العلامة الفارقة في أسلوبي الشخصي هي ارتداء ملابس يومية مريحة إنما أنيقة، وربما تكون ملائمة قليلاً للأعمال. تستهويني الأحذية المستدقّة الطرف عند الأصابع، سواء أكانت بكعبٍ عالٍ أم بساقٍ عالٍية، فهذه الأحذية أنثوية وجريئة لكن جميلة. الأطراف الحادّة والألوان الزاهية إضافة مرحّب بها دائماً. أرتدي في العادة قميصاً بياقة في الجوّ المعتدل، وكنزةً بياقة عالية مستديرة حين يصبح الجوّ أشدّ برودة. الكنزات الخفيفة الوزن بياقات عالية مستديرة من Max Mara هي المفضّلة عندي في الخريف والشتاء، أستمتع بارتدائها تحت سترة بقماشِ الكشمير من Chinti & Parker.

مكانٌ يعني لي كثيراً هو الفناء الخلفيّ في منزل العائلة في هارلم. لي هناك ذكريات كثيرة، ففيه أمضي الوقت فحسب أو أهرب إليه من الهواء الخانق في الداخل. نشأ والداي في نيو أورليانز، وما كانا من محبّذي استخدام التكييف الهوائي، لذا كان الجو في غرفتي في الطابق الثاني يتحوّل حارّاً جداً. حين كنت طفلة صغيرة، كنت أخرج إلى الفناء لجمع الحلزونات ذات القواقع، أو صنع الفطائر بالطين، أو تسلّق السياج صعوداً ونزولاً. أتذكّر جلسات الشواء مع إخوتي – فنحن خمسة أولاد – وحفلات أعياد المولد، وجلسات الزراعة مع والدتي، وحتى زفاف شقيقتي، أُقيمت كلّها في الفناء الخلفي. أروع ما فيه شجيرة ورد عمرها 100 عام لا تزال تُزهر زاهيةً في الربيع في كل عام. أعيش الآن في شمال هادسون، وحين أشعر بشيء من الحنين إلى مدينة نيويورك، أجلس في فناء منزلي. لا يشبه ذاك الفناء في منزل العائلة أبداً، لكنه يمنحني شعوراً مماثلاً.

عمل فني غيّر كلّ شيء بالنسبة إلي هو رواية Never Die Alone (لا تمُت وحيداً) لدونالد غوينز. في منزل عائلتي مجموعة كتب كبيرة لمؤلّفين ومفكّرين سود من ستينيات القرن العشرين وسبعينياته. بدأت بقراءتها ذات صيف في مطلع القرن الحادي والعشرين، ووقعت فوراً أسيرة سحرها. Never Die Alone رواية حزينة عن شخصيات معقّدة في أوضاع أقلّ من مثالية. بطل الرواية، الملك ديفيد، شرّيرٌ بكل ما للكلمة من معنى، لكنّ بلاغة النص تدفعك إلى التعاطف معه. علّمتني هذه الرواية، حين كنت لا أزال مبدعة صغيرة، أن لا داعي لتكون الشخصيات محبوبة كي تتمتّع بوقع قويّ، والأهم من ذلك، ضروريّ أحياناً ابتكار شخصية شرّيرة لرواية حكاية ذات عبرة أخلاقية.
لا أستمع كثيراً إلى البودكاست. فأنا من النوع الذي يفضّل متابعة الإذاعة العامة الوطنية (NPR). أستمع إليها دائماً في المحترف. ويستهويني بصورة خاصة البرنامج الإخباري Here & Now (هنا والآن). الاستماع إلى الإذاعة العامة الوطنية أشبه بالمشاركة في حفل عشاء حيث يتجاذب صديقان أطراف الحديث في الخلفية؛ تفهم جوهر الحديث، ويمكنك الدخول والخروج من دون مقاطعتهما.
"ينصبّ اهتمامي على أن يكون البورتريه شبيهاً بالشخص لناحية الانطباع الذي يولّده أكثر من أن يكون مطابقاً له تماماً في الشكل"
أيقونتي في الأناقة هي والدتي، غليندا أم سِلف. كانت مديرة لمشروع Project HIRE في Bronx Community College، وهو برنامج يُعنى بتوفير وظائف عالية الأجر في مجالات البناء لسكّان برونكس وآبِّر مانهاتن من خلال التدريب والتعليم. كانت بيئة ذكورية إلى حدّ كبير، لكنّ والدتي أضفت قدراً كبيراً من الطراوة والعناية على عملها. أتذكّر أنها كانت ترتدي بزّات جميلة جداً تتألف من سترة بلايزر وتنورة. كانت بزّات محافظة إنما تتحلّى بذوق رفيع، وكانت زاهية الألوان أحياناً، فهي كانت تحبّ الألوان الزاهية. لا شكّ في أنني أستعير الكثير من أسلوبها، لكنني أكثر مجازفة بعض الشيء في خياراتي في الموضة.

