حوافر رشيقة، لجامٌ لامع، ورائحة عرَق الجياد المميزة، والجلود والأموال الطائلة؛ والجهات الراعية للمنافسات منها Rolex وHermès وGucci وLongines؛ وحلبات أنيقة في الهواء الطلق عند أسفل برج إيفل، وفي ميامي بيتش ومونت كارلو؛ وجوائز نقدية تصل قيمتها في المنافسة الواحدة إلى 1.2 مليون يورو. تعيش رياضة الفروسية والقفز فوق الحواجز عصراً غير مسبوق من الازدهار والوجاهة، منتشيةً بمكانةٍ تجعل منها رياضةً أنيقة وآسرة، تزاوج بين الشجاعة الرياضية والمهارة في تحدي المخاطر العالية. وكان للتسويق المحنّك ودعم الخيّرين الأثرياء دورٌ في هذا المجال، إنما برزت أيضاً حماسة الشابات المتألقات اللواتي تصدّرن عناوين الصحف، وكثيرات منهن ينتمين إلى أسرٍ هي من الأوسع ثراءً والأشد نفوذاً في العالم.
من هؤلاء المتألقات جيسيكا سبرينغستين (ابنة المغنّي الأميركي The Boss)، وعمرها 29 عاماً، التي امتطت جواداً للمرَّة الأولى حين كانت في الرابعة من عمرها، وحصدت أخيراً ميدالية فضية في الألعاب الأولمبية في طوكيو؛ وجنيفر غايتس (ابنة بيل ومليندا غايتس) التي خاضت المنافسات على الصعيدين الأميركي والدولي، وأسّست فريق Paris Panthers الذي يشارك في جولات Longines Global Champions Tour لأبطال القفز فوق الحواجز؛ وجورجينا بلومبرغ (ابنة عمدة مدينة نيويورك السابق)، وهي من المستثمرين في مركز Wellington Equestrian Center للفروسية حيث الملعب الشتوي المخصص لرياضة الفروسية والقفز فوق الحواجز في بالم بيتش. من الأسماء الأخرى التي تبرز في هذا المجال إيف جوبز (ابنة ستيف)، وأثينا أوناسيس (حفيدة أرسطو)، وصوفيا أبراموفيتش (ابنة رومان)، وشارلوت كاسيراغي (ابنة كارولين أميرة موناكو)، وماتيلد بينو (ابنة فرنسوا-هنري بينو، رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات Kering المتخصصة بمنتجات الرفاهية ورئيسها التنفيذي)، فضلاً عن شخصيات ملكية بريطانية (زارا تيندال، حفيدة الملكة)، ورائدات إماراتيات مثل الشيخة لطيفة آل مكتوم (ابنة الشيخ أحمد بن جمعة آل مكتوم والشيخة حصة بنت راشد آل مكتوم من الأسرة الحاكمة في دبي)، وعارضات أزياء مثل إدي كامبل وبيلا حديد (كانت تملك مقوّمات النجومية في هذا المجال قبل أن تحولَ مشكلاتٌ صحية عانت منها في مراهقتها دون مزاولتها رياضة الفروسية)، وأقطاب في قطاع الموضة مثل ماري-كايت أولسن، المؤسِّسة المشاركة لعلامة The Row التجارية.
.jpg.webp)

إذا كان عشق الجياد والشغف بالفروسية يحفّزان هؤلاء الفارسات، فانتماء العدد الأكبر منهن إلى أسرٍ ثريّة مؤشرٌ أيضاً على الكلفة الباهظة لهذه الرياضة. فخيول "الدم الحار" كما تُسمّى، وهي أقل اهتياجاً ومزاجية من الخيول الأصيلة ولذلك يلقى اقتناؤها إقبالاً واسعاً، تُباع ابتداءً من 40,000£ وهذا ثمن مهرٍ صغير يحتاج إلى تدريب، وصولاً إلى ملايين الجنيهات أو أكثر مقابل جواد أصيل له سجلٌ مثبت. ويجب أن يكون المالك مستعداً لإنفاق مبلغ شهري يصل إلى 15,000£ لتغطية تكاليف العناية بالإسطبل، والتدريب، وتغطية فواتير الزيارات إلى العيادة البيطرية، وتكاليف السفر. يُشار في هذا السياق إلى أن ثمن سرجٍ من Hermès مفصل بحسب الطلب ومصنوع يدوياً في مشغل باريس يبلغ 5,740£.
