مجلة الرفاهية العصرية تصدرها إيلاف بالاتفاق مع فايننشال تايمز

سيارات

أسرار Mercedes-Benz

سجلت شركة Mercedes-Benz خلال العام الفائت رقماً قياسياً حين باعت السيارة الأغلى في التاريخ مقابل 135 مليون يورو، دُفعت ثمناً لجوهرةٍ كانت محجوبة عن الأنظار في مستودعاتها

داخل Mercedes Heilige Hallen (في الصف الأمامي، من اليسار) Mercedes 300 SL Roadster، و300 SE، وسيارة 350 SEL مصفّحة داخل Mercedes Heilige Hallen (في الصف الأمامي، من اليسار) Mercedes 300 SL Roadster، و300 SE، وسيارة 350 SEL مصفّحة

"سأفتتح المزاد لهذه الليلة بمبلغ 50 مليون يورو"؛ بهذه الكلمات أعلن أوليفر باركر، البائع لدى دار المزادات Sotheby's، إطلاق عملية بيع كان يترقبها كثيرون بشغف داخل متحف في شتوتغارت، وقد وجدت كلماته صدى قوياً في آذان كل من لبّوا دعوة خاصة للحضور، إذ كان واضحاً أنهم يترقّبون حدثاً مميّزاً في ذاك المساء من شهر أيار (مايو) 2022.

ما كان معروضاً للبيع في المزاد هو سيارة Mercedes-Benz 300 SLR Uhlenhaut Coupé طراز عام 1955، التي تحظى ببالغ التقدير من عشّاق السيارات لجمالها، ويثمّنها هواة الجمع لندرتها، فهي واحدة من نموذجَين فقط صنّعتهما الشركة. وحتى مبلغ 50 مليون يورو الذي افتُتِح به المزاد حطّم الرقم القياسي لأعلى سعر حقّقته سيارة في مزاد علني، وكان من نصيب Ferrari 250 GTO طراز عام 1962 في مزاد أُقيم في عام 2018. كان رقماً كبيراً جداً بوصفه مبلغاً يُفتتَح به المزاد. لكنه لم ينمّ أبداً عن إفراط في التفاؤل.

كان مزاج الجمهور مؤاتياً. فقد ارتفع السعر سريعاً إلى عتبة 70 مليون يورو، ثم 80 مليوناً و90 مليوناً. علت الشهقات حين تجاوز المبلغ عتبة 100 مليون يورو. لكنّ المزاد استمرّ، إلى أن ضرب باركر، رئيس مجلس إدارة Sotheby's Europe، مطرقته معلناً انتهاء المزاد بعدما رسا عند 135 مليون يورو.

يستذكر باركر، الذي اعتاد أن يشهد على اللقاء المتهوّر بين الأموال الطائلة والفنون الجميلة، المزاج السّريالي الذي ساد خلال المزاد الذي أقيم في متحف Mercedes-Benz Museum في مقرّ الشركة. يروي: "كنا أشبه بإضافات في مشهد من أفلام بوند، حيث كان عدد قليل جداً من الأشخاص يدرك ما يجري، ولم يُسمَح حتى إلا لعدد قليل جداً بالدخول إلى القاعة. كانت النتيجة لا تُصدَّق".

سيارة تجريبية Mercedes-Benz C111-II طراز عام 1970

 
سيارة سباق Mercedes-Benz SSKL Avus أمام أربع سيارات فورمولا واحد  © فليكس بروجمان

بقيت هوية الشاري سرّية، وفي الظروف العادية تُحاط هوية البائع بالكتمان أيضاً. لكن الوضع هنا كان مختلفاً. فشركة Mercedes-Benz نفسها هي التي عرضت السيارة في المزاد من أجل تمويل منحة دراسية للأبحاث في العلوم البيئية و"خفض البصمة الكربونية". تملك الشركة أيضاً النموذج الآخر الذي سُمّي تيمّناً بمبتكره وكبير المهندسين رودولف أوهلنهوت، والذي سيبقى معروضاً في المتحف، وهو بناء لولبي الشكل شبيه بمتحف Guggenheim شُيِّد في عام 2006 خارج المصنع الرئيس للشركة.

