إذا كان عنق الكاتبة والسيناريست نورا إفرون قد أزعجها، فأنا أؤكّد لكم أن عنقي ومعظم ما يحدث فوقه وتحته يسببان لي بؤساً شديداً. التقدّم في السن مريعٌ، والتفرّج على بشرتي تترهّل وتفقد ليونتها مثل مطاطة قديمة ليس ممتعاً على الإطلاق. لكنني تقبلت، كما إفرون، أن لا جدوى من محاولة كبح سرعة الانحدار المحتوم باللجوء إلى مبضع الجرّاح. كما لا يمكنني التفكير في حقنات مكافحة الشيخوخة. بالرغم من أنني رأيت نتائج لا بأس بها في أشخاص يحيطون بي، خضعوا لجراحات تجميلية، أشعر بأن لحشوات الوجه جانباً يمنح الإنسان مظهراً غريباً قليلاً. ولست واثقة ما إذا كان البوتوكس ينفع حقاً في محو سنوات من العمر، أو يجعل الشخص يبدو نسخة محدثةً عن نفسه فحسب.
لكن، بما أنني من أولئك الناس الذين يحبون "الحفاظ" على أشياء تضمحل سريعاً، تجذبني العلاجات التي تحفّز إنتاج الكولاجين وتحسّن ليونة البشرة، التي تكتسي أهمية كبيرة. في الأغلب، توصَف هذه الإجراءات بأنها علاجات بالليزر، وهذا توصيف خاطئ، لكنها تستخدم الموجات فوق الصوتية أو تردداً لاسلكياً لتحفيز العضلات تحت البشرة.
تسبّب هذه العلاجات، بصورة أساسية، "التهاباً" يدفع الجسم إلى إنتاج الكولاجين، ويجعل البشرة تبدو – إذا حالفك الحظ – أكثر انتفاخاً. ثمة خيارات عدة متاحة في السوق اليوم، ولا يتطلب أيٌّ منها توقّفاً عن العمل أو فترة نقاهة؛ يكمن الفارق الأساس بينها في مقدار الألم الذي يمكنك تحمّله، وفي قدرتك على تحمّل درجة حرارة عالية تُستخدَم على البشرة مباشرةً.
لست واثقة ما إذا كان البوتوكس ينفع حقاً في محو سنوات من العمر، أو يجعل الشخص يبدو نسخة محدثةً عن نفسه فحسب
يقدّم الدكتور كوستاس باباجورجيو، وهو جرّاح تجميل متخصص في الوجه والعيون، علاجات عدّة في أجنحته الاستشارية في عيادة Harrods Wellness Clinic ومجموعة New York Dermatology Group في نيويورك. يقوم علاج Ultherapy الذي يعتمده باباجورجيو (بكلفة 3,400£) على استخدام الموجات فوق الصوتية لاختراق سطح البشرة حتى عمق يصل إلى 4.5 ملم، "وهي الطبقة نفسها التي يصل إليها الجرّاح في عملية شد الوجه"، كما يقول. لكنه يحذّر من أن هذا العلاج يمكن أن يكون مزعجاً جداً. لذا، بالرغم من أن النتائج "قد تكون أفضل ما يمكن الحصول عليه قبل الخضوع لعملية شد الوجه"، ربما ترغب في اختيار علاج Trilogy Energy Lift الأكثر شعبية، وهو "عملية لشد الوجه مستندة إلى الطاقة" ومؤلّفة من ثلاث خطوات تقوم على استخدام "التقشير المائي، والتصويب بأشعة الليزر وموجات التردد اللاسلكي لمعالجة ترهّل البشرة في مناطق الجفنَين والوجه والعنق".
