مجلة الرفاهية العصرية تصدرها إيلاف بالاتفاق مع فايننشال تايمز

سيارات

ودارت عجلات الحظ

يجول سايمون دي بيرتون في ما قد يكون أفضل سيارة ملائمة للعطلات: إنها Bugatti Type 57 Atalante، وسعرها يتراوح بين مليوني يورو وثلاثة ملايين يورو

Bugatti Type 57 Atalante في باريس © أليكسيس روبن لصالح Artcurial Bugatti Type 57 Atalante في باريس © أليكسيس روبن لصالح Artcurial

إنَّها العاشرة مساءً في ليلة شديدة البرودة. تراجعت حركة المرور في أنحاء باريس كلّها أخيراً، فأتيحت لي فرصة فريدة كي أجلس خلف مقود سيارة عمرها 85 سنة، وتتراوح قيمتها بين مليوني يورو وثلاثة ملايين يورو، وتبدو هذه الفرصة أقل صعوبة قليلاً مما كانت عليه قبل بضع ساعات.

بفضل هيكلها الكوبّيه الأنيق الأسود والكريمي ومصابيحها الأمامية الضخمة من Marchal التي تنير طريقنا، نخرج من مرأب تحت الأرض إلى صخب جادة الشانزليزيه الليلي. بالنسبة إليّ، إنها ذروة المغامرة، لكن بالنظر إلى ما مرّت به السيارة في الماضي، سيبدو الأمر بالنسبة إليها مألوفاً إلى حدّ ما. لو نطقت السيارات القديمة، لكان في جعبة سيارة Bugatti Type 57 Atalante، التي عرضت على منصة المزاد في باريس في كانون الثاني (يناير) الماضي، حكايات كثيرة تخبرها.

أوليفيرو يقود سيارة Atalante في عام 1938 في Rallye des Alpes © أرشيف بيار - إيف لوغيير

إنها واحدة من ثلاثة نماذج باقية فقط من Atalante Coupé بسقف شفاف منزلق (عرف عند صنعها باسم السقف المكتبي)، وسُلِّمت في تموز (يوليو) 1936 إلى تشارلز أوليفيرو، وهو صائغ لامع وناجح في مارسيليا. سعى أوليفيرو إلى التمتّع بما اقتناه من خلال التنافس في سباقات شاقة مثل رالي الألب وسباق مونت كارلو ولييج - روما - لييج، بالرغم من أن حماسة أوليفيرو للقيادة ربما أخفت دافعاً مستتراً، وفق بيار نوفيكوف من دار Artcurial للمزادات.

يقول نوفيكوف: "كانت شريكته الدائمة في القيادة عازفة بيانو تعرف باسم ديزي فحسب، ولم يسبّب وجودها، وفق تقارير معاصرة، أي شك في قلب زوجة أوليفيرو المتفهّمة، إذ كانت 'خالية من أي خصائص نسائية'. كذلك، لم يراود السيّدة أوليفيرو الشك في قرار زوجها قيادة Atalante مسافة 1,200 كيلومتر ذهاباً وإياباً في العديد من عطلات نهاية الأسبوع المتتالية، ليراقب التطوّر في هيكل سيارته Bugatti التالية الذي تصنعه Gangloff، صانعة الهياكل التي تتّخذ من مدينة كولمار في شرق فرنسا مقراً".

عندما وصلت سيارة Bugatti الجديدة في ربيع 1939، باع أوليفيرو سيارته Atalante لتاجر في نيم، سرعان ما نقلها إلى الطيار ليون جيفون، أول بطل للطيران في الحرب العالمية والذي أصبح في ما بعد الطيار الرئيسي لشركة Air France. يعتقد أن جيفون امتلك السيارة بضعة أشهر فقط قبل أن يضطرّ إلى إخفائها عن النازيين والاستجابة للدعوة إلى حمل السلاح منضوياً في صفوف المقاومة الفرنسية.

