إذا كانت العينان مرآة الروح، فمُقلتا العينَين المصابتان بالانزعاج والحكّة قد تكشفان عن الوقت الذي نمضيه أمام الشاشة. يعاني شخصٌ واحد على الأقل من كل أربعة جفافاً وشعوراً بالانزعاج في عينَيه، وقد تفاقمت الأمور خلال العامَين المنصرمين بسبب تزايد الوقت الذي نمضيه أمام الشاشة.
يقول أليكس أيونيدس، استشاري علاج العيون وجراحتها في مستشفى Moorfields Eye Hospital في لندن: "من غير الطبيعي بتاتاً أن نحدّق في الشاشة طوال اليوم، فأجسامنا لم تتطوَّر بطريقة تُتيح لها التكيُّف مع هذا الأمر". يمكن أن تساهم عوامل مثل الإجهاد والتقدُّم في السن وقلَّة النوم في الشعور بالانزعاج في العينَين. لكنَّ تمضية ساعات أمام شاشة الكمبيوتر من العوامل المزعِجة للعيون بصورة خاصة، فهذا الأمر يؤثّر سلباً في ومضة العين.

يتابع أيونيدس: "إنها ‘متلازمة رؤية الكمبيوتر’. إذا كنت تتكلم مع أشخاص في غرفة، تتحرك عيناك وتومضان بطريقة طبيعية. أما إذا كنت تنظر إلى شاشة، فأنت لا تريد في اللاوعي أن تومض عينيك لأنك تركّز بشدة ولا تريد فقدان تركيزك". يمكن أن يتراجع معدّل الومضات من نحو 18 ومضة في الدقيقة إلى 3 ومضات فقط. الومض مهمٌ جداً، كما تقول داون سيم، استشارية طب العيون لدى Moorfields، مضيفة: "يعتقد الجميع أن الدموع ماء. في الواقع، غشاء الدمع هو بنية تحتية جميلة تتألف من ثلاث طبقات: طبقة مخاطية، وطبقة مائية، وطبقة دهنية فوقهما. الومض أساسيٌّ لأنه يؤمّن غلافاً حمائياً لهذه الطبقات عبر القرنية، أي سطح مقلة العين".
كل ما يؤثّر في هذا الغشاء يسبب شعوراً بالانزعاج أو ما يُعرَف بتعبير "العين الجافة". لمساعدة الأعداد المتزايدة من الأشخاص الذين يعانون جفافاً في عيونهم، تعاونَ أيونيدس وسيم مع ماركوس فروتيغر، أستاذ طب العيون التجريبي في جامعة UCL، لصنع رذاذ العين MTHK Eye Spray (سعة 10 مل بسعر 15.99£). إضافةً إلى تلطيف العين وترطيبها بواسطة بروفيتامين B5، يحتوي المنتج على جُسيمات شحمية لتقوية الطبقة الدهنية. يقول أيونيدس: "هذا مهم للغاية. إذا أصيبت الطبقة الدهنية بالضرر، تبدأ الطبقة المائية بالتبخر". يمكن استخدام الرذاذ طوال اليوم، ويمكن رشّه فوق الماكياج أو العدسات اللاصقة.
يتراجع معدّل الومضات من نحو 18 ومضة في الدقيقة إلى 3 ومضات فقط حين نكون أمام الشاشة
يقول دانيال إزرا، استشاري جراحة العيون لدى Moorfields: "تختلف السماكة بين رذاذ وآخر وقطرة وأخرى. على الشخص أن يختار منتجاً بعامل لزوجة مناسباً لعينَيه، ويبدو ملائماً له". ربما تكون القطرات أكثر ملاءمة لك، في هذه الحالة يمكنك أن تجرّب Hyabak Dry Eye Drops (سعة 10 مل بسعر 9.99£) أو Hylo-Forte Eye Drops (سعة 10 مل بسعر 11.50£).
ماذا أيضاً؟ ربما يجب إعادة النظر في الهالة المضيئة. فإنها قد تقلل التجاعيد، لكنها تضيف وهجاً يمكن أن يجعلنا نومض بوتيرة أقل. عليك أيضاً تغيير نقطة تركيزك، فكل 20 دقيقة انظر لمدة 20 ثانية إلى شيء يبعد 20 قدماً عنك، كما عليك التفكير ملياً قبل تشغيل مكيّف الهواء.
تجنَّب المواد المهيّجة أيضاً. تقول سيم متنهدة: "أطلب من المريضة أن تريني الماسكارا التي تستعملها. فأقول لها ‘ارميها!’ لأنها تحتوي على الكثير من الجراثيم"، فضروري تغيير الماسكارا كل ثلاثة أشهر. كما يجب الابتعاد عن المستحضرات القشرية، إذ يُستحسَن استخدام الماسكارا الأنبوبية، مثل Hourglass Unlocked (بسعر 29£) أو Kevyn Aucoin The Volume (بسعر 22£). تُكوِّن هذه المستحضرات أسطوانات مستندة إلى البوليمر حول كل رمش يمكن إزالتها بغسلها بالماء. أو يمكن تجربة وسيلة غير مسبِّبة للإزعاج وتدوم طويلاً مثل Chantecaille Faux Cils (بسعر 63£) أو Kjaer Weis Im-Possible (بسعر 30£). تتابع سيم: "في آخر النهار، تزيل كل شيء بغسله بالماء".
ينبغي تغيير الماسكارا كل ثلاثة أشهر لأنها تحتوي على الكثير من الجراثيم
يقول أيونيدس: "مثلما هو الحال مع أي عضو في الجسم، من شأن الحمية الصحية أن تعود أيضاً بالفائدة على العينين". ومن أجل عناية أكبر، أطلق فريق MTHK فيتامينات العين (Eye Vitamins) (بسعر 29.99£ لمدة 30 يوماً)، وتتضمن الزينك وفيتامين B لدعم وظيفة العين، ومستخلص توت الماكي الذي تبيّن أنه يساعد في التخفيف من عوارض جفاف العين. يحتوي المكمِّل أيضاً على صنفَين مركّزَين جداً من الكاروتينات، اللوتين والزياكسانثين، وهما مضادّان للأكسدة موجودان في الخضروات البرتقالية ويساعدان على حماية الخلايا في شبكية العين. بعدما أُطلِقت تحذيرات في القرن العشرين من إجهاد العينَين في الضوء الخفيف لتتحوّل لاحقاً إلى تحذيرات من التحديق في عرض متذبذب على الشاشة، يبدو أن "جدّتك كانت على حق بصورة أساسية"، كما يقول أيونيدس مضيفاً: "تناوَل الجزر، أو الكاروتينات، فهو يقوي النظر".




