في عام 1997، أُرسِلت خبيرة صبغات الشعر نيكولا كلارك، وكانت آنذاك مساعدة شابة لمصفّف الشعر سام ماكنايت، إلى منزل كايت موس، وكانت تبلغ حينها 23 سنة، بغرض "تصفيف" شعرها لمناسبة أسبوع الموضة في لندن. تضحك قائلة: "حين قابلتها، كان ثمة خصلة بيضاء كثيفة متدلية فوق جبينها، وكانت تشبه جيري هاليويل كثيراً". صبغت كلارك شعر موس بلون أشد نعومة وطبيعية. تقول كلارك، المسؤولة منذ ذلك الوقت عن الإطلالة الشقراء لهذه العارضة: "بعد ربع قرن، ما زلت أستقبل عميلتين على الأقل في كل أسبوع، تعرضان عليّ صوراً لكايت، وتريدان شعراً مماثلاً لشعرها".
تبلغ موس الآن 48 سنة، وبعد تجسيدات عديدة باللون الأشقر (فلنسمّها سبع مراحل من الأشقر، من المثير إلى الفاتح) عادت إلى الألوان الناعمة التي كانت تميّزها في مسيرتها المهنية المبكرة. تقول كلارك: "في هذه الأيام، أحاول محاكاة ما قد تفعله الشمس بشكل طبيعي بوضع هالةٍ من الضوء حول وجه كايت. هدفي أن أبتكر شيئاً لطيفاً وناعماً باستخدام مادة البيروكسيد بتركيز منخفض مع المبيّض. أما بالنسبة إلى باقي خصل شعرها، فأنا أستخدم البيروكسيد بتركيز عالٍ مخلوطاً بلون شديد التمييز". وتأتي النتيجة شعراً أشقر طبيعياً يشبه الأشقر عند الأطفال.
الزمن الذهبي: 10 شقراوات شهيرات
![]() /Getty Images |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
للأشقر قصة تُروى، أكثر من أي لون آخر، من تجاعيد شعر مارلين مونرو البلاتينية التي تمثل رمزاً أنثوياً (كانت مؤمنةً بأن بودرة Baby Powder من Johnson تصلح بوصفها شامبو جاف، تستخدمه كل يومين للحفاظ على شعرها نضراً) إلى جوني ميتشل وشعرها المشمس والأملس. يبقى الأشقر هو الشعر المصبوغ الأول في المملكة المتحدة، فنحو اثنين بالمئة فقط من سكان العالم يملكون شعراً أشقر طبيعياً. ومقارنة بالشعر البني الأنيق بظلٍ لوني واحد، قد يتضمن الشعر الأشقر ظلالاً مختلفة. الغريب والنضر والبريء والجذّاب البراق: انتقي ما يُناسبك منها، ويمكن خلط اللّون الذي تريدين أن تطلّي به في وعاء، وصبغ شعرك به في 30 دقيقة لا أكثر.
نشأتُ في أواخر سبعينيات القرن العشرين، أنظر إلى صور جيري هول في Vogue الفرنسية. كانت ساقاها الطويلتان وجسمها الطويل – وكل شيء طويل فيها – أشياء تستحق التأمل. لكنّ شعرها هو الذي سحرني حقاً – فرق جانبي، وكثافةٌ ولون ذهبي كحقل ذرة، وتمايل نزولاً فوق ذراعيها الطويلتين. كل ما أردته كان شعراً يشبه شعرها، بالطريقة التي صفّفته بها بثقة وتعقيد. كان جريئاً ومتصدراً المشهد. حملتُ شعري الأشقر الطويل إلى النوادي، ولوّحت به كما كانت تفعل هول، ثم انتقلتُ إلى لوس أنجليس في أوائل عشرينيات القرن الحادي والعشرين فقصصتُ شعري كثيراً، وصبغتُه باللون البلاتيني وحاولتُ أن أشبه ديبي هاري.
يبدو أن لكل عصر تفسيره الخاص للأشقر. أعادت هاري تعريف مونرو للمظهر البلاتيني في عصر البانك. هذه المرة، لا توجد بودرة أطفال، والجذر القاتم والنامي هو ما جعل هذا الأشقر رائعاً. ثم حلّت التسعينيات، وهو عقد مقسّم يتميز بالرحابة والجاذبية على السواء. حدّدت العارضة إيما بلفور الرحابة، فأتت إطلالتها بشعر أطرافه بلاتينية أرادته تيمناً بدايفيد بوي – معوضاً قَصّة شعر بنية ومتموّجة – تجسيداً لمنعطف في تاريخ الموضة. بالنسبة إلى متابعي الموضة السائدة، الشقراء كلوديا شيفر شبيهة ببريجيت باردو هي ملهمة ثلاث من دمى Barbie صُنعت على صورتها. وكانت ميغ رايان شقراء العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بشعر أشقر أشعث فاتح متموّج اللون. وهذا أسلوب من بنات أفكار مصممة الشعر سالي هيرشبرغر، ومثل مادة ملهمةً طوال عقد من الزمان ساد فيه التجعيد الجامح الملائم لتصفيفةٍ فوضوية.
اليوم، يبدو الأشقر المتزمت "متأنقاً" أكثر ممّا ينبغي، لتلبية أذواق ما بعد الجائحة. يقول جوش وود، خبير الصبغات المسؤول عن إطلالة إل ماكفيرسون بالظلال العسلية الفاتحة: "ثمة نخبوية متصلة باللون الأشقر، لكن العناية المفرطة تكاد تبدو بعيدة عن الواقع الآن". يمكن الأشقر الكامل أن يفقد جاذبيته على البشرة الأكبر سناً. "مع تقدم عميلاتي في السن، تبدو الألوان العسلية الدافئة أشد نعومة من الألوان الباردة، وفي أيامنا هذه أضيف لوناً أشد قتامة إلى الجذور بدلاً من تغطيتها".
