مجلة الرفاهية العصرية تصدرها إيلاف بالاتفاق مع فايننشال تايمز

أول الكلام

روافد الثقافة

في مسعى إيجابي ملحوظ، تتبارى مدن المنطقة للتحول إلى لاعب رئيسي في عالم الثقافة والفكر، على ما تشرح رئيسة التحرير سمر عبد الملك في الافتتاحية

متحف قطر الوطني متحف قطر الوطني

شهر جديد، وعدد جديد من مجلة الرفاهية العصرية، وبه نمضي بثقة نحو تعزيز حضور How To Spend It Arabic ومكانتها ملتقًى تصبّ فيه روافد الأناقة والإبداع والجمال والتصميم والعمران والمعرفة مجتمعة، وأيضاً الثقافة بصورها كافة. وليس صدفة أن تتصدر الدوحة غلاف هذا العدد، تمثلها الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، الأنيقة الفكر والمظهر، والصانعة لحراك ثقافي ومعرفي لافت للأنظار خليجياً وإقليمياً. في السنوات القليلة الماضية، تحولت الدوحة، المتلألئة والمزدانة بمظاهر جمال وحداثة غير خافية، إلى حاضنة رئيسية للثقافة والإبداع والعمران المتميز وصون التراث المادي والبشري بشتى أشكاله، وتتغذى هذه الحاضنة من روافد متعددة، ذات أبعاد مختلفة؛ إذ فيما تبدأ الدوحة عداً عكسياً لاستضافة منافسات كأس العالم بعد أقلّ من عام من الآن، تسعى بالتوازي مع ذلك إلى فرض نفسها لاعباً رئيسياً في عالم الثقافة والفكر خليجياً وعربياً.

تتولى إنجاز هذه المهمة بصورة أساسية الشيخة المياسة، رئيسة متاحف قطر، المؤسَّسة التي تمثل، في التفكير الاستراتيجي القطري، الساعد الأساس في حفظ التراث الثقافي في الدوحة وتعزيزه. ومن موقعها على رأس مؤسسة ذات ميزانية ضخمة، تسعى الشيخة المياسة إلى استحداث مساحة، بالمعنيَين الحرفي والمجازي، لجيلٍ من المبدعين المحليين كي يعملوا ويتعلموا وينجحوا. وهي تتطلع خلال العقد الجاري إلى التركيز على الاقتصاد الإبداعي، في مسعى يهدف إلى جعل قطر أكثر حداثة وانفتاحاً على ثقافات العالم. ولأنَّ الفن، والثقافة عموماً، فعل تراكمي، تجتهد قطر اليوم لاستكمال مرحلة بناء صروحها الفنية والإبداعية والثقافية والتراثية. ولا يظهر الفن فجأةً، كما تقول الشيخة المياسة، "إنما هو نتاج عملية كاملة وعمق في التفكير، وهذا يتطلب ثقافة علمية”، وتضيف: “مهمٌ حقاً أن نضفي طابعاً محلياً على صناعتنا الحِرَفية".


تبذل السعودية جهداً فائقاً من أجل إبراز التراث الحضاري والمادي للبلاد بأبهى صوره
 

ولا تغرد الدوحة خارج السرب الإقليمي. ففي السعودية، تلقى الثقافة عناية خاصة، فيما يبذل جهد فائق من أجل إبراز التراث الحضاري والمادي للبلاد بأبهى صوره. والعلا في هذا المجال عنوان رنان. وبين نقوش التاريخ السعودي، يتقاطر محبو الفن من جميع أنحاء العالم في شباط (فبراير) الجاري لمشاهدة معرض صحراء X العلا 2022 المتخصص في فنون تحاكي الطبيعة، ومعاينة أعمال 15 فناناً من السعودية وتسع دول أخرى، مميزة برؤى معاصرة، وسط مناظر طبيعية صحراوية خلابة. وهذا واحد من أنشطة ثقافية كثيرة في العلا، تريد منها الهيئة الملكية لمحافظة العلا أن تكون هذه المنطقة الأثرية هي المحدد المستقبلي لعراقة أخاذة وساحرة، ومنطلقاً إلى المعاصرة بخطى واثقة، تحددها رؤية ثاقبة. ولنا في الشهور المقبلة أكثر من وقفة خاصَّة ومطولة مع العلا، بوصفها طرف خيط نتعرف عبره إلى جزء أوسع من النسيج الثقافي والمعرفي والتراثي السعودي، الذي يتكشف يوماً بعد يوم عن محطات مبهرة.

والعلا على رأس لائحة طويلة من المهمات الثقافية السعودية التي تحظى برعاية سخية. فالهيئة السعودية للسياحة تجتهد في إبراز القصور الأثرية، فاتحة من خلالها دفاترها التاريخية الغنية، لتكون المملكة وجهة لسياحة الثقافة، وحاضنةً لتراث عربي ضارب في القدم. ومن هذه الصروح القصر الأحمر وقصر طويق بالرياض، وقصر خُزَام في جدة، وذاك أول الغيث.

في الخليج أيضاً، لا تألو دولة الإمارات جهداً في رسم مشهد ثقافي متميز، ترفده متاحف عالمية المستوى، جوهرتها "اللوفر" أبو ظبي، قبلة الباحثين عن التاريخ والهوية، وصانع مكانة مختلفة للإمارة بين الأمم. وإلى جانب “اللوفر العربي” باقة من المتاحف الأخرى، كمتحف العين الوطني ومتحف دلما ومتحف قصر العين، وحصن الجاهلي وقصر المويجعي. وللمستقبل، كما للماضي، متاحفه. فقريباً يُفتتح "متحف المستقبل" في دبي، المميز بهندسته الجميلة، وبمعروضاته التي تتبدل كل ستة أشهر، وبتقديمه بيئة علمية مجهزة بأحدث الأدوات للتحفيز على الابتكار واجتراح الحلول لتحديات قد تواجهها المدن الذكية المستقبلية، من خلال مختبرات للابتكار في  الصحة والتعليم والطاقة والنقل، والسفر إلى الفضاء والتغيّر المناخي والبيئة والصحة. كل ذلك انطلاقاً من وضع الفنون في خدمة صنع عالم أفضل.

عربياً، وبعد انتظار طال، يفتح المتحف المصري الكبير في الجيزة أبوابه قريباً، متيحاً للعامَّة واحدة من أكبر مجموعات الآثار المصرية في العالم، على مساحة تصل إلى نصف مليون متر مربّع. بهذا المتحف، تريد مصر أن ترسخ هويتها الثقافية التاريخية، وأن تباهي الأمم البعيدة والقريبة بتاريخ طاف العالم على متن سفينة الملك خوفو أو "مركب الشمس" وعمرها 4600 عام، وأن تؤكد رفعة تراثها المرسوم نقشاً بصورة رمسيس الثاني معتمراً تاجه الأحمر. ولمتابعة كل إضافة عن هذه المحطات وغيرها، يمكن دائماً زيارة موقعنا الإلكتروني howtospenditarabic.com، لعالم من رفاهية معاصرة بلا حدود.


SamarAbdulMalak@
samar_abdulmalak‬ 

اشترك‭ ‬في‭ ‬نشرة‭ ‬howtospenditarabic‭.‬com/newsletter‭.html ‬ليصلك‭ ‬أفضل‭ ‬ما‭ ‬تقدمه‭ ‬How To Spend It Arabic‭ ‬مباشرة‭ ‬إلى‭ ‬بريدك

0 تعليقات

شارك برأيك