مجلة الرفاهية العصرية تصدرها إيلاف بالاتفاق مع فايننشال تايمز

تجميل

وصفة باربرا ستورم السحريّة

مرشدة العناية بالبشرة تتحدّث إلى كاثلين بيرد - موراي عن الإكسوزومات، والتزلّج صعوداً على المنحدرات، والعناية بالبشرة على طريقة مصّاص الدماء الشهيرة

الدكتورة باربرا ستورم في صورة ملتقطة في بيتها بغشتاد مع ريكي، أرنب ابنتها، وويسكي، كلبها © تورفيول جاشاري الدكتورة باربرا ستورم في صورة ملتقطة في بيتها بغشتاد مع ريكي، أرنب ابنتها، وويسكي، كلبها © تورفيول جاشاري

في قرية غشتاد المخدومة جيّداً بالبضائع الفاخرة، يمكن الاستمتاع بمعرض لداميان هيرست في Gagosian أو تدليل النفس بحقيبة يد جديدة من Prada / Louis Vuitton / Hermès، ولكن يستحيل أن يعثر المرء على مطعم مفتوح بعد الثامنة مساء ليلة أربعاء في منتصف تشرين الثاني (نوفمبر). أعرف هذا لأنني زرت القرية لأحاور المرشدة الألمانية للعناية بالبشرة الدكتورة باربرا ستورم التي، بعد جولتها السريعة في افتتاح متاجرها الجديدة (متجران في نيويورك ينضمّان إلى نواديها الصحّية ومتاجرها في دوسلدورف ولوس أنجليس ولندن وميامي ودالاس)، وبعد تعرّضها لحادث بسيط عندما اصطدمت بباب زجاجي في لوس أنجليس، تستقرّ أسبوعاً أو أكثر قليلاً مع والدها وابنتها بيبر، ثماني سنوات، قبل أن تنطلق إلى دبي لتتابع مسيرتها نفسها. وبينما أتجوّل في الشوارع الفارغة في منتجع التزلّج المتميّز بالأبّهة هذا بحثاً عن بيتها، لا يسعني إلا أن أتساءل: كيف يستطيع مرطبان من مرطّب البشرة أن يوصلك إلى هنا؟

على المرء أن يتقلب كالثعلب إن كان يرغب حقاً في تحقيق أحلامه"

شغف ستورم بالعناية بالبشرة متجذّر في إيمانها بأن الالتهاب هو أسوأ عدوّ لنا. في عام 2002، وفي أثناء ممارستها الطبّية كونها متخصّصة في طبّ العظام، وخلال عملها ضمن فريق بحثي يطوّر علاج Orthokine الرائد لعلاج التهاب المفاصل، بدأت استكشاف فاعلية المحقونات التي تستخدم المبادئ نفسها. رأت أنه يمكن تدوير عيّنة من دم العملاء في جهاز طرد مركزي لاستخراج البروتينات المضادة للالتهابات منه، ثم حقنه مرة أخرى في الوجه ليكون علاجاً مضاداً للشيخوخة. بعد نجاح ما يسمّى بـ"العناية بالبشرة على طريقة مصّاص الدماء"، رغب العملاء في علاج منزلي منه، فبادرت إلى إنتاج كريم طوّرته في الأصل لبشرتها الميّالة للإصابة بالرؤوس السوداء، لكن مع إضافة بروتينات الدم الخاصة بهم. في عام 2014، صار كريم MC1 المخصّص من ستورم، وهو النسخة المنزلية من علاج PRP أو (platelet-rich plasma) ويعني البلازما الغنية بالصفائح الدموية، علامة فارقة في صناعة مستحضرات التجميل.

الدكتورة ستورم على شرفة منزلها: روتينها اليوميّ هو المشي مسافات طويلة وتناول الطعام جيداً واستخدام مستحضراتها للعناية بالبشرة 
© تورفيول جاشاري

كنت أودّ لو أستطيع المطالبة بحقّي في بعض الفضل في نجاح ستورم الهائل، لكن للأسف لا يمكنني ذلك. في عام 2014، حين كنت مديرة قسم التجميل في مطبوعة Net-a-Porter التي تحمل اسمها، Porter، أتاني يوماً ديفيد أولسن، نائب رئيس الشركة للجمال العالمي، معلناً بحماسة أن ستورم هي الحدث الكبير التالي في العناية الفاخرة بالبشرة. قال لي: "فيه بعض من دمي!"، مشيراً إلى كريم MC1. أجبته حينها بقرف: "ولماذا يريد أيّ شخص ذلك؟". بغضّ النظر عمّا حصل، أطلق أولسن مجموعة ستورم (من دون دمه أو دم أي شخص فيها طبعاً) وكانت النتيجة، كما يقولون، منزلاً في لوس أنجليس، وآخر في دوسلدورف، ومتابعين من المشاهير (شاركت كايت هدسون أخيراً في استضافة حفلة لستورم في الهامبتونز)، وهذه الإقامة الجميلة في غشتاد.

