إنها الخامسة فجراً في مطار تبليسي. الهواء يعبق برائحة الكرز المتصاعدة من مساحيق التنظيف. بعد سفر ثماني ساعات، مفيدٌ تحديد موقعي الجديد: تفوح خلفي روائح بساتين أوروبا وحمضياتها. وصلت إلى نقطة تلتقي فيها أوروبا الشرقية وآسيا الغربية، يفصلها البحر الأسود عن أوكرانيا، وبحر قزوين عن كازاخستان وتركمانستان، وتلامس روسيا شمالاً وتركيا جنوباً.
تحوّل مسبح قديم يعود إلى الحقبة الشيوعية إلى ملهى حديث
أن ترى هذه الإحداثيات وتشمّ رائحتها وتتذوّقها متعة تتكرّر في جورجيا: النكهة اللاذعة لصلصة البرقوق الحامضة مع الدجاج المشويّ؛ ومرق اللحم البقري مع القليل من الأرزّ والمنكّه بالبقدونس والطرخون؛ والراحة الشديدة التي تمنحها الفطائر المالحة المحشوّة بالجبنة؛ والرمّان الذي يعصره باعة جوّالون فيتحوّل إلى عصير بلون الياقوت؛ والشرفات الخشبية الفارسية المزخرفة التي تطفو فوق الشوارع المرصوفة بالحصى في المدينة القديمة في تبليسي، والقمة المستدقة في أعلى برج الكاتدرائية الأرمنية.

هذا المزيج هو حصيلة قرون من الاحتلال العثماني والفارسي والروسي، بحلوها ومرّها. يبدأ الزوّار بتلمّس ما كان موجوداً في المكان، لكنّ معالمه اختفت. في متاهة الشوارع بالمدينة القديمة، وبعد اجتياز برج الساعة المتداعي الذي صمّمه محرّك دمى، تنتصب أقدم كنيسة صامدة في المدينة، وهي بازيليك Anchiskhati Basilica of St Mary التي تعود إلى القرن السادس. بحسب الروايات المتواترة، صمدت هذه الكنيسة أمام الغزو الفارسي في القرن الثامن عشر لأن الجنود الذين وصلوا إلى المكان اعتقدوا أنها مسجد بسبب ضباب كثيف لفّ المكان في ذلك اليوم. أما دار الأوبرا المصمّمة بحسب الأسلوب المغاربي الجديد باللون الأصفر والتي شيّدها الروس في أثناء حكمهم البلاد في عام 1851 – في محاولة منهم لكسب ودّ النبلاء الجورجيين – وشبه المكعّبات الأسمنتية المتراصة في المصرف الوطني الذي افتُتح في عام 1975 في ظل الحكم السوفياتي، فهي من المعالم الجميلة التي تركتها الجهة الغازية الأساسية والأحدث عهداً التي مرّت على هذه البلاد. خلّفت نهاية الحكم السوفياتي في مطلع تسعينيات القرن الماضي ندوباً لم تندمل بعد، إذ باتت جورجيا "غارقة في الحرب والأزمة الاقتصادية والفقر"، كما تقول مريم ناتروشفيلي التي كانت جزءاً من ثنائي مثّل جورجيا في نسخة العام الفائت من Venice Biennale، مضيفةً: "الوقوف في طوابير طويلة للحصول على الخبز، المتاجر الفارغة، انقطاع الكهرباء، السرقة، الجريمة والحرب الأهلية، الحروب في أبخازيا وساماشابلو، هكذا كانت حياتنا اليومية في طفولتنا".