منذ انطلاقة شركة Mercedes-Benz في مطلع القرن الماضي، سعت إلى الاحتفاظ بسيارة واحدة على الأقلّ من كل نموذج تصنعه. وهكذا دفع بيع نموذج Uhlenhaut في المزاد إلى التساؤل: ماذا تخبّئ هذه الشركة أيضاً؟ وكم يمكن أن يبلغ ثمنه؟ الجواب عن السؤال الأول هو أن السيارات مخبّأة داخل مستودعات موزّعة في مختلف أنحاء شتوتغارت؛ والجواب عن السؤال الثاني هو أن لا أحد يعلم حقاً. فهذه المباني المنخفضة العلوّ محجوبة عن الأنظار بطريقة مدروسة، وقلّة ضئيلة فقط تدرك ما هي. يعرفها المطّلعون باسم "Heilige Hallen" (أو "الصالات المقدّسة"). ونادرٌ جداً أن تتمكّن العامة من رؤية ما في داخلها.

Mercedes 300 SL "Gullwing" Coupé طراز عام 1955 © فليكس بروجمان

مع ذلك، في أول زيارة لإحدى الصالات الثلاث التي سُمِح لي بدخولها ذات يومٍ جميل في أواخر الخريف، وقفت مذهولاً أمام الطابع العادي جداً للمبنى من الخارج، إلى درجة أنني بادرت تلقائياً إلى التقاط صورة سريعة له لتنشيط ذاكرتي لاحقاً. تقدّم مني أحد أعضاء فريق Mercedes فوراً وطلب مني بتهذيب حذف الصورة. لا مؤشرات واضحة على حراسة أمنية مشدّدة، لكن تسود أجواء من الحذر دائماً.

"سُمِح لي مرةً بالدخول وحدي إلى كنيسة سيستين مدة خمس دقائق، وفي هذه الصالة استعدتُ الشعور نفسه"

دخلت فاستقبلتني أربع سيارات رياضية برّاقة من سلسلة 300 SL Roadster موجّهة مباشرةً نحوي. على غير عادة، هذه السيارات معروضة للبيع، كما قال لي بيتر بيكر، الدليل الذي كان يرافقني، مقابل "مبلغ يتراوح بين 1.8 و1.9 مليون يورو لكل سيارة". (قالها لي بلهجة ممازحة؛ المقلق في الأمر أن أوّل فكرة خطرت لي هي أن سعرها جيد مقارنةً بالمبلغ الذي دُفع في سيارة Uhlenhaut التي تربط بينها وبين هذه السيارات صلة نسب). بالرغم من أن الصالات المقدّسة ليست أبداً صالات عرض، أخبرني بيكر أن "سيارات محدّدة جداً، من حينٍ إلى آخر" تُعرَض على مهتمّين بشرائها. سيارة Roadster المفتوحة السقف واحدة من النماذج التي تلقى إقبالاً شديداً: صُنِّع 1,858 نموذجاً فقط خلال سنوات إنتاجها، أي بين عامَي 1957 و1963، وما زالت رائعة وخالدة.

الصالة نفسها مخيّبة من الناحية المعمارية، إذ تبدو موقفاً للسيارات تابعاً للبلدية، لكنها في الوقت نفسه تنضح تاريخاً وتشعّ جمالاً. تأثيرها مربك. في معظم الصالات، تُقسَم السيارات المعروضة بحسب تصنيفها – رياضية، نماذج تعود إلى ما قبل الحرب، إلخ. – لكنها مكتظة معاً في هذه الصالة، في إفراط فوضوي يشوبه الغنى البصري. سُمِح لي مرةً بالدخول وحدي إلى كنيسة سيستين مدة خمس دقائق، وفي هذه الصالة استعدتُ الشعور نفسه بالرغبة في التمعّن في تفاصيل كل ما يحيط بي، إنما أيضاً بالوقوف في الوسط وتحريك رأسي دائرياً بسرعة كبيرة كي أختبر التأثير الكامل.

بما أن الطقس كان مؤاتياً (يُمنَع إخراج معظم السيارات حين تشتدّ الرطوبة)، سنحت لي الفرصة للذهاب في نزهة قصيرة في سيارتَين: 300 SL "Gullwing" Coupé طراز عام 1955، و600 Series "Grand Mercedes" طراز عام 1971. ثمة تناقض بينهما: الأولى سيارة رياضية رائعة تستدير لها الرؤوس، والثانية نموذج فخم من سيارة خارقة.

