مجلة الرفاهية العصرية تصدرها إيلاف بالاتفاق مع فايننشال تايمز

ساعات

الروح متمردةٌ لكن الجوهر لا يتغيّر

في تعاون هو الثالث من نوعه، ينفخ فنان الوشم ماكسيم بليسيل – بوتشي بعضاً من روحه في ساعة جديدة من Hublot، ولا يمسّ جوهرها

مصمم الوشم السويسري ماكسيم بليسيا -  بوتشي منكباً على تصميم ساعة Spirit of Big Bang Sang Bleu الجديدة من HUBLOT مصمم الوشم السويسري ماكسيم بليسيا -  بوتشي منكباً على تصميم ساعة Spirit of Big Bang Sang Bleu الجديدة من HUBLOT

في عالم تهيمن عليه الساعات الذكية، قليلة هي الساعات التقليدية التي يمكن وصفها بأنها أعمال فنية، أو بأنها "ذات نسب نبيل". لكنَّ ساعة Spirit Of Big Bang Sang Bleu من Hublot تتجاوز حدود صناعة الساعات التقليدية، وتدمج عالم الحِرفية السويسرية الرفيعة وفن الوشم، إذ بث فيها ماكسيم بليسيا - بوتشي، فنان الوشم السويسري ومؤسس وكالة Sang Bleu Creative Services، من روحه لتخرج من بين يديه "تحفة تجسد روح الابتكار التي تحدد عالم فن الوشم وصناعة الساعات الفاخرة"، كما يصفها ريكاردو غوادالوبي، الرئيس التنفيذي في Hublot، مضيفاً: "لقد منح ساعة Spirit of Big Bang هوية جديدة. إنه يهبها بعداً معمارياً مختلفاً".

حين عرضت Spirit Big Bang Sang Bleu في نيسان (أبريل) خلال أمسية خاصة في صالة Galleria Meravigli بميلانو، ما كان صعباً أن يتعرّف من شاهدها على ما فيها من روح متمردة ترادف تمرّد مصممها، وتتماهى نقوشها مع ما ينقشه في أجساد الناس من وشوم مزخرفة، توحي في الوهلة الأولى بإيمان مطلق بالتميّز. وحين يحمل بليسيا – بوتشي هذه الساعة الممهورة بعلامة Hublot التجارية الراقية، يتباهى بما صنعت يداه. 

مصمم الوشم السويسري ماكسيم بليسيا -  بوتشي يلف معصمه بساعة Spirit of Big Bang Sang Bleu الجديدة المصنوعة بالذهب الملكي من HUBLOT

بدأ تعاون Hublot X Sang Bleu في عام 2016، بتصميم أول ساعة Big Bang Sang Bleu مستوحاة من لوحة Vitruvian Man التي رسمها ليوناردو دافنشي. وفي عام 2019، أثمر تعاونهما الثاني ساعة Sang Bleu II، فأتت مرادفةً لوشم كامل الجسد من خلال نموذج Big Bang بأكمله. واليوم، تقدم مجموعة Spirit of Big Bang 2023 ساعة "موشومة" يجري في عروقها دم Hublot وتميزها رموز سلسلة Big Bang. يقول بليسيا - بوتشي: "لا أتعاون مع أي أحد في أي عمل إلا إذا كنت مقتنعاً بأن هذا التعاون سيأتي بما يستحيل أن يحققه طرف واحد منفرداً، فالمهم عندي أن يكون الكل أكبر من أي جزء، وإلا ضاع الوقت والجهد هباءً". هذه القناعة أنتجت ساعةً مميزة، "فكانت كنزاً لا يفنى"، كما يقول، مذكراً بأن هذا هو تعاونه الثالث مع صانع الساعات السويسري: "علاقتي بـ Hublot تشبه المنزل، وكأننا نتعاضد في مشروع معماري نريده مختلفاً. وما ساعة The Spirit of Big Bang Sang Bleu إلا ثالث ركن في هذا الهيكل القائم في أساسه على الإبداع، لذا ينتصب منزلنا معلمًا فنياً بارزًا ومتماسكاً".

عشق السويسري للساعات ليس قراراً يتخذه بنفسه في لحظة وعي، إنما هو شعور يولد فيه لحظة يبصر النور"

حين أسس بليسيا – بوتشي وكالته Sang Bleu Creative Services، أرادها محترفاً إبداعياً جامعاً، يقدّم خدمات تحريرية لوسائل الإعلام وصناع المحتوى، ويوفر المشورة في تنظيم المناسبات، ويبتكر الهويات الخاصة بالشركات ويساهم في الترويج لها ولمنتجاتها وخدماتها. وبالرغم من أنه المدير الإبداعي الذي يقف وراء كل جميل في هذه الوكالة، يبقى رسم الوشوم نشاطه المفضل. حسناً.. فما الذي أتى بك إلى عالم الساعات... للمرة الثالثة؟ يجيب: "أنا سويسري، وعشق السويسري للساعات ليس قراراً يتخذه في لحظة وعي، إنما هو شعور يولد فيه لحظة يولد، ويتحول إرثاً ثقافياً يصونه لينقله إلى غيره بكل تفانٍ". في سنوات نشأته الأولى، وجد بليسيا – بوتشي نفسه محاطاً بالساعات، إذ كانت باب رزقٍ لمن حوله. لاحقاً، حين اعتنق ثقافة الـ "هيب هوب"، وجد نفسه ممسكاً بمجد الساعات من طرفيه. يقول: "كان الأمر شبيهاً بهوية متجذرة في أعماق النفس، لها سمتان: البقاء والثقافة. فالساعة في زمننا ذاك كانت رمزاً لمكانة اجتماعية نزدريها حيناً ونرنو إليها حيناً آخر، حتى صادفت أول ساعة راقية فعلاً في التسعينيات".

