لا تعقيدات، لا تثبت للجواهر، ولا سوار ذهبي حتى... إنها علامة على مدى نجاح Cartier بوصفها جهة صانعة للساعات في السنوات الأخيرة كي تطلب 40,800£ مقابل ساعة يد تحدّد الوقت فحسب. والأكثر من ذلك، إنني على يقين تام بأن الـ150 ساعة من الساعات التي يعرفها عشّاقها باسم "Pebble" ("الحصاة") وأطلقت في الذكرى الخمسين في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ستحقّق مبيعات أكثر من كبيرة.
تشكّل إعادة إطلاق هذه الساعة فاتحة عصر جديد في تطور Cartier
وكما يوحي لقبها، تشبه هذه الساعة ذلك النوع من الحجر الذي قد تمرّرونه على سطح الماء: شكل يدعوك إلى معانقته، ويعد برضى حسيّ تمنحه حصاة تُرتدى في كمال هندسي سلس نتج من دهور من التعرية. يستمدّ التصميم أثره من التوتر القائم بين العلبة الدائرية والقرص المربّع، بزوايا موجهة كي تكون معيناً هندسياً تقع زواياه عند 12 و3 و6 و9. إنها بسيطة جداً لكن يمكن التعرف عليها بشكل فريد.
حتى وقت قريب، لم يكن ثمة ما يبرّر منح هذه الساعة حيزاً في تاريخ Cartier. صنعتها ورش لندنية، ويعود تاريخها إلى النهاية المضطربة لحقبة الستينيات المتقلّبة. لم يُعَد توحيد شركات باريس ونيويورك ولندن التي تملكها فروع مختلفة من العائلة حتى أواخر السبعينيات. وطوّر كلّ منها مجموعة خاصة به من المنتجات التي كانت بمثابة تفسيرات لكلاسيكيات Cartier. لكن، في حين حلّت شقيقة Pebble، ساعة Crash، في الوقت الملائم في عام 1967 – استولت على روح الجنون في ذلك الوقت – انطلقت Pebble في أوّل ظهور لها في عام 1972، عندما كانت بريطانيا على وشك الانهيار الاقتصادي.
في الوقت الذي صنعت فيه الساعتان بأعداد صغيرة جداً لكن على مدار السنوات الفاصلة، تم إحياء Crash بشكل دوري وأصبحت الآن ساعة بسعر مؤلّف من سبعة أرقام يحبّها تايلر، ذا كرياتور وجاي زي وكانيي وست من بين آخرين، بينما جرى صنع آخر ساعة Pebble في عام 1977، وبعد ذلك، عذراً للتلاعب اللفظي، غرقت مثل حجر في بئر. منذ عقود، لم تكن لها أهمية كبيرة بعيداً عن المتحمّسين لساعات Cartier... وحتى العام الماضي، حين حصّل نموذج من عام 1972 مبلغ SFr403,200 (نحو 378,000£)، ما يعادل ثمانية أضعاف تقديرها المنخفض، في دار Phillips بجنيف.
يأتي إطلاق الذكرى الـ50 في وقت ملائم، وتحرص الساعة الجديدة على احترام النسخة الأصلية، كما يشرح بيار رينيرو مدير Cartier للصور والأسلوب والتراث. "كانت تلك الساعة العائدة إلى السبعينيات أصغر قليلاً. كذلك يختلف القرص قليلاً، فالأقراص الأولى لم تكن بيضاء خالصة، بل كما نقول بالفرنسية blanc cassé (بلون قشرة البيض)؛ أما القرص الجديد فهو أكثر ميلاً إلى اللون القشدي".
تشكّل إعادة إطلاق هذه الساعة فاتحة عصر جديد في تطوّر Cartier بوصفها جهة صانعة للساعات، التي بدأت عودتها إلى العظمة عندما تحوّلت، تحت قيادة الرئيس والرئيس التنفيذي سيريل فينييرون، بعيداً عن صناعة الساعات المعقّدة جداً للتركيز على تصاميم تراثية. وأعاد هذا البرنامج، الذي أطلق عليه اسم Privé (خاص)، النظر في الكلاسيكيات المعروفة: Tonneau وCloche وCrash and Tanks Chinoise وAsymétrique وCintre. وفي حين أن إحياء التصاميم الأخرى تمّ في أوقات مختلفة منذ إطلاقها، لا تزال فئة ساعة Pebble، التي كانت في سبات منذ عام 1977، غير مطروقة. لماذا إذاً استغرق الأمر هذا الوقت الطويل؟
يقول رينيرو: "أعتقد أنّ ثمة نضجاً لدى هواة الجمع، وعامة الناس، والصحافة، والسوق العالمية [في شأن هذا التصميم]، وأعتقد أنّ الرؤية التي تتمسّك بها Cartier تحظى بتقدير أكبر اليوم مقارنة بما كانت عليه قبل خمس سنوات". بعبارة أخرى، كان التصميم سابقاً عصره. الآن، بعد مرور 50 سنة، لحقت به الذائقة الشعبية.