في عام 2016، أنشأ ويل جونز، وهو مؤسِّس وكالة السفر Journeys by Design المتخصصة في الرحلات إلى أفريقيا، مؤسسة Wild Philanthropy الخيرية. كان الهدف منها ابتكار طريقة مبسّطة ومباشرة تتيح لعملائه التبرّع لمشاريع ترمي إلى الحفاظ على الموارد الطبيعية وتنمية المجتمعات المحلية، بما يساهم مباشرة في إغناء تجاربهم في السفر. تعمل المؤسسة مع شركاء مؤثّرين جداً في مجال الحفاظ على الموارد الطبيعية، فتقدّم المنح وتجمع التبرّعات وتؤمّن المساعدة التقنية. الجانب الأفضل هو الكفاءة التي يتّسم بها هذا النموذج: فوكالة السفر Journeys by Design تغطي التكاليف التشغيلية، وهكذا تذهب التبرّعات كلها إلى المشاريع على الأرض.
للمؤسّسة أيضاً ذراع استثمارية مؤثّرة، Tekula Capital، احتضنت، من بين مشاريع أخرى، Wild Expeditions Ethiopia التي تُعدّ الآن من كبريات وكالات الرحلات السياحية في إثيوبيا، وتساهم خططها التوظيفية في التخفيف من وطأة الفقر في المجتمعات المحلية. يُشكّل ما تقدّم كله جملة أسباب وجيهة تدفعكم لتحجزوا رحلتكم مع Journeys by Design؛ وإن كنتم من الميسورين، يمكنكم حجز رحلة سفاري Rare مع الوكالة، وهي رحلات في مسارات شديدة الوعورة تشمل "تعهّداً بيئياً" بقيمة 5,000$ يُوجَّه مباشرةً إلى مؤسّسة Wild Philanthropy. يستهوينا التخييم في البراري في ساحل البحر الأحمر في إريتريا، ويروقُنا حقاً أن تغطّي كلفة السفر جزءاً كبيراً من رسوم الدخول إلى المتنزهات في رواندا والكونغو وجمهورية الكونغو الديمقراطية. wildphilanthropy.com; journeysbydesign.com، سفاري في إريتريا، ابتداءً من 9,750$ للشخص الواحد
ونسير طويلاً نحو الحياد الكربوني
يروي كريغ كوهون، المدير التنفيذي الرفيع المستوى وعضو مجلس الإدارة سابقاً لدى Coca-Cola وCirque du Soleil، أنه قطع أكثر من أربعة ملايين ميل في أسفاره حتى الآن.
تغطي رحلته سيراً نحو 4,100 كلم و14 بلداً
وقد دفعه حرصه على تصحيح بصمته الكربونية الضخمة إلى إطلاق مبادرة Walk It Back في 3 كانون الثاني (يناير) الماضي، وهي مشروع للتوعية يدوم خمسة أشهر، يسعى من خلاله إلى التعويض عن كمية الكربون التي أنتجها نشاطه على مدى سنوات عمره منذ عام 1963. تغطي رحلته التي سيقطعها سيراً من لندن إلى اسطنبول 4,100 كلم و14 بلداً، على أن يجتاز مسافة تتراوح بين 25 و30 كيلومتراً يومياً.
ينضمّ إليه في معظم الأيام عمدةٌ أو ناشطون محليون أو أي شخص يرغب في التبرّع وفي مرافقته مسافةً معيّنة. الهدف من هذا كله نشر التوعية العامة في أماكن مختلفة يزورها لتسريع جهود التخلّص من الكربون في القطاعات المختلفة، ابتداءً بالعمارة وانتهاءً بالزراعة. يمكن دعمه بجنيه استرليني واحد أو بمليون جنيه استرليني، أو التبرع مباشرةً للمشاريع الموثوقة التي تدعمها مبادرة Walk It Back. على موقع walkitback.org
ويسرح الخيال في نيبال
إن كنتم تعرفون فنادق Shinta Mani الرائعة بأسلوبها الماكسيمالي في كمبوديا، فأنتم تعرفون على الأرجح بيل بنسلي، المعماري خرّيج جامعة Harvard الذي تولّى تصميمها. منذ افتتاح فندق Shinta Mani الأول في سييم ريب، كانت مؤسسة Shinta Mani المرتبطة بهذه الفنادق موجودة دائماً لتزويد الكمبوديين المعوزين بكل ما يحتاجون إليه، ابتداءً بالتعليم المجاني والرعاية الصحية المجانية وانتهاءً بالقروض الصغيرة والوظائف في قطاع الضيافة والتدريب. حين افتتح بنسلي مخيم Shinta Mani Wild غير الاعتيادي في غابة ساوث كارداموم الوطنية النائية، انتقل التركيز إلى الحياة البرية: يموّل هذا المخيّم فريقاً من حرّاس الأحراج المسلّحين تحت إشراف منظمة Wildlife Alliance (التحالف من أجل الحياة البرية) المحلية غير الحكومية، ينفذون دوريات يتعقّبون فيها الصيادين والحطّابين غير الشرعيين.