"لا شك في أنها رياضة باهظة الكلفة"، هذا ما تقوله ماتيلد بينو، 19 عاماً، التي تزاول الفروسية التنافسية فيما تتابع تحصيلها العلمي الجامعي، مضيفةً: "إن ملكتَ المال بلغتَ معياراً أكثر احترافية إلى حد كبير في التدريب والاستعداد". تُدرك بينو أن كلفة هذه الرياضة مرتفعة، لكنها ترفض فكرة أن العامل المادي وحده، أو الانتماء الأسري، هو الذي يسمح للمرء بأن يكون فارساً من الطراز الأول. تقول: "أفضل الفرسان في العالم هم أولئك الذين تعلّموا منذ نعومة أظفارهم كيف يمتّنون أواصر العلاقة مع جيادهم. أولاً، عليك أن تبني تلك العلاقة. حين كنتُ في الرابعة، امتطيت مهراً من فصيلة Shetland في حدائق لوكسمبورغ. وفي السادسة أو السابعة، تطوعتُ للعناية بالجياد. وحين بلغت العاشرة، حصلتُ على مهري الأول، وبدأت ركوب الخيل في نادٍ للمبتدئين خارج باريس".
تروي سبرينغستين أن صِلَتَها بالجياد تعود إلى زمن طفولتها التي قضتها في التدريب في إسطبلات Beacon Hill Show Stables، قرب مزرعة العائلة في كولتس نك في نيو جِرسي. بدأت جنيفر غايتس ركوب الخيل في السادسة من عمرها. ووُضِعت إيف جوبز على متن جواد حين كانت بعدُ في الثانية من عمرها.
تقول فلور جيرو، 25 عاماً، وهي من النجمات الصاعدات في رياضة الفروسية والقفز فوق الحواجز في فرنسا، وتربطها صداقة ببينو بفضل العلاقة التي تجمع بين والدَيهما: "الانسجام والثقة بين الجواد وفارسه عاملان أساسيان، وكي تبرع في هذه الرياضة، عليك أن تبني هذه العلاقة الخاصة منذ البداية". تضيف: "بدأت مزاولة الفروسية حين كنت في الرابعة، وبدأت خوض المنافسات في الثامنة من عمري. كنت أمضي يومي كاملاً في الإسطبلات، ولو سُمِح لي لكنتُ نمت فيها". تُقيم جيرو الآن في النورماندي، وتمتطي "ستة خيول. إنها تقدّم الكثير، لذلك لا بدّ من أن نكون أصدقاء حميمين لها. بناء تلك العلاقة هو من أروع المشاعر التي يمكن أن تُراود المرء".

