تعرف ميليسا سنوفر بأنها ضليعة في عالم الحلويات. في عام 2010، أسّست رائدة الأعمال المقيمة في برمنغهام علامة Goody Good Stuff التجارية المتخصصة بالحلويات النباتية. ثم اخترعت آلة لتحضير الطعام بتقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد، وهذه أول آلة من نوعها في العالم تمتثل لمعايير وكالة الغذاء والدواء الأميركية ووكالة المعايير الغذائية البريطانية، وكانت تُستخدَم في صنع سكاكر تشبه وجوه الأشخاص أو معالم شهيرة مثل برج إيفل. منطقيٌّ إذاً أن تشبه الأطايب اللذيذة التي تنتجها في إطار مشروعها الأخير Nourished، سكاكر Haribo المغلّفة بالكثير من السكر. لكنّكم لن تجدوا هذه القطع على رفّ الحلويات، فهي مكمّلات غنية بالفيتامينات.
لكل حبّة فيتامين نباتية خالية من السكر سبع طبقات من المكوّنات الغنية بالمغذيات"
لكل حبّة فيتامين نباتية خالية من السكر سبع طبقات من المكوّنات الغنية بالمغذّيات – مثل حلوى الكرز لتحسين أداء الدماغ أو الجينسنغ لشحن الطاقة أو مسحوق ماكا لتحفيز الرغبة الجنسية – ويتم تكييفها وفقاً لما يفضّله المستخدم: يملأ العملاء استبياناً، ويختارون نكهة ما (مثل الفراولة أو الكولا) لتغلف بطبقة خارجية مذاقها حلو أو مرّ، وتحضَّر أقراص الفيتامين المصنوعة خصيصاً لهم باستخدام تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد. تُسلّم Nourished اليوم، بعد عامَين على انطلاقتها، 15 ألف علبة للمشتركين شهرياً في مختلف أنحاء المملكة المتحدة والولايات المتحدة (وتبيع خيارات جاهزة في متاجر Selfridges)، ولديها 100 موظف، وتمويل بقيمة 8 ملايين جنيه استرليني، وافتتحت للتوّ مصنعها الثالث. تقول سنوفر التي تتراوح أعمار عملائها، بصورة أساسية، بين 30 و50 عاماً مع تفوّق بسيط للعنصر الأنثوي، إن مزيج "’الشخصنة‘ و’التركيبة المضغية‘ يلقى على ما يبدو استحسان المستهلكين".

تعدّ Nourished من أبرز اللاعبين في قطاع المكمّلات المضغية الذي ينمو بسرعة فائقة. يُتوقَّع أن ينمّ هذا القطاع سنوياً 12.6 بالمئة في السنوات الست المقبلة، على مستوى العالم، لتبلغ قيمته 42 مليار دولار بحلول عام 2028، وفقاً لشركة Grand View Research. وفي الولايات المتحدة التي تُعَد السوق الأوسع انتشاراً في هذا المجال، كشف تقرير صادر عن شركة Mintel في عام 2020 أن المكمّلات المضغية تفوّقت على الكبسولات لتتصدر الوسائل التي يلجأ إليها الأشخاص دون الخامسة والثلاثين لتناول الفيتامينات. في متاجر Selfridges في المملكة المتحدة، ارتفعت المبيعات بنسبة 900 بالمئة بشكل سنوي. يقول أدريان بوزويل، بائع المواد الغذائية في المتجر: "نبيع حالياً كميات من المكمّلات المضغية تتخطى أي نوع آخر من المكمّلات". كذلك أطلق عملاق الصناعة Optibac مجموعة من المكمّلات النباتية المضغية في الأعوام الأخيرة.
يعدّ عملاء كثيرون الأقراص المضغية حصتهم اليومية من الحلوى"
المكمّلات المضغية هي "مدخل" جيد إلى عالم المكمّلات، بحسب دايفيد هاغنز، المؤسس المشارك لمتجر GreenBox الإلكتروني المتخصص بالمكمّلات النباتية. فهي تروق لمن لا يحبون ابتلاع الكبسولات صباحاً، وهي أكثر ملاءمة للأطفال أيضاً. يقول هاغنز: "يبتاع كثيرون مكمّلات [في شكل كبسولات] مدفوعين بالنيات الحسنة، ثم يتركونها في الخزانة"، مضيفاً: "بما أن مذاق [المكمّلات الغذائية] جيد، فأنت لن تنسى أن تتناولها، ويتحول الأمر إلى عادة منتظمة بسهولة أكبر كثيراً".