في قطاع السفر، يُعرَف عن بنسلي أنه يُقرن أقواله بالأفعال (التزم في إطار Shinta Mani Wild منح ثمانية حرّاس أحراج المساعدات المالية مدى الحياة، سواءً أحقّق المخيم أرباحاً كافية لتمويل هذا الالتزام أم لم يحقّق). إذاً، فيما كان يستعدّ لافتتاح فندق جديد، Shinta Mani Mustang، في نيبال في نيسان (أبريل) الجاري، والذي تُثار ضجة كبيرة حوله، ليس مفاجئاً أنه حرص على إقامة شراكة مع مالكين يفكّرون بالطريقة نفسها: تستثمر مؤسسة Pasang Lhamu Foundation التابعة للفندق – سُمّيت تيمّناً بباسانغ لامو شربا، أول امرأة نيبالية تتسلّق جبل إفرست – في تمكين النساء والأطفال المهمّشين المنتمين إلى المجتمعات المحلية في الجبال العالية في نيبال من خلال قنوات متعدّدة تشمل دعم الرعاية الصحية والمستشفيات، والتعليم والمنح الدراسية، والتدريب المهني. ولعلّ السمة الفضلى في هذا الأمر أنها تعطي النساء النيباليات اللواتي يمارسن رياضة التسلّق الأولوية، في إطار دعمها جهود تسلّق الجبال (بما يشمل تمويل فريق إنقاذ دائم). shintamani.com؛ افتتح فندق Shinta Mani Mustang أبوابه في نيسان (أبريل)
سريلانكا يا حبيبتي
تؤلف ثلاثة فنادق سريلانكية مجموعة Resplendent Ceylon، بالرغم من أن بينها اختلافات شديدة، ابتداءً بفندق Ceylon Tea Trails (وهو أول كوخ لتقديم الشاي في الدولة الجزيرية يتحوّل إلى فندق أنيق)، وانتهاءً بفندق Wild Coast Tented Lodge، وهو مجموعة من خيَم تصميمها مستقبلي في المنطقة العازلة في متنزّه يالا الوطني الذي يشتهر بأنه موطنٌ للفهود. يتعامل مالك فرناندو، سليل العائلة المؤسِّسة (العائلة نفسها التي تقف خلف علامة الشاي التجارية Dilmah)، بجدّية مع مسألة الحفاظ على الموارد الطبيعية في بلاده.
منذ إطلاق Resplendent في عام 2005، وُظِّفت نسبة 15 بالمئة من الأرباح مباشرةً في المؤسّستَين التابعتَين للعائلة. تدعم مؤسسة MJF Foundation المواطنين السريلانكيين المحرومين بمنح دراسية، وببرامج إنمائية شاملة للأطفال ذوي القدرات المختلفة، وبالمساعدة في تأمين سبل العيش (تستفيد منها أكثر من 1,000 أسرة تسكن قرب الفنادق)، كما تدعم روّاد الأعمال في المؤسسات الصغيرة. أما مؤسسة Dilmah Conservation فينصبّ تركيزها على الحفاظ على التنوّع البيولوجي والتثقيف المناخي.
يُعدّ مركز Centre for Climate Change Research and Adaptation التابع لها من المرافق الخاصة القليلة من نوعها في العالم. المشروع التالي هو بناء مركز دائم للأبحاث عن الفهود وتمويله في Wild Coast Lodge، سيعمل فيه خمسة علماء طبيعة وخبراء بيولوجيين بدوام كامل، فضلاً عن عالِم زائر يتردّد إلى المركز من حين إلى آخر أو اختصاصي رفيع المستوى. resplendentceylon.com، السعر ابتداءً من 532$
