مجلة الرفاهية العصرية تصدرها إيلاف بالاتفاق مع فايننشال تايمز

أول الكلام

رحلة التجدد

ضيوف الإصدار الأحدث من مجلة الرفاهية العصرية How To Spend It Arabic شخصيات لافتة، تتوقف عندها رئيسة التحرير سمر عبد الملك معلقة وشارحة

منحوتة لستارك مستوحاة من تصميم LA Almazara by Starck، وهو نصب ومتحف في رُندة يُتوقَّع إنجازهما في عام 2023 © ألفارو مدينا منحوتة لستارك مستوحاة من تصميم LA Almazara by Starck، وهو نصب ومتحف في رُندة يُتوقَّع إنجازهما في عام 2023 © ألفارو مدينا

صيف يولي وبعده خريف يُثير تساؤلات كثيرة، إذ تبدأ الطبيعة رحلة تجددها نحو شتاءٍ ربما يكون بارداً جداً في هذا العام، في القارة العجوز تحديداً. إلا أن الدفء لا يغادرنا، بفضل شخصيات لافتة تؤلف محور العدد الجديد من How To Spend It Arabic. تحاول مريم يحيى السباحة ضد التيار في قطاع الأزياء الإقليمي، لذا يقصدها كلّ من يتوقون إلى الفرار من المألوف. منذ نشأتها في مصر، كانت ملابسها من تصميم أمّها وتنفيذها. استوعبت يحيى تلك العملية الدقيقة والحسّية لرسم تصاميم الملابس وخياطتها، كما كانت أمّها تفعل. لكن، كانت لها رؤيتها المبتكرة الخاصة، وكانت لها عين فاحصة ودقيقة في مجال النسيج وخطوط الجسد. تخبر كاثرين غوردون أنها أحبّت خطوط الجسد المبالغ فيها، وأن الإبداع الحرّ هو سبيلها في الحياة، وشعارها الذي لا تتخلى عنه هو "الفضول الإبداعي"، أي أن تكون لها اليد الطولى في إنتاج قطعها من ألفها إلى يائها، فتكون هي ملهمة نفسها في مراحل التفكير والتصميم والتنفيذ المختلفة. تقول: "ثمة حقيقة مهمة أدركتُها: إن كنت سأؤدي أمراً، عليّ أن أتقنه".

السلم المنتصب من دون أي دعم في منزل تيموتي تايلور

يُعرف تيموثي تايلور، من بين أمور كثيرة، بأنه صاحب دور عرض في لندن. ضيف باب الذواقة علامته الفارقة، برأيه، هي لحيته. يقول: "إنها تخفي حقيقة عمري". أما أيقونته في الأناقة فهو أليكس كاتز الذي يصفه بأنه شخصية نيويوركية حقيقية، عاش وعمل خلال معظم القرن العشرين بانضباط شديد، على طريقة الرهبان، مؤكداً أن ما يهمّه فعلياً هو "ذاك النوع من الطموح والحرية في اتّباع طريقك الخاصة". غرفة تايلور المفضلة في منزله هي السلم: درجُهُ معدنيّ رائع يبدو كأنه غير مدعّم، ينتصب وحده بلا مساعدة أو دعم. وهو يرغب في جمع أعمال فيليب غوستون، ويقول: "نصحني رجل حكيم يملك أحد المعارض الفنية بشراء لوحة أو عمل فني من كل معرض أزوره. إن نظرتَ إلى البرنامج الفني، كان سيكون لديّ الآن واحدة من أفضل المجموعات الفنية في البلاد". للأسف، لم يتبع تايلور النصيحة.

كانت شارلوت مينساه، وهي فنانة تصفيف الشعر وفاعلة الخير ومؤسسة Manketti Oil، في شهرها الثالث حين غادرت لندن لتعيش مع جدها في أكرا، في منزل كبير تتوسّطه شجرة مانغا. بحسبها، كان منزلاً نابضاً بالحياة له جوّه الخاص، "وكنا 47 شخصاً نعيش فيه". في الحادية عشرة من عمرها، أتت إلى المملكة المتحدة فوجدتها بلداً آخر: "كان معزولاً ولم تتوفر تلك الحرية ولا تلك الفرحة التي تمتّعت بها طويلاً في غانا. لذلك، منذ يومي الأول، أردت العودة". ولأكرا، كما تقول، سمات كثيرة. في هذه الأيام، تزور سوق ماكولا حيث يُباع أفضل القماش الملوّن، تستخدمه لفائف لرأسها أو تلتف به من خصرها نزولاً. هنا، تسعى إلى أن تطهّر جسمها من السموم: أناناس ومانغا غضة وبطيخ، إضافة إلى فاكهة ذائعة الصيت تسمى ألاسا، "إن مضغتها طويلاً، صارت لباناً طبيعياً". كما تتحدث عن متجر Elle Lokko في حي أوسو، حيث يبيعون الكيمونو الجميل جداً من Kofie، وعن Viva Boutique حيث تجد علامات تجارية أفريقية رائعة مثل Éki Kèré، وتجد أيضاً Bottega وValentino،  ومتجر R & R Luxury حيث تشتري منتجات التجميل، مثل زيوت الشّيا الجميلة والصابون الأسود.