بات ممكناً الآن تناول الفيتامينات كلّها في شكل مكمّلات مضغية. تناولوا الأقراص المصنوعة بخل حمض التفاح والمدعّمة بفيتامين B12 من Goli للتزود بالطاقة وتسهيل عملية الهضم؛ والمكمّلات المضغية بنكهة الكرز الغنية بحمض الفوليك من Nutriburst والتي تؤخَذ في فترة الحمل؛ والأقراص المضغية اللذيذة بشكل التوت للحفاظ على صحة الشعر والبشرة والأظافر من علامة Manifesto التجارية اللندنية الجديدة. يقول متجر GreenBox الإلكتروني إن مكمّلات Vegums المضغية بنكهة البرتقال والغنية بحمض أوميغا-3 الدهني تحقق نجاحاً باهراً. في الأشهر الستة الماضية، كان الطلب الأكبر على مكوّن HD-BPL1 لدى Nourished، وهو عبارة عن منتج ثبت علمياً أنه يخفض الدهون التي تتجمع حول جدار المعدة، كما تقول سنوفر. خارج المملكة المتحدة، تُنتَج كميات كبيرة من مكمّلات ميلاتونين المضغية المساعدة على النوم، من خلال علامات تجارية مثل Nordic Naturals وHims في كاليفورنيا. ولعلّه ليس مفاجئاً أنه سُجِّلت أيضاً زيادة كبيرة في كميات المكمّلات المضغية المهدّئة المنقوعة بالكانابيديول مع مكونات مثل "إل-ثيانين"، كما يقول بوزويل.
هل هي أفضل من الكبسولات العادية السهلة الهضم؟ يشير بعض البحوث إلى أن الجسم يمتصّ بعض الفيتامينات بشكل أفضل حين تكون أقراصاً مضغية: فعلى سبيل المثال، توصلت دراسة خضعت للمراجعة في عام 2019 نشرت في مجلة Nutrients إلى أن ذلك ينطبق على الفيتامين D. ويُقال إن مضغ الأقراص الهلامية يُدخِل الجسم في نمط الهضم بطريقة لا يتيحها ابتلاع الأقراص، من دون طعام، كما تقول سنوفر. لكن معظم البحوث التي تناولت المكمّلات المضغية لم تتوصل بعد إلى نتائج حاسمة. يقول دانيال أوشوغنيسي، مدير التغذية لدى The Naked Nutritionist: "نعم، يمكن أن يساعد المضغ على الهضم"، لكنه يعقب قائلاً إن المطلوب إجراء المزيد من البحوث "على أعداد أكبر من السكان والمزيد من الفيتامينات" قبل التوصل إلى خلاصات جازمة.
حتى لو تبيّن أن مستويات الامتصاص تتحسن بالمضغ، ثمة عوامل أخرى يجب أخذها في الحسبان. فعدد كبير من المكمّلات المضغية يحتوي على تركّز أقل من المغذّيات مقارنةً بالأقراص، كما تقول الدكتورة ربيعة مالك، وهي طبيبة عامة ومتخصصة بالعناية الشاملة بالجمال في لندن، ويحتوي "معظمها" على كمية من السكر تتراوح بين 3 و8 غرامات، فضلاً عن مواد مضافة أخرى مثل حمض السيتريك أو ثاني أكسيد التيتانيوم.
تستخدم علامات تجارية مبتكرة مُحلّيات بديلة غير اصطناعية حرصاً على خلوّ منتجاتها من السكر. تستعيض Nourished عن السكر في مكمّلاتها بمادة إريثريتول التي "لا تؤثر بصورة أساسية في نسبة السكر في الدم"، كما تقول سنوفر، فيما تستخدم Manifesto، في أقراصها الهلامية للعناية بالجمال، مادة إنولين وهو نوع من الألياف الحلوة المذاق المستخرجة من جذور الهندباء البرية. تحتوي هذه الأقراص على 0.6 غرام فقط من السكر: "أقل من حبة كرز"، كما تقول مؤسِّسة العلامة التجارية آنا ماركوفيتشي. المطلوب هو "أقل كمية ممكنة من السكر" و"أكبر تركّز ممكن من المغذيات"، كما تؤكّد مالك التي توصي بتناول مزيج حمض أوميغا-3 الدهني وأقراص فيتامين D المضغية من Nordic Naturals.
عند تناول الأقراص المضغية، ربما تتفوّق المنافع إلى حد كبير على التكاليف. تقول مالك: "تناول شيء ما أفضل من عدم تناول أي شيء على الإطلاق". في الواقع، لاحظ هاغنز أن عملاء كثيرين يعدّون الأقراص المضغية حصتهم اليومية من الحلوى بدلاً من تناول "كيس من سكاكر Haribo" مثلما اعتادوا ربما أن يفعلوا. إذا أردت الاستمتاع بتناول طعام يمنحك جرعة نشاط في فترة العصر – وجميعنا بشر – فمن الأفضل أن يترافق مع السيلينيوم أو مستخلص الحرشف البري أو عشبة الأشواغاندا التي تحفّز الرغبة الجنسية.