تتحدث إيدي كامبِل عن وحي استلهمت منه البزّة بنقشة Houndstooth باللون البني الداكن التي شاركت مؤخراً في تصميمها لصالح علامة Sunspel التجارية البريطانية العريقة. تقول: "أتتذكّرون البزّات المبهرجة التي ارتداها داني دوفيتو في فيلم Matilda (ماتيلدا)؟ أردت تصميم بزّة مشابهة، إنما بطابع أكثر رفاهية"، مضيفة: "أردتها أن تأتي وسطاً بين تلك البزّات وأسلوب الملك إدوارد الثامن".
ليس شائعاً أن يقول أحدهم إن داني دوفيتو هو أيقونته في عالم الموضة"
ليس شائعاً أن يقول أحدهم إن تاجر السيارات الشرير هاري وورموود هو من أيقوناته في عالم الموضة. لكنّ كامبل، التي أطلّت في صديرية خضراء من Arket وسروال واسع "قديم" من Comme des Garçons سرقته من والدها، ليست عارضة أزياء عادية. فهذه العارضة البالغة من العمر 32 عاماً، والتي برزت في عالم الشهرة بعدما أدّت دور البطولة إلى جانب كايت موس في إحدى حملات علامة Burberry التجارية في عام 2006 وتحمل إجازة في تاريخ الفنون من معهد Courtauld Institute of Art، ظهرت على العديد من أغلفة مجلة Vogue، واختيرت عارضة العام في حفلات جوائز الموضة، وقدّمت عروضاً لصالح دور أزياء عدة مثل Dior وSaint Laurent، ولعلّ مشاركتها الأشهر كانت في عرض مارك جايكوبس الأخير لدار Louis Vuitton، حيث تبخترت على المنصة في زيٍّ اقتصر على غطاء رأس مصنوع بالريش، و"جي سترينغ" مزيّن بالكريستال، إضافة إلى بعض الطلاء الأسود على جسدها. تروي: "كنت في حال من الثمالة الشديدة حين وافقت على ذلك. لكنني أتذكر أنني فكّرت بأنني لا أستطيع الرفض. فإن رفضت، فسأكون مثيرة للشفقة".


"يطغى حسّ الدعابة لديها، وهناك لمسة تخريبية"
إنه حسّ الدعابة البريطاني الشقيّ، مقروناً بأسلوبها الأنيق الذي يجمع بين الإطلالتَين النسائية والرجالية، يتجلّى الآن في مجموعة من الملابس النسائية بإصدار محدود شاركت في تصميمها لصالح Sunspel، وهي علامة تجارية تعاونت معها في المرة الأولى في عام 2015. يقول ديفيد تلفِر، المدير الإبداعي لدى Sunspel: "أردنا تعريف جمهور جديد على Sunspel، كما أردنا معرفة إلى أيّ مدى يمكن أن تصل بنا إيدي ضمن أعراف علامتنا التجارية"، مضيفاً: "لكلّ قطعة ثياب لمستها المميّزة الخاصة، وهكذا ثمة مزيج جميل يجمع بين أسلوب إيدي والقيم التي نتوخّاها في مجالَي الجودة والتصميم الملائم لكلّ زمان".
إنّ هذه المجموعة المؤلّفة من سبع قطع أساسية مستلهَمة من الملابس الرجالية مع لمسة ترتقي بها إلى مستويات أرفع، هي عبارة عن "زيّ معياري"، كما تقول كامبِل، وتضمّ معاطف من قماش الهاريس تويد، وسترات بنقشة houndstooth وقمصاناً بأزرار أمامية. تقول كامبل عن المجموعة: "أحبّ أن أشعر بالراحة"، مضيفةً: "أهوى الأشكال البسيطة". تتراوح الأسعار بين 195£ و850£، والتصاميم مستوحاة من مقاربة كامبِل الخاصة للّباس. "إنها ملابس بسيطة وجميلة على نحو موثوق بحيث يكون [ارتداؤها] عملية تلقائية لا تحتاج إلى الكثير من التفكير"، بحسب كامبل التي تتابع: "أهوى حقاً التأنّق في لباسي، لكن يحلو لي أن أعود إلى ارتداء زيّ موحّد يكون مريحاً وعملياً. في حياتي اليومية، يهمّني ألا أشعر بأن ملابسي تقيّدني. فعلى الحياة أن تكون يسيرة".

