مجلة الرفاهية العصرية تصدرها إيلاف بالاتفاق مع فايننشال تايمز

إبداع ثنائي

في ضيافة المايا: "‬كل شيء مستدام بالسحر‪ "

يشكل متحف فريد من نوعه في المكسيك مصدر إلهام للمنسق مارسيلو دانتاس، إلى حدّ جعله يعود إلى العمل مديراً فنياً له. وهو يستحضر بصحبة المالك والمهندس المعماري إدواردو‭ ‬روث روح السحر في الأشجار

© Azulik © Azulik

"بنينا‭ ‬مدينة‭ ‬كاملة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬نقطع‭ ‬شجرة‭ ‬واحدة".‭ ‬هكذا‭ ‬يقول‭ ‬صاحب‭ ‬الفندق‭ ‬الباتاغوني‭ ‬والمهندس‭ ‬المعماري‭ ‬إدواردو‭ ‬روث،‭ ‬المعروف‭ ‬ببساطة‭ ‬باسم‭ ‬روث.‭ ‬يُعَد ‭ ‬،Azulik Uh May‭ ‬ واكتمل في‭ ‬تسعة‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬خطط‭ ‬معمارية‭ ‬إلا‭ ‬الإصرار‭ ‬على‭ ‬الانسجام‭ ‬مع‭ ‬المحيط‭ ‬الطبيعي،‭ ‬فندقاً‭ ‬من‭ ‬48‭ ‬فيلا‭ ‬يقع‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬30‭ ‬دقيقة‭ ‬بالسيارة‭ ‬إلى‭ ‬الشمال‭ ‬الغربي‭ ‬من‭ ‬تولوم،‭ ‬ويرتفع‭ ‬من‭ ‬دغل‭ ‬المايا‭ ‬في‭ ‬المكسيك‭ ‬مثل‭ ‬معبد‭ ‬من‭ ‬الفطر.‭ ‬في‭ ‬قلبه‭ ‬،SFER IK Museion‭ ‬وهو كناية عن‭ ‬مساحة‭ ‬فنية‭ ‬مقببة‭ ‬وكهفية‭ ‬بارتفاع‭ ‬52‭ ‬قدماً‭ ‬15.85‭) ‬متراً)‭ ‬مشكلة‭ ‬من‭ ‬عرائش‭ ‬البيجوكو‭ ‬والخرسانة‭ ‬والفيبرغلاس.‭ ‬في‭ ‬الداخل،‭ ‬ثمة‭ ‬حفر‭ ‬للنار‭ ‬ونوافير،‭ ‬وحياة‭ ‬نباتية‭ ‬وفيرة،‭ ‬ومسارات‭ ‬متموجة‭ ‬تنساب‭ ‬عبر‭ ‬أشجارٍ‭ ‬ترتفع‭ ‬من‭ ‬أرض‭ ‬بور.‭ ‬إنه‭ ‬متحف،‭ ‬لكن‭ ‬ليس‭ ‬كأي‭ ‬متحف‭ ‬نعرفه‭.‬

‬العمل جار على مشروعات‭ ‬مشابهة ومتميزة ‬في‭ ‬مجال‭ ‬السياحة‭ ‬البيئية‭ ‬والفنون‭ ‬في‭ ‬السعودية‭‬ وبنما‭ ‬وبورتوريكو‭ ‬

 