سيارة مدينة ملاهٍ من Mercedes-Benz © فليكس بروجمان
سيارة سباق Sauber-Mercedes C9 Group C طراز عام 1988 © فليكس بروجمان

شعرت بالحاجة إلى الانطلاق بسرعة، فقفزت أولاً إلى داخل السيارة الرياضية. استغرقت "القفزة" نحو دقيقة ونصف. لم يكن تصميم النورس، حيث تُفتَح الأبواب من الأسفل نحو الأعلى، حيلةً لزيادة المبيعات، كما يعتقد كثيرون، إنما كان ضرورياً ليتناسب مع هيكل السيارة الخفيف الوزن. تبدو خاصّيةً لافتة، لكنه ليس خبراً سارّاً حين يكون طولك 6 أقدام و4 إنشات وتتسلق للجلوس في مقعد السائق.

"كن حذراً عند استخدام المكابح"، نصيحة أسداها إليّ الميكانيكي مرلين، بشكل مبهم قليلاً، في اللحظة الأخيرة، فاعتقدت أنه يقصد أنها حسّاسة. قدت السيارة ببطء وصعوبة باتجاه طريق رئيس وأكملت سيري بضع مئات الأمتار. ومع انتقالي إلى السرعة الثانية في جهاز نقل الحركة، ازدادت سرعة المحرك، فلم يصدر عنه هدير ولا صرير، بل تركّزٌ مستساغٌ من الألحان الموسيقية الشبيهة بإيقاع متناغم لفرقة Beach Boys. ركّزت بشدّة على الطريق كي ألاحظ إن كان هناك مَن يديرون رؤوسهم انبهاراً، لكن أموراً كثيرة كانت تحدث في داخلي.

اقتربت من مستديرة وضغطت برفق على دواسة المكابح، فلم يحدث شيء. ضغطت مرةً أخرى، ومجدداً بالكاد هناك مؤشّر على تباطؤ سرعة السيارة. ضغطت بقوة ومطوّلاً، فبدأت السيارة أخيراً بالتوقف. تبيّن أن المكابح ليست حسّاسة جداً، بل العكس. لم يسبق لي أن قدت سيارة مزوّدة بمكابح أسطوانية، وكان لهذا الدرس تأثيرٌ قوي فيّ. فقد أمضيت ما تبقّى من الرحلة وأنا أقود بطريقة أفضل ما يُقال عنها إنها مسكونة بالهلع، إذ تركت مسافات كبيرة على نحوٍ غير منطقي بيني وبين السيارة أمامي إلى درجة أنني تخوّفت من أن توقفني الشرطة بحجّة السلوك الغريب.

"تبلغ كلفة تصنيع عجلة القيادة 750,000€"، قالها عضو آخر في الفريق، فأعدتها إلى مكانها برفق

أُطلِقت العلامة التجارية Mercedes للمرة الأولى من خلال سيارة رياضية بقوة 35 حصاناً، كما ذكّرني ماركوس بريتشفردت، رئيس قسم التراث في الشركة، وحقّقت نجاحاً فورياً في السباقات في السنوات الأولى من القرن العشرين.

انضمّ بريتشفردت إلى الشركة قبل أكثر من ثلاثين عاماً، وشغل منصب الرئيس التنفيذي لدى Mercedes-Benz في المملكة المتحدة وكندا، وتسلّم رئاسة قسم التراث في العام الماضي. يبدو أن شغفه بمجال اهتمامه الجديد يستحوذ عليه: في العام الفائت، قاد سيارة Mercedes-Simplex بقوة 28/32 حصاناً طراز عام 1904، وهي من أشهر السيارات الأولى، في سباق السيارات القديمة من لندن إلى برايتون. حين سألته عن الشعور الذي راوده في أثناء القيادة، أغمض عينَيه نصف إغماضة وأجاب: "ينتابك شعورٌ لا يُصدّق بالسعادة، وبالتواضع أيضاً، وأنت جالسٌ في سيارة صُنِعت قبل كل تلك السنوات لتكون نموذجاً شديد الإتقان".