فيما أعادت البلاد ترميم نفسها، شهدت فورة في التجدّد الثقافي: فتحت نوادٍ ومطاعم وفنادق أبوابها، وعاد المسافرون، فازداد الإنفاق السياحي سبعة أضعاف بين عامَي 2009 و2019. وأُحرِز بعض التقدم السياسي أيضاً. حين تقاعد رئيس الوزراء الملياردير بيدزينا إيفانيشفيلي، الذي أضرّ بالديمقراطية الناشئة في البلاد من خلال ما وصفته صحيفة FT بـ"ممارسة النفوذ السياسي سراً على مدى ثماني سنوات"، من حزب Georgian Dream الحاكم في عام 2021، أمِل كثرٌ في أن يشقّ طلب البلاد الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي طريقه نحو التنفيذ. وإذ بالغزو الروسي لأوكرانيا يسدّد ضربة لهذه الآمال في عام 2022. وخشي عدد كبير من الجورجيين أن تسقط حكومتهم في قبضة جارتهم النافذة. في حزيران (يونيو) الماضي، رفض الاتحاد الأوروبي منح جورجيا صفة مرشح للعضوية على غرار أوكرانيا، معلِّلاً ذلك بضرورة "تخلّصها من الأوليغارشية".
لكن الأمل يبقى قائماً، والبلاد تعبّر عن آرائها. تغطّي الشتائم الموجّهة لروسيا وبوتين المباني التي تعود إلى الحقبة السوفياتية، وتزدان المدينة كلها بالعلم الأوكراني الذي يَظهر مرسوماً على السلالم، ومرفرفاً على الشرفات الخشبية، ومربوطاً بشكل شرائط حول المعاصم. في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، أُقيم الأسبوع الثقافي في نسخته الأولى في تبليسي، وهو برنامج يدوم خمسة أيام محوره الفنّ والموسيقى والرقص في جورجيا وأوكرانيا تعبيراً عن التضامن ضد الجهة التي تمارس العدوان عليهما، وما كان الهدف منه "تقديم الدعم للثقافة فحسب، إنما أيضاً للإبداع"، كما يقول القيّم الأوكراني سيرج كربيتسكيي، وهو أحد ثلاثة أسّسوا المهرجان، مضيفاً: "إذا كان المواطنون يتمتّعون بالإبداع في حياتهم، فلن يميلوا إلى اختيار شخص يتحوّل إلى طاغية في المستقبل".
سلّط البرنامج الضوء أيضاً على المخاوف بشأن الحرّيات الاجتماعية (كانت جورجيا ثاني بلد يعتنق المسيحية في القرن الرابع، والأرثوذكسية متجذّرة فيها عميقاً؛ حُظِر زواج المثليين في عام 2018) والقمع الثقافي. لا وجود لمتحف وطني دائم للفنّ المعاصر، بل هناك متحف Georgian National Museum الذي تديره الحكومة.
قصدنا Bassiani، وهو ملهى جميل لموسيقى التكنو داخل مسبح سوفياتي قديم تحت الدعائم الناتئة لملعب تبليسي لكرة القدم. الآن، يعتبر كثيرون أن هذا الملهى الذي افتُتِح في عام 2014 هو الأفضل في العالم، وغالباً ما يُقارَن بملهى Berghain في برلين في أيامه الأولى. وينسب البعض الفضل في المكانة التي بلغها المقهى إلى الانقطاع شبه التام للكهرباء في البلاد قبل عشرين عاماً. تقول ناتروشفيلي إن "الأزمات التي اندلعت في التسعينيات علّمت أبناء جيلي دروساً كثيرة. ولعلّ أهم ما تعلّمناه آنذاك هو ابتكار الطرق الملائمة للتعامل مع الواقع".
إن نزلتم إلى الجوف الأسمنتي للملهى، تدخلوا مساحة أشبه بالكهف مضاءة بدفقٍ من الأزرق الزاهي (في تحيّة إلى ماضيه). في الأسبوع الثقافي، بدلاً من الاستعانة بمنسّق أغانٍ، جلس عازف بيانو وعازف تشيلو على الحافة فوق الطرف العميق للمسبح للمشاركة في أداء قدّمته فرقة الباليه Quatro المؤلّفة من راقصَين وراقصتَين. تحوّل الملهى إلى مركز للنضال دفاعاً عن حقوق مجتمع الميم، حيث يحيي سهرة خاصة بهذا المجتمع تُحاك حولها الكثير من الأساطير في كل ليلة سبت، ويُطلَق عليها اسم Haroom Nights الغريب. يوجّه الراقصون أصابع أقدامهم نحو السقف، وتنساب أذرعهم كما الأفعى في حركات منوِّمة عبر الهواء الأزرق، فيتحرّكون في تشكيلات ثنائية راقصة مختلفة، ويتجاوب كل جسدٍ مع الآخر، فيثبّته في مكانه بين الفينة والأخرى. إنه تعبير متقن وأنيق جداً عن الحرّية التي بات الملهى يجسّدها.

