العلامة الفارقة في أسلوبي الشخصي هي الجينز الأسود، أبتاعه كلما تسوقت، وأحياناً أشتري سروالاً أملك شبيهاً له، لكنني قد لا أكون أتذكر أنني أملكه. كذلك أشتري الكثير من القمصان العصرية أو الـ "تي-شيرت" باللون الأسود.
على قائمة أمنياتي كتب الموضة على اختلاف أنواعها ومدارسها. أملك مكتبةً غنية، فيها أهم كتب الموضة. في بيتي مكتبةٌ، وفي مكتبي أيضاً مكتبةٌ عملاقة. للمناسبة، أول كتاب يحمل اسمي Zuhair Murad، سيرتي الذاتية بتوقيع الصحافي ألكسندر فيوري، هو نتاج التعاون مع دار نشر Assouline العالمية، كتبت مقدمته الصحافية بابيث ديجا، رئيسة تحرير مجلة Numero. استغرق التحضير لهذا الكتاب عاماً ونصف العام، حرصت لأجله على اختيار أجمل الأزياء والمحطات المهمة في مسيرتي. أقمنا جلسات تصوير خاصة، إحداها في مسقط رأسي مدينة الشمس بعلبك في لبنان. نفدت النسخة الأولى من الكتاب في الولايات المتحدة، وتنوي دار النشر إصدار طبعتين إضافيتين. صدر الكتاب في خضم تفشي جائحة كورونا، وبعد انفجار مرفأ بيروت. خططنا لإقامة حفلات توقيع
في باريس ونيويورك وبيروت ودبي، لكن الجائحة ألغتها كلها.
المصمم زهير مراد أمام الباب الخارجي لمنزله
مكان أتوق للعودة إليه دائماً هو فندق Cavo Tagoo في جزيرة ميكونوس في اليونان. إنه فندقي المفضل، تربطني بمالكته صداقة قديمة. في هذا الفندق، يُجيدون فن الضيافة ويفاجئونني في كل زيارة بجديد. فيه يمكنني الاسترخاء بهدوء، ومشاهدة حفلاته الموسيقية الصاخبة حول حوض السباحة، والاستمتاع بإطلالته المميزة على البحر. تذكرني ميكونوس بأرض سهل البقاع في لبنان، وبمناخه الحار والجاف. لا أحب السفر إلى بلاد بعيدة. صيفاً، أفضّل البحر والجزر، لذلك أقصد إيطاليا واليونان. أسافر غالباً مع أصدقاء، أو نلتقي في مواعيد محددة، فيأتون من دول عدة، لأنني لا أحب السفر وحيداً. في باريس، أنزل في ثلاثة فنادق: Le Meurice وRoyal Monceau وLe Crillon. وفي كل مرة أنزل في أحدها، أحظى بخدمة تجعلني أشعر أنني في منزلي.
"أهوى التسوق وحيداً كي لا أتأثر بآراء الآخرين وأذواقهم "
أملك مجموعة من تصاميم Saint Laurent، خصوصاً الثياب من توقيع المصمِّمَين هادي سليمان وأنتوني فاكاريلو اللذين تناوبا على دار Saint Laurent، أكان ذلك في السترة أم القميص العصري (تي-شرت) أم السروال، إضافة إلى الأحزمة والأحذية. أهوى التسوق وحيداً كي لا أتأثر بآراء الآخرين وأذواقهم، وكي أكون مرتاحاً في الاختيار وفي الوقت. كذلك أملك مجموعة من النظارات الشمسية من Dior وValentino وGivenchy وغيرها من العلامات التجارية الفاخرة.
![]() مجموعة من النظارات الشمسية DITA |
![]() قسم من مجموعة مراد من Dior و Valentinoو Givenchy |
في ثلاجتي تجدون دائماً طعاماً صينياً. يبهرني دائماً المطبخ الصيني الغني بالتوابل والنكهات. حين أحلّ في باريس، أزور دائماً مطعم MUN في جادة الشانزليزيه. كذلك تجدون كل أنواع الـ Berry، أي Blackberry وRaspberry وBlueberry. هذه الفاكهة تساعد كثيراً في طرد السموم من الجسم. إنها غنية بالمياه، وذات طعم لذيذ. لن تجدوا في ثلاجتي كل مشتقات الحليب من ألبان وأجبان، خصوصاً الجبنة البيضاء، فلا أحب طعمها. ربما يعود ذلك إلى حادثةٍ ما عندما كنت صغيراً.