تقول جينا بيري: "أرى الشعر النامي قد صار اتجاهاً سائداً". إنها خبيرة صبغات مقصودة في نيويورك، وتعد مسؤولة عن إطلالات بعض من أفضل الشقراوات على الأرض، بمن فيهن دوا ليبا بلون شعرها البلاتيني بجذور داكنة (أجل، "الجذور النامية" يمكن "صبغها" أيضاً). "حتى أنني أرى بعضاً من عميلاتي الشقراوات – كارلي كلوز – يجربن مزيداً من الظلال البنية".
يملك اثنان بالمئة فقط من سكان العالم شعراً أشقر طبيعياً
تسمح شقراوات شهيرات يقتربن من خمسينياتهن، مثل غوينيث بالترو وكلوي سيفييني، للقليل من الرمادي بالظهور إلى جانب اللون الطبيعي لجذور شعرهنّ. تقول بيري: "يأتي الأشقر بوصفه مبيّضاً استراتيجياً يؤطر عظم الفك أو أطراف الشعر". تضيف: "إن العناية به سهلة، إذ يحتاج إلى تنقيح كل ثلاثة أشهر، بدلاً من كل ستة أسابيع".
قضيتُ السنوات القليلة الماضية بشعر أشقر بلاتيني جذوره داكنة متفرقة. أحببته لكنّ العناية به وظيفة بدوام كامل. فشعري يريد أن يكون أصفر اللون، وهو اللون الذي يُشعرني أنني أفتقر إلى الذوق. (خاضت شانون غالاتشر، التي تعمل مع نيكولا كلارك في صالون John Frieda بلندن، معركة رواد للوصول إلى اللون الهادئ الذي أردتُه. في المنزل كنت سأتابع بالتزام وضع الألوان الباردة، لكن هذا العمل كان شاقاً). مع ذلك، ما أردت أن أتقدم في العمر وأن أكون كالعديد من الشقراوات الشبيهات بالبسكويت اللذيذة اللواتي أصادفهن. أريد أن يكون أشقري أكثر مرحاً، وخاصاً بي وحدي.
لذا، في الأشهر الأخيرة، كنت أحاول الحصول على مستوى أدنى من الأشقر، وأتركه من دون عناية. للمرة الأولى منذ أن كنت أبلغ 10 سنوات، رأيت لوني الطبيعي الخاص. إنه بني، نعم، لكنه ألطف على بشرتي. قصصت الأشقر الأبيض المتبقي وقضيت بعض الوقت مع نفسي. اليوم، ثمة شعر رمادي في مختلف أرجاء فروة رأسي، ومن مزايا البني أنه يسهل إخفاء اللون الرمادي في ثناياه.
تموت العادات القديمة بصعوبة، ولم يمرّ وقت طويل قبل عودتي إلى مقعد نيكولا كلارك. "هل يمكنك جعله، كما تعرفين، مثل كايت موس؟" تمتمت قائلة. ضحكت مجيبة: "ممم". والنتيجة هي ما أسميه "لون أقل". ما زال اللون البني الخاص بي غالباً عليّ، وقد زاد ولعي به، لكن الطبقة تحته مبيّضة، ولديّ – كما كايت تماماً – هالة من الضوء تؤطر وجهي. ومن يرغب في أن يتقدم في السن متمتعاً برشاقة أكثر من ذلك؟
اسألي خبيراً
نصائح مفيدة لتحافظي على شعرك نضراً
قناع Restorative Treatment Mask من VIRTUE، بسعر 15$
دانيال مون:
"أبقي شعرك طويلاً وأشقر قدر ما تريدين، لكن الأمر كلّه يتعلق بإبقائه مرناً وصحياً قدر الإمكان. هذه هي المنتجات التي أستخدمها والتي يمكن استخدامها أيضاً في المنزل: كريم Virtue Un-Frizz Cream؛ زيت Virtue Healing Oil وقناع Virtue Restorative Treatment Mask".
بلسم Invigo Nutri-Enrich Deep Nourishing Conditioner من WELLA، بسعر 15.25$
جوش وود:
"من شأن قناعٍ ليلي، مثل قناعي Miracle Mask، أن يساعد في الحفاظ على رطوبة الشعر وصحته. يتولى غطاء وسادة حريري معالجة الهشاشة في الشعر والحفاظ على بريقه. كما أن الغسل بالماء البارد بعد استعمال البلسم – Wella Invigo Nutri-Enrich Deep Nourishing Conditioner – يعيد إلى الشعر نضارته وإلى فروة الرأس صحتها".
رذاذ Cool Girl من SAM McKNIGHT، بسعر 25£
سام ماكنايت:
"يعد Cool Girl رذاذاً رائعاً. إنه يمنحك مظهر الشعر شبه المصفف".
شامبو ColorKick De-Brassing من VIRTUE، بسعر 42$
نيكولا كلارك:
"للحصول على أفضل ما في شعرك الأشقر، حافظي على نظافته واستخدمي قناعاً جيداً. سيبقيه ذلك متألقاً يدع الضوء يلمع من خلاله. لا تستخدمي الشامبو البنفسجي بوتيرة أكبر مما ينبغي، لأنه سيفعل عكس ما تريدين، فينطفئ اللون. أحب ColorKick De-Brassing Shampoo من VIRTUE".