تحمل الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، شقيقة أمير قطر البالغة من العمر 38 عاماً، لقباً رسمياً: رئيسة متاحف قطر. لكنَّ التعريف الأبلغ تعبيراً عن عملها هو ذاك الذي يرد في حسابها على Instagram (يتابعها 809 آلاف متابع)، حيث نقرأ سيرتها المكثفة في سطر واحد: "موظفة عامة ."365/7/24
كانت الشيخة المياسة في منتصف عشرينياتها حين كلّفها والدها، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، إنشاء متحف للفن الإسلامي؛ والشيخ حمد بن خليفة هو مؤسّس صندوق "الجزيرة" القطري للثروة السيادية الذي تُقدَّر قيمته بنحو 320 مليار دولار أميركي، وقد تمكّن من تحويل قطر، بفضل مواردها الضخمة في قطاع الغاز الطبيعي، إلى الدولة الأغنى في العالم من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، وقد حافظت على هذه المرتبة حتى العام الماضي. افتُتِحت متاحف قطر في عام 2008 في المبنى الذي صمّمه المعماري IM Pei، وتضم نحو 800 عمل فني؛ وهو صرحٌ عام رائع بالرغم من كونه تقليدياً، الهدف منه تسليط الضوء العالمي على الدوحة، مع الحفاظ على التراث.

مشهد عام لمدينة الدوحة

مثّلت متاحف قطر خطوةً أولى في استراتيجية شاملة ترمي، وفقاً للأدبيات الحكومية، إلى "حفظ التراث الثقافي في الدوحة وتعزيزه". لكن، بعد مرور 13 عاماً، اكتسبت رؤية الشيخة المياسة أبعاداً متنوّعة ومتباينة على نحوٍ مفاجئ، ابتداءً بالمقار السكنية للفنانين، وانتهاءً بالمواقع التراثية التي أعيد إحياؤها عند خطوط السفر البطيء. ساهم بعض مبادراتها، على نحوٍ مثير للإعجاب، في الذهاب بعيداً في تعريف المتحف في القرن الحادي والعشرين، بما يتخطى الحدود المتعارف عليها. وكانت مبادرات أخرى أكثر قابلية للتوقع، مثل مشتريات الفنون العامة التي تصدّرت العناوين (يُقال إن في تصرفها مليار دولار سنوياً لهذه الغاية)، والنصب التي صممها معماريون ذائعو الصيت. بدا أحياناً أن هذه القرارات تتأثّر بالسباق الدائر في الخليج للاستحواذ على أسلحة القوة الناعمة )ازدادت حدّته بفعل الحظر الذي فرضته دول الخليج بقيادة السعودية على قطر طوال ثلاث سنوات، وانتهى في كانون الثاني )يناير) 2021 بالتوصل إلى تسوية بوساطة أميركية وكويتية).
في الآونة الأخيرة، كانت الشيخة المياسة واضحةً بشأن ما يحمله جدول أعمالها في السنوات العشر المقبلة، فهي تسعى إلى استحداث مساحة، بالمعنيَين الحرفي والمجازي، لجيلٍ جديد من المبدعين المحليين كي يعملوا ويتعلموا ويزدهروا.
تقول في جلسة حول فنجان شاي في ،CP Club وهو من أحدث الملتقيات الثقافية في متاحف قطر، ويشكّل مزيجاً من نادٍ مغلق للأعضاء ومساحة للعمل الجماعي: "في البداية، لم أملك خريطة طريق واضحة للمسار الذي سنسلكه. لكن، حين [باشرنا العمل]، أدركنا الثغرات في المنظومة". إطلالتها بسيطة من دون تكلّف، بالقليل جداً من مساحيق التبرّج على وجهها، ويظهر سروالها اللاصق الأسود وحذاء Adidas من تحت طرف عباءتها. إنها صريحة وودودة، تتكلم بوتيرة سريعة جداً، لكنها غالباً ما تضحك، وتتحدث بانفتاح عن حياتها والصعوبات التي يمرّ بها الأطفال في سن ما قبل المراهقة، مشيرةً إلى أن أولادها الخمسة يعرّفونها الآن على عالم .TikTok
تضيف: "أعتقد حقاً أنه يجب أن ينقضي ربع قرن قبل أن يشعر الأشخاص على نحوٍ كامل بأثر الاستثمار أياً يكن نوعه. مرّ 15 عاماً؛ وفي السنوات العشر المقبلة، سنركّز على الاقتصاد الإبداعي. نحاول تحفيز هذا الجانب و[إنشاء] مجتمع من المبدعين. يجب إرساء أسس لا تكون مصطنعة أو سطحية، بل بنيوية وراسخة".