![]() السرج الخاص بـDali © أليكس كريتي سيسترمانز
|
![]() بينو في عروض أزياء لصالح Miasuki © أليكس كريتي سيسترمانز
|
إذا كان نادي المبتدئين محطة البداية لمن ولدوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب، تستنبط منظمات أخرى في الولايات المتحدة طرقاً لتشجيع المواهب الجديدة. فقد غذّت النجمة الصاعدة زوي بروجدون، 16 عاماً، عشقها الفروسيَّة في مخيّم صيفي بإدارة Compton Cowboys، وهو أحد فروع المنظمة الشبابية الأسطورية Compton Jr Posse في مدينة كومبتون الواقعة جنوب لوس أنجليس. يستلهم Compton Cowboys من تقليد عُرِف به رعاة البقر الأميركيون من أصل أفريقي الذين كانوا جزءاً أساسياً من الغرب القديم، لكن بات ظهورهم في منافسات الروديو الأميركية نادراً جداً، وذلك بهدف استخدام ثقافة الفروسية في توليد بيئة أكثر أماناً للأولاد الذين يكبرون في كومبتون اليوم. قالت بروجدون قبل المشاركة في منافسة Del Mar International للقفز فوق الحواجز في عام 2020: "المشاركة في مخيم Compton Jr Posse هو ما أشعل شغفي بالخيول. لم يعلّموني وضعية الجلوس الصحيحة على صهوة الجواد فحسب، إنما علموني أيضاً كيف أمتطيه بمهارة. أرغب في بلوغ أعلى المستويات في رياضة الفروسية كي أكون مصدر إلهام للفتيات الأميركيات من أصل أفريقي، وكي يُدركن أن هذا الأمر ليس مستحيلاً".
يقوم معالِجٌ بتدليك الجيادِ لتليين عضلاتها، وتُصطحَب إلى مسبحٍ ومنتجعٍ خاصَّين بها
الشعور نفسه تعبّر عنه الشابة الفلسطينية ليلى المالكي التي فازت في عام 2018 بجائزة Against All Odds (تحدي الصعاب) التي يقدّمها الاتحاد الدولي للفروسية، وكان عمرها آنذاك 15 عاماً. تنتمي المالكي إلى عائلة ميسورة، لكن لا أثر بتاتاً في خلفيتها العائلية لثقافة الفروسية أو لتاريخ عريق في رياضة الفروسية مثلما هو حال بعض الخيّالة من دول الخليج، كالشيخة لطيفة آل مكتوم. وبالرغم من أن المراهقة الفلسطينية نشأت في وطنٍ يرزح تحت وطأة النزاعات، "كنتُ واثقةً من أنني سأحقق أهدافي"، كما قالت في مقابلة معها بعد فوزها بجائزة الاتحاد الدولي للفروسية، وهي تأمل بأن يساهم النموذج الذي تقدّمه في تحفيز نساء أخريات، لا سيما في
الشرق الأوسط، على "مواجهة التحديات التي تعترضهن".
لكن الشغف، سواءً أكان سياسياً أم شخصياً، يحتاج إلى انضباط وتصميم. فقد أدرك لوك، والد فلور جيرو، اهتمام ابنته بالفروسية، وقرر أن تنتقل العائلة جزئياً إلى النورماندي التي تُعتبَر مركز رياضة الفروسية في فرنسا. وشيّدوا هناك قبل ثلاثة أعوام إسطبل Haras de Lécaude المجهّز بأحدث التقنيات على مسافة نصف ساعة بالسيارة من دوفيل. ما كان الهدف منه تسهيل مختلف الجوانب المتعلقة بركوب الخيل والتدريب فحسب، بل أيضاً "تعزيز رفاه الجياد"، كما تقول جيرو. هنا، تعمل جيرو وزميلتها اللاعبة الأولمبية الفرنسية بينيلوبي لِبرِفوست مع الخيّال هنري برودان وزوجته الأميركية كايتي موناهان-برودان التي تُعرَف بأنها من أفضل المدرّبين على ركوب الخيل في العالم. يقوم معالِجٌ بتدليك الجيادِ لتليين عضلاتها، وتُصطحَب إلى مسبحٍ ومنتجعٍ خاصَّين بها.
