يُقال إن مصائبَ قومٍ عند قومٍ فوائدُ، ويبدو أن قلةً من شركات الضيافة نجحت في التغلب على الجائحة كما نجح 67 Pall Mall، نادي النبيذ الأكثر أناقة في لندن. ففي غضون أسابيع من الإغلاق، كان هذا النادي في سانت جيمس قد اعتمد سياسة استضافة مناسبات التذوّق على الإنترنت، وهي سياسة حصدت شعبيةً بين الناس، فتطوّر أمرها إلى عضوية افتراضية دائمة. ثم أتت منصة 67pallmall.tv، المتاحة على مدار الساعة مقدمة الأفلام الوثائقية القصيرة والدروس المعمّقة والدردشة المفيدة في أثناء احتساء المشروبات مع خبراء عالميين في النبيذ. قبل عيد الميلاد الماضي، أنشأت الشركة موقعاً في منتجع للتزلج في قرية فيربييه السويسرية. وفي 14 شباط (فبراير)، كشفت النقاب عن مشروعها الطموح جداً: نادٍ للنبيذ في طبقة أخيرة على مساحة 15 ألف قدم مربعة (1,393 متراً مربعاً) في سنغافورة.

يقع النادي في الطبقتين السابعة والعشرين والثامنة والعشرين من Shaw Centre في طريق أوركارد، ويعرض أكثر من خمسة آلاف نوع من النبيذ يأتي بها من 42 بلداً (مع 1,000 كوب من Zalto)، ويضم مطعماً وحانة وصالة وأقبية مخصّصة للأعضاء، ويقيم مناسبات للتذوق. كذلك، ستتوفر صالة لتناول المشروبات الروحية مع شلال من الويسكي في الطبقة العليا، تطل على برج للنبيذ مؤلف من 1,000 زجاجة وارتفاعه ستة أمتار.
يبلغ بدل العضوية العادية 200$ شهرياً (نحو 110£)، إضافة إلى رسم انتساب قيمته 2,400$، لكنَّ المدفوعات الإضافية في مقابل النبيذ متواضعة نسبياً. وهذا، وفقاً لمؤسس النادي ورئيسه التنفيذي غرانت أشتون، هو ما ساعد في تعزيز صدقية النادي بين المهتمين بالنبيذ.
يستحق النبيذ السويسريّ أن يكون معروفاً بشكل أفضل خارج بلده"
يقول المصرفي والمدير السابق لأحد صناديق التحوط: "في هذه الأيام، ارتفع مستوى الشفافية مع تطبيقات التدقيق في الأسعار، مثل Vivino وWine-Searcher، إلى درجة لم تعد تجدي معها محاولة سحب المبالغ الطائلة من العملاء. في أي حال، أقول للسقاة العاملين لدي أن يعرضوا أصنافاً أرخص، لا أغلى. بهذه الطريقة، نكسب ثقة الناس، ومُرجح أن يجرب الناس نوعاً من النبيذ ما جرّبوه من قبل". ولديه نقطة ضعف خاصة أمام النبيذ السويسري، فهو يشعر بأنه يستحق أن يكون معروفاً بشكل أفضل خارج بلده.
العملُ جارٍ اليوم على Burgundy HQ في 67 Pall Mall، الذي يفتح أبوابه في بون خلال أيار (مايو) 2023. وإذ يقع في قصر خاص بُنِي قبل 250 عاماً، سيتألف من نادٍ وأستوديو تلفزيوني وبار ومطعم مفتوح للجمهور. وهناك أستوديو في نابا قيد الإنشاء أيضاً (شاهد القناة حتى الآن 178 ألف عنوان إلكتروني سري في 148 بلداً). هل تأكدت إقامة نادٍ في نابا قريباً؟ يقول أشتون: "طبعاً، أحب أن أعمل في كاليفورنيا. وفي ملبورن. وتحتل شنغهاي مكاناً متقدماً على قائمتنا، بمجرد أن ننتهي من ناديين آخرين في أوروبا. ويأتي بعدها دور طوكيو".
الواقع أنَّ التوسّع المادي للنادي في المناخ الحالي مذهل إلى حدّ كبير. لكن، عندما أسأل أشتون عن أكثر ما يثير حماسته، يقول: "إنه الفضاء الرقمي. إذا علّمنا كوفيد شيئاً، فقد علّمنا أن المحتوى عامل رئيسي. وإذا تمكنّا من فهم كيفية إيصال النبيذ إلى الناس وجعلهم يستمتعون به عن بعد – خصوصاً إذا استمرت الجائحة – فهذا في اعتقادي مثير حقاً".