مجلة الرفاهية العصرية تصدرها إيلاف بالاتفاق مع فايننشال تايمز

تجميل

"شعركِ تاجُ جمالِك"

امتهن جورج المندلق فنّ تصفيف الشعر، مؤمناً بأن التسريحة جزء لا يتجزأ من شخصية المرأة، وكتاب مفتوح يقرأ فيه شخصيّتها ويبحث عمّا يلفته فيها.

المندلق يضع لمساته الفنية الأخيرة المندلق يضع لمساته الفنية الأخيرة

"أعشق المرأة، وهذا سرّ المهنة عندي"؛ يقول فنان تصفيف الشعر اللبناني جورج المندلق، واصفاً عمله بأنه شغف يستعيده في كلّ مرة ينحني فوق رأس امرأةٍ تسلّمه شعرها مطمئنة إلى أنها ستتميز بإطلالة خاصة. يضيف: "قبلةُ امرأة أشعلت فيّ شرارة الشغف بفنّ تصفيف الشعر".

 المندلق مكرساً كل حواسه للخروج بتسريحة ترضيه وترضي المرأة التي سلمته شعرها

رفد المندلق شغفه هذا بالعلم والممارسة، فبرز اسمه في عدد من البرامج التلفزيونية، ومنصّات عروض الأزياء وافتتاحيّات المجلّات. ووقع عليه اختيار النجمات بعدما صنع لنفسه اسماً بإضافته لمسةً خاصةً على برامج تلفزيونية عديدة بثّت على شاشات لبنانية وعربية، منها Mission Fashion وProject Runaway وArab Idol وArabs Got Talent وDancing with the Stars. يقول: "حين أهتمّ بإطلالات الفنانات والمشاركات في هذه البرامج، ثمة أمور كثيرة يجب أخذها في الحسبان، كدرجات الإضاءة وإضافة وصلات الشعر إن كان الشعر خفيفاً، ودور المرأة في البرنامج. فأنا لا أريد أن يتبعثر شعرها في أي لحظة، ولا أريدها أن ترتبك فيما هي منهمكة في قضايا التحكيم".

جورج المندلق ومساعداه يتأكدون من كمال تسريحة إحدى العميلات في الصالون ببيروت

مقاربة المندلق في تصفيف الشعر خاصة دائماً؛ فهو لا يرضى لعميلاته أن تجرّهن إتجاهات الموضة، فيرضين بأي تسريحة سائدة حتى لو لم تكن تليق بهنّ. في صالون والده سيمون المندلق في منطقة الزلقا شرق بيروت، جلس قليلاً. "يجب أن تكون تسريحة الشعر جزءاً من هويّة المرأة وشخصيّتها ولباسها، ووسيلة لإبراز جمالياتها بطريقة إيجابية. لكلّ امرأة جانبٌ جميل أريد تسليط الضوء عليه"، كما يقول. وهذا الأمر ليس سهلاً كما أنه ليس صعباً، إذ على مصفّف الشعر أن يكون فناناً، وميزة الفنان دقّة الملاحظة، وإتقان فنّ الإصغاء، "وأنا أصغي جيداً. تقول لي أريده متهدّلاً من جانب واحد لأنني أظن أن ذلك يخفي كذا وكذا في أذني، فأدرك ما تريده، وأتصرّف على هذا الأساس، من دون أن أضطر للالتزام بما تقوله حرفياً. إنه يشبه التفاهم الخفيّ بيننا، أكثر منه الانصياع لرغباتها".

البساطة عنوان جمال الشعر لدى جورج المندلق خصوصاً في الشعر القصير

ليس بالإصغاء وحده ينجح مصفّف الشعر. يتابع المندلق: "المصفّف اللامع هو مَن يُحسن قراءة المرأة سريعاً. فأنا لا أقصّ شعر سيّدة وفقاً لصورة أحضرتها معها، إنما أنظر إليها، فأسأل نفسي: ’ماذا يلفتني فيها أنا الرجل؟ ماذا يقول لي صوتها؟‘. وبناء على جوابيّ عن هذين السؤالين، أفكّر في تسريحة تلائمها الآن، في المناسبة الاجتماعية أو الرسمية التي تحضرها الآن. هنا تلتقي السهولة بالصعوبة، فإطلالة المرأة ليست ثابتة، بل هي متحوّلة وفقاً لعدد من العوامل، منها الخاص بها، ومنها الخاص بالهدف من التسريحة. فهل تطلب المرأة أن أقصّ شعرها، وهذا تعديل طويل الأمد؟ أتطلب تسريحة لأنها مدعوّة إلى حفل زفاف؟ أو مناسبة رسمية غير شخصية؟ هذه الأسئلة مهمّة في بلورة فكرة التسريحة في ذهني، قبل أن أمسك بالمقصّ والفرشاة، وأقرّر أن تكون لإطلالتها الأثر الفوري، أو الأثر المستمرّ".