الأجواء مشابهة في إسطبلات Evergate Stables التي تملكها جنيفر غايتس في ويلينغتون في ولاية فلوريدا، حيث ابتاع والدها بيل شارعاً كاملاً بمنازله مقابل 59 مليون دولار، كما قيل، كي يؤمّن لابنته المساحة والخصوصية. وفي آخر الشارع، تملك إيف جوبز التي تخرجت من جامعة ستانفورد مزرعتها الخاصة وقيمتها 15 مليون دولار. أما سبرينغستين، فتمتطي جياداً (ومنها Zecilie، وهي فرس من فصيلة Holsteiner عمرها 14 عاماً امتطتها حين شاركت في الألعاب الأولمبية) تملكها مزرعة Rushy Marsh Farm المجاورة التي تقدّم الرعاية لمنافسات تدرّ أرباحاً طائلة في رياضة القفز فوق الحواجز. نستعرض في هذا التقرير بعضاً من الإسطبلات هي الأفخم في العالم، والتي تضم منتجعاً خاصاً بالخيول ومرابط تتميز بتصاميمها الداخلية (تملك مصممة الديكور الداخلي إميلي سميث ومالكون آخرون مزارع Ashland Farms، ويتضمن المرفق التابع لها في فلوريدا ثريّات في شكل عجلات دائرية كبيرة).
ليس مفاجئاً أن يُقالَ إن ويلينغتون من أوسع مجتمعات الفروسية ثراءً في العالم. ينظّم مركز Palm Beach International Equestrian Center، وهو عبارة عن حلبة عرض تملكها مجموعة Global Equestrian Group ومنبسطة على مساحة 500 أكر، مهرجاناً شتوياً سنوياً يمتد 13 أسبوعاً ويتضمن منافساتٍ رُصدت لها جوائز نقدية تصل قيمتها إلى 13 مليون دولار. تقول جيرو: "تُقدّم لي ويلينغتون تجربة رائعة. المضامير كبيرة وواسعة، والفرسان الأميركيون هم من الأسرع في العالم". يقع نادي International Polo Club الذي يملكه Wellington Equestrian Partners (ناهيك عن نادي Mar-a-Lago الذي يملكه دونالد ترمب) على مسافة أقل من ساعة بالسيارة، ما يجعل الأجواء "أشبه بالسكن في The Hamptons مع استخدام إضافي لكريم الوقاية من أشعة الشمس"، كما يصفها كارل هياسن، الروائي الساخر من فلوريدا. (تشجّع الأجواء الحصرية لهذه الرياضة على الثرثرة من حينٍ إلى آخر في صفحات أخبار المجتمع والمشاهير، عن علاقات رومانسية بين الفرسان. أما زالت جيسيكا سبرينغستين على علاقة غرامية بلورنزو دي لوكا؟ هل جنيفر غايتس سعيدة في زواجها من الفارس المصري المولود في الولايات المتحدة نايل نصار، زميلها في فريقها Paris Panthers؟)
![]() سراج من Hermèsمفصل بحسب الطلب 5,740£
|
إلا أن جزءاً كبيراً من الجاذبية المعاصرة التي تتسم بها هذه الرياضة بين المشاهير الدوليين على المستوى التنافسي يُردُّ إلى جولات Longines Global Champions Tour، وهي نظير منافسات فورمولا واحد لكن في رياضة القفز فوق الحواجز. فقد أطلق جان توبس، الفارس الهولندي الفائز بالميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية، هذه المنافسة في عام 2006. يقول: "أردت أن أرفع عتبة المعايير في رياضة الفروسية والقفز فوق الحواجز في مختلف أنحاء العالم. وأعتقد أننا أحدثنا تغييراً كاملاً في هذا المجال". أطلق توبس سلسلة من ست منافسات (بات عددها الآن 16 منافسة) في مختلف القارات، وتُنظَّم جميعها في مضامير خلاّبة في الهواء الطلق في المواقع العالمية التي يرتادها الأثرياء والمشاهير، منها بالم بيتش وموناكو وإستوريل ومدينة كانّ. وارتفعت قيمة جوائزها النقدية، في غضون ثمانية أعوام، إلى 9 ملايين يورو، إذ رُصد مبلغ 300,000€ لكل جائزة Grand Prix. ولُقِّب توبس بـ "بيرني إكلِستون في رياضة القفز فوق الحواجز"، وفي حين يقلل بلطف من شأن هذه المقارنة، يقرّ بأن التشبيه برياضة فورمولا واحد المتفوّقة كان "رؤيوياً".

