يتقن أندرو لويد ويبر تنظيم العروض. يتمحور مشروعه الأحدث والبالغ التميز حول شاي وقت العصر، وهو يقدمه في المسرح المرم حديثاً Theatre Royal Drury Lane. في الصالون الكبير المضاء بالنجف وسط روعة التصميم المستوحى من العمارة البريطانية في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، يبرز أبطال العرض كمجموعة من الحلويات تحمل توقيع الخبازة الماهرة ليلي فانيلي، التي حجزت موقعها بين أفضل الطهاة. من الأصناف المقدّمة شرائح ضخمة من كعكة الشوكولا مغلّفة بكميات كبيرة من عجينة الباستل، وفوقها مجسّمات ملائكة مذهّبة؛ وقطع صغيرة من بودينغ التوفي اللزجة مع الكاسترد، وقطع تارت صغيرة بالليمون متوَّجة بحبوب هلامية تبدو كأنها مجوهرات. هناك لفائف سجق، وشطائر فاخرة، ومعجنات "المادلين" بالسلمون المدخّن، وكريات من المثلجات بنكهة الأفسنتين والنعناع مع رقائق الشوكولا، مقدّمة في آنية فضية صدَفية الشكل، موضوعة على عربة جوالة.

شاي وقت العصر في Theatre Royal Drury Lane© ستيف راين
يُعرَف متعهد الحفلات لويد ويبر بأنه من ذوّاقة النبيذ. قيل لي إن أصنافاً من النبيذ الحلو من قبوه الخاص قد تُضاف إلى القائمة في الأشهر المقبلة. والشاي أيضاً من أسياد العرض: فالخلطات التي أُحضِرت من شركة Rare Tea Company التي تزوّد فندقَي Noma وClaridge’s بالشاي، تشمل شاي Earl Grey المعطّر بالليمون البرغامي من كالابريا، والشاي الأخضر المطهو يدوياً من الصين، وشاي jasmine silver tipالمثلج.
ثمة عدد قليل من أصناف الشاي في العالم أكثر لذةً من الأصناف المقدّمة هنا. الشاي الوحيد الذي أعتقد أنه يضاهيها هو ذاك المستوحى من شاي ماري أنطوانيت في الفندق الفخم الجديد ،Airelles Château de Versailles, Le Grand Contrôle حيث تُقدَّم أصناف فاخرة بكل ما للكلمة من معنى، مثل شطائر الأصابع، ولفائف البريوش فينواز، والأطايب الشهية التي يُعدّها يومياً الطاهي المتخصص بالحلويات في الفندق.
لا يحبذ الجميع أن يُقدَّم لهم الشاي مع الأغاني والموسيقى، وفي هذه الحالة قد يشعرون بالراحة أكثر في ،Be-oom وهي حانة الشاي الجديدة والهادئة في Exmouth Market في منطقة كليركنويل. المتجر وقاعة التذوق من تصميم الكورية سوجي إيم، 32 عاماً، وتُقدَّم في المكان منتجات كورية فقط، منها شاي الماغنوليا المعطّر بعشب الليمون، وشاي أوراق البرسيمون، وشاي زهرة البرقوق البري، وهو مستخلص من البتلات الوردية مع عطر المرزبانية.
جلستُ في المستنبت الزجاجي المليء بالنباتات في حديقة Be-oom الصغيرة، حيث تذوقت خليطاً منشِّطاً من الشاي الأسود وقشر اليوزو، وهو بمنزلة الرد الكوري على شاي Genmaicha الياباني الذي يشكل خليطاً من الشاي الأخضر والأرز الأسمر المحمص.
تقول إيم: "أردت أن أطلق على متجري تسمية Be-oomلأنها تعني ‘إفراغ’ باللغة الكورية، فشرب الشاي يرتبط بالتأمل في كوريا. حين تُفرغ الكوب، تُفرِغ معه أفكارك". في النصف الثاني من الأسبوع، تُقدّم إيم وجبات خفيفة وكوكتيلات شاي كورية شاركت في تحضيرها مع زوي بورغس التي تهتم بابتكار الخلطات لدى شركة .Atelier Pip وتشمل الأصناف شاي Genmaicha G&T، وهو شراب على الطراز القديم مصنوع من الويسكي اليابانية وشاي Hadong الأسود، وحامض الماغنوليا. لم يسبق أن كان احتساء الشاي، أياً يكن الصنف أو الطريقة التي تختارها، مغرياً إلى هذه الدرجة.