يقول‭ ‬روث‭ ‬عن‭ ‬"مدينة‭ ‬الفنون" تلك،‭ ‬الخاصة‭ ‬به:‭ ‬"لا‭ ‬أعمدة‭ ‬ولا‭ ‬هياكل‭ ‬تقليدية. ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬مستدام‭ ‬هنا‭ ‬بالسحر".‭ ‬فبدلاً‭ ‬من‭ ‬جرف‭ ‬هذه‭ ‬التضاريس‭ ‬الدغلية‭ ‬الخضراء‭ ‬لإتاحة‭ ‬الطريق‭ ‬لخلاطات‭ ‬الأسمنت،‭ ‬صُنِعت‭ ‬مواد‭ ‬البناء‭ ‬كلها‭ ‬في‭ ‬الموقع‭ ‬باستخدام‭ ‬تقنيات‭ ‬قديمة،‭ ‬وبُنِي‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬يدوياً.‭ ‬يشرح‭ ‬روث‭ ‬قائلاً: ‬"اتبعنا‭ ‬قاعدة‭ ‬وحيدة‭ ‬مفادها‭ ‬الامتناع‭ ‬عن‭ ‬قطع‭ ‬أي‭ ‬شيء،‭ ‬واحترام‭ ‬تكوين‭ ‬أرض‭ ‬الغابة‭ ‬والمياه".‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬رفع‭ ‬مستوى‭ ‬المعيشة‭ ‬الدغلية‭ ‬من‭ ‬طريق‭ ‬طمس‭ ‬الحدود‭ ‬بين‭ ‬الخارج‭ ‬والداخل.‭ ‬فهذا‭ ‬الموقع‭ ‬الذي‭ ‬بُنِي‭ ‬وفق‭ ‬مبادئ‭ ‬"الطبيعة‭ ‬التماثلية"‭ ‬يعكس‭ ‬تكوينات‭ ‬الطبيعة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الشكل‭ ‬الحلزوني‭ ‬للعريشة.‭ ‬ويحتوي‭ ‬منزل‭ ‬روث‭ ‬في‭ ‬الموقع‭ ‬على‭ ‬79‭ ‬شجرة. ‬وهو‭ ‬يطلق‭ ‬عليه‭ ‬اسم‭ ‬"الهندسة‭ ‬المعمارية‭ ‬المرتجلة"،‭ ‬والنتائج‭ ‬المترتبة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬تحويلية‭ ‬وساحرة‭.‬

قبل‭ ،‬Azulik‭ ‬عمل‭ ‬روث‭ ‬في‭ ‬النشر،‭ ‬فأدار‭ ‬صحفاً‭ ‬في‭ ‬مكسيكو‭ ‬سيتي‭ ‬في‭ ‬الثمانينيات،‭ ‬ثم‭ ‬ترأس‭ ‬شركة‭ ‬إعلانية‭ ‬في‭ ‬العقد‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين. ‬وعاش‭ ‬في‭ ‬تولوم‭ ‬أكثر‭ ‬من عقدين،‭ ‬حيث‭ ‬أنشأ‭ ‬منتجع‭ ‬Azulik Tulum‭ ‬البيئي‭ ‬الأصلي‭ ‬ومتحف‭ ،‬SFER IK‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬ينتقل‭ ‬إلى‭ ‬الدغل‭ ‬قبل‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات.‭ ‬أشعلت‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬افتتاناً‭ ‬عميقاً‭ ‬بثقافة‭ ‬شعب‭ ‬المايا‭ ‬–‭ ‬يسميها‭ ‬"سحر‭ ‬شعب‭ ‬المايا"‭ ‬–‭ ‬التي‭ ‬تُنير‭ ‬فلسفة ‭ ‭.‬Azulik‬

 ‬المنسق‭ ‬مارسيلو‭ ‬دانتاس،‭ ‬إلى‭ ‬اليسار،‭ ‬مع‭ ‬المهندس‭ ‬المعماري‭ ‬روث‭ ‬في ‭ ‬Azulik Uh‭ ‬May

يقول‭ ‬روث:‭ ‬"إنها‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أقدم‭ ‬الثقافات‭ ‬في‭ ‬العالم. ‬فالغرب‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬يجهل‭ ‬معارفهم‭ ‬إلى‭ ‬الآن. ‬وإذا‭ ‬حميناهم‭ ‬وتعلمنا‭ ‬منهم،‭ ‬ستسنح‭ ‬لنا‭ ‬الفرصة‭ ‬للتطور،‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬مستدام‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬النظر‭ ‬الإيكولوجية‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬أيضاً‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬العاطفية،‭ ‬لاكتساب‭ ‬السعادة‭ ‬والصحة‭ ‬العقلية‭ ‬والرفاه"‭.‬

حين‭ ‬وصل‭ ‬المنسق‭ ‬البرازيلي‭ ‬مارسيلو‭ ‬دانتاس‭ ‬أول‭ ‬مرة‭ ‬إلى‭ ‬Uh May‭ ‬في‭ ‬كانون‭ ‬الثاني‭ )‬يناير)‭ ‬الماضي،‭ ‬تلبية‭ ‬لدعوة‭ ‬صديق،‭ ‬أذهله‭ ‬المكان‭.‬ يقول:‭ ‬"دخلت‭ ‬وفكرت،‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يجري‭ ‬هنا‭ ‬بحق‭ ‬الجحيم؟‭ ‬أعمل‭ ‬في‭ ‬المتاحف‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬سنة،‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬المكان‭ ‬يكسر‭ ‬كل‭ ‬القواعد،‭ ‬وينجح"‭. ‬أُغرِم‭ ‬دانتاس‭ ‬بهذا‭ ‬المكان‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬أنه‭ ‬اضطر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يكتب‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬رحلة‭ ‬الطيران‭ ‬التي‭ ‬أقلته‭ ‬إلى‭ ‬الوطن‭ ‬مقالة‭ ‬يؤرخ‭ ‬بها‭ ‬تجربته،‭ ‬ودُعِي‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬إلى‭ ‬العودة.‭ ‬"جاء‭ ‬أسبوعاً،‭ ‬لكنه‭ ‬بقي‭ ‬شهراً"،‭ ‬يقول‭ ‬روث‭ ‬الذي‭ ‬عين‭ ‬دانتاس‭ ‬بسرعة‭ ‬مديراً‭ ‬فنياً‭ ‬للمتحف‭.‬

