نشأت في بيت من بيوت الطبقة العاملة في إزلنغتون حيث عشت في طبقة بأحد المباني، وتشاركت حماماً خارجياً مع عائلتين وسيدة مسنة كانت تعيش في الطبقة السفلى. كان كل شيء بالتقسيط؛ لم نكن نملك شيئاً إلا القط. هذه كانت ثقافتي، لكن كانت لديّ تطلعات ثقافية. قرأت كثيراً وأنا طفل وتعلقت جداً بالهندسة المعمارية وتصميم الأثاث. بدأ التعلق مع تشارلز ريني ماكنتوش، ثم عدت قليلاً إلى الوراء إلى ويليام موريس وحركات الفنون والحرف والجماليات.
ما أثار اهتمامي بموريس ومعاصريه كان وجود هذه العصبة من المصممين الشباب الذين كانوا يرون العالم من منظار مختلف. كانوا يريدون تحقيق مكانة لهم في مجال التصميم بالطريقة نفسها التي جربناها مع الرومانسية الجديدة التي أطلقتها مجموعة Blitz Kids حوالى عام 1979. وكنا جميعاً في هذا النادي نحاول تصميم الثقافة: كان ثمة مصممو أزياء ومخرجو أفلام وصحافيون، مثلما كان لموريس مصممون لأغلفة كتبه وخزافون ورسامون. ولا بد من أنهم كانوا نجوماً في زمنهم، إذ حطموا القواعد كلها واستلهم بعضهم بعضاً؛ ارتدوا ملابس غريبة إلى حد كبير في زمنهم، وكانت تشبه كثيراً ملابس القرون الوسطى. ومن العوامل الرئيسة الأخرى لاهتمامي بالتصميم كان بوب غيلدوف. زرته في بيته في وقت مبكر، وكان جامعاً رائعاً للقطع العتيقة. أمرٌ مميزٌ فعلاً أن يكون المرء محاطاً بأشباح التاريخ، وهو أعد بيته بطريقة جعلته يبدو كأنه عايش قروناً عدة.
يُوصَف بأنه نذل أو محتال أو إيرل الشرير
يعني هذا كله أنني حين وجدت نفسي في شارع كنيسة كينزنغتون بعدما حصلت على مرتبي الكبير الأول من Spandau Ballet، دخلت إلى متجر للقطع العتيقة وخرجت بكرسي صنعه فيليب ويب لويليام موريس وخزانة تُعلَّق في الزاوية من صنع ويليام بورغيس. بدت القطعتان سابقتين كثيراً لعصرهما، وما زلت أحتفظ بهما. تطلب مني اكتشاف إدوارد ويليام غودوين وقتاً أطول قليلاً. كان ذلك من خلال تاجر اسمه بول ريفز، كان يمتلك بدوره متجراً للقطع العتيقة في شارع كنيسة كينزنغتون تعلمت فيه كثيراً مما أعرفه عن غودوين. زرت أيضاً متحف فيكتوريا وألبرت حيث شاهدت واحدة من خزائنه الجانبية اليابانية الطراز: ربما يعود بعضٌ من النسخ الأولى إلى أواخر خمسينيات القرن التاسع عشر، لكن هذه الخزائن حداثوية مذهلة بتصميم هندسي. وهي ما جعلني أرغب في أن أعرف عنه أكثر. قرأت أنه أقام علاقة سرية مع الممثلة إيلين تيري. وقادني توقي لمزيد من المعرفة إلى قراءة يوميات خاصة بكثير من الأشخاص. يكتب ييتس عن زيارته وهو شاب إلى بيت أوسكار وايلد، ويصف الأثاث الذي صممه السيد غودوين. إنه رفيع وأبيض.

يملك كيمب عشرات القطع من تصميم إدوارد ويليام غودوين، من بينها خزانة معلقة

...وكرسي "يعقوبي"
وحين كنت أقرأ ذلك لم يكن أي أثاث أبيض من تصميم غودوين قد اكتُشِف بعد. منذئذ، أعرف أن كرسيين ظهرا إلى العلن. لقد عرفه وايلد إذاً. وعرفه ماكس بيربوم. وأصبحت مهتماً بالحلقة كلها. وأظن أن هذه هي متعة شراء الأثاث، إذا استطاع المرء أن يعرف كيف كان الأثاث في وقت صنعه أول مرة، فكم كان فظيعاً في ذلك الزمن.
في مجموعتي، لدي الآن قرابة 12 قطعة من تصميم غودوين، بما في ذلك خزانة معلقة، وكرسي “يعقوبي”، ومرآة غريبة الشكل. عُرض بعض القطع في معارض حول العالم. هل كنت لأتصادق مع غودوين؟ هو يُوصَف بشكل مختلف بأنه نذل أو محتال أو إيرل الشرير. لقد أنجب طفلين من تيري، أصبح أحدهما المخرج-المصمم المسرحي الكبير إدوارد غوردون كرايغ. لكن هل كان غودوين أعظم أب؟ كلا، على الأرجح لا. وهل أهمل تيري قليلاً؟ نعم. لكن بالتأكيد لسنا بصدد إلغاء غودوين. لا أعرف مدى سوئه كإنسان، لكنني أحب إلى حد كبير قصته وتيري حين أقاما علاقة سرية وعاشا في الخطيئة. سكنا في هذا البيت بعدما أخذ غودوين تيري من جي إف واتس وكانت لهما هذه الجمالية الغريبة بشكل لا يُصدَّق، مع نسخة من تمثال فينوس دي ميلو في وسط غرفة الاستقبال إلى جانب حصيرة من الأسل، وكانا غير متزوجين ولهما طفلان. لكن ما أغضب السكان المحليين حقاً كان خروجهما من دون قبعات.
كان علي أخيراً أن أحدّ قليلاً من هاجسي بغودوين. لي أبناء صغار منذ أعوام قليلة، وأثاث المنزل كله يُستخدَم بوجود أبناء في التاسعة والثانية عشرة والسابعة عشرة، لكن ذلك يحسّن الأمور قليلاً. ومنذ تزوجت قبل 18 عاماً بدّلت وزوجتي بيتنا ومزجنا بمجموعتي مجموعات قليلة إضافية من أزمنة مختلفة.عُرِضت علي قبل وقت طويل واحدة من الخزائن الشهيرة العائدة إلى خمسينيات القرن التاسع عشر، لكنها أغلى مما يمكن للمرء أن يتخيل.
صدر الألبوم الجديد لغاري كيمب، Insolo، عن Columbia