّ ولا تُحصَى. أعتقد أن تغييراً مماثلاً في العقلية بات حيوياً للتنقّل بالسيارة في المدينة بهدف تحقيق انخفاض جذري في انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون. يجب أن يحلّ اليوم الذي يُعدّ فيه جلوس شخص أو شخصين في سيارة دفع رباعي بغرض التنقّل المحلي أمراً غير مقبول. برأيي، تشبه هذه العادة ارتداء معاطف الفراء في الماضي".

أطلق أوبوتر، وهو مصرفي سابق من زيوريخ، أول دراجة سكوتر في عام 1997، ومنذ ذلك الحين باع منها 50 مليوناً في 30 طرازاً مختلفاً، فجنى أكثر من 600 مليون جنيه إسترليني. يدير عمليات مرخّصة في 80 دولة، مستثمراً مبلغاً غير محدّد بملايين الجنيهات في مشروع سيارته الذي يتمحور حول تحدٍ أساسيّ: "ما مقدار حاجتنا الحقيقية إلى السيارة؟". تقول Micro إن السيارة العادية تنقل 1.2 شخص فقط وتقاد 35 كيلومتراً في اليوم فقط، ما يعني أن السيارات العادية تتجاوز 95 بالمئة من حاجات استخدامها. تتخلّى Microlino عن كل ما يُعَدّ غير ضروري، فيقلّ عدد القطع التي تستخدمها بنسبة 60 بالمئة مقارنة بالسيارة التقليدية، ولا تزن أكثر من 496 كيلوغراماً، وهي بالتالي أخفّ من باقي السيارات بنسبة 55 بالمئة. يقول أوبوتر إنها خفيفة إلى درجة أنها تولّد ثلث انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون في كل ميل تقطعه، مقارنة بالسيارات الكهربائية الصغيرة الأخرى.

السيارة الفقّاعة Isetta الأصلية لعام 1953

سيارة Microlino مستلهمة من Isetta الصغيرة، التي صمّمت في الأصل في إيطاليا وأطلقت للمرة الأولى في عام 1953. إلا أنها لم تُعرف كثيراً في قطاع السيارات إلا بعدما بدأت BMW بإنتاج كميات كبيرة منها في عام 1955، لتكون السيارات في متناول الجميع بعد الحرب العالمية الثانية. بالرغم من أنها كانت تحايلاً صناعياً غرضه التوفير، احتفى بها مشاهير في هوليوود مثل كاري غرانت، وبيع منها أكثر من 161,000 سيارة حتى إيقاف إنتاجها في عام 1962.

ولدت Microlino التي صنعها أوبوتر في عام 2015 حين قرّر نجلاه – أوليفر، 28 عاماً، وميرلين، 27 عاماً – المضيّ قدماً في تطوير الفكرة. كانت العائلة تملك سيارة Isetta قديمة من عام 1956، وخطرت للشابين فكرة إعادة تصميمها لتلائم الحياة في القرن الحادي والعشرين. تأخرا قليلاً، ثم بدأ النموذج المُعَدّ للإطلاق بالخروج من خط التجميع في تورينو، حاملاً اسم Pioneer، في إشارة إلى ريادة دراجة أوبوتر الصغيرة.

طول هذه السيارة 2.52 متر وعرضها 1.47 متر، وقد ورثت خصائص عديدة من Isetta الساحرة: يمكن ركن ثلاث سيارات Microlino ومقدّماتها نحو الرصيف في مساحة قياسية واحدة. كذلك، تتميز بالباب نفسه الذي يفتح من الأمام، كي يخرج السائق من السيارة مباشرة إلى الرصيف. تبلغ سرعتها القصوى 90 كيلومتراً في الساعة، وتتسارع من صفر إلى 50 كيلومتراً في الساعة في خمس ثوانٍ.

السيارات العادية تتجاوز 95 بالمئة من حاجات استخدامها

نظراً إلى غياب حجرة محرّك السيارة، لمقصورة الركاب إطار فولاذي قويّ وباب أمامي صنع بالصلب المقوّى سجل نتائج أفضل من السيارات الصغيرة الأخرى في اختبارات السلامة عند الاصطدام المباشر. تسير هذه السيارة 230 كيلومتراً في شحن واحد، ويعاد شحنها كاملةً في أربع ساعات باستخدام مقبس التوصيل المنزلي التقليدي.

ومثل Isetta، يُراد لسيارة Microlino أن تكون في متناول الجميع بسعر ابتدائي قدره 13,200£، ويرتفع إلى حدّ أقصى قدره 19,800£. يضيف أوبوتر: "نريد أن تكون هذه السيارة أول خيار لسيارة ثانية. سيملك الناس دائماً سيارات كبيرة للرحلات الطويلة، لكن يمكنهم اقتناء Microlino للمدينة".

بالفعل، تسجّل أكثر من 36,000 مشترٍ محتمل (مجاناً) لشراء Microlino، لكن لن يصنع في هذا العام أكثر من 500 سيارة مخصّصة لعملاء في سويسرا وإيطاليا وألمانيا، على أن يرتفع عددها إلى 5,000 في العام المقبل، ومقدّر أن تصل إلى المملكة المتحدة بحلول الربيع. كما يشمل توسيع نطاق الإنتاج العالمي شركاء صناعيين في كل بلد لإلغاء بصمة النقل الكربونية.
يأمل أوبوتر في أن تصبح سيارة Microlino جزءاً من الموضة اللافتة للنظر. وفي صدى لهذا الشعور، ذهبت أول سيارة منها في إيطاليا إلى مدير بارز في مجموعة Kering، التي تملك علامة Gucci التجارية، لتكون هدية عيد الميلاد الـ60 للرئيس التنفيذي لشركة الأزياء ماركو بيزاري. ونظراً إلى أنه أطول من كل من يحيط به، إذا وسعته فستسًَع الجميع.

0 تعليقات

شارك برأيك