مجلة الرفاهية العصرية تصدرها إيلاف بالاتفاق مع فايننشال تايمز

تسوق

الشاي بنكهة الاستكشاف والمغامرة

يقدم متجر Companhia Portugueza do Chá في لشبونة مزيداً فريداً من الشاي بنكهات غير تقليدية

داخل متجر Companhia Portugueza do Chá داخل متجر Companhia Portugueza do Chá

"غالباً ما يقول لي زبائني إنهم يشمّون رائحة المتجر من أسفل الشارع"، هذا ما يرويه سباستيان فيلغيراس، مؤسس متجر الشاي Companhia Portugueza do Chá في حي ساو بنتو التاريخي في لشبونة، ويضيف: "يأتون ويسألون ما الرائحة التي يشمونها، فأبلغهم أن عليهم ابتياع عيّنة من كل نوع من أنواع الشاي...".
إنه متجر الشاي الوحيد في لشبونة حيث يُخلط الشاي مباشرةً، في ما يسمّيه فيلغيراس "مختبره". يؤتى بأوراق الشاي من البرتغال والصين وتايوان واليابان والهند وفيتنام ورواندا وكوريا والنيبال، ويقوم فيلغيراس بقياس كميات صغيرة منها، ثم يمزجها ويضيف إليها زهوراً عضوية وفاكهة مجففة من البرتغال.

حين تتذوّقها للمرة الثانية تجد أن نكهتها رائعة 
سباستيان فيلغيراس، مؤسس متجر الشاي Companhia Portugueza do Chá

فيلغيراس الذي تدرّب على يد ساقية الشاي البريطانية المرموقة جاين بتيغرو، متخصص في فن المزج الكلاسيكي، لكن مقاربته غير تقليدية. وهو يسمي العديد من خلطاته بأسماء شخصيات تاريخية مغمورة يُنسَب إليها الفضل في تعزيز روابط أوروبا بشرق آسيا. فعلى سبيل المثال، كتب الراهب غاسبار دا كروز الذي عاش في القرن السادس عشر، وكان كثير الأسفار، إحدى أولى الروايات الأوروبية عن الصين، فابتكر فيلغيراس شاي Gaspar (بسعر 6.90£ لكل 100غرام)، وهو عبارة عن خليط من الشاي الأسود مع الليتشي والدراق، ليكون "تحيةً تكريمية لرحلاته".
شاي Earl Grey Portugal (بسعر 6.89£ لكل 100 غرام) من المنتجات الأكثر شعبية. يقول فيلغيراس: "إنه ممزوج مع قشور حبات الليمون البرتغالي التي نقشرها ونجففها بأنفسنا". ومن أنواع الشاي الأخرى التي تتصدر قائمة مبيعاته شاي Lisbon Breakfast (بسعر 5.17£ لكل 100 غرام)، وهو كناية عن خليط من الشاي الأسود من منطقة الأزور في البرتغال، ومن سريلانكا. يقول فيلغيراس: "يجمع هذا النوع الأفضل بين عالمَين، فتحصل على فنجان شاي مشرق بصورة استثنائية".

Lisbon Breakfast (بسعر 5.17£ لكل 100 غرام) © Charlotte Valade
   pu-erh  مخمر © Charlotte Valade

 

يعود تاريخ المتجر ذي الواجهة الفسيفسائية إلى ثمانينيات القرن التاسع عشر، وإلى عهد الملك لويس الأول، وكان حينها متجراً للأحذية. الآن، يستأجر فيلغيراس المكان من الابن المتقدم في السن لمالك المتجر الأساسي. حين وقّع عقد الإيجار في عام 2014، كانت عناصر الديكور التي تعود إلى القرن التاسع عشر محجوبة خلف الألواح المطليّة باللون الأبيض. يقول فيلغيراس عن إعادة تصميم المكان: "نزعنا الألواح كي ينكشف الديكور الداخلي الأصلي". لحسن الحظ، كانت رفوف العرض المصنوعة من خشب برازيلي صلب ذات حجم مناسب تماماً لعلب الشاي، وأعاد فيلغيراس طلاءها باللون الأسود المخملي الشديد الدقة. 

مؤسس المتجر سباستيان فيلغيراس © Charlotte Valade

تمتلئ الرفوف بأنواع نادرة من الشاي الأبيض، وأنواع شاي Dan Cong (شاي أولونغ صيني يُقطَف من شجرة واحدة)، والشاي المخمّر المعروف بشاي pu-erh، ومنها صنف من الشاي مزروع في هونغ كونغ في عام 1998 (بسعر 25.84£ لكل 50 غراماً). يقول فيلغيراس: "إنها أنواع ترابية وشجرية من الشاي مع نكهة مشابهة للفطر والتراب وأوراق التبغ. حين تتذوّقها أول مرة، تجدها غريبة جداً. وحين تتذوّقها ثاني أو ثالث مرة، تجد نكهتها رائعة".
تتزيّن العلب المميّزة، وهي علب من القصدير باللون البرتقالي أو الأزرق الغامق، بنقش الأميرة البرتغالية كاثرين أوف براغانزا التي أصبحت ملكة على إنكلترا، ويُنسَب إليها الفضل في تعريف الجمهور البريطاني على الشاي. يشرح فيلغيراس: "يُروى أنها أحضرت معها صندوقاً من الشاي الصيني في رحلتها إلى إنكلترا، وكانت تحتسي الشاي طوال الرحلة تجنباً للإصابة بالإعياء بسبب السفر. وسرعان ما انتشرت هذه العادة في مختلف أنحاء البلاد".
يزوّد متجر Companhia Portugueza do Chá الفنادق البرتغالية والمطاعم الحائزة على نجوم ميشلان بخلطاته من أصناف الشاي المختلفة؛ إضافةً إلى زبائن المتجر الإلكتروني، والسكّان المحليين الأوفياء، والمارّة الذين يدفعهم الفضول إلى ارتياد المتجر. يقول فيلغيراس: "هناك عدد كبير من الزبائن الذين يدخلون لشراء القليل من شاي Rooibos لجدّاتهم. لكنهم لا يلبثون أن يعودوا لشراء الشاي لأنفسهم".

0 تعليقات

شارك برأيك