ساعة Spirit of Big Bang Sang Bleu من HUBLOT في نسخها المختلفة بالتيتانيوم والسيراميك الأسود والذهب الملكي

في تلك الحقبة من حياته، تبدّلت نظرته إلى الأمور قليلاً، فما عاد الأمر متصلاً برمز للمكانة فحسب، إنما صارت ساعة اليد ناطقةً بلسان تاريخ وثقافة غنيين جداً، تماماً كما ينظر الآن إلى الوشم، فيرى فيه عملاً فنياً يرقى إلى مصاف الفانتازيا، لأنه يتكلم أيضاً لغة التاريخ والثقافة، ولو كانت لغة خاصة بكل من يجلس بين يديه لينقش وشماً يتحول شيئاً فشيئاً إلى جزء من هويته. يقول: "أقارب مسألة تصميم الساعة كما أفعل مع الوشم، أو مع أي ابتكار آخر كالخطوط أو الأزياء مثلاً. إنها مراحل جنينية: نطفة الإدراك تنمو مفهوماً، ويتبلور المفهوم في لحظة تجلٍ؛ ويخرج التصميم روحاً من روحي، أكان ساعةً أم وشماً، ليكون تجلياً لإيمان يسود العصر". في تعبيره هذا، يُجمل بليسيا – بوتشي، من دون أن يسهب، كل أسباب النجاح الذي يتوقعه لساعة The Spirit of Big Bang Sang Bleu. 

تمثل ساعة Spirit of Big Bang Sang Bleu من HUBLOT بالسيراميك الأسود الاندماج بين الرصانة والتمرد، بسعر CHF24,900، من hublot.com

تتميز هذه الساعة بإطار قطره 42 مليمتراً، تصميمه ثلاثي الأبعاد مريح، يتراوح ثمنها بين CHF21,900 وCHF94,000 (يمكن الحصول عليها من hublot.com). نسخها محدودة كلها؛ إذ صنع منها 200 ساعة بالتيتانيوم و 200 أخرى بالسيراميك الأسود، و100 ساعة بالذهب الملكي، إضافة إلى نموذجين مرصعين بـ 180 ألماسة. قرصها الداخلي مصنوع بالياقوت، يعرض حركة تزامنية يؤدها محرك HUB4700 الأوتوماتيكي، فيما العقارب موشومة على طريقة Sang Bleu. يقول بليسيا – بوتشي: "تماماً كما رأيتها في خيالي". فأحياناً، تكون الصورة جليةً في ذهن المبدع، ولا يمكن حينها ثنيه عن تنفيذ رؤيته، أو منعه من فرض أجندته الإبداعية على من يتعاون معه، لذا تركته Hublot على سجيته بلا تردد، لأنه يعرف حق المعرفة - بعد تعاونين سابقين - كيف يبث روح تصميمه في جسد الساعة التي عرف الصانع السويسري بتفاصيلها الدقيقة. يقول غوادالوبي: "بمهارته المعهودة، دسّ بليسيا – بوتشي روحاً جديدة في الساعة من دون أن يمس جوهرها، فكانت Spirit of Big Bang Sang Bleu مختلفةً، لكنها لم تفقد انتماءها، وهذا ما برع فيه المصمم؛ فأنت تجد فيها مفاهيم Big Bang Sang Bleu I & II واضحةً من خلال إعادة تعريفه مفهوم Big Bang  في ساعاتنا". 

أُقارِبُ مسألة تصميم الساعة كما أفعل مع الوشم"

ما كان الأمر مهارةً بقدر ما كان إدراكاً للتحولات الحاصلة اليوم في عالم الساعات؛ فنحن نعيش حقبة الساعة الذكية التي تكاد تهيمن على قطاع الساعات الرقمية العادية والساعات غير التقليدية. يقول بليسيا – بوتشي: "لذا، تتخذ ساعة Spirit of Big Bang Sang Bleu شكلاً شبه مستطيل عامودي بقطبين شبه مسنّنين في أعلاها وأسفلها، فالناس اليوم اعتادوا استطالة الساعات الذكية بحجة أنها ليست إلا شاشة، عليها معلومات وبيانات وأرقام تختزل الحياة العصرية. وفي ما أراه، تختزل ساعة Spirit of Big Bang Sang Bleu عالم الساعات في المستقبل، لأننا مقبلون بالتأكيد على حقبةٍ لا يتقيد فيها تصميم الساعة بزمان أو مكان أو هوية، إلا زمان مستخدمها ومكانه وهويته. أما الثابت، فمراوحة الساعة بين الأحدث تقنياً والأجمل فنياً". 

ساعة Spirit of Big Bang Sang Bleu من HUBLOT بالذهب الملكي مرصعة بالألماس، بسعر CHF94,000، من hublot.com

إن سألته عن المستقبل، يجيب بتأنٍ وتفكير أن استشرافه صعبٌ، بسبب الموجة الجديدة من الذكاء الاصطناعي التي لا يستبعد أن تطال كل شيء، من فن الوشم إلى صناعة الساعات. يبحث عن كلمة تفي هذه المسألة الشائكة حقها، فيجد دواءَ الداء: "الاندماج". فكما تمثل ساعة Spirit of Big Bang Sang Bleu ذاك الاندماج الإبداعي بين عالمي الفن والتصميم وحرفة صناعة الساعات، "لا بد من أن نعرف نحن البشر كيف نندمج في عالم الذكاء الاصطناعي من دون أن نذوب كلياً فيه، فنفقد لمستنا البشرية. ستدوم هذه اللمسة في Sang Bleu إلى الأبد، ما دامت وشومي من بنات خيالي، وما دام جوهرها قبساً من روحي".

3 تعليقات

شارك برأيك