يُشتقُّ مصطلح Preppy أو "طالبي" من زيٍّ شُكِّل للمرة الأولى في المدارس الإعدادية بالساحل الشرقي للولايات المتحدة لصالح نخب البروتستانت الأنكلوسكسونيين البيض، تألّف من سترات، وكنزات سميكة، وقمصان وأحذية Oxford، وسراويل مضلّعة، وأوشحة، مع شعرٍ مصفّف بشكل دقيق، فكان هذا الزيّ اختصاراً سهلاً في مجال الأزياء. الآن، كما كانت الحال آنذاك، يدلّ هذا الزيّ على الغنى والنسب والأناقة غير الرسمية، ويعني أيضاً أنه يفيض بالامتياز، وهو الامتياز الأبيض في الأغلب. الحق يُقال، كان واجباً إلغاؤه منذ فترة طويلة.

لكنه، بالرغم من هذا – مثله كمثل نظيره زيّ رابطة Ivy League [تضم جامعات أميركية مرموقة] – فقد أثبت وجود أسباب وجيهة للملاءمة، فثمة مبدعون سود مثل الراحل فرجيل أبلوه أو غرايس ويلز بونر أخذوا رموزه ونشروها أبعد كثيراً من المعاقل التي صُمّمَت لها في الأصل. واستُبعد البروتستانت الأنكلوسكسونيون البيض.
يلخّص هذا الأسلوب التقليدي في الأزياء علاقة حبّ متبادلة بين بريطانيا العظمى والولايات المتحدة"
لا تموت جاذبية الأسلوب الطالبي حقاً، ولو أنه يمرّ بمراحل متفاوتة في القوة والضعف، فنراه شائعاً ثانيةً بفضل ظهوره في عروض أزياء لأمثال Louis Vuitton وFendi وWales Bonner، وبفضل إقبال علامات تجارية على إحياء الأسلوب الطالبي مثل Rowing Blazers أو J Crew (يتفاخر الآن بطاقة جديدة بفضل براندون بابنزيان). نحبّ هذا الأسلوب لأنه يلخّص علاقة حبّ متبادلة بين بريطانيا العظمى والولايات المتحدة: كانت هذه الأصناف الأصلية والقمصان الخاصة برياضة الركبي وقمصان بولو والأنسجة المصنوعة من الصوف الخشن تُستورَد مباشرةً من بريطانيا. ونحبّه لأنّ الأسلوب الطالبي، كما الأساليب الفضلى كلّها، يصمد بفضل تعديلات تجديدية صغيرة، معدّلاً صيغته دائماً لإرضاء عملاء تتطوّر أذواقهم.
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |

ثمة أمر غريب: عندما تصفون شخصاً ما بأنه "طالبي قليلاً"، فربما تقولون إنه رصين وغريب قليلاً، ومتزمّت جداً. لكن هذه الموضة نفسها هي خليط هجين من الألوان والتركيبات، يسمح بوجود ألوان متناقضة وزخارف صاخبة وجوارب مثيرة للاهتمام. مؤكدٌ أنّ هذا مردودٌ إلى أن الكلاسيكية الأساسية في الملابس – سترة مقصوصة جيداً، قميص غير محدود بزمن – والأثر الكبير لتاريخها الضمني، يرسّخان التنويعات المذهلة كلّها.

© فيليب وايت
نادراً ما يكون الأسلوب الطالبي آمناً تماماً
نادراً ما يكون الأسلوب الطالبي آمناً تماماً. حين تراجعون الثقافة الشعبية وتفكرون في من قد يرتديه – الشخصيات في فيلم The Talented Mr Ripley (السيد ريبلي الموهوب)، مثلاً، أو في رواية دونا تارت The Secret History (التاريخ السرّي) – ترون أشخاصاً أنيقين جداً متورّطين في أعمال غامضة وقذرة جداً. إننا نحبّ الذكاء، لكنه أفضل إذا اقترن بانحراف قليل. فهذا الانطباع بالبراءة المفقودة لم يزدَدْ إلّا مع دخول أميركا القرن الحادي والعشرين. اكتسب سحر الأسلوب الطالبي في أوائل القرن العشرين بعض الجاذبية؛ وهو يدلّ على أمل ونضارة في بلد يبدو الإيمان به اليوم أصعب من أي وقت مضى. تأملوا رحلة الفنان المعروف الآن باسم يي، وقد شوهد أخيراً هائماً في منصة موحلة بائسة لعرض الأزياء أو مغرّداً كلاماً غير مفهوم. في يوم من الأيام، كان عبقرياً واعداً اسمه كاين وست، على وشك إطلاق ألبومه الأول، The College Dropout (المتسرّب الجامعي). كان مظهره طالبياً أساسياً: قمصان خاصة برياضة الركبي فائقة الألوان وكنزات جميلة ونسبة كبيرة من الطموح الشديد. من ذا الذي لا يتوق إلى ذلك العصر اليوم؟