بعد الحرب العالمية الثانية، حصل الصناعي رودي كلوس على سيارة Atalante، وهو كان مستقراً في لوكسمبورغ، فرمّمها وأعاد تشكيلها وفق مواصفات السقف المغلق قبل بيعها إلى زميله ألبير جان دي لاي المتحمّس لسيارات Bugatti في أواخر عام 1950. كان دي لاي مهندساً معمارياً بلجيكياً عُيِّن للعمل في برنامج بناء حكومي على بعد 6,800 ميل في إليزابيثفيل وحولها، وهي عاصمة مقاطعة ما كان يعرف آنذاك بالكونغو البلجيكية. وقرّر أن يصحب معه سيارته المفخرة ومصدر الفرح، وطوال العقد التالي، استخدم دي لاي وزوجته هذه السيارة وسيلة للتنقل في المدينة التي اغتنت بعوائد تعدين النحاس.

سيارة Atalante مع مالكها السابق ألبير جان دي لاي © أرشيف بيار - إيف لوغيير

أعلنت الكونغو استقلالها في عام 1960، فساءت الحال واندلعت الحرب الأهلية. تمرّد الجنود الكونغوليون على قادتهم البلجيكيين وانقلبوا على المستوطنين البيض، ففرّ دي لاي وزوجته. كان منطقياً أن يهربا في سيارة MGB جديدة حصل عليها دي لاي بدلاً من سيارته Bugatti التي كانت، بحلول ذلك الوقت، تعاني مشكلة تشغيل خطيرة. وفي تلك السيارة، وصل مع زوجته وكلبهما الأليف بسلام إلى الحدود الزامبية. في بلجيكا، وبعدما فقد دي لاي وزوجته كلّ ما يملكانه باستثناء Bugatti، باعا السيارة مرة أخرى إلى كلوس ليحصلا على أموال يحتاجانها لإعادة حياتهما إلى سكة السلامة.

أنابيب العادم الستة الشبيهة بالمدفع الدمية في Atalante © أليكسيس روبن لصالح Artcurial

بعدما تنقّلت السيارة بين مُلاك عديدين، أُعِيدت في نهاية المطاف إلى حالتها الأصلية وعُرِضت في اثنتين من المناسبات الرائدة في العالم في مجال السيارات القديمة، في بيبل بيتش بكاليفورنيا وفيلا ديستي بإيطاليا، قبل أن يشتريها في عام 2003 مالكها الحالي الذي أمضى، وفق نوفيكوف، أفضل جزء من السنوات الـ20 الماضية في استخدامها "لعبور أوروبا والولايات المتحدة".

تعدّ سيارات Bugatti المصنوعة في فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية أعمالاً فنية متميزة

بعد قيادتها في هواء الليل البارد في باريس ساعة أو نحو ذلك (بسقف مفتوح، طبعاً) أفهم سبب شهرتها. يعمل محركها الرائع سعة 3.3 لترات والمؤلف من ثماني أسطوانات بنعومة التوربينات وفشلت حتى الحصى التي لا ترحم في مدينة الضوء في إنتاج حشرجة أو قرقعة. في الوقت نفسه، أكّدت أضواء التشغيل الليلي بشكل الصدفة، وسداسية أنابيب العادم الشبيهة بالمدفع الدمية، ولوحة العدّادات الرائعة، الاعتقاد السائد بأن Bugatti التي تعود إلى ما قبل الحرب العالمية الثانية ليست مجرّد سيارة، إنما هي عمل فني على عجلات.

ونعم، سأختارها بدلاً من MGB، حتى لو كانت حياتي تعتمد عليها.

بيعت السيارة Bugatti Type 57 Atalante في 3 شباط (فبراير) خلال مزاد رسمي في معرض السيارات الكلاسيكية Retromobile في بورت دي فرساي بباريس. راجعوا artcurial.com

1 تعليقات

شارك برأيك