في أواخر ثمانينيات القرن العشرين، سعى كارل - فريدريش شوفيلي المهووس بعالم السيارات إلى إقناع والده، مالك دار Chopard لصناعة الساعات، بأن يجعل من شركته الراعي الرسمي للتوقيت في سباق السيارات Mille Miglia والذي يُعتبَر من الفاعليات الرياضية الأشهر في التاريخ.
أُطلِق هذا السباق للمرة الأولى في عام 1927 وامتدّ ألف ميلٍ من بريشيا إلى روما ذهاباً وإياباً، مروراً بالريف الإيطالي. يُقال إن المقاطعتين الإيطاليتين المؤسّستين للسباق أقدمتا على هذه الخطوة تعبيراً عن غضبهما الشديد من نقل سباق "الجائزة الكبرى" الإيطالي في رياضة الفورمولا واحد من بريشيا إلى مونتزا. وكان السباق يشهد منافسة حادة، ففي دورة 1955 مثلاً تواجهَ سترلينغ موس وخوان مانويل فانجيو، وكان الفوز من نصيب الأول. كما كان السباق محفوفاً بالمخاطر، ففي منتصف الخمسينيات انحرفت سيارة من طراز Ferrari 335S يقودها ألفونسو دي بورتاغو عن المسار بسرعة 150 ميلاً في الساعة، ما أسفر عن مقتل تسعة متفرّجين، وتقرّر بعد ذلك التوقّف عن خوض السباق تنافسياً.
![]() كرونوغراف Mille Miglia من Chopard (بسعر £7,020)
|
لكن القصة ما انتهت هنا. فقد أعيد إحياءُ هذا الحدث في عام 1977 تحت اسم Mille Miglia Storica حيث تنطلق السيارات الكلاسيكية والعتيقة التي تعود إلى ما قبل عام 1957 في استعراض هادئ عبر المسار نفسه. وتحوّلت هذه الفعاليات إلى عامل استقطاب لبعض أجمل السيارات في العالم. وأبدى والد كارل - فريدريش حماسته لدعم هذا المسار الجديد، فأصبحت دار Chopard منذ عام 1988 إحدى الجهات الراعية الأساسية، وتواظب سنوياً على إطلاق إصدار محدود من الساعات مستلهَمٍ من هذا الحدث.
يشهد العام الجاري التعاون الأول بين كارل - فريدريش الذي يتولى الآن منصب الرئيس المشارك لدار ،Chopard وجورج بامفورد وهو أيضاً من "المهووسين بالسيارات"، والذي يضفي لمسات شخصية على الساعات الأيقونية، ما جعل منه في البداية شخصاً خارجاً عن المألوف في عالم الساعات، قبل أن يصبح، بمباركةٍ من جان كلود بيفيه، الرئيس السابق لقسم الساعات لدى LVMH المتمرد المحبوب الذي يغرّد خارج سربه. يضفي بامفورد لمسة صناعية على كرونوغراف Mille Miglia من Chopard (الصورة)، تُضاف إلى الإبهار الممتع والرياضي الطابع الذي تتميز به الساعة ، وهي إصدار محدود من 33 قطعة، أي ساعة واحدة عن كل عامٍ رعت فيه الدار السباق.
صُقِلت علبة الساعة بتقنية "الكربون الشبيه بالماس" التي يستخدمها بامفورد، ملونة بالرمادي الداكن والكامد. عقرب الثواني والعقارب الفرعية برتقالية اللون لتسهيل قراءة مؤشرات الساعة، في حين يجسّد الكرونوغراف، كما هو متوقَّع، مزايا السباق الحقيقية. تبلغ سرعة الكرونومِتر 28,800 ذبذبة في الساعة، ويستطيع مرتديها أن يشاهد كل واحدة من هذه الذبذبات من خلال الجزء الخلفي لعلبة الساعة المصنوع من حجر الزفير، شرط ألا يكون جالساً أمام المقود.