أقصد عيادة باباجورجيو دورياً منذ بضع سنوات. قاومت تشجيعه لي على التخلص جذرياً من تجعيدتَين حادّتين تزيّنان جبيني، لكنني أصبحت مدمنة علاج Energy Lift. بالرغم من أن كلمتَي "ليزر" و"تقشير" توحيان بأننا أمام إجراء حادّ، فإن التقنية الحالية لا تسبب تقشّر الوجه، ما يستدعي فترة نقاهة كنّا نربطها عادةً بتجدد البشرة. العلاج لطيف جداً؛ إذ أشعر كأن أحدهم يمرّر حجراً رخامياً ساخناً على وجهي، ما يمنح شعوراً حقيقياً بالراحة. بعد جلسات قليلة، لمستُ تحسناً ملحوظاً في الترهّل حول الفكين، وبدا عنقي شابّاً أكثر، وأجرؤ على القول إنه بدا مشدوداً أكثر.
لا تدوم هذه النتيجة إلى الأبد. يشير باباجورجيو إلى أنه بعد الخضوع لمسار العلاجات الأوّلي، يُفترَض أن تدوم النتائج حتى 18 شهراً، لكنني لا أعرف علاجات كثيرة أخرى تصب معادلتها بين المعاناة والمكاسب في صالح المريض، ويروقني هذا الشعور. نعم، العلاج مكلف جداً (تبدأ كلفة مسار علاجي بجلسات عدة ابتداءً من 3,200£)، لكنه أقل كلفة وتوغّلاً جداً من عملية شدّ للوجه تستغرق المعافاة منها وقتاً طويلاً، وتستدعي أن يقص أحدهم وجهك بسكّين.
ثمة أسباب إضافية للنظر بطريقة مختلفة إلى العلاجات بالتردد اللاسلكي مقارنةً بإجراءات رائجة أخرى. تقول أديلا كراون، "مهندسة البشرة" كما تسمّي نفسها، والتي تركت عملها في الخدمات المالية قبل عشر سنوات للانخراط في مجال الكيمياء التجميلية: "يؤمّن البوتوكس والحشوات نتائج تجميلية فورية في الظاهر، لكنها تتحلل مع مرور الوقت لا بل تتسبب أيضاً بتعقيدات صحية مثل ظهور نتوءات أو أنسجة متصلبة في مواضع الحقن، وضمور العضلات وملامح غير طبيعية"، مضيفة: "تُقدّم تقنية الليزر، من جهة أخرى، نتائج أشد فاعلية وتدوم فترة طويلة، بفضل التحوّل المتسارع في الخلايا الطبيعية وإنتاج الكولاجين عميقاً داخل البشرة. ويمنح التردد اللاسلكي بشرتك الزخم اللازم لتحفيز عملية تصحيح الخلايا".
العلاج بالتردد اللاسلكي والموجات الصوتية هو أداة من أدوات عدة تستخدمها كراون في علاجات الوجه الاستثنائية (بسعر يبدأ من 450£)، وتتضمن أيضاً تدليكاً "لهندسة محيط الوجه"، ووخزاً بالإبر الدقيقة، ومروراً سريعاً في غرفة الأوكسجين العالية الضغط المصممة خصيصاً لهذا الغرض. وهي أيضاً لا تَعد بإشراقة وجه أبدية، لكنها ترى في هذه الإجراءات "أداة سريعة لتعزيز البشرة يجب التفكير في إدراجها في العلاج العادي للعناية بالبشرة في العيادات الخارجية". أما في ما يتعلق بالاستخدام المنزلي، فتوصي كراون باللجوء إلى ليزر LYMA (بسعر 2,000£)، وأدوات NEWA Beauty (بسعر 249£) التي صُمِّمت لإنتاج الكولاجين وتجديد البشرة، وهي مجهّزة، على نحوٍ مفيد، بـ"قاطع حدّة مدمَج، ما يعني أنه يخفّض خطر التسبب بحروق ذاتية ناجمة عن أشعة ليزر".
شخصياً، أفضّل الاستعانة بمحترف يتحكّم بالجهاز الساخن، والسبب الأساس هو أنه يستطيع أن يشغّل بأمان شحنة أعلى وأشد فاعلية. هل يستحق الأمر كل هذا العناء؟ يصعب جداً تحديد الاعتداد بالنفس بالمقياس الكمّي، لكن بغض النظر عن ذلك، وبعد الخضوع من حينٍ إلى آخر لعلاج بالتردد اللاسلكي، ما عاد عنقي يزعجني كما كان سابقاً.