قليلةٌ هي الكلمات الألمانية المعبّرة والعاطفية التي لا مُرادف مقتضباً لها بالإنكليزية. إن كلمة Schadenfreude، وتعني مصائب قومٍ عند قومٍ فوائدُ، موثّقةٌ جيداً، بينما تمثّل كلمة Zugzwang ملاحظةً ذكية ترصد لحظةً يضطر المرء فيها تحت الضغط إلى اتخاذ قرار سريع. إلى هذه القائمة، يُضيف ألبير كرايملر، المدير الإبداعي لدى دار Akris للأزياء التي تتّخذ من سويسرا مقراً، كلمة selbstverständlich. يقول المصمّم الذي يُتقن أربع لغات، بما فيها الإنكليزية والألمانية: "إنها كلمة رائعة. تمثّل شعوراً بغياب الجهد وبالملاءمة التامة في المظهر. وأظنّ أن هذا ما يجب أن تكون عليه الموضة".
بالنسبة إلى كرايملر، تعبّر selbstverständlich عن جوهر نهجه في التعامل مع ملابس النساء: تصاميم أنيقة ورصينة لا تملي على المرأة أسلوباً خاصاً. وإذ تستند تصاميمه للعلامة التجارية المملوكة عائلياً إلى تقاليد الخياطة وخطوط الجسد الهندسية الدقيقة، تُعدّ فاخرةً بشكل رصين تختارها نساءٌ قويّاتٌ ومتحرّراتٌ، يُعتبرن آمنات في أنوثتهن؛ ومن المعجبات بهذه التصاميم أمل كلوني وأنجلينا جولي ووزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس. لا تكشف الشركة عن عوائدها، لكن إحدى دراسات الحالة التي أجرتها جامعة سانت غالين أدرجت مبيعات هذه العلامة التجارية بين 250 و300 مليون فرنك سويسري (نحو 225 إلى 270 مليون جنيه إسترليني) في العام 2011، مع دخل تشغيلي يبلغ نحو 40 إلى 54 مليون جنيه إسترليني. وتملك دار Akris حالياً 21 متجراً عالمياً و200 منفذ للبيع بالجملة بما فيها Bergdorf Goodman وNordstrom. يقول: "لا بدّ من أن تكون كل قطعة نبتكرها مستقلةً بذاتها، تمنح النساء الحرية في ارتدائها كما يردن. واجبي حقاً هو صنع ملابس تملأ خزانةً".

إنها نية متواضعة تلائم المصمّم المتحفّظ. يتحدث من المكتب نفسه الذي شغله منذ 40 سنة، الملاصق لمحترف التصميم في مسقط رأسه، سانت غالين، حيث أسّست جدّته لوالده أليس كرايملر-شوك العلامة التجارية للمرة الأولى في العام 1922. إنها تعكس أيضاً إرث كرايملر-شوك في التصميم، الذي بدأ بالمئزر، ثم ابتكر زيّ المرأة العاملة السويسرية – من معلّمات وطبيبات وصاحبات متاجر – وكان لباساً خيرياً مصمّماً للارتداء طوال اليوم. نشأ كرايملر مع جدته في منزل عائلي مؤلف من طبقات عدة وتسكنه أجيال عدة، يتذكر مشاهدتها تستعدّ للعمل. كانت ملابسها المفضلة ثوباً أسود بلا أكمام ولا ياقة، وتحته حذاء مسطّح، ومئزرها طبعاً. يتذكر: "كانت متواضعةً لكنّها كانت دائماً أنيقة. كان لديها هدف تنشده".

في عام 1944، غيّرت وفاة زوج كرايملر-شوك، واسمه أيضاً ألبير، مسار الشركة. تخلّى والد ألبير، ماكس، عن دراساته الطبية كي يساعد في إدارة الأعمال، فوسّع نطاق عرض الملابس الجاهزة في الخمسينيات، ثم غيّر اسم الشركة إلى Akris، وهذا اختصار مؤلف من حروف تشكل اسم والدته. وهو أدّى دوراً أساسياً في تطوير بصمة Akris العالمية، فانتقل إلى صنع مجموعات Ted Lapidus الجاهزة بموجب ترخيص، فضلاً عن خطي إنتاج Hubert de Givenchy المعروفين باسمي Givenchy Nouvelle Boutique وGivenchy 5. استمرّت كرايملر-شوك في العمل لصالح الشركة إلى أن وافتها المنية عن 76 سنة تقريباً، لكنّها وجدت أيضاً مزيداً من الوقت لمتابعة أمور خارج حياتها المهنية. يقول كرايملر: "تعلّمتْ التزلج على الجليد في سنّ الثانية والستين، كما تعلمت الإنكليزية وقيادة السيارة في الخامسة والستين".

