أيّ دور يؤدّيه الفن في أوقات الأزمات؟ سؤال طرحه الصائغ الروماني فابيو ساليني كثيراً في السنوات الأخيرة، فيما كان يبحث عن هدف جديد بعد مسيرة مهنية دامت ثلاثة عقود في عالم الأحجار الكريمة والمواد الثمينة. الجواب الذي توصّل إليه هو بيع جزء كبير من أرشيفه – 55 ابتكاراً فريداً – بالمزاد العلني على أن يذهب ريعه للأعمال الخيرية. يقول ساليني: "بات الفن الآن مسألة أقلّ إلحاحاً. فلماذا لا نستخدمه إذاً لمساعدة الآخرين؟".
بدأ ساليني مسيرته المهنية في محترفات التصميم لدى Cartier وBulgari، قبل أن يطلق مجموعته الخاصة في عام 1999 من خلال دار Petochi الإيطالية التاريخية لصنع الحليّ والمجوهرات، والتي يتردّد إليها النبلاء الأوروبيون. سحرته التطوّرات التقنية التي ظهرت في مطلع الألفية، فبات معروفاً باستخدام مواد مبتكرة.
![]() |
![]() |
حافظ ساليني في تصاميمه على هذا الطابع الجمالي، مازِجاً الألماس والكريستال الصخري والمرجان والقش بالألياف الكربونية والتيتانيوم والجلد. يقول: "لتكون فناناً الآن، عليك ابتكار مفاهيم جديدة. هذا أسلوبي للارتقاء بالمجوهرات كي تنال اعترافاً بها بوصفها شكلاً من أشكال الفن الأساسي، لا شكلاً من أشكال الفن التزييني".
"الأولوية عندي هي التعبير عن نفسي بطريقة أكثر إنسانية"
تمثّل التصاميم التي بيعت بالمزاد العلني من خلال دار Sotheby’s في أيلول (سبتمبر) محطات من مسيرة ساليني المهنية؛ إذ تتضمن قرطَين للأذن مزيّنين بزهور مرصّعة بحجر الأوبال والألماس والزفير المزخرف تنبت من أغصان مصنوعة بالألياف الكربونية والتيتانيوم؛ وخاتماً مصنوعاً بالتورمالين الأخضر محجوباً في قفص من الألماس المرصوف. عاد ريع المبيعات إلى Art of Wishes التي أنشأتها باتيا أوفر، وهي هاوية جمع فنون ومنخرطة في الأعمال الخيرية، في عام 2017 بهدف جمع الأموال للمبادرة الخيرية للطفولة Make-A-Wish UK التي جمعت أكثر من 8.3 ملايين جنيه استرليني حتى تاريخه. تقول أوفر: "أن يُقدِم شخص بمكانة فابيو على التبرع بهذا العدد الكبير من الابتكارات التي تحمل توقيعه خطوة ترتقي بهذا التعاون إلى مستوى مميّز"، مضيفة: "لن يؤدّي الفن مطلقاً إلى وقف المجاعات أو الحروب، إنما يمكن أن يكون مصدر غنى، وأن يساهم في بث الأمل".
![]() |
![]() |
يضيف ساليني: "أعتقد أن الأولوية في اللحظة الراهنة في مسيرتي المهنية وفي تطوري ليست لشخصي أو لنجاحي، إنما الأولوية للتعبير عن نفسي بطريقة أكثر إنسانية". ويختم قائلاً: "ليس لديّ أولاد، لكنني أريد أن أترك إرثاً. لذلك، قد يكون للبحث عن طريقة للعطاء في سبيل الآخرين الوقع الأقوى".