"الأسس البنيوية والراسخة" مفهومٌ حافل بالتحديات في بلدٍ مضى خمسون عاماً فقط على استقلاله. ربما يكمن التحدي أيضاً في تثبيت صدقية المشهد العام الذي ينصب العمل على بلورته في قطاعات الفنون والموضة والتصميم المتاحة للجماهير، وذلك في إطار الجدول الزمني لرؤية .2030 وهناك حقوق الإنسان والمسائل العقائدية التي هي جزءٌ من الواقع القائم في هذه البلاد، والتي تقف عائقاً أمام الترويج لفكرة قيام بيئة إبداعية منفتحة. فالقوانين القطرية التي تعاقب حرية التعبير، وتقيّد حرية العمّال المهاجرين، وتحظر النقابات العمّالية، استقطبت اهتماماً عالمياً إثر إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في عام 2010 استضافة قطر نهائيات كأس العالم .2022واتخذت الحكومة، بعد التعرض لضغوط دولية، خطوات لمعالجة القضايا العمّالية، منها إقرار حدٍّ أدنى للأجور. لكن تبقى حرية التعبير مقيّدة، وتُطبَّق الرقابة الذاتية على نطاق واسع، كما يستمر العمل بقوانين تنص على تجريم المِثلية الجنسية عند الرجال، ويغيب بوضوح أي اهتمام بالتقصّي في قضايا العنف ضد المرأة.
يُتوقَّع أن يدخل أكثر من مليون شخص الأراضي القطرية في تشرين الثاني )نوفمبر) 2022 لمتابعة مباريات كأس العالم. لكن، هل سيصدّق العالم فكرة قيام ثقافة إبداعية أصيلة ونابضة بالحياة في قطر؟
إن لم يصدّقوا، فليس السبب غياب الطموح أو التراخي في بذل الجهود على الأرض. في تشرين الثاني (نوفمبر) الفائت، استضافت الشيخة المياسة الدورة الحضورية الثانية من المهرجان الثقافي #قطر_تبدع (افتُتِح في عام ،2019 وأقيمت معظم فاعلياته عن بعد في عام .(2020 تنقّلتُ، طوال أربعة أيام، بين مساحات واسعة من ورش البناء الناشطة في حي الخليج الغربي في الدوحة مع عشرات الشخصيات البارزة، من مصممين وقيّمين على المعارض وفنانين ومحررين وصحفيين وبعض العارضين والممثلين. مشينا على السجادات الحمراء، وحضرنا جلسات حوار ونقاشات، والتقينا إلى مائدة العشاء في مطعم ،Em Sherif المطعم اللبناني الشهير في الطابق العلوي لفندق Sheraton القديم. توجّهنا في قوافل من سيارات رباعية الدفع إلى محمية بروق الطبيعية ذات المساحات الشاسعة القاحلة حيث أذهلتنا أربع منحوتات فولاذية East-West/West-East من توقيع ريتشارد سيرا، وُزِّعت على مسافة كيلومتر من الرمال البيضاء بين جرفَين صخريين، وبدا أن الرياح أحدثت فيها انحناءةً طفيفة تكاد لا تُرى بالعين المجرّدة. سرنا خلف أدلاء خاصين في مساحة العرض المنبسطة على 40,000 متر مربع في المتحف الوطني الرائع والسريالي الذي صممه جان نوفيل.