"واجبي حقاً هو صنع ملابس تملأ خزانةً"
لإحياء الذكرى المئوية الأولى للشركة، جمع كرايملر دراسة وأعدّ مجموعة مخصصة للمناسبة، وهما مشروعان أتاحا له فرصة التنقيب عميقاً في تقاليد Akris. بالنسبة إلى الكتاب، المعنون Selbstverständlich، بالطبع، تواصل مع دار النشر Lars Müller في زيوريخ، وهي شركة تركز في العادة على منشورات تتناول العمارة والتصميم. يقول كرايملر: "كان علي أن أقنعه بأن الأمر ليس موضة فحسب؛ أردنا أن نذهب أعمق من ذلك، وأن أقدم كتاباً من نوع آخر كي نخبر قصة Akris، وما هي سانت غالين بالنسبة إلينا".
تقع سانت غالين على بعد ساعة من زيوريخ، وهي تضرب عميقاً في هوية Akris. في أواخر القرن التاسع عشر، كانت للسويسريين اليد العليا في حِرفة التطريز، وكانت سانت غالين مركزاً لها ذات يوم، ولم تتقلص سمعة المدينة في صنع الدانتيل الاستثنائي حتى يومنا هذا. كان الرسام الألماني الدنماركي إيميل نولدي درس في مدرسة الرسم في Industry and Trade Museum، وهي الآن Textile Museum St Gallen، حيث درست فنانة النسيج صوفي توبر-أرب. واليوم، لم تبق إلا قلة من حرفيي التطريز الذين يزيد عددهم قليلاً على المئة، لكن كرايملر يواصل التعاون عن كثب مع كل منهم، مستمتعاً بقربٍ منهم يسمح له بتطوير زخارفه الحديثة الخاصة في كل موسم. يقول، وهو الذي بدأ العمل فور تخرجه من المدرسة الثانوية في عام 1980: "في الثمانينيات كنت أريد العمل بالأقمشة الأكثر ثراء وبناء تطريزات في المجموعة". وفي عام 1987، نقل والده الشركة إلى ألبير وأخيه الأصغر بيتر، الذي أصبح الآن صاحب الشركة ورئيسها.
في الكتاب، صوّر إيوان بان كثيراً من أعمال كرايملر المبكرة – وهي قطع أصلية مصمّمة بين عامي 1979 و1992 – في جامعة سانت غالين، وهي معلَمٌ أسمنتي ضخم صمّمه المعماري السويسري والتر إم فورديرير. وللعمارة أهمية ناشئة شجّعها عمّ كرايملر، وهو مهندس معماري كان يأخذه في زيارات سنوية حين كان شاباً. يقول: "كانت هذه هي البذرة الأولى، ثم بدأت أتعلم. في عالم الموضة، مهمٌ أن يكون المرء مطّلعاً على مجالات أخرى". في الواقع، تُنير هندسة العمارة كل جانب من جوانب الأعمال، بدءاً من متاجر Akris التي صمّمها دايفيد تشيبرفيلد في طوكيو وواشنطن وصولاً إلى توقيعها شبه المنحرف، المستوحى من جناح صمّمته مهندسة العمارة المكسيكية تاتيانا بيلباو.
ألهمت تجربة جمع الكتاب كرايملر لإعادة النظر في أزياء الثمانينات في مجموعته لربيع وصيف 2023 والتي عرضها في أيلول (سبتمبر) المنصرم. لقد حفر في الأنماط القديمة، ثم أعاد تشكيلها لجعلها معاصرة أكثر، وأعاد إنتاج أقمشة أصلية، مثل الدانتيل من كاليه. وتشمل المجموعة أيضاً ست نسخ لم تتغير. إنها شهادةٌ لا تقتصر على غياب المحدودية الزمنية فحسب، بل كذلك على رعاية الأسرة تقاليد القطاع. يقول كرايملر عن المجموعة المقبلة والاحتفال بالذكرى المئوية: "إنها ليست استعادية، إنما تحتفي بالثقافة التي كنا نتمتع بها دوماً".
فن Akris
تعاون رائع من سبعة فنانين
توماس راف خريف-شتاء 2014

كارمن هيريرا ربيع-صيف 2017

سو فوجيموتو ربيع-صيف 2016

ألكسندر جيرار ربيع-صيف 2018

غيتا براتِسكو ربيع-صيف 2019

إيمي نوبل ربيع-صيف 2021

راينهارد فويت خريف 2022