جهاز تقني لا أتخلى عنه هو هاتفي الجوال، من ماركة iPhone، أسود اللون دائماً. أخزّن فيه كل الداتا الخاصة بي، أرقاماً وأسماء وبريداً إلكترونياً وصوراً وغير ذلك. اعتقد أنني لست وحيداً في تعلقي بالهاتف الجوال، بل هناك كثيرون مثلي.
الشيء الذي لا يفارقني إطلاقاً هو حقيبة يد سوداء من جلد التمساح من Dior، وكانت نسخة نموذجية تنفذ عند الطلب فحسب، لأنها كانت باهظة الثمن. أذكر أنني دفعت ثمنها 46 ألف يورو. أملك عدداً كبيراً من حقائب اليد من ماركات عدة، مثل Saint Laurent وDior. القاسم المشترك بينها هو لونها الأسود. كل حقائب اليد عندي سوداء، أختارها جلدية لتكون عملية ومريحة. في السفر، أختار حقائب Rimowa باللون الأسود. لا أستعمل حقيبة Carry On على متن الطائرة أبداً، بل أستبدلها بحقيبة يد من Goyard، حفرت عليها حرفي Z وM. في حقيبة يدي تجدون دائماً نظارات طبية بإطار أسود من TOM FORD، ونظارات شمسية من DITA، فالإطار المستخدم في هذه النظارات يُلائم وجهي، وحافظة نقود، وسائلاً لتعقيم اليدين، وقناعاً طبياً، وقلماً من MONT BLANC، ودفتراً صغيراً أرسم فيه أفكاراً تعنّ على بالي فجأة، وزجاجة عطر.
اكتشفتُ مؤخراً أن عدد أصدقائي قليلٌ جداً، لا يتجاوز عدد أصابع اليد. لكنني، في المقابل، أعرف عدداً كبيراً من الناس، من جميع الجنسيات، يجمعنا العمل أو تجمعنا القواسم المشتركة.
فنان أرغب في جمع أعماله إذا استطعت هو الفنان التشكيلي هرير، فأحرص على امتلاك لوحة من كل مجموعة يطلقها. كذلك المصمم البريطاني الراحل ألكسندر ماكوين، الذي أثبت حضوره ورسّخ أسلوبه في فترة زمنية قصيرة. كان هذا الفنان المصمم الرئيسي في دار Givenchy بين عامي 1996 و2001، قبل أن يؤسس علامته التجارية الخاصة. جمعت فساتينه بين الفن والموضة، ومثّلت كل قطعةٍ أنتجها لوحةً فنية تحمل رسالة بين خيوطها، نستطيع قراءتها بوضوح.
لوحة للفنان هرير
عطر لا أتخلى عنه أبداً هو عطر OUD WOOD من TOM FORD. أتمنى أن أكون مخلصاً لعطر محدد، لكنني لست كذلك. أختار عطوراً بينها قواسم مشتركة. أحب العطور الثقيلة والمكثفة المستوحاة من سحر الشرق، ولا أحب عطوراً تفوح منها رائحة الورد، لأنها أنثوية. جربت أصنافاً عدة من العطور، وأفضل الـ Perfume على الـ Eau De Toilette. أما بالنسبة إلى مزيل الرائحة، فأنا أستعمل Vichy.
عطر Oud Woodمن Tom Ford
أيقونتي في الأناقة هي النجمة ريتا هيوارث. في
زمانها، أرست مفهوماً جديداً للجمال والأناقة، فكانت المرأة الأنيقة والمثيرة في آن واحد، وتبقى مرجعاً لنجمات كثيرات حتى يومنا. جنيفر لوبيز أيقونة أيضاً، وظهرت بإطلالات عدة بتوقيعي، سواء على السجادة الحمراء أم في حفلاتها الاستعراضية. كثيراً ما تنتقي جنيفر أزياء من مجموعة الهوت كوتور التي وضعتها، وهنالك فساتين تُصمم خصيصاً لها كي ترتديها في مناسبات محددة. إنها رمزٌ للمرأة العصرية المفعمة بالطاقة والعفوية.
