"إنني مولع بها"، يقول جوناثان أندرسون، المدير الإبداعي لدى دار ،Loewe مبتسماً في مقابلة عبر تطبيق Zoom من محترفه الخاص في باريس. يتحدث عن الحذاء الذي ينتعله ، ويواظب على انتعاله يومياً، من توقيع علامة On Running التجارية. فهذه الماركة السويسرية باتت، بعد 12 عاماً فقط من انطلاقتها، لاعب رئيسي في حلبة الأزياء الرياضية الشديدة التنافسية، وهي أيضاً أول علامة تجارية تتعاون معها دار Loewe الإسبانية المتخصصة بالمنتجات الجلدية والتي مضى 176 عاماً على تأسيسها. يقول أندرسون: "عملنا مع فنانين أو شركات مثل ،Rennie Mackintosh إنما لم يسبق أن عملنا مع علامة تجارية بكل ما للكلمة من معنى"، مضيفاً: "إنه أمرٌ جميل لأنه غير متوقع. لا تتوسّل On Running مطلقاً الدعاية المبالغ فيها. تروقني العلامات التجارية التي تنأى بنفسها عن الادعاءات المفرطة. هناك حاجة محددة لها، أو تتسم بخصائص وظيفية معينة".

"الفكرة هي أن تُلهِم المجموعة الناس للخروج والاستكشاف"
تتميز On Running بتصميمها المتقن والبسيط الذي يُخفي في حناياه هندسة شديدة الدقة، ومنتجاتها هي بمنزلة الساعة السويسرية للمدرّبين الرياضيين، فليس من قبيل الصدفة أن يبدأ ثيلو أليكس برونر، مدير التصميم لدى هذه العلامة التجارية، مسيرته المهنية في مجموعة .Swatch انبهر أندرسون بالحذاء أول مرة قبل نحو خمس سنوات، مدفوعاً في البداية بإعجابه بشكله، لكن سرعان ما وقع أيضاً تحت سحر الإحساس الذي اجتاحه عندما انتعل الحذاء. وهو يعلّق في هذا الصدد قائلاً: "كان ملائماً تماماً لقدمَي. إنه دعامة رائعة ووزنه خفيف جداً. يتلاءم جيداً مع ملابسي كلها". يضيف أندرسون: "لا أحبّ اتخاذ القرارات في الصباح. أما الآن فعليّ أن أقرر: هل أنتعل الحذاء الأسود أم الرمادي أم الملوّن؟ اليوم أنتعل الأسود. لا شيء أفضل من العثور على ما يلائمك ويُشعرك بالارتياح".

تضم المجموعة الرجالية والنسائية التي أطلقت في شباط (فبراير) الماضي، 13 حذاءً رياضياً، منها نسخة Loewe عن حذاءَي الجري Cloudventure وCloudrock من إنتاج ،On Running ترافقها ملابس جاهزة مثل سراويل للجري، وقمصان رياضية يومية لضبط درجة حرارة الجسم، وسترة Parka مؤلّفة من ثلاث طبقات يمكن تعديلها بحسب الطلب، يمكن النساء والرجال ارتداؤها على السواء. صُمِّمت جميعها بألوان مستوحاة من الطبيعة، بتدرّجات الكاكي والأزرق والبرتقالي، انطلاقاً من فكرة أنه يمكن ارتداء ملابس وحذاء من اللون نفسه أو من التصميم نفسه.
"في الملابس الرياضية وتلك المخصصة للخروج في الهواء الطلق، يمكنك أن تتفنّن قليلاً في الألوان"، بحسب أندرسون الذي يضيف: "يلجأ كثيرون إلى إطلالة منسّقة عند ممارسة الجري أو ممارسة رياضة التسلق، ويروقني ذلك". يقول برونر إن التدرج في الألوان "يُحيله دائماً إلى التفكير في غروب الشمس وفي يقظة الحياة في الطبيعة. آمل بأن تُلهِم المجموعة الناس للخروج والاستكشاف".

تقع التقنيات المشغولة يدوياً في صلب ما يقوم به أندرسون في دار Loewe التي بادرت المؤسسة التابعة لها إلى إطلاق جائزة الحرف السنوية للمهارة الحِرَفية في عام .2016 في هذه المجموعة، استُلهِم المعطف الأزرق والحذاء الأزرق المتطابق معه والمزيّن بطبعة الليل المرصّع بالنجوم، من أسلوب ساشيكو الياباني في التطريز. يقول برونر: "يُخيَّل إلى الناس دائماً أن الملابس والأحذية الرياضية تُصنَع بالآلات والروبوتات، لكن ذلك ليس صحيحاً"، مضيفاً: "فجزء كبير منها ‘مشغول يدوياً’، وتكمن المهارة الفنية في إنتاج نسخ متكررة كثيرة بالطريقة نفسها تماماً، وهذا تحدٍّ هائل. أظن أننا ذُهِلنا، جوناثان وأنا، بما نتج من لقاء العمل الحرَفي والمهارة اليدوية".
أما أندرسون فاستمتع من جهته بالطابع التقني لتصميم الملابس الرياضية. يقول: "إن لم تكن قد عملت سابقاً في هذا المجال، يبدو الأمر مختلفاً جداً، أي الطريقة التي تطبّق فيها التقنيات الديناميكية الهوائية، أو التركيز على الطابع الوظيفي الفعلي وعلى الغاية من اللباس أو الحذاء. ليست المسألة أن تكون في سباق لإنجاز المنتج، بل الاستمتاع بالعمل المطلوب لإنجازه". تُضاف إلى ذلك فرصة العمل مع علامة تجارية تُرافقه، بالمعنى الحرفي للكلمة، في كل خطوة في يومه.