متى تعلّق الأمر بتعريف مهنة صامويل روس، يُعَدّ هذا الرجل هدفاً سريع الحركة. أهو فنان؟ أهو مصمّم صناعي؟ نحّات، مصمّم أزياء، فاعل خير؟
تتعدّد هذه الأسئلة والجواب عنها واحد، نعم. ومع إطلاقه ساعة Big Bang Tourbillon، وهي الأولى له لصالح Hublot، بوسعه الآن أن يضيف مهنة تصميم الساعات إلى القائمة أعلاه. إنها ساعة مصنوعة بالتيتانيوم المستكمل بالساتان، وأضيف إليها مطاط قرمزي، وهي معرّفة مرئياً بثقوب نمطية مستوحاة من قرص العسل، تذكر بحذاء رياضي أتقنه المصمّم، وهذا منطقي لأن روس مصمّم أحذية أيضاً، إذ تعاون مع Nike وConverse وغيرهما.
روس في الثلاثين من عمره، مولود في بريكستون، درس التصميم البياني في جامعة De Montfort University في ليستر قبل أن يعمل مصمّماً للمنتجات لدى Wilkinson وBeko Kettles. وبسن الحادية والعشرين، "اكتشفه" الرجل الواسع الثقافة فرجيل أبلوه على Instagram فعيّنه متدرباً لديه ثم مساعداً في التصميم، حيث عمل في مشروعات لصالح Yeezy، وعلامة Off-White التجارية الخاصة بأبلوه نفسه، وHood by Air وStüssy. في عام 2014، أطلق علامته التجارية الفاخرة *A-Cold- Wall، ليستكشف من خلالها الرموز المختلفة لنظام الطبقات البريطاني، منشئاً مجموعات تنقب في التباين بين الملابس الرياضية وملابس العمل من جهة، وخياطة الملابس وفق مقاس محدد من جهة أخرى.

المشروع يحتاج إلى "ثلاث نقاط اكتشاف"
بقي روس قريباً من أبلوه، وكان آخر حديث مع مصمم الأزياء الرجالية لدى Louis Vuitton قبل يوم من وفاته في تشرين الثاني (نوفمبر) 2021. وروس، شأنه في ذلك شأن مرشده السابق، مؤسس علامة تجارية ناجحة، ومتعاون غزير الإنتاج، وصناعي، ومتعدد التخصصات، وواحد من مجموعة قليلة من المصممين السود في قطاع الأزياء.
ينظر روس إلى أي مشروع فيرى أن الاختبار الحقيقي هو أن يتميز بما يطلق عليه "ثلاث نقاط اكتشاف"، وهي ثالوث من الخصائص تميّزه من السائد. في هذه الساعة – الأولى من تصميمه – "إنه الحزام المطاطي المريح؛ ونمط الثقوب السداسية المنتشر في أجزائها كلها؛ وإذا أمسك المرء بهذه الساعة أمام الضوء، يستطيع أن يرى من خلالها، لكنه يحصل أيضاً على هذا الظل والعمق الجميلين، بفضل الثقوب الداخلية في الساعة. هذه هي نقاط التركيز الحقيقية"، بحسب ما يقول روس، مضيفاً: "أعدنا تماماً تشكيل المظهر والإحساس لما ينتمي حقاً إلى محفظة منتجات Hublot".

تبدو Hublot، بفضل جماليتها المسرفة، اختياراً غريباً لشخص يصنف نفسه تقليلياً (minimalist)، فيبرّر: "ثمة طرق يمكن المرء التعامل من خلالها مع دلالات التقليلية. ربما يقول المرء إنها تقتصر على عدد الأشياء التي يمتلكها فحسب، أو ربما يكون مستوى التركيز محورها الأساس. إنها أقرب إلى الخيار الثاني في هذه الحالة، فالساعة ذاتها كاملة الأوصاف، تثريها التفاصيل. لكنها منتج منحوت مستقل بذاته، ولن يراها المرء مكررة في دليل المصممين ولا في الخطط الموضوعة لتنشيط المبيعات في السنوات المقبلة. هذا التصميم ثابت".
"لن يرى المرء نسخاً متعددة... فهذا التصميم ثابت"
إضافة إلى أن روس أصغر مَن تعاونت معه Hublot، فقد فاز أيضاً بجائزة Hublot للتصميم في عام 2019، وهو سفير لهذه العلامة التجارية. يقول ريكاردو غوادالوب، الرئيس التنفيذي في Hublot: "عندما رأينا طريقته في العمل، واصلنا المفاوضات وقررنا العمل على ساعة محتملة. استغرق المشروع بعض الوقت، فهذا أمر جديد تماماً، تصميماً وبناءً. لكن، أتت النتيجة مذهلة".

أكثر ما يفخر به روس هو أن هذا التعاون يصبو إلى ما هو أبعد من المنتج نفسه. يتجنّب استخدام كلمة كلّي، مفضلاً عليها مصطلح "التصميم الشامل"، ويشبه العمل في هذه الساعة "بتطبيق متكامل. وبهذا أعني أننا ننظر إلى المواد المطبوعة التي تدعم سرد القصص وراء الابتكار وعملية الشراكة". أطلقت هذه الساعة في 18 أيار (مايو) الماضي في نيويورك، وحظيت بتجهيز كامل حولها، "وستحظى أيضاً بالسلوك والخبرة أنفسهما حول العالم، داخل المتاجر في لندن وجنيف وطوكيو. أعتقد أن هذا هو الابتكار الحقيقي".
"فهم صامويل الفريد الجماليات والشكل ملائم تماماً للمقاربة التي ينتهجها فريقنا في تصميم فريد من نوعه"، بحسب ما يقول غوادالوب، مضيفاً: "تقدّر Hublot المواد التجريبية والابتكارية، ويستند عمل صامويل في الأساس إلى هذه القيم. ويمثل نهجه الشمولي في التعامل مع النسيج والشكل والأزياء والتصميم رؤية فريدة حقاً".
يضع روس الجِدَّة هدفاً لكل عمليات التعاون؛ ويحزنه أن عدداً كبيراً منها ينتهي إلى تفاهة. "كانت سلسلة عمليات التعاون التي شهدناها في السنوات القليلة الماضية مروّعة جداً. أن تصدر منتجاً في إصدار عام يعني أن ترسم طريقاً توجيهياً للمستهلك في هذه النقطة بالذات، ما لم يتعامل المرء مع عملية التصميم باحترام جاد، ويعثر على طريقة لتطبيق الجِدَّة وإنشاء ما لم يكن موجوداً من قبل".
يضيف روس: "يدور المستقبل حول طريقة تشكُّل هذه الشراكات مع الفنانين والمصممين، أكثر مما يدور حول نهج في التعاون يرمي إلى الوصول لأكبر عدد ممكن من الناس. الأمر أقرب إلى ممارسة معمارية، إلى مراكمة التجربة: إنه عملية أبطأ يواكبها تكامل أكبر. فربما لا تنطبق الطريقة القديمة التي قُدِّمت بها الرفاهية على احتياجات الجيل المقبل ورغباته. ثمة ضرورة ورغبة في تطويع المعلومات والرفاهية".
لا شك في أن "Big Bang Tourbillon Samuel Ross" ساعة رائعة، لكن احملوها أمام الضوء، في هذا الظل المثقوب كقرص العسل، فيمكنكم رؤية بدايات بيان يعبّر عن نوع جديد من التعاون في مجال الرفاهية.