يحتسي المصمم الداخلي ماثيو ويليامسون قهوته جالساً على كنبة مخملية في شقته اللندنية. تنتشر في غرفة جلوسه التي يغلب عليها الوردي الباهت أبوابٌ تفضي إلى الباحة باللون الأصفر الزعفراني، وسط مشهد من أنماط الصباغ والأزهار الممزوجة بالكتب والتحف. فوقنا، تتدلى نجفة عملاقة من حقبة السبعينيات. ويليامسون سعيد بالرغم من جدوله الزمني المرهق. فهو سافر من مايوركا، حيث يعيش مع شريكه جوزيف فيلوسا وابنتهما سكاي معظم العام، ليوافق على مجموعته من الأدوات المنزلية لصالح متاجر John Lewis.
يعد هذا التعاون الأكبر من نوعه مع سلسلة المتاجر الكبرى التي شهدت مبيعات قياسية في العام الماضي لأصناف عدة مثل الوسائد (بزيادة 22 بالمئة سنوياً) والسجاد (33 بالمئة) والأضواء المتدلية من السقوف (16 بالمئة). إنها بقعة مشرقة نادرة لصالح Partnership التي أعلنت بخلاف ذلك عام 2021 "[العام] الأكثر تحدياً في تاريخها الحديث": سجلت الشركة خسارة إجمالية قبل احتساب الضرائب بلغت 517 مليون جنيه استرليني، مقارنة بأرباح قبل احتساب الضرائب بلغت 146 مليون جنيه استرليني في العام السابق.

يعمل ويليامسون مع John Lewis منذ سنتين لإنجاز هذا المشروع. وهو يقول عن المجموعة التي تشمل المنسوجات والمرايا والإضاءة والشموع والمناشف والأسرّة: "كنت أرسم باستمرار، فجدران فيلتي مغطاة كلها بما أرسم. إنها مشكلة بسيطة، ولا سيما أن لي شرف القيام بما أقوم به، ولا أستطيع أن أنتظر ما ستكون عليه ردة الفعل". أما القطع التي بيعت في 14 آذار (مارس) المنصرم، فقد تراوح سعرها بين £16 و£250. يضيف: "هناك المزيد قريباً. خططنا بالفعل لتضم مجموعة الخريف/الشتاء المزيد من المصابيح والمرايا. في النهاية، أعتقد أننا سنضيف قطعاً للمائدة مثل الأطباق والخزفيات".
![]() |
![]() |
تقول فيليبا برينسلو، رئيسة التصميم المنزلي لدى John Lewis، إن هذا التعاون "بالغ الأهمية" بالنسبة إلى العلامة التجارية. تضيف: "نعرف أن العديد من عملائنا يقصدنا ليحصل على منتجات منزلية بفضل التنوّع في المجموعة التي نقدمها، من الطلاء إلى الأثاث، لذلك يدور النقاش مع ماثيو بشأن ميول الناس في تزيين منازلهم، إن بتجميع القطع المتميزة معاً أو باختيار عدد قليل منها ومنح كل قطعة منها مساحة خاصة بها".

بالنسبة إلى ويليامسون، يجذب هذا التعاون تناقضات عدة. يقول: "لطالما شعرت بعاطفة جياشة نحو هذه الشركة. اشترى والداي بعض الأشياء من هناك". لكن، بالرغم من تمتع هذه العلامة التجارية بسجل حافل بالعملاء المخلصين المتحفظين جمالياً، شهد هذا التعاون إقبالهم على تحدي مخاطر أكثر ابتكاراً. يضيف ويليامسون: "كانوا يسعون إلى رفع مستوى عروضهم من دون أن ينفر العملاء منها، ورغبوا في ذلك التصميم الزخرفي الذي أنفذه، وهذا الأمر ليس ميزة من ميزاتهم". يضحك قائلاً: "كان علي أن أُخرج والدتي من رأسي، وما قد ترغب عمتي كارول في الحصول عليه. على هذا، تأتي هذه المجموعة مغمورةً بالألوان، متفائلة ومبهجة. إنها مزينة بشكل كامل؛ لم أرتدع ولم تمر لحظةٌ فكرت فيها بأن أقلل قليلاً مما أفعله لأن الأمر يتعلق بمتاجر John Lewis. سيكون مدهشاً أن نرى كيف يمكن الناس أن يتقبلوا ذلك، وأن نشهد صداه بينهم".