![]() فلور جيرو مع جوادها © أليكس كريتي سيسترمانز
|
![]() سترة الفروسية الخاصة بجيرو © أليكس كريتي سيسترمانز
|
ارتفع منسوب الإثارة والزخم في عام 2014 حين أُعلِن أن توبس باع 50 بالمئة من مؤسسة Longines Global Champions Tour إلى فرانك ماكورت، وهو قطب أيرلندي أميركي في قطاع العقارات والبناء، اشترى نادي البيسبول Los Angeles Dodgers من شركة News Corp التي يملكها روبرت مردوخ مقابل 430 مليون دولار في عام 2004، ليعود فيبيعه بمليارَي دولار بعد ثمانية أعوام. زوجة ماكورت الثانية، مونيكا ألغارا من تكساس، هي من عشّاق ركوب الخيل، وانتقلت عدوى هذا العشق إلى ماكورت الذي أشار إلى أن لرياضة القفز فوق الحواجز "أساساً راسخاً في المكان والتاريخ والإرث"، وعقد العزم منذ البداية على تحويل الجولات إلى "علامة تجارية عالمية بكل ما للكلمة من معنى". وقد انضم صانع الساعات السويسري Longines إلى هذا الحدث الرياضي ليصبح "الشريك في اللقب"، فارتقت الجولات إلى مستويات أعلى.
لكن في خطوة أساسية، أضاف توبس وماكورت قبل خمس سنوات بُعداً نخبوياً إلى هذا الحدث بإطلاقهما دوري أبطال العالم، وهو عبارة عن منافسات بين الفرق بوحيٍ من النموذج المعتمد في رياضات مثل البيسبول وكرة القدم الأميركية، حيث يدفع 61 فريقاً (يتألف كل فريق من ستة فرسان) مبلغ مليوني يورو، كما أفيد، للمشاركة في الدوري والفوز بجائزة قيمتها 21 مليون يورو. وهكذا يستطيع فرسان يملكون ثروات خاصة مثل جنيفر غايتس التي ساهمت بما لا يقل عن نصف مليون يورو لإنشاء فريق، أن يحجزوا مكاناً لهم للتنافس ضد الأسماء الكبيرة في مباريات غراند بري في إطار منافسات جولات دوري أبطال القفز فوق الحواجز.
كانت إمكانيات الشاب الأيرلندي مايكل دوفي المادية محدودة عند انطلاقته، لكن مهاراته الكبيرة أتاحت له الانضمام إلى فريق Miami Celtics الذي يملكه فرانك ماكورت في دوري أبطال العالم، وإلى المنتخب الأيرلندي في الألعاب الأولمبية في طوكيو. يقول: "إن في انضمام هؤلاء الأشخاص إلى هذه الرياضة إيجابيات كثيرة. فالقفز مع أمثال جيسيكا وجنيفر أمرٌ رائع. لا يمكن ركوب جواد بمستوى احترافي في غياب الموهبة. فقد ساهم دوري أبطال العالم إلى حد كبير في الارتقاء بمستوى الرياضة، لا سيما في مناطق مثل شنغهاي حيث لم يكن لرياضة القفز فوق الحواجز حضور واسع تقليدياً. فمن خلال الدخول إلى بلدان جديدة والحفاظ على مستوى نخبوي، نستقطب مزيداً من الاهتمام بهذه الرياضة، وننفتح على أسواق جديدة".