وجد‭ ‬روث‭ ‬بالتأكيد‭ ‬روحاً‭ ‬قريبة‭ ‬من‭ ‬روحه،‭ ‬شخصاً‭ ‬يشاركه‭ ‬حماسته‭ ‬وإبداعه‭ ‬ونهمه‭ ‬إلى‭ ‬الأفكار‭. ‬يقول‭ ‬عن‭ ‬دانتاس:‭ ‬"إنه‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الناس‭ ‬الذين‭ ‬أعرفهم‭ ‬حيويةً"،‭ ‬فهو‭ ‬يرى‭ ‬نفسه‭ ‬مترجماً،‭ ‬فيضع‭ ‬رؤية‭ ‬Azulik‭ ‬الإيكولوجية‭ ‬والثقافية‭ ‬في‭ ‬سياقها،‭ ‬ويعمل‭ ‬راوياً‭ ‬للقصص‭ ‬لصالح‭ ‬‭.SFER IK ‬ويستمتع‭ ‬الثنائي‭ ‬بعدم‭ ‬تطابق‭ ‬تعاونهما،‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬الصداقة‭ ‬منه‭ ‬إلى‭ ‬الشراكة‭ ‬المهنية.‭ ‬فلا‭ ‬عمل‭ ‬هنا،‭ ‬إنما‭ ‬محاولة‭ ‬لمساءلة‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬أفكار‭ ‬الآخر‭ ‬وتوسيعها‭ ‬وتطبيقها،‭ ‬لتكون‭ ‬أكبر‭ ‬‬وأفضل وأكثر جرأة‭ .‬

يبدأ‭ ‬هذا‭ ‬كله‭ ‬بالمتحف. ‬يقول‭ ‬دانتاس:‭ ‬"دار‭ ‬العرض‭ ‬لا‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬جدار‭ ‬مسطح‭ ‬واحد‭ ‬أو‭ ‬أرضية‭ ‬مسطحة‭ ‬واحدة،‭ ‬ولا‭ ‬تمتثل‭ ‬لأي‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬التقاليد،‭ ‬وهي‭ ‬تؤمّن‭ ‬بيئة‭ ‬حاضنةً‭ ‬للفن".‭ ‬وهي‭ ‬إذ‭ ‬تشكل‭ ‬نقيضاً‭ ‬للمبنى‭ ‬المكعب‭ ‬الأبيض،‭ ‬تدعو‭ ‬الفنانين‭ ‬إلى‭ ‬تجاوز‭ ‬اللوحة‭ ‬وإنشاء‭ ‬فن‭ ‬تجهيزي‭ ‬غامر‭ ‬يستجيب‭ ‬لمطالبهم‭ ‬الفريدة‭ ‬مباشرةً.‬‭ ‬لا‭ ‬مكان‭ ‬حتى‭ ‬لتعليق‭ ‬لوحة‭ ‬هنا‭.‬

‭ ‬Every Tree is a‭ ‬Civilising Entity‭ ‬(كل‭ ‬شجرة‭ ‬تشكل‭ ‬كياناً‭ ‬حضارياً)،‭‭ ‬‬من‭ ‬عام‭ ‬،2019‭ ‬تصميم‭ ‬إرنستو‭ ‬نيتو