للطعام أهمية البرنامج الثقافي نفسها. حين زار جون شتاينبك دول المنظومة السوفياتية برفقة روبرت كابا في عام 1947 خلال الأسفار التي كانت وراء صدور كتاب A Russian Journal (يوميات روسية)، لاحظ أن "السلاح السرّي [للأشخاص]، أقلّه إزاء الضيوف، هو الطعام". في مطعم Alubali في المدينة القديمة، تصطفّ على جانبَي الفناء أشجار الياسمين والبرتقال والليمون والرمّان؛ وهناك فرن يعمل على الحطب شتاءً. تقدَّم قدرٌ صغيرة تحتوي على جبنة Sulguni الحامضة مع طماطم مكتنزة من دون قشرة وسكّين حادة لتقطيع شرائح الجبنة المطاطية؛ ويُغمَّس الباذنجان والطماطم في الزيت، وتُطهى شرائح لحم العجل في صلصة جوز غنيّة.


افتُتِح مطعم Keto and Kote داخل قصر قديم على تلّة مرتفعة فوق المدينة في عام 2016، وهو الآن أبرز صرح للطعام في تبليسي. أُضيف المطعم أخيراً إلى قائمة "الاكتشاف" التي تتضمن أفضل 50 مطعماً في العالم. جلسنا في الضوء الخافت في عصر يوم من تشرين الثاني (نوفمبر) تحت ثريّات مضاءة بالشموع لتناول وجبة غداء مؤلّفة من شرائح لحم البقر الطريّة المطهوّة مع ورق العنب والقشدة الحامضة، وفطر المحار مع الزبدة، والخيار والطماطم المغطّاة بالبقدونس، والجوز وزيت دوّار الشمس، والخشبوري، وهو فطيرة مسطّحة محشوّة بطبقة سرّية من الجبنة الذائبة ومدهونة بالزبدة.

في الليلة التالية، تناولنا العشاء في مطعم Veris Duqani الواقع في منزل قديم له نوافذ خشبية على تلّة شديدة الانحدار. كان الطعام بارفيه كبد الدجاج المُعَدّ منزلياً وزلابية الشمندر المحضّرة بالبخار والمحشوّة بجبنة الماعز المقرمشة مع القليل من العسل الجورجي الدبسي. بعدها، اجتزنا شوارع قليلة سيراً إلى Success، قبالة جادة شوتا روستافلي، وهي حانة صغيرة إنارتها حمراء، تُعزَف فيها موسيقى التكنو الجورجية. في صباح اليوم التالي، استيقظت على صوت دندنة واضحة لجوقةٍ ترتّل أناشيد الفجر في كاتدرائية Holy Trinity Cathedral في تبليسي قبالة الفندق.
بعد أربع وعشرين ساعة، كنّا على متن سيارة تنطلق مسرعةً على الطريق السريع العسكري الذي أُنشئ في القرن التاسع عشر لربط القوقاز بروسيا، ومرّ عليه سابقاً تولستوي وبوشكين. كان الطريق من تبليسي إلى جبل كازبيجي الذي تعلوه الثلوج يستغرق ثماني ساعات في السيارة؛ أما الآن، وبفضل التحسينات في الطرقات، فبات يستغرق ثلاث ساعات. وقد وُصِف هذا الطريق في دليل Baedeker للسفر لعام 1914 بأنه "من أجمل الطرقات الجبلية في العالم". بين غفوةٍ وأخرى خلال الرحلة، لا أتذكّر سوى لمحات خاطفة من الطريق الملتوي والجبال الشديدة الانحدار.