منحوتات East-West/West-East من توقيع ريتشارد سيرا © ريكفان لنت من تقديم متاحف قطر
قَدِم بعض الأشخاص للمشاركة في حفل توزيع جوائز مؤسسة Fashion Trust Arabia التي ترأسها الشيخة المياسة مع الكاتبة اللبنانية المتخصصة بالموضة تانيا فارس. في هذا الإطار، يتنافس 24 مصمماً طموحاً من مختلف أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على الجائزة النقدية (تصل إلى ($200,000 وعلى الاستفادة من فرص مُتاحة للفوز بإرشادات مصممين مخضرمين وتوجيهاتهم، وبحضور تجاري على موقع .matchesfashion.com كان مساءً حاراً شديد الرطوبة، على غير العادة في هذه الفترة من السنة، وجلسنا إلى موائد طويلة في باحة المتحف الوطني للمشاركة في عشاء رسمي احتفالاً بالفائزين، وكان بينهم المصمم الفرنسي-السوداني عبد الطيب. طوال الليل، راح الضيوف، ومنهم المصوّر يورغن تيلر، والفنان أليكس إسرائيل، ونتاليا فوديانوفا، وأليكسا شونغ، وكارين رويتفِلد ونعومي كامبل، يتنقلون بين الطاولات ويلتقطون صوراً مع المشاركين في المسابقة.
قدِم آخرون إلى الدوحة للمشاركة في افتتاح معرض ) Virgil Abloh: Figures of Speechفيرجيل أبلوه: إبداعٌ بلا حدود)، أو معرض Christian Dior: Designer of Dreams (كريستيان ديور: مصمم الأحلام)؛ وقد تحدّث أبلوه نفسه والمديرة الفنية لدار ،Dior ماريا غراسيا شيوري، في جلسات الحوار. (لاحقاً، أشارت شيوري في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى أن سيدتَين تقفان خلف المشروع الثقافي بأكمله في البلاد، وهما الشيخة المياسة ووالدتها الشيخة موزة. وكتبت شيوري: "أعتقد أن الثقافة والمعرفة والتدريب هي الأدوات الفضلى للنمو والتوعية والديمقراطية"، في إشارة واضحة على ما يبدو إلى الدور الفاعل الذي تؤدّيه هذه الوسائل على الصعيد الدبلوماسي). وشهد حفل افتتاح معرض Dior تدشين مركز M7 لريادة الأعمال في التصميم، والذي يمتد على مساحة 29,000 متر مربع، ويتضمن محترفات وconcept store مخصّصاً حصراً للفنانين المحليين، ويُقدّم المركز أيضاً برامج تعليمية.
أمام المواهب المتميّزة والعروض ذات التكاليف الخيالية، بدا صعباً في بعض الأحيان تحديد الجذور التي انطلق منها هذا الاندفاع. لكن هذه البوادر تصبّ أيضاً في إطار الاستراتيجية الطويلة الأمد. يقول جان-بول إنجلين، الرئيس المشارك لشركة Phillips والذي شغل منصب مدير الفنون والمعارض العامة في متاحف قطر بين عامَي 2011 و2015 : "لطالما استقدَمَتْ ألمع الأسماء وأفضلها في الثقافة لتقديم مساهماتهم. لكنها تحرص أيضاً على حصول تفاعل بينهم وبين المصممين والفنانين والطلاب في قطر؛ إنها تحرص دائماً على حصول هذا التبادل".
"هذا الجانب مثير حقاً للاهتمام من طريق العمل على ردم الهوّة بين الشرق والغرب"
تقول الشيخة المياسة: "لا يظهر الفن فجأةً، إنما هو نتاج عملية كاملة وعمق في التفكير، وهذا يتطلب ثقافة علمية. لا يقتصر الفن على قيام الفنانين بإنجاز أشياء جميلة؛ فتلك الأشياء تصدر من مكان ما. لذلك، مهمٌ حقاً أن نضفي طابعاً محلياً على صناعتنا الحِرَفية، بالرغم من أن المصممين قد يطمحون إلى اجتذاب جمهور عالمي. أعتقد أن الحفاظ على الأصالة يجعلهم يحققون الجاذبية الأكبر [في نظر ذلك الجمهور]، والدليل على ذلك ما يقدّمه المصمم عبد [الطيب]. فهو أعاد النظر في التقنيات المستخدمة في صناعة المنسوجات والقش في السودان، وفي الأنماط والقَصّات. ما دفعه إلى القيام بذلك هو الحنين إلى مسقط رأسه لأنه لا يعيش في السودان، بل يقيم في إيطاليا. لكنه يعود إلى جذوره ويفسّر ما تعلّمه من خلال ثقافة الوطن الأم. وهذا الجانب مثيرٌ حقاً للاهتمام، من طريق العمل على ردم الهوّة بين الشرق والغرب".