تاريخ سيارات السباق الأشهر في الشركة ماثلٌ هنا في صالة السيارات الرياضية، وتحديداً في سلسلة من المقصورات بالحجم الحقيقي من نوع Matchbox، موضوعة الواحدة فوق الأخرى، وتحتوي كل منها على سيارة. وهناك أيضاً الأسطول اللمّاع لسيارات Silver Arrows التي سيطرت على حلبات السباق في حقبة ما قبل الحرب.

لم يكن اللون الفضّي سمةً متعمّدة في التصميم: فقد ظهر حين نُزِع الطلاء عن السيارات لخفض وزنها. ها هو النموذج الذي قاده خوان مانويل فانجيو إلى النصر في سباق French Grand Prix في 4 تموز (يوليو) 1954، بمتوسط سرعة تجاوز 186 كلم في الساعة. في اليوم نفسه، تغلّب منتخب كرة القدم الألماني على المنتخب الهولندي الذي حيكت حوله الأساطير في كأس العالم، في إنجاز سُمّي "Miracle of Bern" (معجزة برن). أُطلِق توصيفٌ خارق مماثل على الفوز الذي حقّقه فانجيو، فوُصِف بأنه "Miracle of Reims" (معجزة ريمس). حمل هذا النصر المزدوج الذي أحرزته ألمانيا في يومٍ واحد بشائر عودتها المظفّرة إلى ساحة الرياضة العالمية بعد الحرب.

مررنا أمام سيارة جميلة وبسيطة أخرى؛ إنه نموذج W125 المزوّد بـ12 أسطوانة الذي قاده رودولف كراسيولا في كانون الثاني (يناير) 1938 محطِّماً الرقم القياسي العالمي للسرعة على الطرقات العامة، بسرعة 432.7 كلم في الساعة. بعد ساعات فقط على هذا الإنجاز، لقي سائقٌ منافس لكراسيولا يُدعى برند روزماير مصرعه في حادث بعدما ضرب عصفٌ من الرياح سيارته من نوع Auto Union فانحرفت عن الطريق. ثمة صور سائقين معلّقة كما الأيقونات في أنحاء هذا القسم من الصالات.

توقّفنا قي قسم الفورمولا واحد، حيث تمعّنت في سيارة قادها فالتيري بوتاس في World Championship لعام 2021. أعطوني عجلة القيادة من السيارة لأمسك بها، وهي مزدانة بمجموعة منوّعة من الأزرار الملوّنة. هذه القطعة في السيارة هي التي يضربها السائقون اليائسون بأيديهم أو برؤوسهم حين يخالفهم الحظ. فوجئت بها ثقيلة الوزن. "نعم، وتبلغ كلفة تصنيعها 750,000€"، قالها عضو آخر في الفريق بطريقة عادية، فأعدتها إلى مكانها برفق.

في طريقنا إلى الخارج، رأيت سيارة لونها بيح لا تلفت النظر، وكلمة "SENNA" مكتوبة بخربشة على حاجب الريح. استُخدِمت السيارة في سباق أقيم في عام 1984 لمناسبة إعادة افتتاح مجمّع Nürburgring، حيث شارك 20 سائقاً في سيارات متطابقة. فاز إيرتون سينا في ذلك السباق، وكان آنذاك سائقاً مغموراً عمره 24 عاماً.

سيارات سباق تاريخية من Mercedes-Benz في صالة السيارات الرياضية © فليكس بروجمان

كانت تجربتي الثانية في قيادة سيارة Mercedes، من مجموعة 600، مختلفة تماماً عن الأولى. الراحة عنوان عريض، إذ كان هذا النموذج محط ثناءٍ لفخامته عند إطلاقه في عام 1963: إنه مزوّد بنظام تعليق هوائي، ومكابح آليّة، وقفل مركزي، ونظام تدفئة إلكتروني. قيل لي إن عليّ التنبّه وعدم وضع أصابعي في المكان الخطأ عند انغلاق الصندوق، وإلا؟ وتهتز الرؤوس بقوّة.