من DR BARBARA STURM كريم Super Anti-Aging Face Cream، بسعر 225£ لكل 50 مليلتراً
غسول Microbiotic Gentle Cleansing Balm، بسعر 35£ لكل 125 مليلتراً
مصل Super Anti-Aging Serum، بسعر 280£ لكل 30 مليلتراً
مصل The Better B Niacinamide Serum، بسعر 110£ لكل 30 مليلتراً

منذ ذلك الحين، لم يقتصر الأمر على كريم MC1 الأصلي، إنما تمّ تجاوزه بإنتاج مجموعة من الأمصال والمرطّبات ومنتجات الشعر وحتى مستحضرات العناية ببشرة الأطفال، خالية كلّها من الدم. تقدّم المتاجر الجديدة الأنيقة في المدينة مجموعة من العلاجات المخصّصة للبشرة، من الوخز بالإبر الدقيقة إلى تدليك فروة الرأس وعلاج "بذر الأذن" للتخلّص من التوتر في 15 دقيقة. وكلّ هذا مدعوم بشغف ستورم بعلم مكافحة الالتهابات. في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، أحضرت ورشة عمل The Sturm Haus: Anti-Inflammatory Workshop إلى لندن، وتضمّن الحدث الذي استمرّ يومين (بيعت التذكرة ابتداءً من 50£) شهادات في تعليم مبادئ العافية، واستشارات خاصة للعناية بالبشرة، وعلاجات سريعة للوجه، وحمّامات صوتية، وجلسات لنحت الطين في شكل المهبل. ربما يبدو هذا الأمر غريباً، لكن ستورم أنشأت منه أعمالاً يُقدَّر حجمها بنحو 150 مليون دولار.

"الإثارة دائمة حين تطلق الدكتورة باربرا ستورم منتجاً جديداً"، كما تقول أناليس فارد، مديرة الجمال والمنازل والمجوهرات الراقية والساعات في Harrods. تضيف: "ابتكارها المستمرّ هو ما أدّى إلى نموّ ملحوظ في العلامة التجارية".

أثناء الجلوس في الضوء الجبلي الهشّ، بعد وقت قصير من الخروج من فصل لتمارين بيلاتس، أكثر ما يشدّ الانتباه في بشرة ستورم الخالية من الماكياج هو اكتساؤها بمجموعة رائعة من خطوط الابتسام والعبوس، وهذا أمر يفضّل مؤسسو العلامات التجارية لمستحضرات التجميل تسويته في العادة. تقول إن روتين جمالها يركّز على المشي مسافات طويلة في الهواء الطلق والتزلج صعوداً على المنحدرات وتناول الطعام جيداً، والنوم جيداً، واستخدام مستحضراتها للعناية بالبشرة. تقول: "ينسى الناس مدى أهمية البشرة لجهاز المناعة لدينا. فتحت خلايا بشرتنا، ثمة خلايا جذعية متصلة بجهاز المناعة فينا، لذلك يجب ألا يتعارض ما نضعه على بشرتنا مع غرضها الطبيعي". كما أنها لا تستخدم واقياً من الشمس على مدار الساعة، إلا إذا كانت تتنزه في الجبال أو على الشاطئ، إذ لا تعتقد أنها بحاجة إليه. تقول: "إننا بحاجة إلى التعرّض لأشعّة الشمس لإنتاج الفيتامين ’D‘، ولصحّة جهازنا التنفّسي، وصحّتنا العقلية، ولحسن عمل جهازنا المناعي".