هذا تحديداً هو الهدف الذي انطلق منه تصميم ،CP Club هذه المساحة الهجينة حيث التقيت الشيخة في الدوحة. يضم المكان 14 منزلاً (townhouses) مترابطةً من تصميم ديان فون فورستنبرغ، وإنديا مهداوي، وشركة Rossana Orlandi الرائدة في ميلانو، وسواهم؛ وبمشاركة المصممتَين القطريتين وضحى الهاجري وعائشة السويدي. تُستخدَم الباحة الرئيسية، المسوّرة بنبات البوغنفيلية الزهري، بمثابة مساحة مشتركة للقاء، وجدتها تضجّ بالحركة كلما زرتها، نهاراً ومساءً. افتتحت MatchesFashion متجراً موقتاً في أحد المنازل هنا. تبادلتُ أطراف الحديث مع مديرها التنفيذي باولو دي سيزار فيما كان يرحّب بالزوار، ويدرس إمكانية إنشاء متجر دائم على طريقة متجر Matches في 5Carlos Place في حي مايفير اللندني. في الجهة المقابلة، كان مصمم القبعات نِك فوكيه المقيم في كاليفورنيا ينظّم عرضاً لمنتجاته. رأيتُ روكساندا إيلينجيك تلتقط صوراً للمساحات المختلفة، وعلامات السرور بادية على محياها. ويتنقل في أرجاء المكان شبابٌ قطريون من أعضاء النادي، يأتون للعمل والاختلاط الاجتماعي، أو للاستماع إلى النقاشات، أو معاينة الفنون، أو لاحتساء الشاي في المجلس المزخرف فحسب.

باحة النادي المركزية "الواحة"

المجلس في | CP Club© فرانسوا هالارد
اختارت الشيخة المياسة رئيس التحرير السابق لمجلة Elle Decor الأميركية ويتني روبنسون، وكان زميلاً لها على مقاعد الدراسة في Duke University ، ليكون القيّم على مشروع CP Club حيث عهدت إليه مهمة خلق أجواء تتسم بالفردية والعصرية والتميّز. يقول :"لا تُشبه متاحف قطر المؤسسات التقليدية في عالم المتاحف، إنما هي أشبه بوقف وطني للفنون، أو بصندوق ائتمان وطني"، مضيفاً: "انطلاقاً من هذا التعريف، يمكن أن يُدرَج أي شيء تقريباً تحت رعايتها". ويحجز CP Club مكانه المستحَق في هذا المشروع لأنه يرمي إلى تأمين التواصل بين الفنانين والمصمّمين والمعماريين والطهاة وصنّاع الأفلام المحليين والإقليميين من جهة ونظرائهم الدوليين من جهة أخرى، وفي ما بينهم.
بحسب روبنسون، يتجلى الجانب المثير فعلاً للاهتمام في تطوير المواقع الأثرية التابعة لمتاحف قطر في مختلف أنحاء البلاد، وتتمثل في قرى مهجورة للجِمال وصيد الأسماك، ومدارس، ومركز شرطة قديم، والتي "ستُفعّلُ" كلّها بطرق قد تكون غير متوقّعة. من هذه المواقع قرية الجميل في ساحل قطر الشمالي، حيث تتولّى إنديا مهداوي الإشراف على عملية الترميم بأسلوبٍ مستلهَم إلى درجة معيّنة من نموذج albergo diffusoالإيطالي للحفاظ على المواقع الأثرية المغمورة. تتميز المخططات بالتصميم الذكي لأماكن الإقامة، فغرفة النوم في منزلٍ هنا، وقاعة الفطور في منزل آخر هناك، وغرفة الجلوس المشتركة في منزل ثالث. وستتضمن القرية مطعماً يُقدّم أطباقاً من السمك، وموظفوه من صيّادي الأسماك المحليين. سيُنفَّذ هذا النموذج في المواقع الأخرى مع تطويره وإدخال التعديلات عليه.