رافقني مرلين في الجولة في السيارة، وراح يشير إلى مجموعة من الخصائص الداخلية، فانطبعت في ذهني خصوصاً لوحة القيادة المصنوعة بخشب الورد البرازيلي. كنت مسترخياً جداً فاستوعبت معظم المعلومات. كان يمكن أن تُستخدَم خرخرة محرّك هذه السيارة موسيقى تصويرية مصاحبة للمعجزة الاقتصادية الألمانية بعد الحرب. كان طراز 600 قابلاً للتخصيص وفقاً للأذواق الفردية، وكان من أول الطرازات التي زُوِّدت بمزايا إضافية كالهواتف وأجهزة التلفزيون والبارات. ومن الذين جلسوا وراء مقودها إلفيس بريسلي وإليزابيث تايلور وكوكو شانيل.

الرئيس التنفيذي لشركة Mercedes-Benz، أولا كالينيوس، يتّكئ على السيارة الكهربائية EQXX Concept © فليكس بروجمان

بالعودة إلى القاعات، تجوّلنا في الأقسام المخصّصة للمركبات الفارهة والتي صُنِعت بناءً على الطلب. تضمّ مجموعة الشركة ست مركبات Popemobile، منها ثلاثٌ موجودة في هذه القاعة، وهي النماذج ذات الشكل التقليدي التي صُنِعت للبابا يوحنا الثالث والعشرين والبابا بولس السادس، ومركبة ML 430 طراز عام 2002 مع السقف المرتفع الخاصة بالبابا يوحنا بولس الثاني الذي لم تكن تروقه التسمية "غير الوقورة" التي أُطلِقت على المركبة.

على مستوى دنيويّ أكثر، نجد في القاعة سيارة 1930 الجميلة التي صُنِعت لصالح مهراجا كشمير، بألوان قشدية خافتة ورمادية ناعمة، مع زخرفة خشبية أنيقة على الحوافي حيث تدوس الأقدام لصعود السيارة. وقد طلبها المهراجا خصيصاً لاستخدامها في تنقّلاته مع سائقه إلى يخته الخاص. إنها علامة انحطاط واضحة في هذا المكان حيث لا يُتوقَّع أن يكون هناك حيّزٌ مخصّص لها، لكنه مكانٌ ينبض أيضاً بالبراغماتية بالرغم من روعة محتوياته. أُنشئت الصالات المقدّسة من "بدايات متواضعة"، كما يقول بريتشفردت مضيفاً: "كانت هذه منطقة فقيرة. لم نرمِ شيئاً".

يشرح أن المجموعة قامت على ثلاثة موجبات: توثيق تاريخ شركة Mercedes-Benz؛ وسرد الحكاية على مرأى العالم الخارجي ومسمعه؛ والمساهمة في "ضبط طابع الشركة" داخلياً، من خلال دراسة ماضيها. يقول بإيقاع بطيء: "التراث هو المستقبل. لا يعني ذلك أن تفعل الأشياء نفسها مراراً وتكراراً. بل يعني أن تحافظ على الروح نفسها".

هذا شعورٌ عبّر عنه أولا كالينيوس، الرئيس التنفيذي للشركة الذي انضمّ إلينا في ختام جولتنا. فقد تحدّث عن الحاجة إلى الاستجابة لنزعتين مهمتين يواجههما القطاع – الرقمنة والتخلّص من الكربون – بما ينسجم مع قيَم الشركة. علّقتُ قائلاً إن ذلك لا يبدو رومانسياً. أراني واحدة من أحدث السيارات في المجموعة، Maybach S-Class، وأشار إلى لوحة القيادة قائلاً: "لدينا هنا شاشة OLED جميلة جداً. إنها الشاشة الأثمن والأدقّ على الإطلاق. أهذا رومانسي؟ ربّما لا. لكننا أنجزناها بحبٍّ، خلافاً للعلامات التجارية التي تلصق جهاز iPad على لوحة القيادة. نعم، سنعتمد النظام الرقمي والتقنية الكهربائية، لكننا لن نتخلّى أبداً عن اللمسة المترفة".

في الوقت الراهن، لا خطط لتكرار المزاد المدهش الذي أُقيم في العام الفائت، إلا في ما ندر. ولا نيّة أيضاً لإفساح مجال أكبر أمام العامة للدخول إلى هذه الصالات، بالرغم من أن بريتشفردت يشير إلى أن السيارات تخرج من الصالات للمشاركة في المعارض والسباقات الكلاسيكية. يقول بنبرة يملأها العزم: "لم نضعها هنا كي نخبّئها. نُخرجها ونستمرّ في تسييرها على الطرقات".

0 تعليقات

شارك برأيك