وُلِدت في بيلباو، لكنني كنت صغيراً عندما انتقلنا إلى بلدة تُسمَّى بلِنتزيا، حيث اعتاد سكان بيلباو قضاء الصيف. ثمة شاطئ جميل، والمشهد يشبه إيبيزا تقريباً. يبعد منزل ”عائلتنا من البحر مسير خمس دقائق، فلا أنتظر وقتاً طويلاً لأرى الموج. وهناك بعض مواقع ركوب الأمواج الرائعة على طول ساحل أوسكادي: سوبيلا، وشواطئ مينياكوز وبونتا غاليا، من دون أن ننسى مونداكا، فهي بالنسبة إليّ منطقة تأتي شواطئها أفضل الأمواج، وهي واحدة من الأفضل في العالم. يبلغ عرض الموجة 440 متراً، ويمكن ركوبها 40 ثانية أو نحو ذلك. مونداكا مذهلة، خصوصاً عند مصبّ النهر في محمية Urdaibai Biosphere Reserve، فيما تقع مدينة غِرنيكا التاريخية خلف المصبّ.

ثمة مكان أحبّه، كان سرّاً وذاع الآن (ظهر في مسلسل Game of Thrones أو لعبة العروش)، إنه سان خوان دي غازتيلوغاتزي. هذا مكان دراماتيكي بفضل وجود الكنيسة على الصخرة والدرج الحجري الطويل. تلك الطبيعة الممتدّة أمامكم مباشرة تولّد طاقة برية. أحبّ أن أستقلّ لوح تجذيف من شاطئ باكيو. هناك كهوف على طول الساحل مليئة بالأسماك، ورؤية سان خوان من مستوى سطح البحر أمر مذهل.

بسبب نشوئي في هذا المكان، صرت راكب أمواج – تخيّلوا لو ولدت في مدريد! حين كنا أطفالاً، اعتدنا قضاء اليوم كله على الشاطئ. كنت في الخامسة من عمري عندما أعطاني ابن عمي لوحاً قصيراً لركوب الأمواج، وأزعجت والديّ في إلحاحي على الحصول على لوح حقيقي لركوب الموج، لكنهما قالا إنني إن أردت واحداً، فعليّ شراؤه. ادّخرت واشتريت أول لوح لي في Eukaliptus، وهو متجر أسطوري لمعدّات ركوب الأمواج في سوبيلا. يعدّ امتلاك المعدّات الملائمة أمراً حيوياً، فأنت بحاجة إلى بزة غطس جيدة في شباط (فبراير). أنا أيضاً أحبّ Prosurf، في سوبيلا، حيث يمتلك المالك دائماً ما أبحث عنه.
تلك الطبيعة الممتدّة أمامكم مباشرة تولّد طاقة برية"
وظيفتي هي ركوب الأمواج العملاقة، لذلك هناك كثير من الضغط. كرة المضرب في Club de Tenis Plentzia تحرّر عقلي حقاً وتساعدني على الانفصال. بعد ممارسة ركوب الأمواج في سوبيلا، أسترخي في La Triangu، وهو مطعم في الهواء الطلق قريب من الشاطئ، يقدّمون فيه إفطاراً شهياً – شرائح تورتيا وتوست الأفوكادو والقهوة الجيدة – وهذا مكان كلاسيكي لتناول عدد قليل من أكواب البيرة في فترة ما بعد الظهر، ومعها شطيرة برغر أو بنتكسو من الدجاج. في باريكا، أعلى التل فوق البحر، Ipar Itsaso هو مطعم محار هائل حيث تختار ما تريد من كشك السمك في الطابق السفلي – أحب الدنيس أو الترس المشويّ على الفحم – ثم أتوجّه إلى غرفة الطعام حيث أجلس لأستمتع برؤية غروب الشمس الرائع.

أخبرني والداي أن بيلباو كانت مكاناً حزيناً وقذراً وملوثاً من مشاغل الحديد والمصانع على طول النهر. إنها الآن مدينة جميلة ومعاصرة جداً. يقع نادي XS Training الرياضي الذي أرتاده معظم الأيام بجوار Guggenheim Museum مباشرة، وربما أزوره بعد الرياضة إن كان ثمة عرض مثير للاهتمام. أحبّ الإصغاء للموسيقى الحيّة، وأفضل مكان لها في بيلباو هو Kafé Antzokia، وهذا مسرح محوّل زرته آخر مرة مع شلّة من الأصدقاء، نعرف بعضنا بعضاً منذ الأزل. للتسوّق، أسعفني الحظ لأكون برعاية Ecoalf، وهي شركة ملابس مستدامة نتعاون معاً في إنتاج خط جديد من الملابس الخاصة برياضة ركوب الموج، لكن عندما أحتاج إلى شيء آخر، أذهب إلى متجر El Corte Inglés الشامل، حيث قد أزور Scalpers.

وسط المدينة القديمة، المسمّى سييت كاليس، هو المكان الذي أرتاده مع الأصدقاء لتناول بعض أكواب البيرة، وبعض البنتكسو. سنطلب هذا أو ذاك اعتماداً على السائد في الموسم، وأنا أحبّ بنتكسو الفطر البرّي في إحدى الحانات في بلازا نويفا. ويحلّ موعد العشاء: إذا كنت أحتفل بمناسبة ما، كالفوز في مسابقة كبيرة لركوب الأمواج، فيجب أن يكون العشاء سوشي في Kuma، أو في مطعم Asador Guetaria للحوم والأسماك المشوية، حيث أتناول شريحة لحم تي بون مع كوب من Ribera del Duero. هنا في أوسكادي نحبّ حقاً أن نأكل. كلما ذهبت إلى كاليفورنيا يقولون: "إقليم الباسك: أناس رائعون، طعام رائع".
قبل أسابيع قليلة، انتقلنا إلى مونداكا في أوان الجزْر، وركبنا الأمواج طوال الصباح، ثم ذهبنا إلى حانة تقدّم نبيذ التفاح، Restaurante Andraka، لتناول غداء كبير مؤلف من أطباق الأخطبوط والشوليتا، إضافة إلى كعكة خاصة بمناسبة عيد ميلاد أحد الأصدقاء. أحبّ الأيام السعيدة، ومع ذلك، إذا كانت هناك موجة كبيرة في مكان ما في العالم، فسأكون على متن طائرة متجهة إليه. في العام الماضي، أفريقيا وتاهيتي وإندونيسيا... إن كانت الأمواج جيدة، فلا شيء آخر مهم.