حتى‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬ندرك‭ ‬ذلك،‭ ‬تُوصَف‭ ‬تجربة‭ ‬المتحف‭ ‬التقليدية‭ ‬في‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬التقاليد:‭ ‬تضعون‭ ‬سماعات‭ ‬الرأس،‭ ‬وتتحركون‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬محدد‭ ‬سلفاً‭ ‬بحسب‭ ‬الإرشادات‭ ‬المسموعة،‭ ‬ثم‭ ‬تخرجون‭ ‬من‭ ‬متجر‭ ‬الهدايا.‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬دانتاس‭ ‬وروث،‭ ‬يُعَد‭ ‬حزام‭ ‬النقل‭ ‬الثقافي‭ ‬هذا‭ ‬مثالاً‭ ‬مغرّباً،‭ ‬وهو‭ ‬مصمم‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان‭ ‬للتخلص‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭. ‬يقول‭ ‬دانتاس:‭ ‬"نعيش‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬من‭ ‬السيطرة‭ ‬القصوى.‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬متاح‭ ‬للحدس‭. ‬تخلعون‭ ‬حذاءكم‭ ‬وتفعلون‭ ‬ما‭ ‬تشعرون‭ ‬به.‭ ‬ربما‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬طائر‭ ‬في‭ ‬شجرة؛‭ ‬ربما‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬شيء‭ ‬رطب‭ ‬أو‭ ‬نسيجي.‭ ‬هذا‭ ‬يُشعل‭ ‬مستوى‭ ‬مختلفاً‭ ‬من‭ ‬الفضول".‭ ‬تشكل‭ ‬الهندسة‭ ‬المعمارية‭ ‬في‭ ‬SFER IK‭ ‬تحدياً‭ ‬خاصاً‭ ‬للفنانين.‭ ‬يقول‭ ‬دانتاس:‭ ‬"يدهش‭ ‬مظهر‭ ‬المتحف‭ ‬أغلب‭ ‬الناس،‭ ‬لكن‭ ‬أغلبيتهم‭ ‬لا‭ ‬تملك‭ ‬إجابة‭ ‬فورية‭ ‬عن‭ ‬السؤال:‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬فنهم‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬حاضراً‭ ‬هناك.‭ ‬يتعين‭ ‬عليهم‭ ‬أن‭ ‬يطوروا‭ ‬هذه‭ ‬الإجابة".‭ ‬وهنا‭ ‬تكمن‭ ‬الإثارة.‭ ‬يقول:‭ ‬"إذا‭ ‬كان‭ ‬بوسع‭ ‬الفنانين‭ ‬أن‭ ‬يستجيبوا‭ ‬بشكل‭ ‬إبداعي،‭ ‬فسنجد‭ ‬قواعد‭ ‬جديدة‭ ‬وأشكالاً‭ ‬جديدة".‭ ‬وهذا،‭ ‬من‭ ‬نواحٍ‭ ‬كثيرة،‭ ‬مبرر‭ ‬وجود‭ ‬.SFER IK‭ ‬فالمتحف‭ ‬أعاد‭ ‬إطلاق‭ ‬حملةٍ‭ ‬في‭ ‬شباط‭ ‬(فبراير)‭ ‬الماضي،‭ ‬بعدما‭ ‬أغلقته‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد،‭ ‬مع‭ ‬معرض‭ ‬افتتاحي‭ ‬بعنوان‭ ‬.Maxx‭ ‬وملأ‭ ‬الفنان‭ ‬الآتي‭ ‬من‭ ‬طوكيو‭ ‬ماكوتو‭ ‬أزوما‭ ‬SFER IK‭ ‬بمنحوتته‭ ‬النباتية‭ ‬الأضخم‭ ‬حتى‭ ‬الآن.‭ ‬فقد‭ ‬مُلئ‭ ‬هذا‭ ‬الهيكل‭ ‬الخشبي‭ ‬الشاهق‭ ‬المرتفع‭ ‬15‭ ‬متراً،‭ ‬والمكون‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬من‭ ‬جذوع‭ ‬الأشجار‭ ‬وأغصانها‭ ‬المترابطة،‭ ‬بالنباتات‭ ‬والزهور‭ ‬المحلية. ‬يُشتهَر‭ ‬أزوما‭ ‬بابتكاراته‭ ‬الطموحة‭ ‬التي‭ ‬تستكشف‭ ‬جمال‭ ‬الطبيعة‭ ‬الزائل،‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لفك‭ ‬شيفرة‭ ‬الطاقة‭ ‬الخفية‭ ‬للنباتات‭ ‬–‭ ‬تعليق‭ ‬الزهور‭ ‬في‭ ‬الثلج،‭ ‬وإرسالها‭ ‬إلى‭ ‬طبقة‭ ‬ستراتوسفير‭ ‬وقاع‭ ‬المحيط‭ ‬الهادئ.‭ ‬في‭ ‬ختام‭ ‬العرض،‭ ‬عند‭ ‬تفكيك‭ ‬عملاقه،‭ ‬وزعت‭ ‬زهوره‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬المحلي.‭ ‬يحدد‭ ‬هذا‭ ‬البيان‭ ‬الإيكولوجي‭ ‬الزائل‭ ‬نبرة‭ ‬جذرية‭ ‬لبرنامج‭ ‬نصف‭ ‬سنوي‭ ‬للعروض‭ ‬الخاصة‭ ‬بالموقع‭.‬