كانت النتائج أيضاً مجزية بالنسبة إلى ويليامسون. "كانت شراكةً مثالية، لا أريد أن أكون نافراً، لكني تعلمت الكثير. أخبروني ما يريدون في موجز مفتوح، وكانوا يملكون ما يلزم من موارد لتحقيق المراد. فإذا أتيت بتصميم للزجاج، فسيعرفون دوماً بأي منفاخ زجاج يمكن تنفيذه، بلون النعناع الأخضر أو بتزجيج مخشخش".
"غويا هو مصدر إلهامي، لكنني أستلهم أيضاً المراجعات النقدية لأفلام الرعب"
كما هي الحال في غرفة جلوسه، لا شيء مطابقٌ. "كان المقصود منه أن يكون له ذلك الشعور: 'هل يمكن أن يكون من عصر مختلف أو محل مختلف؟'. ليس المقصود منه أن يبدو كأنه شيء قد يتعرف عليه المرء فيدرك أنه من إنتاج John Lewis. أنا منجذب إلى أمور لجهة العمر والمظهر – لا أصنع شيئاً لامعاً أو جديداً تماماً. أنا مهتم بقطع جُمِعت ورُوكِمت. هذا هو الوقت الذي يحصل فيه المرء على قصة كاملة في غرفة واحدة".
![]() |
![]() |
لم يبتعد ويليامسون عن بيته ليستمد إلهامه. "موقعي الطبيعي الذي أقصده للتصميم هو في العادة وجهة غريبة، لكن بما أن هذه علامة تجارية بريطانية، أردت الاستفادة من غرابة أطواري البريطانية. لذلك، نظرت خارج عتبتي بهدف رفع مستوى ما هو يومي. تعلق الأمر بالنظر إلى سماء مرصعة بالنجوم، بالتحديق في أغصان شجرة في حديقتي، في كل الأشياء المتيسرة والمألوفة. لكن، بعد ذلك، قال شخص من متاجر John Lewis: ‘ألم يكن بوسعنا أن نحوز ريشة طاووس في مكان ما؟’"، يضحك قائلاً: "أشار شريكي إلى وجود طواويس في هولاند بارك، فقلت حسناً".
أعمال ويليامسون غير متكلفة، تثير البهجة دوماً. كما يقول: "أنا لا أقلق ولا أشعر بالحاجة إلى التعبير عن جانب أشد قتامة فيّ حين أصمم. كانت هذه هي الحال حتى في الأزياء التي أغضبت بعض الناس في هذا القطاع، لأن تصاميمي لم تكن لتتمتع بصفة يمكن إضفاء الطابع الثقافي عليها. رغب الجميع في معرفة لماذا كانت كيت موس وسيينا ترتديان من تصاميمي، فكنت أقول لهم: ‘لأنهما تحبان هذه الملابس’"، يتذكر كاشفاً أنه لا يشعر بالندم لإنهاء عمله في الأزياء في عام 2015، كي يؤسس مهنةً جديدة في التصميم الداخلي. "ليس الأمر نفسه في الديكور الداخلي، لكنني أتمتع ببعض اللهو في عملي. ليس الوقار سمته طبعاً، لكنه ليس قاتماً ولا ثقيلاً. هدفي أن أصنع أشياء يجعلكم النظر إليها تشعرون بأنكم أفضل قليلاً، أن أصنع شيئاً من شأنه أن يزرع في القلب قليلاً من البهجة والسعادة".