مجلة الرفاهية العصرية تصدرها إيلاف بالاتفاق مع فايننشال تايمز

سفر

كيف تستمتعون بأوقاتكم في... أكرا

تتحدث شارلوت مينساه، فنانة تصفيف الشعر وفاعلة الخير ومؤسسة Manketti Oil، عن فرح وجدته في موطن طفولتها الأفريقي

كيف تستمتعون بأوقاتكم في... أكرا

عندما كنت في شهري الثالث، غادرت عائلتي لندن لنعيش مع جديّ في أكرا. قطنا في منزل كبير تتوسطه شجرة مانغا، وكانت جدتي تملك فرناً طينياً ضخماً تستخدمه لتحضير الكعك والخبز. كان منزلاً نابضاً بالحياة، يتمتع بجو خاص، وكنا 47 شخصاً نعيش فيه. في الحادية عشرة من عمري، أتيت إلى المملكة المتحدة. كان المكان مختلفاً تماماً، فقد كان معزولاً ولم تتوفر تلك الحرية ولا تلك الفرحة التي تمتعت بها طويلاً في غانا. لذلك، ومنذ يومي الأول، أردت العودة. كان علي الانتظار حتى عيد ميلادي التاسع عشر لأتمكن من توفير المال الكافي لشراء تذكرة الطائرة. وما إن خرجت منها حتى قبّلت الأرض. وحتى الآن، وبالرغم من أنني أعيش في لندن منذ مدة طويلة، ما زال هذا الشعور يراودني.

كشك في سوق ماكولا © كريستينا ألديهويلا / AFP من خلال Getty Images 

تتمتع أكرا بسمات كثيرة. في هذه الأيام، حين أعود إليها، يجب أن أزور أولاً سوق ماكولا. إنه مكان رائع يتجول فيه المرء فيتوه؛ إذ تباع فيه أفضل الأقمشة إن كنتم تبحثون عن قماش ملون بتقنية التشميع أو بالربط. أشتريها لاستخدامها لفائف للرأس أو لألتفّ بها من الخصر نزولاً. وهناك، أسعى إلى أن أطهّر جسمي من السموم، فالحفلة صاخبة دوماً في أكرا، ويميل المرء إلى الإفراط في تناول الطعام. لذلك، أذهب إلى هناك للحصول على الأناناس وحبات المانغا الغضة والبطيخ، إضافة إلى فاكهة ذائعة الصيت هنا تسمى ألاسا. إن مضغتها طويلاً، صارت لباناً طبيعياً.

بوتيك Elle Lokko © كارلوس إيدون - تاوياه

أعمل في مجال الأزياء، لذلك أحب أن أرى دائماً ما يحدث حولي. أحب الذهاب إلى Elle Lokko في حي أوسو بقلب المدينة، حيث يبيعون الكيمونو الجميل جداً من Kofie: ألوانه زاهية ويبدو أسلوبه جيداً مع أي شيء ترتديه: فوق الجينز أو يمكن ارتداؤه سترةً أو ثوباً. أحب أيضاً أنهم يبيعون ملابس كثيرة صممتها نساء. أما Viva Boutique فمتجر متكامل، لديهم علامات تجارية أفريقية رائعة مثل Éki Kèré، ولديهم أيضاً Bottega وValentino. أحب فيه تحديداً منتجات التجميل، مثل زيوت الشيا الجميلة والصابون الأسود من R & R Luxury، التي يطلب مني أصدقاء كثيرون في لندن شراءها لهم.

مينساه في أكرا ترتدي فستاناً فضفاضاً من Kofie وتنورة من Studio 189، وكلاهما من العلامات التجارية المحلية © كارلوس إيدون - تاوياه

إنَّ Niobe Salon and Spa هو المكان الذي أقصده للعناية باليدين أو القدمين أو لتدليك بالحجر الساخن. الفتيات هناك قويات جداً، فما إن تغادر منضدة التدليك تلك حتى تنام إلى الأبد. لا يتعجّلن في جلسة التدليك ويستخدمن كثيراً من زيت النعناع البري والياسمين. يغادر المرء هذا المكان وهو يشعر أنه إنسان جديد.

أول ما فعلته حين خرجت من الطائرة هو أنني انحنيت وقبّلت الأرض"

ثمة مكان آخر مفضل عندي هو The Mix Design Hub، وهذا مطعمٌ ومكان عمل. يطل المطعم في الطابق العلوي على البحر: تناول الطعام على الشرفة، مع الإحساس بالمحيط وصوته، يمنحني دائماً شعوراً بالرفاه. يقدم هذا المطعم أطباقاً تدمج بين الوصفات الأفريقية المختلفة، أحب عنده رز جولوف. في آخر مرة زرته، عدت إليه ثلاث مرات لتناول هذا الطبق، فالمذاق الغني للطماطم مذهل فعلاً. وكلما كان علي أن أعقد اجتماعاً مهماً، كنت أعمل من هناك. إنه جميل، وتحصل على خلفية جيدة.

ADA Noldor Artist Residency

في الحديث عن الجمال، يعدّ ADA Noldor Artist Residency في لابادي أمراً مختلفاً حقاً في غانا. إنه أول متحف للفن المعاصر في البلاد. يجمعون الناس من أنحاء أفريقيا كلها، فكل من يتمتع بأي موهبة في الفن والإبداع يحصل على إقامة عندهم. أحببت عرض ميمي أدو - سيرواه، الصيدلانية التي تحولت فنانةً، ما يؤكد اعتقادي بوجود فنان خفي فينا جميعاً.

سلطة تونا ساشيمى في Skybar 25

إن رغبتَ في الابتعاد عن الضوضاء، تتمتع بوسوا، في الطريق إلى ساحل العاج، بشواطئ رائعة، لكنها تتسم بالهدوء الشديد، لذلك قد تكون وحيداً على الشاطئ كله. وإن سرت ليلاً، فثمة حشرات تولّد ضوءاً مخضراً وتضيء المكان كله.

أعود إلى أكرا، مساءً، فأتوجه إلى Kōzo، وهذا مطعم يقدم مزيجاً من المأكولات الغانية والآسيوية، ويتمتع بجو مميز. يعزفون هناك دائماً موسيقى جيدة، أحب موسيقى الأفارقة الأميركيين الجديدة والموسيقى الإيقاعية. من هناك، أذهب إلى Skybar 25، وأصعد فوراً إلى الشرفة، حيث يبثون موسيقى جيدة. وإن كنت أتمتع بعد بالطاقة وأريد الرقص، يُقيم Sandbox Beach Club حفلات مذهلة.

مينساه في The Mix وهو مطعم ومكان العمل © كارلوس إيدون - تاوياه

أفضل فنادقي الآن هو La Villa Boutique، ويقع في وسط المدينة فيمكنكم السير منه حيث تريدون. وهذا يذكرني بغانا القديمة، بشرفاته تلك. بني في الستينيات، وكان في الماضي مقراً للسفارة الروسية. احتفظوا بميزات البناء الأصلية ولم يحاولوا تعديلها أكثر مما ينبغي. حوض السباحة أفريقي جداً، وكأنك تسبح تحت الشلال المتدفق.

شارك برأيك

0 تعليقات