الثنائي‭ ‬داخل‭ ‬مبنى‭ ‬"الطبيعة‭ ‬التماثلية"

"دار العرض التي لا تحتوي على جدار مسطح واحد تمثل بيئة حاضنة للفن"

إلى‭ ‬جانب‭ ‬المتحف،‭ ‬ثمة‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الأستوديوهات‭ ‬العاملة،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬أستوديو‭ ‬يمارس‭ ‬فيه‭ ‬روث‭ ‬الهندسة‭ ‬المعمارية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬مشاغل‭ ‬فنية‭ ‬وحرفية‭ ‬تشمل‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬من‭ ‬المقرمة‭ ‬إلى‭ ‬الأعمال‭ ‬الفنية‭ ‬المعدنية.‭ ‬إنه‭ ‬مزيج‭ ‬عالمي‭ ‬من‭ ‬الإبداع:‭ ‬ثمة‭ ‬مهندسون‭ ‬معماريون‭ ‬إيطاليون،‭ ‬ومصممون‭ ‬بيولوجيون‭ ‬برازيليون،‭ ‬ومبدعون‭ ‬من‭ ‬شعب‭ ‬المايا‭ ‬يعملون‭ ‬معاً‭ ‬للجمع‭ ‬بين‭ ‬القديم‭ ‬والحديث‭. ‬وتحت‭ ‬شارة‭ ‬،‭Azulik ‬يصنعون‭ ‬الأثاث‭ ‬والملابس،‭ ‬ويجربون‭ ‬إمكانيات‭ ‬الفطريات،‭ ‬بحثاً‭ ‬عن‭ ‬حلول‭ ‬لمشكلات‭ ‬بيئية‭ ‬بعيدة‭ ‬الأجل‭ ‬مثل‭ ‬حماية‭ ‬المياه.‭ ‬طموحات‭ ‬روث‭ ‬لا‭ ‬تنتهي‭ ‬في‭ ‬شبه‭ ‬جزيرة‭ ‬يوكاتان.‭ ‬وفي‭ ‬شمال‭ ‬البيرو،‭ ‬يُدير‭ ‬مزرعة‭ ‬للزراعة‭ ‬المتجددة‭ ‬بقيادة‭ ‬متطوعين،‭ ‬تدير‭ ‬بحوثاً‭ ‬في‭ ‬النباتات‭ ‬الطبية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الأمازون‭ ‬وتسجّلها.‭ ‬كذلك‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬مشروعات‭ ‬مماثلة‭ ‬على‭ ‬شاكلة‭ ‬Azulik‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬السياحة‭ ‬البيئية‭ ‬والفنون،‭ ‬في‭ ‬بنما‭ ‬وبورتوريكو‭ ‬والمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭.‬

يشارك‭ ‬دانتاس‭ ‬روث‭ ‬وجهة‭ ‬النظر‭ ‬القائلة‭ ‬إن‭ ‬العقلانية،‭ ‬كما‭ ‬أثبتت‭ ‬خيبات‭ ‬الأمل‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬قمة‭ ‬COP26‭ ‬المناخية،‭ ‬لن‭ ‬توفر‭ ‬حلولاً‭ ‬للمشكلات‭ ‬الملحة‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬أضيق‭ ‬العيش‭ ‬لولا‭ ‬فسحة‭ ‬الأمل‭. ‬يقول‭ ‬دانتاس:‭ ‬"عندما‭ ‬يكون‭ ‬المرء‭ ‬في‭ ‬Uh May‭ ‬يتأكد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الحياة‭ ‬باقية.‭ ‬فهنا‭ ‬يسود‭ ‬التناسق‭ ‬شبكة‭ ‬الطبيعة‭ ‬بشكل‭ ‬جميل‭ ‬للغاية،‭ ‬فترون‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬صلة‭ ‬للبشر‭ ‬بهذه‭ ‬المعادلة".‭ ‬إنه‭ ‬اقتراح‭ ‬إيجابي: ‬نتنازل‭ ‬عن‭ ‬السيطرة‭ ‬لتتمكن‭ ‬الأرض‭ ‬من‭ ‬الشفاء‭. ‬

شارك برأيك

0 تعليقات