يُطرَح عليّ دائماً، أنا المتخصّصة في العناية بالوجه، السؤال الآتي: "ما هي أفضل منتجات العناية بالبشرة لمكافحة آثار الشيخوخة؟". جوابي الدائم هو: "الريتينول".
ليس الريتينول آخر صيحات العناية بالبشرة، إذ اكتُشِف هذا النموذج القوي من الفيتامين "A" والقابل للذوبان في الدهون في عام 1909، وعُزِل في عام 1931، وصُنِع مخبرياً في عام 1947، واستُخدِم للمرة الأولى في مراهم لا تستلزم وصفات طبية في سبعينيات القرن الماضي. ذاع صيته بأنه محارب التجاعيد، فهو يعزّز نموّ الكولاجين والإيلاستين تحت البشرة، ويزيد وتيرة تجدّد الخلايا لمنع ظهور الخطوط والتجاعيد، ويكافح تصبّغ البشرة والندوب التي يخلّفها حبّ الشباب.
لكن المشكلة تكمن في أنه يُساء استخدامه غالباً، أو لا يستخدم بشكل كافٍ، والسبب وراء هذا الالتباس هو أنه نوع من الريتينويد. تُقسم مركّبات الريتينويد إلى أربع فئات أساسية: الريتينول، وحمض الريتينويك، وإسترات الريتينيل، والريتينيالدهيد. الخطأ الشائع هو المساواة بين هذه الفئات الأربع، واستخدام واحدة بدلاً من أخرى. لكنها ليست نفسها.
التريتينوين (المعروف أيضاً باسم حمض الريتينويك) هو نوع قوي من الريتينويد يستلزم الحصول عليه وصفة طبية. إنه أقوى من الريتينول الذي لا يستلزم وصفة طبية بعشرين ضعفاً، ويوصَف لعلاج حبّ الشباب أو الندوب الشديدة الناجمة عن حبّ الشباب، والتي تُحدث حفراً في البشرة. كذلك يوصَف لعلاج التصبّغ أو الكلَف. يساهم التركّز العالي للمادّة العلاجية في تجديد الخلايا بسرعة أكبر، وفي تحقيق نتائج أسرع، وهذا يعني أنه يمكن أن يسبّب الالتهاب والاحمرار أيضاً.
تذكري عند استخدام الريتينول: ابدئي بكميّة قليلة، وتقدّمي ببطء، وتحلّي بالصبر"
أما الريتينول فيتحوّل ببطء إلى حمض الريتينويك، ولذا يستغرق انتقال البشرة من حال إلى حال وقتاً أطول. ولهذا السبب، قد يعاني مستخدمو الريتينول تهيّجاً أقل في الجلد. ثمة قاعدة يجب تذكّرها عند استخدام الريتينول: ابدأي دائماً بكمية قليلة، وتقدّمي ببطء، وتحلّي بالصبر. عليكِ البد باستخدام كمية بحجم حبّة البازلاء من تركيبة تحتوي على نسبة منخفضة من الريتينول، تتراوح بين 0.01 و0.03 بالمئة، ثم اصعدي السلّم رويداً رويداً (تصل نسبة الريتينول في التركيبة إلى واحد في المئة كحدّ أقصى) إلى أن تبلغي المستوى الأمثل: استخدمي كميّة ليست بقليلة جداً من تركيبة ذات تركّز غير مرتفع جداً.
ربما يترك الريتينول في البداية آثاراً ناجمة عن عملية تأقلم البشرة مع مادة الريتينويد، ومنها الاحمرار والجفاف والتقشّر، قد تدوم أسبوعاً إلى أربعة أسابيع، وهذا مؤشرٌ على تعرّض البشرة للصدمة نتيجة تسارع نموّ الخلايا. ليست هذه بالضرورة مضاعفات سلبية، إنما هي دليلٌ على تأقلم البشرة مع المادّة بهدف تحمّلها. على مرّ السنين، رأيتُ أشخاصاً يصابون بالهلع ويتوقّفون عن استخدام الريتينول في هذه المرحلة الحيوية: أقارن ذلك بشخص يرتاد النادي الرياضي ويتخلّى عن مزاولة التمارين الرياضية ما إن يشعر بألمٍ بسيط في عضلاته.
إن الريتينول من مكوّنات العناية بالبشرة التي تفرض حقاً على مستخدمته "الوثوق بأن الأمور ستكون على ما يرام"، لكنه يمنحها، عند استخدامه بالجرعة الملائمة والتحلّي بالصبر، بشرة نضرة. ستكون بشرتكِ ممتنّة لك الآن، وفي العقود المقبلة أيضاً.
![]() مكوَّن من حمض الفيروليك القوي الذي يحسّن ليونة البشرة، ويحدّ من التصبّغات | ![]() |
![]() | ![]() |
![]() | ![]() |

روتين من ثلاث خطوات
لمساعدة البشرة على تحمّل الريتينول
في أول عشرة أيام، يوضَع الريتينول مرّة واحدة كل ثلاث ليالٍ.
في الأيام العشرة التالية، يوضَع الريتينول مرّة كل ليلتَين.
ختاماً، يوضَع الريتينول ليلياً. إن بقيت بشرتك تعاني آثار الحساسية، فاستمرِّي في وضعه مرّة كل ليلتَين.
إرشادات ونصائح
لا تنسي العنق أو المنطقة المكشوفة من الصدر، وحتى ظهر اليدَين الذي غالباً ما يُنسى عند وضع المرهم.
جرّبي تقنيّتي التي أسمّيها "سندويش الريتينول". المصل والمرطّب هما شريحتَا الخبز، والريتينول هو الحشوة. انتظري دقائق قليلة قبل وضع كل طبقة من الطبقات.
في الليالي التي لا تستخدمين فيها الريتينول، امنحي بشرتك بعض الحبّ والترطيب. ستكون بشرتك بحاجة إلى الترطيب أكثر من المعتاد.
ربما يسبّب الاحتكاك المستمرّ بالقطن زيادةً في تهيّج البشرة. غيِّري غطاء الوسادة واستخدمي غطاءً Slip مصنوعاً بالحرير الخالص، فهذا ألطف على البشرة.
تجديد خلايا البشرة بالريتينول يجعل البشرة أكثر عرضةً للآثار الناجمة عن التعرّض لأشعّة الشمس. ضروريٌّ استخدام مرهم واقٍ من أشعّة الشمس يومياً، على أن تُدهَن به البشرة كل ثلاث ساعات.