"لا يمكن ركوب جواد بمستوى احترافي في غياب الموهبة"
يعلّق سايمون بروكس - وارد الذي تنظّم مجموعته HPower Group فاعليات كبرى في رياضة الفروسية حيث يجب على الراغبين في الحضور حجز تذاكر لدخول عرض Royal Windsor Horse Show وعرض London International Horse Show، قائلاً: "إنها سوق متخصصة داخل سوق متخصصة". وهو قدّم أيضاً استشارته بشأن تنظيم الفاعليات في رياضة الفروسية في الألعاب الأولمبية لعام 2012 حين فازت زارا تيندال بميدالية فضية مع الفريق البريطاني المشارِك في منافسات الفروسية. في رأي بروكس-وارد، "من الجيد أن يكون هناك شيء من الإبهار والنجومية في كل رياضة، لكن يجب أن يتوفّر أساس صلب من الفاعليات التي تتميز بعراقة تاريخية. نموذج الأعمال في جولات Longines Global Champions Tour مختلف جداً عن نموذجنا. فعرض London International Horse Show يستند إلى شراء 90 ألف شخص تذاكرَ دخول، في حين أن جولات دوري أبطال العالم ترتكز على الجهات الراعية والشخصيات الثريّة المستعدة للانخراط في عالم الخيول، وتستقطب جمهوراً لا يتخطى عدده، في الحد الأقصى، نحو 2,000 إلى 3,000 شخص. فهذه الفاعليات غير موجّهة إلى العامّة".
لكنَّ جاذبيتها تزداد بالنسبة إلى جمهور أوسع. تُنظَّم منافسة Concours Hippique International Officiel في مدينة آخن الألمانية كل صيف أمام 40,000 متفرّج، هم من الأشد أناقةً والأكثر رخاءً في أوروبا. وتُتوَّج المنافسة التي غالباً ما توصَف بأنها نظير بطولة Wimbledon لكرة المضرب في الرزنامة الرياضية والاجتماعية في ألمانيا، بجائزة Grand Prix برعاية Rolex، والتي تبلغ قيمتها €330,000. كذلك أطلقت دار Hermès التي ارتبط اسمها ارتباطاً وثيقاً بالفروسية منذ تأسيسها في عام 1837، عرضاً سنوياً داخل القاعات الفسيحة لقصر Grand Palais في باريس. وأصبح عرض Saut Hermès للخيول، والذي انطلق في نيسان (أبريل) 2010، الأبرز في أوروبا إلى حين توقّفه بسبب جائحة "كوفيد-19"، وهو يلقى إقبالاً شديداً من الفرسان الذين يهوون الظهور فيه.
![]() خوذة Miasuki من البروكاد مع حزام حول الذقن بخمس عقد 1,150€
|
لا شكَّ في أنّ لظهورهم في هذا العرض وقعاً قوياً. فمؤكدٌ أن السراويل البيضاء الأنيقة والجزمات الجلدية السوداء تشكّل زياً باهراً. ترتدي جيسيكا سبرينغستين قمصاناً وسراويل صُنِعت لدى Cavalleria Toscana، وتنتعل جزمات يخصّها بها صانع الأحذية الإيطالي Parlanti، وهي مزوّدة بشريحة ممغنطة مثبّتة في أسفلها تلتصق برِكاب السرج “كي لا أخسر رِكاباً حين أمتطي الجواد في الحلبة”. وقد أطلّت كل من ماتيلد بينو وفلور جيرو التي تختار معدّاتها “من أجل الرياضة، ولمراعاة معايير الأناقة أيضاً”، في عروض أزياء لصالح دار Miasuki المتخصصة بموضة الفروسية، وجيرو هي أيضاً سفيرةٌ للعلامة التجارية Richard Mille.
