مجلة الرفاهية العصرية تصدرها إيلاف بالاتفاق مع فايننشال تايمز

الذواقة

جورج حبيقة: "باريس قصة نجاح ومثابرة وحنين"

مصمم لبناني يفضل القماش على الجينز، ويحب من الألوان الأبيض والأسود، ويتوق للسفر إلى قبرص بانتظام، ومولع بفيروز وغريس كيلي

المصمم جورج حبيقة في غرفة الطعام في منزله ببيروتالمصمم جورج حبيقة في غرفة الطعام في منزله ببيروت

العلامة الفارقة في أسلوبي الشخصي هي التطريز الذي نتميز به، نصمّمه وننفذه في محترفنا الخاص، إضافة إلى اعتماد زهرة الأوركيديا في أغلب المجموعات، لكني أحاول أن تكون في كل مرة مختلفة عما سبقتها. كذلك أختارُ دائماً الأقمشة الحساسة والصعبة في آن، مثل الأورغانزا الذي تجده حاضراً في كل مجموعاتي.

يلاعب هرّيه في غرفة جلوسه

آخر ما اشتريته وأحببته هو حذاء رياضي Y3، ويجمع بين شركتي Adidas وYamamoto. في العادة، لا تكمن متعتي الذاتية في الشراء، إنما في التواصل مع الآخرين ومساعدتهم.

وعلى قائمة أمنياتي أن يعود وطني لبنان سويسرا الشرق، فيكفي ما مررنا به من الحروب.

مكان أتوق للعودة إليه دائماً هو جزر موريس، أو جزيرة قبرص إن لم أنوِ الابتعاد كثيراً. كما أحب أن أزور تركيا لأتعرف على الحضارة العثمانية في أيام السلاطين، وأحب كثيراً مدينة نابولي الإيطالية. أوقات فراغي قليلة، لكنني حريص جداً على ألا أفوت عطلتي السنوية، فأختارُ السفر إلى وجهات سياحية جديدة، بعيداً عن بلاد أزورها دائماً في رحلات العمل.

صورة والدته والسبحة التي قدمتها له وهي الشيء الذي لا يفارقه إطلاقاً

أغلى ما أملك صورة قديمة لأمي بالأبيض والأسود، نسختها مرات عدة، ووضعتها على مكتبي في مكان عملي وفي منزلي، وأحمل الصورة نفسها بقياس صغير في محفظتي.

أفضل هديّة جميلة قدّمتها مؤخراً هي لشخص أعرف ولَعَه بالأكسسوارات. اخترت لمعصمه سواراً جلدياً أسود من Hermès. في العادة، أحب أن أختار هديةً تعني شيئاً لصاحبها، لهذا السبب لا أعمم هديتي، أي لا أنتقيها واحدةً لكل من أريد أن أقدم له هدية. إنها مرتبطة عندي باهتماماته الشخصية.

"في باريس الكثير من ذكرياتي شاباً وفيها سجلت أول نجاحاتي"

وأفضل هديّة جميلة تلقّيتها مؤخراً أتتني من ولديّ جاد ومارك، وهي حقيبة ظهر من Valentino. أحبها كثيراً وترافقني في كل أسفاري.

حقيبة ظهر من Valentino تلقاها جورج حبيقة هدية من ولديه جاد ومارك

في ثلاجتي تجدون دائماً المأكولات المثلجة الجاهزة للطبخ.

جهاز تقني لا أتخلى عنه هو هاتفي الجوال. فيه كل أفكاري وأرقامي ورسائلي الإلكترونية، ومن خلاله أعالج أي مشكلة تواجهني في عملي، بصورة أو بمقطع فيديو، مثلي في ذلك مثل أي إنسان عصري. إنه جزء أساسي من أجزاء حياتي اليومية.

الموقد في غرفة جلوس حبيقة

الشيء الذي لا يفارقني إطلاقاً هو سُبحة صلاة متواضعة قدمتها لي والدتي. أحرص دائماً على حملها معي في أسفاري وعملي، حتى أصبحت جزءاً من شخصيتي، أو يمكنني القول إنني أعيش تحت تأثيرها. لا أحب الظلم والحقد، لكنني لا أستطيع مبادلة الإساءة بمثلها، أو أن أرد الصاع صاعين، علماً أنني تعرضت للخيانة. أتمتع اليوم بنعمتي النسيان والغفران، وبهما أتغلب على مشكلاتي. وأنا أؤمن بالسلام في حياتي ومع الآخرين، وهذا أحافظ عليه في تعاملي مع السيدات، وألاحظ غالباً أنني أنقل سلامي الداخلي إليهن، فينسين صفاتهن الاجتماعية ويتصرّفن بتلقائية، فتكون الجلسة معهن مريحة للطرفين.