بعد هدوء الرحلة، يبدو الدخول إلى فندق Rooms Hotel في كازبيجي، الرابض فوق قرية ستبانتسميندا، كأنه دخول إلى حفلة. تصدح موسيقى الديسكو عبر مكبّرات الصوت، وتجلس العائلات وكذلك العشّاق على الكنبات الجلديّة الطريّة وينظرون، عبر النوافذ الممتدّة من أرض الغرفة إلى سقفها، إلى جبل كازبيجي، وتبدو ظلال برجَي كنيسة Gergeti الواقعة على قمّته الصغرى.
كان الفندق المكسوّ بالخشب، الذي فتح أبوابه في عام 2012، واحداً من المصحّات السوفياتية القديمة والكثيرة التي كان العمّال يُرسَلون إليها أسبوعَين على الأقلّ في السنة للراحة والاسترخاء. يقود رواقٌ طويل كما في الأديرة إلى الغرف، وجميعها لها شرفةٌ تطلّ على الجبل أو الغابة؛ وروى شتاينبك كيف يُجَرّ الأشخاص المقعدون على الكرسي المدولب إلى الشرفة للاستمتاع بالمنظر. يرحّب علمٌ أوكراني ضخم بالزوّار الآن؛ تقع الحدود الروسية على بعد 12 كلم فقط من المكان.

يزيد ارتفاع بركان Kazbek الخامد على 5,000 متر، ما يجعله أيضاً من أعلى القمم في جورجيا. يتمحور حوله جزءٌ كبير من التراث الشعبي القديم: يُقال إن كهف بيت لحم الذي يقع على علوّ 4,000 متر تقريباً، احتضن مذود المسيح وخيمة إبراهيم ومهداً ذهبياً تهزّه حمامة يُصاب بالعمى كل من تقع عيناه عليه. ويُقال أيضاً إنه المكان حيث كُبِّل بطلٌ من العصر القديم يُدعى أميراني عقاباً له على سرقة النار من الآلهة، وكأننا أمام نسخة جورجية عن بروميثيوس. اليوم، يحاول كثيرون القيام بالرحلة التي تستغرق أربعة أيام إلى القمة، لكنها محفوفة بالمخاطر، والمسافة النهائية الممتدّة 150 متراً هي عبارة عن صفائح جليدية شبه عمودية يمكن تسلّقها بواسطة الحبال. لكن، حين تنظرون إلى البركان وأنتم تجلسون في أجواء الفندق المريحة، يبدو جماله شبه غريب، وتبدو قمّته المكلّلة بالثلوج شبيهة بالكعكات المحشوّة بالكاسترد مع مسحوق السكّر على سطحها التي تُقدَّم إلى مائدة الفطور في فندق Rooms Hotel.
يُقال إن الكهف الجبلي كان يحتضن مذود المسيح ومهداً ذهبياً تهزّه حمامة يُصاب بالعمى كل من تقع عيناه عليه
سرعان ما تدركون أن تأمّل الجبل من مختلف الأماكن الفخمة هو كل ما عليكم فعله: تتأمّلونه من تحت بطانية في البرد القارس على السطح الطويل الذي يمتدّ على طول الفندق؛ أو من داخل المياه الباردة في المسبح المغلق، أو من كراسي الاستلقاء الملتصقة بجدرانه الطويلة، فيما تغمر أشعّة الشمس الخريفية المكان؛ أو عبر الباب الزجاجي لغرفة الساونا الخشبية الجافة؛ أما المنظر الأفضل فيُرى من داخل المياه البخارية لحوض المياه الساخنة الخشبي على السطح، والمياه حارقة بطريقة ممتعة جداً إذ تحتاجون إلى الخروج بين الفينة والأخرى إلى الهواء البارد للاستراحة قليلاً. بعد ذلك، احتسوا كأساً من النبيذ البرتقالي من منطقة كاخيتي، وتناولوا لحماً مشوياً مع صلصة البرقوق الحامضة، وطبقاً إضافياً من سلطة الطماطم والخيار والبقدونس والجوز، وخذوا قسطاً من النوم العميق مدة 12 ساعة.