أفضل هدية جميلة قدّمتها مؤخراً هي بورتريه لصديقتي بيلار كورياس صاحبة صالة عرض أعرض فيها أعمالي الفنية. تأثّرتْ كثيراً بالهدية. وهي رسمٌ على ورق بألوان أكريليك وبقلم الرصاص الملوّن والغرافيت، وفي خلفيّتها لون أزرق مخضرّ جميل أقرب إلى الأزرق السماوي، وهو لوني المفضّل. صعبٌ جداً أن ترسم أشخاصاً تعرفهم: لا يكفي أن يبدو الرسم شبيهاً بهم في الشكل، بل يجب أن يشبههم أيضاً في الانطباع الذي يولّده. ينصبّ اهتمامي على أن يكون البورتريه شبيهاً بالشخص لناحية الانطباع الذي يولّده أكثر من أن يكون مطابقاً له تماماً في الشكل، وهذه ميزتي الفنية كما أعتقد. كنت متحمّسة لرؤية اللوحة في منزل بيلار حين زرت لندن في أيلول (سبتمبر) حيث أقمت عرضاً منفرداً لأعمالي. أطلقت أيضاً إصدارَين محدودين وكشفت عن أول عمل فنّي عام أنجزته بتكليفٍ رسمي، في كينغز كروس، ونُفِّذ المشروعان مع Avant Arte. نظم معرض Home Body في Pilar Corrias, 54 Eastcastle Street, London W1، بين 6 تشرين الأول (أكتوبر) و17 كانون الأول (ديسمبر). عمل فني بتكليف من Avant Arte، في Lewis Cubitt Square, Coal Drops Yard, London N1، بدأ في 5 تشرين الأول (أكتوبر) ويستمر حتى مطلع 2023؛ أطلِق الإصداران في 13 تشرين الأول (أكتوبر)
آخر موسيقى أو أغنية نزّلتها من الإنترنت هي أغنيات لِكوربن كنفاس. أغنيتاي المفضّلتان هما "Function" (مهمة) و"Milk & Honey" (حليب وعسل). أستمع كثيراً إلى موسيقى نيو سول المعاصرة مؤخراً. اكتشفت هؤلاء الفنانين حين كنت أبحث عن موسيقى عذبة ومفعمة بالحنين لبثّها في المحترف.
أفضل نصيحة تلقّيتها هي أن أهتمّ بشؤوني الخاصة. أميل إلى أن أكون فضوليةً بعض الشيء، لذا سمعت هذه النصيحة من العديد من الأشخاص.

آخر شيء اشتريته وأحببته هو حقيبة جلدية باللون الزهري الفاقع من تصميم براندون بلاكوود، أحد مصمّمي الحقائب المفضّلين عندي. شكلها غير مألوف، فهو عبارة عن معيّن منحرف معكوس مع زر واحد في الأعلى. الحقيبة عملية جداً أيضاً – فهي واسعة من دون أن تبدو ضخمة. لكنّ الجانب الأفضل فيها هو لونها الفاقع الذي يبدو مبهجاً جداً. حقيبة Brandon Blackwood Haughton، بسعر 375£
أفضل كتاب قرأته في هذا العام هو دراسة عن رسّام بعنوان Art and Race Matters: The Career of Robert Colescott (شؤون الفن والعِرق: مسيرة روبرت كولسكوت المهنية). تنصبّ قراءاتي على كتب الفنانين أكثر منه على الروايات الخيالية، وهذه الدراسة مشوّقة. كولسكوت من الفنانين الأميركيين المفضّلين عندي، وأردت معرفة المزيد عن تاريخه الشخصي وعن كيفية تكوينه نظرته العالمية التي تُملي المواقف في لوحاته الأكثر أيقونية. وجدت أموراً عدة مثيرة للاهتمام في خلفيّته، لا سيما حقيقة أن عائلته من نيو أورليانز. كانت بشرة والدَيه فاتحة إلى حدّ كبير، يكاد المرء يخالهما من العِرق الأبيض، وكان لهذه المرونة العرقية أثرٌ كبير في نفسيّته وتصوّراته عن العِرق. في شبابه، بدا عابثاً بتعريفه هويته الذاتية، لكن لاحقاً، بعد رحلته إلى مصر، عاد إلى أميركا راغباً في تبنّي الانتماء إلى العرق الأسود. أعتقد أن تصرفاته كانت تنطوي على تجاوز كبير للحدود في ذلك الوقت، وربما تذهب أبعد من ذلك الآن.