آخر أغنية حملتها عن الإنترنت هي أغنية لفيروز. يمكنني الاستماع إلى أي أغنية تغنيها فيروز في أي ساعة من ساعات النهار. كما أحب أيضاً الإصغاء إلى الموسيقى الكلاسيكية حين أكون وحيداً.
التطبيق الذكي المفضّل لديّ هو Pinterest. يُفيدني كثيراً في عملي، لأنّ البحث فيه يتم من خلال الصور.
تأكدت أن فنّ الـ "هوت-كوتور" لا يموت"
تجربة رائعة لا أنساها هي خطوتي الأولى في مسيرتي المهنية. كان ذلك في عام 1997، بإطلاقي مجموعتي الأولى Galaxy في لبنان. شغل العرض حينها الإعلام والناس لجرأته. ثم أطلقت أربع مجموعات خارج لبنان. كانت روما أول محطة أوروبية. لكن البداية كانت في ميلانو بعرض افتراضي بلا جمهور للتصوير فحسب، على سبيل التجربة، قبل عرض حقيقي جرى في روما واستمر عامين. قدمت فيه أربع مجموعات: مجموعة "أسفار" المستوحاة من سفري عبر البحار، ومجموعة Bouquet D’Artiste المستوحاة من ورود الربيع، ومجموعة Volcano المستوحاة من بركان يثور في داخلي أحلاماً وأفكاراً، ومجموعة Mosaique. كُرِّمت في روما بجائزة "الإبرة الذهبية". وتمت هذه التجربة بانتقالي إلى باريس التي أقطن فيها منذ عقدين من الزمان. اليوم، ثمة تجربة أخرى. فقد أثرت الجائحة سلباً في العديد من دور الأزياء، وبعضها أعلن إفلاسه. في البداية، شعرت بالخوف وسط إقفال أغلبية المحترفات، وبدأت أبحث عن بدائل. مع توافر اللقاحات وعودة الحياة إلى طبيعتها تقريباً، فوجئت بعودة السيدات إلى محترفي ليَخترن ما يلائمهن في مناسباتهن الاجتماعية، فعادت إليّ الروح وتأكدت أن فن الـ "هوت-كوتور" لا يموت.
كتاب الموضة الأول عن مسيرة زهير مراد
لو أتيحت لي الفرصة لاخترت العيش في روما. إنها أول عاصمة تعرفت عليها في أسفاري. إنها المتحف الوحيد في العالم بلا سقف ولا مدخل. في روما، تشاهد عظمة التاريخ الروماني من خلال المباني القديمة المميزة، وتختلف كل منها عن الأخرى بهندستها المعمارية. خياري الثاني باريس، حيث يمكنني أن أستوحي من كل شيء، وحيث يمكنني أن أعيش أبداً. طبعاً، بيروت مدينتي وحبيبتي التي تذكرني بطفولتي وأحلامي، فيها أشعر بالأمان والانتماء، ويطيب لي العيش. لا أنسى إسطنبول، المدينة الوحيدة التي تجمع الشرق بالغرب، ونيويورك العملاقة التي تُشعرني في كل مرة أنني في سباق مع الزمن. وأينما عشتُ، لَكُنتُ اخترتُ أولاً ودائماً زيارة ما فيها من معارض متخصصة بالأزياء: متحف Palais Galliera الفرنسي، ومتحف Victoria and Albert Museum في لندن، ومتحف The Metropolitan Museum of Art في نيويورك، وغيرها. حضرت معارض عدة أقامتها دور أزياء عالمية، مثل معارض ALAIA وJean Paul Gaultier وYves Saint Laurent وBalenciaga. برأيي، ثمة أزياء أشعلت ثورة في عالم الموضة
في ذلك الزمن، وكانت نقطة تحول. وأنا أقدر حرفية اليد العاملة
التي نفتقدها اليوم شيئاً فشيئاً.