فتحُ الستائر في صباح اليوم التالي أشبه بتشغيل جهاز التلفزيون، فالجبل يبدو آنياً وقريباً ومشرقاً جداً، وقد غمرته أشعّة شمس الصباح. قرّرنا زيارة الكنيسة التي تربض على جبل صغير (بارتفاع 2,200 م) قرب كازبيجي، فكانت نزهة جميلة سيراً عبر البلدة وصعوداً في الجهة الأخرى من الوادي. قرية ستبانتسميندا كاريزماتية على طريقتها الخاصة، حيث المطاعم الرابضة على التلال والمكسوّة بالخشب، والأسواق الصغيرة التي تبيع الطماطم والبرسيمون، وسيارات التاكسي التي تجول بحثاً عن ركّاب تقلّهم إلى الكنيسة.
يقود الطريق إلى خارج البلدة، مروراً أمام خط التلفريك المتهالك الذي أنشأه الروس في عام 1988، ودمّره أبناء قرية ستبانتسميندا في وقتٍ لاحق إصراراً منهم على أنه يدنّس مكاناً مقدّساً، ثم يمتدّ الطريق صعوداً عبر منحدر شاهق يؤدّي إلى الجزء الخلفي من الجبل. هناك أكواخ حجرية، وماعز وجداول ماء على طول الطريق، وجبال في مختلف الاتجاهات. بعد ساعة ونصف الساعة، لاح فوقنا الجزء الخلفي المنقوش بالحجر للكنيسة التي تعود إلى القرن الرابع عشر.

ثمة شيءٌ من السموّ في ما تتّسم به الكنيسة من خصائص قصوى: لم يكن بناؤها عملياً بتاتاً، والوصول إليها شاقٌّ جداً، لكنها جميلة جداً. (أدرك الآن لماذا لم يكن التلفريك ملائماً). تحلّق النسور في السماء الزرقاء الباهتة، ويموء هرٌّ وهو يركض حول المنصة الصخرية، ويطلق خرخرة حين يقترب منّا. في الممرّ العَقْدي المزدان بنقوش مزخرفة بتفاصيل دقيقة، وكذلك داخل الكنيسة، عُلِّقت على الجدران أيقونات مطليّة بالذهب، تضيئها من الأسفل شموع رفيعة مثبّتة في أطباق فضّية مليئة بالرمل. تتسلّل أشعة الشمس عبر النوافذ الضيّقة، فتضيء أنفاق الغبار ودخان الشموع؛ وتلمع الأيقونات. تفوح من الهواء رائحة شمع العسل الذائب، والأحجار المغبرّة والخشب المطليّ بالزيت. ولا نسمع سوى الهمس الخفيف لرجلَين يجمعان أموال الصدقة، ويتأكدان بلباقة من عدم قيام الزوار بتصوير الأيقونات. في مختلف الأحوال، يجب أن تروا كل شيء بأمّ العين لتصدّقوا.

في خارج الكنيسة، تحوم النسور وتركض الهررة. فجأةً، يصدح في المكان إيقاعٌ قويّ ومطّرد. أطلقت سيارة في موقف السيارات التابع للكنيسة العنان لموسيقى بوب جورجية، حيث امتزج القرع الإيقاعي المنخفض مع اللحن المتناغم والصوت الحزين الذي يغنّي باللهجة الجورجية ذات مخارج الحروف الحلقية المتكرّرة. صوتٌ جديد في مكان قديم. كما الصوت المكتوم لأقدام الراقصين على الأرض في ملهى Bassiani، لعلّ هذا الصوت هو إيقاع التغيير في ديمقراطية ناشئة تقف عند مفترق طرق.