أذهب إلى سردينيا في كل صيف، مُذ كان عمري تسعة أشهر، لزيارة جدَّي لأمي في كانيجيوني، في الجزء الشمالي من الجزيرة. حين بلغت 10 سنوات تقريباً، قرر والدي شراء حوضٍ Nautor's Swan لبناء السفن، وقد أقام سباقات للقوارب هنا منذ ذلك الحين. الآن، أعيش في ميلانو وأجد في سردينيا مكاناً مثالياً أمضي فيه عطلة نهاية الأسبوع.

جلت في جميع أنحاء الجزيرة، فهذه طريقة رائعة لرؤية الشواطئ والقرى البعيدة. وعلى متن دراجتي النارية، استكشفت أيضاً مناطق نائية، فسافرت مرة مسافة 270 كيلومتراً ذهاباً إلى الساحل الشرقي، ثم إياباً إلى الساحل الغربي. في مرحلة ما، فاجأني أن أجد كوخاً جبلياً في منطقة تسمى جينارجينتو، وفيها أعلى قمم الجزيرة. هذا ما يجعل سردينيا مميزة جداً. تصادف هنا جبالاً وغابات وشواطئ وبحيرات لن تصادفها في أي مكان آخر. شخصياً، أحب أشجار الفلين، فهي مستدامة إذ تُشذّب فتراها تنمو من جديد. أنا مفتونة بهذه المادة، فقد استخدمها جدي لصنع كعب حذائه، وأود شخصياً دمجها في تصاميمي للحليّ.
ربما تكون منطقة كوستا سميرالدا الأشهر في سردينيا، وأنا شخصياً أعرف منتجع Porto Cervo. هناك، بالطبع، شواطئ ومطاعم ونوادٍ جميلة هنا، لكن ثمة أيضاً أماكن هادئة تشاهد منها الغروب المذهل.
حظي الميناء نفسه بجولة تحديث، وهو يضم الآن المرفأ الجديد، إضافة إلى المرفأ الأصلي القديم، وبينهما تعمل عبّارةٌ في الصيف. الجانب الجديد، ويدعى Promenade du Port، هو المكان الملائم للعثور على متاجر رائعة، بما فيها أحد متاجر Sease الخاصة بفرانكو وجياكومو لورو بيانا، لشراء عدّة الإبحار، ومساحة سردينيا الخاصة بصاحبة دور العرض في ميلانو روسانا أورلاندي. في الجانب القديم، تجد Yacht Club ومتجراً تديره علامة Slam التجارية الإيطالية الخاصة بالإبحار. للحصول على الفاكهة والأجبان، ربما تكون سوق الخميس في سان بانتاليو هي الأفضل، على بعد نحو 20 دقيقة.

من بورتو سان باولو، يمكنك رؤية جزيرة تافولارا المهيبة، التي لا يمكن الوصول إليها إلا بالقوارب. هناك مطعم رائع يسمّى Ristorante da Tonino Re di Tavolara، لكنك لن تجد فيه مكاناً إلا إذا حجزت طاولتك مسبقاً، وهو يقدم طبق كرودو طازج جداً.
ثمة مرفأ جميل آخر هو مرفأ بورتو رافاييل، وهي قرية صغيرة على بعد 30 كيلومتراً فقط من Porto Cervo، يسهل الوصول إليها بالقوارب. الساحة المكتظة بالناس عامرةٌ بالمقاهي، وهي المكان المثالي لتناول المقبلات.

في سبتمبر تبدو صخور سردينيا وردية وبرتقالية أكثر مما تكون في العادة
جنوب الجزيرة هو منطقتي المفضّلة. أحب النزول في منتجع Faro Capo-Spartivento، في شيا، وقد بُني في الأصل منارةً في خمسينيات القرن التاسع عشر. هذا منتجع يحافظ على روعة المناظر الطبيعية، والمياه فيه دافئة بفضل الألواح الشمسية. ثمة أجنحة قليلة في المنارة، كما في المضافات المحيطة بها، وهذا ما يجعلها حميمة جداً. وهناك أيضاً قرية فيلاسيميوس، على بُعد ساعة واحدة فقط من كاغلياري، وهي معروفة بشواطئها وكنوزها الأثرية. أوصي دائماً بالإقامة في منتجع Falkensteiner Resort Capo Boi الذي يقع على شاطئ رملي أبيض في محمية Capo Carbonara البحرية. مطعمي المفضل عند المغيب هو La Vela المميز بإطلالاته على المرسى.


المطبخ السرديني غني ومتنوع. في مدينة كارلوفورتي بجزيرة سان بييترو، يشتهرون بالتونة والبوتارغا الطازجة. على الجميع تجربة سيدا السرديني، وهذا طبق من المعجنات الساخنة المصنوعة بالجبن والعسل. وأحثّكم على تجربة تناول الطعام في مطعم زراعي. تقدم هذه المطاعم قوائم طعام ثابتة تبدأ بالجبن واللحوم وpane carasau أو خبز الراعي، وهذا خبز مسطح رقيق ومقرمش خاص بسردينيا، يليه حساء غالورا (نوع من لازانيا الخبز). سوف تخرج من المكان مهرولاً، لكنه يستحق أن تزوره مرة واحدة على الأقل.


نيسان (أبريل) هو الوقت الأفضل لزيارة الجزيرة، وكذلك تشرين الثاني (نوفمبر). موسم الذروة محموم بالطبع، لكن حتى في عزّ ازدحام آب (أغسطس)، يمكنك العثور على أماكن هادئة. في العادة، تقام بطولة The Rolex Swan Cup كل عامين، وأقيمت ثانية في أيلول (سبتمبر). رائعٌ أن نرى 100 قارب شراعي من طراز Nautor's Swan في مكان واحد، تتسابق حول كوستا سميرالدا. في هذا الوقت من العام، تكون الحشود قليلة والأيام أقصر قليلاً، وتبدو صخور سردينيا وردية وبرتقالية أكثر مما تكون في العادة.