تقول فيبي أوليفر، الاختصاصية في العلاقات العامة في مجال الفروسية: “في ما يتعلق بالرعاية والعلامات التجارية، أصبحت [الفروسية] رياضة مثيرة جداً، وجوائزها النقدية استثنائية. لا أعتقد أن ثمة ما يُضاهيها”. ومع أنها تخشى من أن بعضاً من الجيل المقبل الذي سيخوض غمار الفروسية قد “يستمتع بالمنافسة والاختلاط الاجتماعي والسفر أكثر ممَّا يستمتع ربما بامتطاء الخيل”، فهي تعتقد أيضاً أن ساعات التدريب المطلوبة طلباً للعلا ستُفضي دائماً إلى تمييز الهواة غير الجادّين من المنافسين الحقيقيين.
“ومَن لا يحلم بالألعاب الأولمبية؟” تسأل فلور جيرو التي تقول إن طموحها الأكبر هو تمثيل فرنسا في الألعاب الأولمبية في باريس في عام 2024. تُضيف: “الألعاب الأولمبية هي ما يُضفي سحراً على رياضتنا، وقوة الفارس والفرس هي في المزج بين العناصر السحرية... والعمل الدؤوب”.
تعرف إلى أبرز نجوم الفروسية
جنيفر غايتس
بدأت الابنة الكبرى لبيل ومليندا غايتس ركوب الخيل في السادسة، وتمارس الآن رياضة القفز فوق الحواجز مع زوجها، نايل نصار، في فريق Paris Panthers . وهي تجمع بين ظهورها في المجلات مثل Equestrian Living وتحصيلها العلمي في كلية الطب في نيويورك.
أثينا أوناسيس
تمارس أثينا أوناسيس، وهي السليلة الحية الوحيدة لأرسطو أوناسيس، رياضة القفز فوق الحواجز منذ نعومة أظفارها، وهي وظّفت جزءاً كبيراً من ثروتها الخيالية في رياضة الفروسية، ومثّلت اليونان في البطولات الأوروبية والعالمية.
نايل نصار
فاز نصار، وهو أميركي من أصول مصرية مولود في شيكاغو، بجائزة Longines Grand Prix of New York، ومثّل مصر في الألعاب الأولمبية الأخيرة .في تشرين الأول) أكتوبر) الماضي، عقد قرانه على جنيفر غايتس التي تشاركه عشق الخيول، في احتفال يُقال إن كلفته بلغت مليونَي دولار.
جيسيكا سبرينغستين
فازت كريمة بروس سبرينغستين بالميدالية الفضية لدى تمثيلها الولايات المتحدة في الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2020 عن فئة رياضة القفز فوق الحواجز للفرق.
زوي بروجدون
تتطلع النجمة الصاعدة التي لم يتجاوز عمرها 16 عاماً، إلى تشجيع الأميركيين من أصل أفريقي على ممارسة هذه الرياضة، بفضل الإنجازات التي حقَّقتها على جوادها .Ninja
جيجي وبيلا حديد
كانت الشابتان من آل حديد تستمتعان بممارسة رياضة القفز فوق الحواجز في سن المراهقة. أرادت بيلا احتراف الفروسية، غير أن إصابتها بداء Lyme حالت دون ذلك، ولا تزال الشقيقتان من عشّاق ركوب الخيل.
إيف جوبز
جدول مواعيد الابنة الصغرى لستيف جوبز حافل بالانشغالات، فالشابة التي تخرّجت من جامعة ستانفورد، وتذهب إلى الحفلات برفقة نعومي كامبل، وتمارس رياضة القفز فوق الحواجز باحتراف، احتلت المرتبة الخامسة بين أفضل الفرسان في العالم دون سن الخامسة والعشرين.
الصور: آرون جيلبرت/ICON SPORTSWIRE. أنتوني ديبون/ICON SPORT من خلال .GETTY IMAGES دافيد مومبيلي/ /Corbis / Corbis من خلال .GETTY IMAGES جيجي حديد/INSTAGRAM من خلال .BACKGRIDجينا وِتزلِر/ ALAMY LIVE NEWS /MEDIAPUNCH INC .GETTY IMAGES
SARA SHIER PHOTOGRAPHY ستيفاني ألامان/ ALEA /GETTY IMAGES