"الأوكسجين والملح وزيت الزيتون؛ إنَّها ركائز الحضارة"

ثمة مكان آخر مفضّل عندها، هو The Mix Design Hub. تقول: "هذا مطعمٌ ومكان عمل. يُطل المطعم في الطابق العلوي على البحر: تناول الطعام على الشرفة، مع الإحساس بالمحيط وصوته، يمنحني دائماً شعوراً بالرفاه". 

فيليب ستارك (إلى اليمين) وبدرو غوميز دي بايزا في مزرعة زيت الزيتون LA Organic Experience في رُندة بالأندلس

أي أثر ترك لقاء المصرفي الاستثماري بدرو غوميز دي بايزا بالمصمم الفرنسي فيليب ستارك؟ انطلقا في صناعة زيت الزيتون في الأندلس. يقول ستارك عن السائل الذهبي الزلق الذي نتناوله بأشكال متنوّعة: "أحب المركز في كل شيء: الأساس، الركيزة في صلب العلاقة بين البشر والعالم"، مضيفاً: "الأوكسجين والملح وزيت الزيتون – إنها ركائز الحضارة. كان الملح والزيت وسيلتين للحفاظ على الطعام وبالتالي للبقاء، ولهذا يتّصف زيت الزيتون بنبلٍ شديد". كانت راهبات معزولات يدرن عملية القطاف وإنتاج الزيت في LA Amarilla. لمس غوميز دي بايزا فرصةً لصناعة علامة تجارية فاخرة وإنشاء موقع للسياحة الزراعية يدعم جودة زيت الزيتون الإسباني وتقاليده. تحدّث مع ستارك عارِضاً عليه أن يكون مساهماً ورئيس مجلس إدارة ومديراً فنياً في المشروع الوليد. يقول دي بايزا: "عرضت عليه هذه المناصب لأنني لم أكن قادراً على تسديد أتعابه!". وافق المصمم فوراً على العرض، مشترطاً استخراج زيت الزيتون بوسائل الزراعة العضوية. ويُباع الزيت الذي ينتجانه الآن في 25 بلداً.

دوروثي بوم في غرفة الطعام في منزلها شمال لندن، تحمل كاميرتها Rolleiflex

في السابعة والتسعين من عمرها، نظرت دوروثي بوم إلى أيمي فاريل وقالت لها: "لا أعتقد أن بين المصوّرين مَن كانت انطلاقته شبيهة بانطلاقتي، كانت حياتي كثيرة الانشغالات. أترك ورائي تاريخاً فوتوغرافياً؛ 32 بلداً و20 كتاباً و26 عرضاً". تشمل أعمال بوم التي أنتجتها خلال ثمانية عقود صوراً ساكنة وبورتريهات ومناظر طبيعية وتقارير ووثائقيات اجتماعية، فهي تلتقط ما تصفه بأنه "لحظات شاعرية وغامضة وانتقالية"، أولاً في صور أحادية اللون ثم في صور ملوّنة. بعدما وضعت الحرب الثانية أوزارها، سافرت بوم إلى أسكونا السويسرية على ضفاف بحيرة ماجيوري، ثم إلى باريس ونيويورك، وعاشت في المدينتين بعض الوقت مع زوجها في منتصف الخمسينيات، ثم سافرت لاحقاً إلى المكسيك وجنوب أفريقيا وبلدان أخرى. تقول: "تصوير البورتريهات مهمٌّ، لكن حين بدأت ألتقط صوراً للعالم المحيط بي، فُتِحت أمامي نافذة كبيرة".

طاولة Fleurotica Flower بسعر 3,850$

تُعرَف كساندرا إليس، صاحبة شركة Atelier Ellis للدهانات، بإحساسها المرهف في التعاطي مع الألوان، إذ تتعامل مع عالم الطلاء بعين الفنانة. في سوق مكتظة وموجّهة في الغالب نحو كل ما هو استعراضي، يتّسم أسلوبها الفنيّ بالجمال الهادئ، مجسّداً في مجموعات الألوان التي تبتكرها سنوياً وتنتجها يدوياً في محترفها في باترسي، في موقعٍ كان في السابق مصبغة فيكتورية. ويهيمن أسلوبها الجمالي على جوانب حياتها المختلفة، ولا سيما شقتها التي تتصف بسكونٍ بصري يعكس نمط حياتها وتنبض بالألفة والودّ. ويتّسم التصميم الداخلي بانسيابية أوروبية على طريقة مجموعة الغرف المتعاقبة عمودياً في خط واحد، مع غرف متناسقة الأحجام إلى حد كبير تتفرّع من جانبَي الرواق الأساسي. يشقّ الضوء طريقه من غرفة الجلوس نحو القسم الشمالي من المنزل، وتربط بينهما مكتبة طويلة وواسعة حيث كتب الفنون والتصميم والطبخ؛ ومن المطبخ وغرفة الطعام باتجاه القسم الجنوبي من المنزل.

0 تعليقات

شارك برأيك