نعيش بجانب الماء الرقراق المنساب في نهر برِجِنزِر آيك الذي يعبر برِجِنزِروالد. إنها باقة من 23 قرية، تراقبها من عل جبال الألب النمساوية. تقع قريتنا، واسمها بيزاو، على ارتفاع 650 متراً فوق مستوى سطح البحر، ويسكنها نحو ألفي نسمة.
منظر هذه المنطقة الطبيعي هو ما دفعني إلى تطوير نادينا الصحي ومعتزل العافية الخاص بنا، بوصفي الراعية من الجيل الخامس لفندق عائلتي، فندق Post Bezau، فضلاً عن المنتجات الطبيعية للعناية بالبشرة المصنوعة في النمسا والتي تُباع الآن في مختلف أنحاء العالم. نصنعها من النباتات والأعشاب التي تنمو في مناطق الألب المحيطة: نباتات مثل زهرة العطاس التي كانت جدتي تصنع بها صبغات علاجية، ونبتة القديس يوحنا التي تنمو وحدها هنا، والقطيفة، والبابونج، والزيوت الأساسية المصنوعة من التنوب والصنوبر.


إن كنتم تهوون التنزه والتزلج وتنشق الهواء النظيف، Schnepfegg 52 هو كوخ رائع في شنيبفاو عند سفح جبل كانيشفلاه، أحد أعلى الجبال في برِجِنزِروالد. الكوخ هذا بيت مجدد من القرن الثامن عشر، حيث يمكنكم أن تناموا في حضن الجبل، وأن تغمروا أنفسكم ببهاء الطبيعة.
لكن، بعيداً عن المشهد الطبيعي، هذه المنطقة عامرةٌ أيضاً بالثقافة والهندسة المعمارية والمطاعم الرائعة. وجبة الفطور أحبها هنا. إنها وجبة ثقيلة – فطور فلاح تقليدي – لكنها لذيذة. مقهى Alpe Seefluh صغير جميل، رابض في أعلى التل مباشرة في فيغ، نطلب فيه طبق Riebel، العصيدة النمساوية التقليدية المصنوعة من دقيق الذرة والحليب والزبدة والملح. يُنقَع دقيق الذرة في الحليب طوال الليل، ثم يُقلَى في صينية في الصباح ويُقدَّم مع Apfelmus [صلصة التفاح]. تُوضَع الصينية في وسط المائدة، وما عليكم إلا الغوص فيها.


أما الأمر الآخر الذي عليكم تجربته إذا أتيتم إلى هنا فهو Käsknöpfle [زلابية الجبن] اللذيذ الذي يقدمه مطعم Jagdgasthaus Egender Schönenbach، ويُعَد هذا المطعم جزءاً من كوخ صيد قديم، أنيق وبسيط جدرانه وأرضياته خشبية عارية. ولتجربة طعام راقية، يقدم هذا المطعم في شوانين بيزاو قائمة من الطعام العضوي والمحلي فحسب، وأفضل أطباق في المنطقة على الأرجح.
دمج القديم بالجديد بأسلوب رائع مسألة تنفرد بها برِجِنزِروالد. كانت هذه المنطقة مفتوحة دائماً على الجِدَّة، وهنا عاشت الرسامة أنجيليكا كوفمان في القرن الثامن عشر، وكانت على اتصال وثيق بأشخاص مثل غوته، وأتت بأفكار جديدة وبإلهام جديد.
كانت هذه المنطقة مفتوحة دائماً على الجِدَّة
أعتقد أن ثقافة الانفتاح هي جزءٌ مما يجعلها منطقة مزدهرة، يرغب الشباب في الاستقرار فيها. إنها منطقة عابقة بالطبيعة، لكنها تملك أيضاً هذا الجانب الحديث "المتصل بالحداثة". يُعَد مهرجان Bezau Beatz، وهو حدث تصدح فيه موسيقى غير تقليدية يُنظم في نهاية أسبوع في آب (أغسطس)، مثالاً جيداً حقاً. أحب زيارة Werkraumhaus في أندِلسبُخ، وهو مساحة عرض صممها المهندس المعماري السويسري بيتر زومثور مكاناً للاجتماعات وعرض الحِرَف المحلية في برِجِنزِروالد. ربما ترون طاولة جميلة مصنوعة هنا أو مقاعد. هذا المكان يُحسن جيداً رصد جوهر المنطقة.
مقهاي المحلي المفضل هو Viktors Chocolat، ويتميز بحسّ الحداثة البسيطة. يقدم أفضل قهوة في البلدة، وربما أقصده فجأة لتناول فنجان espresso بعد الغداء، وهم يبيعون الشوكولا اللذيذة أيضاً هناك.
للتسوق، ثمة صانع مذهل للقباقيب الخشبية في بيزاو اسمه Devich، مصنع عائلي توارث صنع الأحذية الخشبية منذ أربعة أجيال. تُصنَع القباقيب بجلد الماعز وفرائه، وينتعلها المزارعون تقليدياً، لكنها راجت هنا أخيراً. المواد الأولية في صنعها تختلف قليلاً بين قبقاب وآخر، لذلك فإن كل زوج من القباقيب فريدٌ من نوعه.

إن بحثتم عني، خصوصاً في عطلات نهاية الأسبوع، فستجدونني في أحضان الطبيعة، عند سفح جبلي المفضل Mittagspitze الذي يمكنني رؤيته من مكتبي. إنه جبل أنيق لطيف الانحدار سهل التسلق.
والمشهد البانوراما من قمته مذهل، فمن هناك تنبسط المنطقة كاملها أمامكم عبر الألب نزولاً إلى بحيرة كونستانس. إنها الطريقة المثالية لإعادة التواصل مع أنفسكم بعد عناء النهار، وهذا هو ما تجدونه في هذا المكان، ففي الطبيعة علاج تحتاجون إليه دائماً، وهي متداخلة في نسيج حياتنا.