إلى جانب الملابس الكلاسيكيّة، تضمّ المجموعة كنزة محوكة بنسيج شبكي ملتصقة بالجسم باللون الأخضر الليموني مع ياقة بفتحةٍ عميقة على شكل حرف V – "إذاً ليست كلّها ملابس يومية محتشمة قليلاً"، كما تقول كامبِل – وهي مستلهَمة من قطعة ثياب مخرّمة من أرشيف Sunspel. لكنّ الملابس كلّها صُمِّمت مع لمسةٍ تجعلها غير مقيّدة بفترة زمنية محدّدة، فتتخطى بذلك تعاقب الفصول وصيحات الموضة. تعلّق كامبِل: "توقّفنا طويلاً عند الجوانب المتعلقة بغسلها وبإضفاء الطابع العملي عليها، وفكّرنا في ما إذا كانت الكنزة ستعلَق بالخواتم أو تصبح رثّة، كي لا تجدي نفسك عارية فجأةً لأنّ جميع خطوطها تفككت".استمدّت كامبِل الوحي من خليط انتقائي من المراجع الثقافية، ابتداءً من نِك كايف وانتهاءً بجارفيس كوكر، كما تحدثت مع أصدقائها. تقول الفنانة كريستابِل ماكغريفي التي تعرف كامبِل منذ كانتا في الخامسة من عمرهما: "تهوى [إيدي] إجراء البحوث وتستمدّ وحيها من باقة واسعة ومسلّية من المصادر"، مضيفةً: "يطغى حسّ الدعابة لديها، حتى لو تجلّى فحسب في تلك الرغبة البريطانية في أن يكون كلّ شيء ناقصاً، وهناك دائماً لمسة تخريبية، أي انحرافٌ صغير أو مفاجأة".
![]() |
![]() |
تنتمي كامبِل في الواقع إلى الجيل الثالث في عائلتها الذي ينخرط في هذا المجال. والدتها، المعمارية صوفي هيكس الحائزة جوائز، محرّرة موضة سابقة في مجلتي Tatler وVogue البريطانيتين، وكانت مصمّمة إطلالات عز الدين علية، فيما كانت جدّتها جوان هيكس عارضة أزياء ناجحة في خمسينيات القرن العشرين، وعملت مع مصوّرين مثل نورمان باركنسون وديفيد بايلي، بالرغم من أن كامبِل تصرّ على أن عائلتها ليست "من أتباع الموضة" بوجهٍ خاص. تقول: "كانت جدتي تحبّ الإبهار، وتتبرّج تبرّجاً كاملاً بصورة يومية، لكنّ والدتي كانت نقيضها تماماً. فهي من أنصار مدرسة ’اغسلي وجهك بالصابون وانطلقي‘"، قبل أن تردف: "لكن، كانت أحاديث كثيرة عن التصميم والجماليات تدور خلال نشأتي، وكانوا يشجّعونني دائماً على مراقبة الأشياء والتنبّه إليها".
في هذه الأيام، تعيش كامبِل، التي تتقن أيضاً رياضة الفروسية وتخوض منافسات شبه احترافية منذ سنّ المراهقة، بعيداً عن وتيرة الموضة الجامحة. فهي انتقلت أخيراً إلى مقاطعة نورثامبتونشاير الريفية لتكون أقرب إلى جيادها الخمسة إيد وبرونو وديل ولوك ودولي. تقول ممازحة عن العقار الكائن عند ضفة بحيرة والذي صمّمته والدتها: "إنه منزلٌ للتقاعد بكل ما للكلمة من معنى. فهو عبارة عن منزل بطابق واحد يُتوّجه قرميد، لذلك هو ملائم جداً للتنقل على كرسيّ مدولب". حين لا تكون منشغلةً بجلسات تصوير لحملات الموضة أو بالتدريب للمشاركة في حلبات ترويض الخيول وفعاليات القفز الاستعراضي، تستمتع بالتسكّع في الحديقة وتتعلّم سبل الاعتناء بالنباتات بمساعدة منتديات عدة خاصة بالبستانيين. تقول: "أعتقد أن الجميع حيث أقيم تُسلّيهم هذه العارضة التي وصلت إلى المكان وسألتهم ’هل يملك أحدكم أداةً لقصّ السياج؟‘"، مضيفةً: "لكنّ الناس في الريف ودودون جداً، والجميع يُلقون عليك التحية. إنه تغييرٌ جميل".
تشعر أنها في ديارها وسط الأجواء الريفية في غرب ميدلاندز. تقول ضاحكة: "أعيش فنتازيا الريف البريطاني"، قبل أن تردف: "لكنني أعشق ذلك. يبعث المكان على الاسترخاء الشديد. حين كنت في عشرينياتي، كنت أسافر يومياً، فمن الجميل أن أكون الآن أكثر تجذّراً". وتختم قائلة: "انخفض معدّل ضربات قلبي أثناء الراحة؛ فالأمور مستقرّة على نحو جميل".