مجلة الرفاهية العصرية تصدرها إيلاف بالاتفاق مع فايننشال تايمز

ترافليستا

وعادت الحياة إلى الفنادق التاريخية

من أيقونة نيويوركيَّة إلى شواطئ برمودا الكلاسيكيَّة، تكتب للفنادق التاريخية حياة جديدة

البار في الردهة © تيموثي أوكونِل البار في الردهة © تيموثي أوكونِل

لفندق Hotel Chelsea رواية مثيرة تملأ صفحات كثيرة، مثلها مثل روايات نيويورك. افتُتح في عام 1884 فكان واحداً من أولى الفنادق التعاونية الخاصَّة في مانهاتن (مؤلف من 12 طابقاً، فكان أطول مبنى في الجزيرة)، وتطور في القرن العشرين في مسيرٍ من صعود وهبوط حادّين، فتغيرت ملكيته مراراً، وشغله مستأجرون مشهورون (بينهم آلِن جينسبيرغ، وآرثر ميلر، وجاسبر جونز، وبيتسي جونسون، وباتي سميث وبوب ديلان)، وصوّرت فيه صور فوتوغرافية وأفلام سيئة السمعة مثل فيلم وارهول Chelsea Girls (فتيات تشيلسي) وفيلم مادونا Sex (جنس)، كما شهد بعض حالات الوفاة الأسطورية، مثل وفاة ديلان توماس، في عام 1953، الذي يقال إنه تجرّع زجاجة كاملة من الويسكي في ساعاته الأخيرة. وبفضل دعم ضيوف الفندق جزئياً للمقيمين فيه طويلاً، وترميم الديكورات الداخلية القديمة (إذا سقطت فعلياً)، استمر الفندق في جذب الرومانسيين حتى بيعه وإغلاقه (بوصفه فندقاً، في أي حال) في عام 2011. 

 

المقاعد أمام البار في مطعم El Quijote في Hotel Chelsea © تيموثي أوكونِل
غرفة الطعام الرئيسية في مطعم El Quijote © تيموثي أوكونِل

استمر الفندق في اجتذاب الرومنطيقيين حتى إقفاله في عام 2011

في ربيع 2022، أعيد فتح أبواب Hotel Chelsea للنزلاء والزوار. بعد نزاع حول ملكيته، وبعد تحريض على حقوق المستأجرين أوقف العمل كله مدة تزيد على عامين، والوباء، أعيد فتحه جزئياً من دون صخب تحت إشراف ملّاكه ريتشارد بورن وأيرا دروكيير وشون ماكفيرسون. إنه ثالوث نيويورك الهائل؛ الثلاثة مسؤولون عن The Mercer وThe Bowery وThe Jane and Maritime Hotels وThe Waverly Inn، إضافة إلى ستة عناوين فندقية أخرى في مانهاتن (لقّبت صحيفة The New York Times ماكفيرسون بأنه "الرجل الذي شكّل وسط المدينة").

البار في الردهة في Hotel Chelsea © تيموثي أوكونِل
جناح مؤلف من غرفتين © تيموثي أوكونِل

ماذا غيّروا؟ يبقى بعض العناصر الأصلية: أعمال فنية جمعها في سبعينيات القرن الماضي وثمانينياته وتسعينياته أمثال دونالد بايشلر وساندرو شيا، على سبيل المثال لا الحصر. بنيت مواقد للتدفئة في بعض الغرف، وثبّت زجاج ملون في بعضها الآخر. وبحسب سجل الإقامة الفندقية المتنوعة في هذا المبنى، تتنوع أحجام الغرف فيه بشكل كبير، من صغيرة بسرير مزدوج إلى جناح بغرفتي نوم. غير أن ما بقي من ماضي الفندق صار هو نفسه عاملاً في تجديده: أول حرفين من Hotel Chelsea منقوشان في قاعات المدخل، ومزخرفان على مقابض الأبواب؛ بياضات السرير عالية الجودة (طرّز فيها الشعار)؛ وفي المطابخ مجموعات من مواقد وأفران Lacanche.

طاولة مجاورة للسرير في إحدى غرف الفندق © تيموثي أوكونِل

في الطابق السفلي، تخضع الردهة والبار فيها لتلميع دقيق. جُدِّدت أرضياتها الفسيفسائية وسقفها المطعّم تجديداً بسيطاً لكن دقيقاً، في حين أضيفت مقصورات التشمّس الاصطناعي الفخمة ليتمكن النزلاء وأي ضيف من التمتع بكوكتيل ذكي وبقائمة أطباق صغيرة. منتجع على السطح ومركز للياقة البدنية، موجود (لفصل الصيف)؛ غرفة طعام شبه خاصة في مطعم El Quijote الأصلي، موجودة. مطعم شبه فرنسي آخر، موجود. اعتماداً على حنين المرء إلى ماضيه، يُعد Hotel Chelsea محاكاةً ساخرة للتاريخ، أو بنداً فورياً في قائمة المهام. ابتداءً من 295$؛ hotelchelsea.com

كرم Haven: نسخة الساحل الغربي

البيت الريفي المجدّد في The Madrona بمقاطعة سونوما © ماثيو ميلمان

تتراكم نقاط قوة هِلدسبرغ، في شمال مقاطعة سونوما، بفضل مساهمة المزارعين والمطاعم والمصممين والفنانين في المشهد العام. أحدث مشروع هنا هو نزل The Madrona الذي افتتح في نيسان (أبريل) الماضي، وهذا منزل ريفي يعود إلى عام 1880، تحول إلى مطعم ونزل أُطلق عليه سابقًا اسم Madrona Manor، واشتراه المصمم الداخلي في سان فرانسيسكو جاي جيفرز في عام 2021 ليجدده فيجعل منه مجموعة من غرف الضيافة فائقة الفخامة (في المنزل الرئيسي) ومن أكواخ خاصة (منتشرة في أنحاء العقار على مساحة ثمانية أكرات).