تفضّل ستورم بتفكيرها الأوسع أن تتّخذ جانب فلسفة محورها تقوية البشرة بدلاً من استخدام أحدث المكوّنات الرائجة، مركّزةً على الإكسوزومات، وهي هياكل داخل الخلية شبيهة بالأكياس تحتوي على بعضٍ من البروتينات التي تؤلّف حمضنا النووي. بعدما كانت مهووسة بها 20 سنة، أطلقت أخيراً مجموعة من الكريمات والأمصال – تسمّى Exoso-metic – مؤلّفة من عوامل نموّ وإكسوزومات مركّبة مخبرياً تساعد على تعزيز التواصل الخلوي، وبالتالي بدء عمليات التجديد والإصلاح. ويفتخر موقعها الإلكتروني بعرض صور لعملاء سعداء "قبل" استعمال هذه الكريمات والأمصال و"بعد" استعمالها. أما أولئك الذين نفّرهم سعر المجموعة البالغ 380£، فتقدّم لهم استشارات افتراضية مجانية مع فريقها ليعتنوا ببشرتهم. كما أطلقت أخيراً خطاً ميكروبيوتياً (ابتداءً من 30£) يستهدف المستهلك الأصغر سناً، مؤلفاً من منتج واحد اسمه "The Ultimate Stinky Pimple Treatment" ("العلاج الناجع للبثور النتنة").

صار وجود عالِمٍ يتولّى القيادة مطلوباً لأيّ علامة تجارية جديدة للجمال، من السير فرايزر ستودارت الحائز جائزة نوبل والعامل لدى Panacea إلى أوغستينوس بادر. لكن، هل يضمن ذلك أنّ المنتج التجميلي جيّد؟ لا تأتي منتجات ستورم مواكبةً مع تجارب سريرية قد تتوقّعونها من شخص مثلها مؤمن جداً بالعلم. تقول: "أنا لا أقوم بدراسات مزيّفة. وإذا أجريت دراسة سريرية، فسأضطر إلى دفع مليوني جنيه إسترليني أو ثلاثة ملايين جنيه إسترليني لإجراء اختبار على 20 شخصاً". (السعر الجاري هو في الواقع أقرب إلى 10,000£ أو 20,000£ لكلّ منتج، لكن يمكنني أن أرى المبالغ تتراكم وتزيد في علامة تجارية يضمّ مخزونها العديد من الأصناف). لكنّ رئيساً تنفيذياً لمجموعة مستحضرات تجميل، فضّل عدم ذكر اسمه، يقول إن الاختبارات السريرية حيوية: "تساعدكم على تقييم المنتج وأدائه وفاعليته الحقيقية. هذه هي الطبيعة الثانية للعلامات التجارية المدعومة بالعلم حقاً".

على مدى السنوات الأربع الماضية، نمت الإيرادات 10 أضعاف، مع تسارع النموّ المربح في السنوات الثلاث الماضية: شهد عام 2019 استثماراً "ضئيلاً" في الشركة من جانب Keyhaven Capital، مع احتفاظ ستورم بـ"المسؤولية عن اتّخاذ القرارات". لكن ستورم، التي نشأت في ألمانيا الشرقية في الحقبة الشيوعية إلى أن تمكّن والداها من الانتقال إلى ألمانيا الغربية، تؤكد أن دورها لم يتغيّر كثيراً. تقول: "في مرحلة معيّنة تحتاجون إلى توسيع عملياتكم. وكما تعرفين – ماذا أعرف أنا عن المستودعات؟ لا أعرف شيئاً".

بالعودة إلى غشتاد، تغيّرت سماء الصباح الرمادية إلى الأزرق النقيّ. منظر جبليّ يملأ نافذة المساحة الداخلية المحاطة بالخشب؛ في حديقة ستورم أستطيع أن أرى الأرانب تجري، بانتظار عودة بيبر من المدرسة. أسألها عمّا إذا مرّ وقت كانت فيه الأمور صعبة؟ تبدأ بالتحدث بالألمانية، متحققة من أولريكي دويكر، زميلتها التي تلازمها منذ وقت طويل، وهما تضحكان حين تعود بهما الذكرى إلى افتتاح عيادتها الأولى في دوسلدورف في عام 2006 بغرفها الخمس، حين جلستا هناك تنتظران رنين الهاتف. وأتذكّر أيضاً أنها سيّدة تمكّنت من الحصول على شهادة في الطبّ بينما كانت ترضع طفلتها تشارلي، البالغة من العمر الآن 26 سنة.
"أنا محتالة"، تقول ضاحكة، "وعلى المرء أن يكون محتالاً إن رغب في تحقيق أحلامه". في اللغة، المحتال في أسوأ الأحوال هو تاجر غير قانوني، وفي أحسنها مندوب مبيعات شديد الإلحاح. ستورم ليست محتالة. لكن بصفتها مؤسسة أعمال حازمة ومجتهدة وذكية للغاية، هي بالتأكيد تحقّق أحلامها.
 

The Sturm Haus: Anti-Inflammatory Workshop ورشة عمل استضافها The Stables، في London WC2، في يومي 27 و28 كانون الثاني (يناير) الماضي، drsturm.com
 

شارك برأيك

0 تعليقات