في ثلاجتي تجدون دائماً سمك السلمون المدخّن والعادي، والزبادي، والعنب، والفراولة وحليب الشوفان. لا غنى عن السبانخ والروكا اللتين أعتبرهما غذاءَين أساسيَّين، وكذلك الجرجير إذا تمكّنت من إيجاده في السوق. هذا فضلاً عن الزنجبيل والثوم. يستهويني الطهو. كنت أعدّ شرائح لحم الضأن في أغلب الأحيان، لكنني أقلعت عن تناول اللحوم الحمراء، وأتّجه الآن أكثر نحو تناول السمك - طبق القريدس والباستا الذي يتكرر كثيراً على مائدتي – والدجاج، سواء أكان مشوياً أم مخبوزاً أم مطهوّاً بالبخار، أي مختلف أصناف الدجاج التي قد تخطر في بالكم. وأبتكر أطباقاً كثيرة بالأرز.

أعدت مؤخراً اكتشاف أحمر الشفاه. أنا كسولة جداً في ما يتعلّق بالتبرج. أحبّ أحمر الشفاه الكامد Red Rover من Mented Cosmetics، وهو بلون التوت الأحمر الداكن، وهو ملائمٌ تماماً للون بشرتي. مؤخراً ابتاعت لي شقيقتي سيتا ملمّع شفاه جديداً، Lust by Pat McGrath Labs، بلون Blood 2. وهو ينسجم تماماً مع أحمر الشفاه Red Rover.

الشيء الذي لا يمكنني العيش من دونه، ويُحرجني قول ذلك، هو الواي فاي. أحتاج إلى منصة Netflix التي أجد فيها ضالّتي المنشودة للترفيه والتسلية؛ إنها تُساعدني على الهدوء.
أستلهم بعضاً من أفضل أفكاري حين أتحدّث هاتفياً مع إخوتي، فيُخبرونني عن مجريات يومهم، وما فعلوه خلال الأسبوع، ونتذكّر روايات مضحكة من الماضي. إننا متشابهون جداً، لكنّنا نستوعب الأمور بطرقٍ مختلفة قليلاً. إنهم يذكّرونني بأفكارٍ ربما تغاضيت عنها.
![]() |
![]() |
شيءٌ لا أتخلى عنه أبداً هو قلادة تحمل اسمي "تشابالالا" ابتاعتها والدتي لمناسبة عيد مولدي الثالث عشر. في المدرسة المتوسطة حيث كنت أتعلّم، كانت الفتيات يمتلكن مثل هذه القلادات، وكنت أرغب بشدّة في الحصول على واحدة منها. أتذكّر حين ذهبتُ لابتياعها في متجر المجوهرات عند تقاطع شارعَي 145 وأمستردام، قبالة مطعم McDonald’s. أظن أنَّ المتجر ما زال هناك، أو ربما تكون الجهة المالكة هي نفسها، لكنّ هذه القلادة شاهِدة على تلك المرحلة في عام 2003. إنها ذهبية فيها نقوش، ولا تزال شديدة اللمعان وبحالة ممتازة حتى اليوم.
فنان أرغب في جمع أعماله إذا استطعت هو ديفيد هامونز. يستهويني الغموض الشديد في أعماله. ليست لديه علاقة محدّدة بصالة عرض واحدة، وليس ميّالاً إلى إجراء المقابلات، لذلك كلّما تتسنّى لي فرصة مشاهدة أعماله شخصياً، أعتبر ذلك شرفاً كبيراً وتجربة لا تُنتسى. تتمتّع أعماله بسحرٍ وبجانبٍ شاعريّ. من الأعمال المفضّلة عندي سلسلة Body Prints (طبعات الجسد) التي صنعها بجسده. حطّمت توقّعاتي بشأن ما يمكن وما يجب أن تكون عليه الطبعة. يخوض هذا العمل في ميادين عدة تشمل صناعة الطبعات، والرسم، والتلوين والأداء، أي ما يُسمّى بالألمانية gesamtkunstwerk، أي العمل الذي يجمع بين عناصر فنيّة عدة.
أداة تجميلية لا أتخلّى عنها أبداً هي أداة صغيرة أستخدمها لإعادة شدّ الضفائر في شعري، وهي أصغر من الضفائر التقليدية. ابتعتها عبر موقع Etsy من متجر Codacraft المملوك من سود ومقرّه في أوكلاند، كاليفورنيا. لا يمكنني أن أسافر إلى أي مكان، ولا حتى لليلة واحدة، من دون أن آخذها معي. إنها حاجة ماسّة بالنسبة إليّ.
![]() © إليوت جيروم براون جونيور |
![]() © إليوت جيروم براون جونيور |
لو عشت حياة أخرى، لكنتُ خبيرة تجميل أو طبيبة متخصّصة بالجراحة التجميلية. أفكّر في هذا الأمر طوال الوقت، وأعتقد صراحةً أنني سأستمرّ في التركيز تماماً على القوام والجسم، ولا سيما القوام الأنثوي. في هذه الحياة، ليس وارداً على الإطلاق أن أكون جرّاحة تجميل، فأنا مصابة بوسواس المرض، ولا يمكنني بتاتاً رؤية سوائل جسدية. لكن يمكنني أن أخوض غمار العمل بصفة خبيرة تجميل.