ردهة الاستقبال في The Madrona © ماثيو ميلمان
مطعم Palm Terrace في The Madrona © ماثيو ميلمان

يلتزم جيفرز بهيكل المنزل القديم وروحه الجمالية العائدين إلى نهايات العصر الفيكتوري، فيستخدم سجاداً كلّف فنانين محليين صنعه، والكثير من ترويسات الأسرّة المزخرفة والمصنوعة بخشب شجر الماهوغاني، ومئات التحف (بما فيها تلك التي كانت في العقار عندما استحوذ عليه). أحد الأشياء الرئيسية الأخرى المتبقية من ملّاكه السابقين: الطاهي جيسي مالغرين الذي حمل نجمته Michelin في Madrona Manor مدة 13 عاماً، وهو سيشرف على ​​غرفة الطعام الرئيسية في The Madrona ومطعم Palm Terrace في الهواء الطلق. ابتداءً من 750$؛ themadronahotel.com

إحياء La Dolce Vita في كابري

غرفة في فندق Il Capri © مارين بييه

تذكرنا محاولة العثور على مسكن فارغ على ساحل أمالفي لصيف 2022 بفيلم Squid Game (لعبة الحبار)، إذ ثمة القليل من المساكن المتوافرة هنا. لكن، في بشرى سارة لعشاق كابري، صار حجز المزيد من الغرف في Il Capri عبر الإنترنت ممكناً منذ حزيران (يونيو) الماضي، وهذا فندق من فئة أربع نجوم قديم خضع لتحديث راقي التصميم. أضفى مالكو الفندق الجدد (مؤسس مجموعة ضيافة فرنسية وزوجته المولودة في نابولي، لعائلته حضور تاريخي في هذه الجزيرة) أسلوباً راقياً وأنيقاً على 21 غرفة وجناحاً يتألف منها الفندق: ألوان ناعمة يتراوح طيفها من البيج إلى الزهري ونوافذ طويلة مؤطرة بالكتان الشفاف. لكن التطلّع الحقيقي موجه ناحية الفضاءات العامة، وبينها مطعم Vesuvio الذي يتسع لنحو 145 مقعداً، وحانة Caprirama المميزة بحديقتها وجلساتها الخارجية. خصصنا صباحاً لاستكشاف المتاجر التي يضمّها الفندق، وأحدها يبيع اسطوانات فينيل سجلت فيها أغنيات من نابولي وأنتجتها Periodica Records، وكتب نشرتها La Conchiglia، إضافة إلى متاجر كابري المحلية، والتعاون الأنيق مع خياطي العالم القديم مثل Marinella ودار Nomasei الفرنسية الجديدة لتصميم الأزياء وغيرهما. ابتداءً من 590€؛ ilcaprihotel.com 

تسعيني شاب في برمودا

المنتجع كما نراه من الجو © Cavan Images

يتميز المنتجع المحاط بمناظر خلابة بأسلوبه الراقي والأنيق بالقدر نفسه

بالنسبة إلى كثيرين، لا وجود لبرمودا من دون شواطئ Cambridge Beaches. وهذا منتجع رائع بني قبل 99 عاماً، تميزه رمال بيضاء وردية في جهاته الأربع، وكهفان خاصان ومنازل ريفية جميلة للضيافة (يعود تاريخ بعضها إلى القرن السابع عشر) تنتشر في شبه جزيرة تبلغ مساحتها 23 أكراً، يكتنز سحر الجزيرة عنوةً عن أي مقصد سياحي آخر فيها. بالنسبة إلى العديد من المقاصد المشابهة، تعرّض مستقبلها في العامين الماضيين للخطر. فقد رصد المالكون الجدد استثمارات ضخمة، واستدعوا مختصين من نيويورك لتشكيل تجربة سياحية جديدة من دون التخلي عما يميز Cambridge Beaches.

إطلالة على البحر من نافذة إحدى غرف Cambridge Beaches في برمودا © نوري بشير

فهذا كيليان هي يأتي بثمار تجربة Soho House لتجميل الديكور؛ وهذا سين جين فريزِل، المؤسس المشارك لشركة المحار الرائعة في بروكلين، Gage & Tollner، ولِحانة Sunken Harbor Club الرائعة أيضاً الموجودة في الطابق الثاني، قد أقام فرعاً لحانته Sunken Harbor هنا. ثمة تقديمات جديدة يقدمها المنتجع الصحي وبرامج جديدة أيضاً للرياضات المائية، لكن، كما وعدت، تبقى الرقة القديمة كلها على حالها. ابتداءً من 495$؛ cambridgebeaches.com

0 تعليقات

شارك برأيك