الاستدامة جزءٌ أساسي وراسخ من المشروع، ليس على مستوى الترميم فحسب، إنما أيضاً على المستوى التشغيلي. تعلّق الشيخة المياسة: "نريد أن نُشرك عشائر المجتمعات المحلي" في مختلف جوانب المشروع، مضيفة: "حدّدنا العديد من العائلات التي تعيش هناك، وننظّم حلقات عمل معها. نريد أن يكوّن الأشخاص فكرةً عما كانت عليه طبيعة الحياة هناك، إنما في أجواء معاصرة، إذا صح التعبير".
في الدوحة، الواقعة على بُعد دقائق بالسيارة من CP Club وتفصلها عنه مسافة شاسعة على صعيد الإبهار والبريق، نجد محترفات Liwan ومختبراتها للمصمّمين الصاعدين في مبنى من طابقَين يعود إلى الخمسينيات، فرغ في عام 2005 بعدما كان يضم أقدم مدرسة للفتيات في قطر. يخضع المكان لعملية ترميم مستوحاة إلى حد كبير من أجواء أفلام ويس أندرسون، وتتناقض على نحوٍ محبَّب مع المشهدية الثقافية البرّاقة. طُليت الجدران بلون أخضر الأفوكادو؛ وما زالت طاولة المكتب والكراسي الأصلية التي تقشّرَ طلاؤها وتزيّنت بنقوش الأحرف الأولى لأسماء الأجيال التي تعاقبت عليها، موجودة في قاعات التدريس التي تحوّلت إلى محترفات؛ وفي المكتبة، تصطف نصوص مدرسية قديمة على الرفوف، أما الأرضيّة فمغطّاة ببلاط مصنوع من حجر terrazzo المبقَّع. أرتني المديرة والمصممة عائشة السويدي الحمام المصنوع من البلاط الوردي بوحيٍ من تصاميم السبعينيات. تقول: "إنه حمام الذكور"، ثم تضيف مع ابتسامة على وجهها: "لأننا نستطيع".
تقول السويدي إن محترفات Liwan ومختبراتها بديلٌ متاح وبسيط عن CP Club (حيث صممت أحد منازله المتشابهة والمتلاصقة) أو عن M7 (حيث يُقام عرض (Diorمضيفة:Liwan موقعٌ مخصص للاستكشاف. فيه، يمكنك أن تنطلق في مجال التصميم وتكتشف الاتجاه الذي تريد سلوكه". يضم Liwan مختبرات نموذجية مع طابعات ثلاثية الأبعاد؛ ومحترفاً لصناعة الفخار مجهّزاً بعجلات الخزّافين وأفران الفخار؛ ومحترفاً للتصوير الفوتوغرافي وغرفة لتحميض الأفلام. في الطابق العلوي مكاتب خاصة بمشاريع تراثية من تنفيذ متاحف قطر، ويستطيع أعضاء Liwan الذين يسدّدون رسوماً سنوية قيمتها نحو $300 زيارة هذه المشاريع، والاطلاع عليها، وأحياناً المشاركة فيها. الشرط الوحيد هو أن يكونوا مقيمين في قطر.
حين أخبرتُ الشيخة المياسة أنني زرت محترفات Liwan ومختبراتها وأحببتها، ارتسمت ابتسامة عريضة على وجهها قائلة: "يسرّني كثيراً أنها أعجبتك، فهذا مشروعي المفضّل في الوقت الحالي". إنه تعليق مفاجئ من مسؤولة أولى عن النصب والمعالم البارزة في قطر. لكن الشيخة المياسة تسعى الآن إلى توسيع إرثها وترسيخ بصمتها، ويبدو أن ترميم مدرسة مهجورة وتحويلها إلى مركز ثقافي هو الخطوة الملائمة في هذا الاتجاه.