مزهرية من الكريستال وضع عليها جورج حبيقة سبحته المفضلة

آخر قطعة أضفتها إلى خزانتي هي سروال. في خزانتي الكثير من سراويل القماش، والقليل من سراويل الجينز، لا يتعدى عددها أصابع اليد الواحدة. أفضل القماش على الجينز. كذلك أضيف دائماً إلى خزانتي سراويل قصيرة، من أشكال وألوان وأقمشة مختلفة، والكثير من القمصان الرياضية. يغلب على خزانتي اللونان الأبيض والأسود، وبعدهما البيج، خصوصاً في الثياب الصيفية. ما لن تجدوه في خزانتي سترات الجلد والفرو. أعتبر نفسي من أنصار أقمشة الجوخ شتاءً. لا أهوى الجمع، لكنني أرغب في شراء الكثير من ثيابي من Dior، والكثير من القطنيات من Randolph.

اكتشفت مؤخراً موهبة إبني جاد. فهو درس فن تصميم الأزياء في باريس، وتدرّج في الدار مجتهداً ليكسب ثقتي وثقة عملائي، ابتداءً بخط الـ"هوت كوتور" ووصولاً إلى خط الأزياء الجاهزة. في البداية، لاحظت أن تصاميم جاد تلقى ردات فعل إيجابية من السيدات، ويطلبها المصورون كثيراً في جلسات التصوير، لهذا يزداد عدد تصاميمه من موسم إلى آخر. المجموعة الأخيرة من الأزياء الجاهزة هي من تصميمه، كاملةً. في أسلوبه، جاد أكثر جرأة مني، ويسعى دائماً إلى ابتكار أفكار جديدة.

عطر لا أتخلى عنه أبداً هو عطر Rochas. أنا مخلص لهذا العطر منذ أكثر من 15 عاماً، ولا أغيره بتاتاً. شذاه ناعمٌ وسكري. في حياتي، استعملت ثلاثة عطور فقط: اعتمدت أولاً عطر Angel من Thierry Mugler سنوات طويلة، وكذلك عطر Comme Des Garçons، ثم Rochas.

عطر Rochas الذي لا يتخلى عنه حبيقة أبداً

غرفتي المفضلة في المنزل هي مكتبي الخاص، حيث أترجم أفكاري تصاميم على القماش، وحيث ألتقي مع فريق عملي. في محترفي، عندي طاولتي الخاصة التي نتحلق حولها للعمل، فريق عملي وأنا، فنعيش معاً تجربة ولادة كل تصميم، قطعةً قطعة.

المصمم في مكتبه حيث يُترجم أفكاره تصاميم على القماش
مكتب يعمل عليه حبيقة

لو لم أكن ما أنا عليه الآن، لاخترت أن أكون منسق أزهار. أحب الطبيعة كثيراً، وأجمل الأمور في نظري تقديم الورد وقوالب الحلوى، فهذا يجمع العائلة حول مائدة المحبة، ويتشارك أفرادها أريج الورود نفسه والطعم اللذيذ نفسه، ما يضفي جواً من الفرح على اللقاء العائلي.

أيقونتي في الأناقة هي الأميرة والممثلة غريس كيلي. إنها المرأة المؤثرة في طريقتي في التصميم، وفي نظرتي إلى الموضة. أرى فيها المثال الحقيقي للسيدة التي تمثلني في عملي، وتمثل داري، بصورتها الساحرة والناعمة في آن. بالنسبة إلي، غريس كيلي هي "السيدة المثالية". كم أتمنى لو كنت أنا من صمم فستان زفافها. أتخيله بدانتيل وأزرار أقل، وبأورغانزا أكثر، وأنتقي له اللون السكري الفاتح جداً.

آخر موسيقى أو أغنية حملتها عن الإنترنت هي لفيروز. أنا مستمع دائم لأغنيات فيروز، كما أستمع كثيراً إلى أغنيات أديل.

التطبيق الذكي المفضل لديّ هو تطبيق Instagram بالرغم من أنني لا أهوى التصوير. لكن هذا التطبيق المعتمد على الصورة أساسي في تعزيز حضورنا اليوم على منصات التواصل الاجتماعي. 

مجموعة منسقة من أنواع الشاي التي يحب حبيقة تناولها

لو أتيحت لي الفرصة لاخترت العيش في باريس. فيها الكثير من ذكرياتي، من أيام شبابي إلى اليوم، وفيها خطوت خطوة انتقاليةً مهمة في حياتي المهنية. عرفت النجاح في صالونات باريس خلال أسابيع الموضة للأزياء. العاصمة الفرنسية تمثل بالنسبة إليّ قصة نجاح ومثابرة وحنين.

0 تعليقات

شارك برأيك