لم يُستخدَم السكوين البراق أو الترتر مطلقاً لتطريز الملابس اليومية، أو ما نسميه "كاجوال". فهذه الإضافة اللامعة التي استعملها المصممون منذ العصر البرونزي – عُثِر على أثواب لمّاعة في مقبرة توت عنخ أمون – مرادفة تاريخياً للثراء والاحتفالات الصاخبة. (ليس من قبيل الصدفة أن كلمة sequin، أي ترتر، مشتقّة من كلمة zecchino، وهي التسمية التي أُطلِقت على النقود الذهبيَّة في البندقية في القرن الثالث عشر).
في عام 2021، بات الترتر أقل ارتباطاً باستعراض الثروة، ويعبّر بصورة أكبر عن تبنّي الحرية. فقد ظهر تيموثي شالاميت في إطلالة لامعة من رأسه حتى أخمص قدميه في بزّة مطرّزة من توقيع المصمم هايدر أكرمان في مهرجان Venice Film Festival، وبدا قميصه بياقته المستديرة المفصّلة تماماً على قياس العنق برّاقاً وسط بحر من سترات البزات التقليدية. واختارت الممثلة ميكاييلا كويل أيضاً إطلالة برّاقة بكاملها بارتداء لباس من قطعة واحدة باللون الأزرق الملوكي من Balenciaga للتعبير عن "الاستقلال الأميركي" في حفل Met Gala. أما على منصّات عرض الأزياء، فقد غطّى الترتر السترات والفساتين وقطع الملابس المنفصلة. ويكشف طابعه الجريء عن موسمٍ تطبعه الألوان القوية.


يعتبر المصمم مايكل هالبرن المولود في نيويورك والمقيم في لندن أن "القدرة على ارتداء فستان متلألئ" جزء لا يتجزأ من مجموعاته، لا سيما خلال العام المنصرم. يقول هالبرن: "يريد البعض أن يشعروا بالفنتازيا الكاملة"، وهو الذي تمزج تصاميمه الراهنة بين التطريز الذي يحمل توقيعه الخاص والأشكال الفضفاضة، من خلال تصميمه الأثواب الواسعة والخفيفة، واللباس المؤلف من قطعة واحدة وسراويل palazzo الأثيرة. في قطع أخرى، يمثّل الترتر أنماطاً بنيوية أو ما يُعرَف باسم "نمط قوالب الطوب"، ويشبّهه هالبرن بالخياطة التي تتبع نمطاً معيّناً، مضيفاً: "يبدو مصقولاً على نحوٍ أكبر، وأكثر حدّة بطريقة من الطرق".
شهد الموسم الماضي محاولات عدة لإبراز الترتر في التصاميم، ليس خلال الفاعليات المبهرة فحسب. ففي إطار مجموعة Louis Vuitton المخصصة للمنتجعات، ارتدت العارضات قطع ثياب منفصلة مزيّنة بعدد كبير من الخرَز مع سترات مخططة من قماش الجيرسي ونظارات aviators؛ وأطلقت Prada ثوباً محبوكاً مع ياقة منخفضة وكاشفة، ومطرّزاً بحراشف خضراء شبيهة بجلد الأفعى؛ أما تنورة Gucci التي تصل إلى ما دون الركبتين مع طبعة الشيفرون والترتر المستدير بألوان قوس قزح فتُنسَّق مع كورسيه مثير من الدانتيل وجزمة لركوب الخيل، في إطلالة تجمع بين أسلوب الشابات الصغيرات والإبهار.

وثوباً من قماش الفيسكوز (تحت ثوب الترتر) السعر عند الاستفسار، وجوارب ،FALKE بسعر £18© مارك هيبرت

تقول أيلين ريبيرو، المؤرّخة المتخصصة في عالم الموضة: "يتمتع البريق بميزة معيّنة. بغض النظر عما إذا كان باهظ الثمن أو رخيصاً، فهو يجعل لابسه لافتاً للنظر، ومميّزاً من الآخرين". وهي أشارت، في هذا الصدد، إلى ثوب الطاووس الذي ارتدته البارونة كورزون من كدلستون في مطلع القرن العشرين، والذي حيك بخيطان ذهبية وبريش وأجنحة خنافس خضراء لمّاعة (ترمز كلها إلى المكانة المرموقة). ليست زخرفات الثوب مختلفة كثيراً عن الإطلالات الحديثة – مثالٌ على ذلك مجموعة ألبرتا فيريتي الأخيرة لفصلَي الخريف والشتاء، حيث امتزج الترتر البيضوي المتلألئ مع حزم الريش الأسود الخفيف في تصميمٍ فخم ومتناسق.

شهدت ليبي بايج، كبيرة المحررين المتخصصة بشؤون الأسواق لدى Net-a-Porter، على ارتفاع ملحوظ في المشتريات المترفة، فيما يواصل العملاء "اعتماد سلوك إيجابي في الموسم الجديد احتفالاً بقدرة الموضة على رفع المعنويات". ولقيت قطع الملابس المنفصلة الملائمة للسهرات من توقيع Valentino وIsabel Marant رواجاً كبيراً، شأنها في ذلك شأن الأكسسوارات البرّاقة مثل حقيبة GG Marmont الشبيهة بالدلو من Gucci. تؤيّد بايج اعتماد مقاربة أكثر تحفظاً في استخدام الترتر: "أنسّق إطلالتي مع صندل أسود بسيط بشرائط. أحبّ أيضاً فكرة ارتداء قميص رياضي أبيض بسيط مع تنورة قصيرة جداً ملمّعة بالترتر".

حذاء Y/PROJECT مفصّل من الجلد الصناعي، السعر عند الاستفسار، جوارب ،FALKE بسعر £18© مارك هيبرت
أما المغالون فقد يسعون، من جهتهم، إلى اقتناء قطع من توقيع المصمم التايواني سي تي ليو الذي يستخدم في علامته التجارية الناشئة C+plus Series قَصّات وأقمشة غير تقليدية. مؤخراً، استلهم ليو من "مخلوقات محيطية غامضة"، فكانت النتيجة ثوباً مزيّناً بالشرابات باللون الفيروزي ومطرّزاً بالترتر من الرأس حتى أخمص القدمين. هذا الفستان الأقرب إلى إطلالة حورية البحر منه إلى المسخ، هو جزءٌ من مجموعة ليو للموسم المقبل، وقد صممّه فيما كان يستمع إلى تسجيلات موسيقية احتفالية. مَن هو فنانه المفضّل؟ إنها ماريا كاري، من دون شك.
العارضتان: بيباي تانغ من وكالة Milk Management وماريا ميغل من وكالة .Viva London اختيار العارضتين، كيفا لوغولت. تصفيف الشعر، ألفي ساكيت من LGA ، وروكسي أتارد منFuture Rep . ماكياج، مِل أرتر من Julian Watson Agency مستعينة بمنتجات .YSL Beauty العناية بأظافر اليدَين، إديتا بِتكا من Of Substance مستعينة بمنتجاتCHANEL Le Vernis in Ballerina وCHANEL La Crème Main. مساعدو التصوير، كونور كلارك ودانيال جاكونت وإيفانو باغنوسات وروبرت بالمر. تصميم الإطلالات أيلين بايهان. مساعدة مصممة الإطلالات، أندريا رادوي. مساعدة خبير الماكياج، أيمي جويس. إنتاج، كيت باك -بوي من .Artworld Agency