بالنسبة إليه، وجه المرأة مهمٌّ جداً، وكذلك طولها وعرض كتفَيها وطريقة مشيها. إنها عناصر يأخذها المندلق في الحسبان، معترفاً بأنه مُصاب بأحد عيوب مهنته: "صراحة، شعر المرأة هو أوّل ما تقع عليه عيني، فأحكم على المرأة التي تقف أمامي من خلال نظري إلى شعرها. إنه يكشف الكثير عن شخصيتها، ويدلّ على مكانتها الاجتماعية. وهذا أيضاً حصّلته بالخبرة".

"لا أقصّ شعر سيّدة وفقاً لصورة أحضرتها معها"

تحفل مسيرة المندلق المهنية بالعزيمة الهادئة. سعى في البداية إلى نيل إجازة في التسويق من الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت، ثم قرّر الاستدارة والسير على خطى والده سيمون المندلق، مصفّف الشعر اللبناني الذائع الصيت. يروي: "أثار قراري هذا حفيظة والدي، وكان بحاجة إلى بعض الإقناع كي يسمح لي بالانتقال إلى لندن لأمتهن تصفيف الشعر، فبرأيه لم أكن أتحلّى بالجدّية الكافية حين كنت أتابع دراستي. الفارق الوحيد هنا أنني أحببت هذه المهنة كثيراً، وما زلت أحبّها". أنهى جورج تحصيله المهني في Saks Academy بلندن، وعاد إلى لبنان. لكنّه لا يقصر نشاطه على بلده، إنما هو في تجوال دائم. يقول: "أسافر إلى دبي كثيراً، فلي فيها صديقات كثيرات ينتظرنني لأعتني بشعر كل منهنّ. كذلك أسافر إلى لاغوس في نيجيريا، فثمة جاليات عربية وغربية هناك، وفيها من اعتدن على مقصّي وفرشاتي".

يردّد المندلق دائماً على مسامع السيّدات أنّ نظاماً غذائياً متوازناً يساعد على العناية بالشعر. يقول: "على المرأة ألّا تفرط في صبغ شعرها. فالشعر ليس قميصاً يُمكن غسله وتلوينه يومياً. كذلك، يجب عليها التنبّه إلى تغيّرات المناخ، وألّا تغادر منزلها بشعر رطب، فحينها يكون هشّاً ومعرّضاً للتكسّر، كما تستقرّ جزيئات الغبار والملوّثات في غشاء الشعر السطحي بسهولة كبرى". ينصح المندلق السيّدات باستخدام بلسم يُترَك على الشعر من دون غسله، على أن يحسنّ استخدامه: أولاً، اختيار بلسم لا يحتوي على الكحول أو الكبريت، بل يكون غنياً بالبروتينات التي تغذّي فروة الرأس وتحمي الشعر؛ وثانياً، وضع كمية قليلة من هذا البلسم على الجزء الأوسط من الشعر المجفَّف جيداً وعلى أطرافه؛ وثالثاً، تمشيط الشعر من أطرافه حتى أعلى جذوره، لا العكس".

العناية بالشعر عملٌ مستمرّ، بحسب المندلق. يقول: "يبدو كأننا نقف دائماً في منتصف طريقنا نحو هدفٍ محدّد: قَصّ الشعر، أو تطويله بإضافة الوصلات إليه، أو صبغ ضفائره، أو تلوينها بتموّجات خفيفة أو تشذيب أطرافه. فإن كان ثمة ما تتّحد حوله النساء، فهو سعي كل منهنّ الدؤوب إلى الحصول على شعر رائع يتوّج جمالهنّ!".

0 تعليقات

شارك برأيك